يحيى ويسر
المحتويات
لا يستطيع تحديد ماهيتها فقد كانت خليط من الإعجاب بكلمة بابا التي نطقها الطبيب بجهل منه و طالما تمني هو أن يستمع إلي تلك الكلمه مدي حياته و أسف يملؤه لكونها كلمة ليست من حقه و خزي يعتريه عندما تذكر أخيه و واجه نفسه بحقيقة ميوله نحو زوجته ليقرر إبادة ذلك الصراع الذي يكاد يفتك به منشغلا بحديث الطبيب الذي نظر إليه متحدثا بجدية الحرارة سببها ميكروب من
تستند إلي مقعدها بمكان عملها الجديد بملل و إعتياديه أحبطاها قبل أن تطرق الباب زميلتها بالعمل و تدخل قائلة يا بناات مين اللي موافقه تروح جليسة مسنين!
_طيب تعالي إتكلمي مع الباشمهندس اللي برا و شوفي هيقوللك إيه!
خرجت برفقة زميلتها لتري علي مدد بصرها شاب فارع الطول جسده ممشوق هندامه مرتب لتتيقن هي أنه ذات منصب مرموق إقتربت منه لتردف إتفضل حضرتك!
أومأت قائلة مساء النور إتفضل!
حمحم قائلا كنت محتاج sitter لوالدتي هي سيدة مسنه و عندها زهايمر و للأسف أنا مش عارف أراعيها كويس بسبب شغلي و سفري الكتير و كده!
أومأت مديرة المركز بترحيب وقالت حضرتك إحنا هنا مركز جليسات أطفال لكن متدربين في البداية علي مرافقة المسنين كمان آنسه غزل مع حضرتك لو تحب تشوف ال بتاعها.
إنفرجت شفتا غزل بإبتسامة مشرقه وقالت ده شرف ليا حضرتك و شوف تحب أبدأ إمتا و أنا تحت امرك.
أومأ بهدوء فقال من بكرة بإذن الله و ده العنوان بالتفصيل.
أخرج من جيب سترته كارتا مدونا به عنوان منزله لتهز رأسها بموافقه وتقول تمام حضرتك بكرة الساعه 10 الصبح بإذن
الله هكون موجودة.
أومأ مبتسما وقال بإذن الله تشرفينا عن إذنكوا.
لينصرف خارج المركز بينما عادت هي إلي مكانها بسعادة و قامت بالإتصال بوالدها و أخبرته عما حدث بسعادة فقال متسائلا بس رعاية المسنين صعبه يا غزل مش زي رعاية الأطفال هتقدري عليها!
أومأت بتأكيد و قالت هقدر أكيد إن شاء الله يا بابا أنا واثقه. و بعدين كفايه إني هاخد ثواب كبير.
لسه ساعه تقريبا إنت خدت علاجك
_أيوة من بدري يلا ساعه بالظبط و تبقي في البيت مش عايز تأخير سلام.
أنهت المكالمه لتشرد بعدها بالأيام التي تنتظرها و الأيام التي ولت أيضا لتحتل صورته مخيلتها من جديد.
عادت يسر إلي البيت شاردة تائهه تفكر بالحديث الذي أخبره به سليمان...
قبل ساعه
_تتجوزيني يا يسر!
إحتلت الصدمه معالم وجهها لتحملق به بدهشه و تنفرج شفتاها قائلة پصدمه إيه!
حمحم بقوة و توتر في آن واحد وقال بقولك تتجوزيني! أنا شايف إن إنتي محتاجه راجل في حياتك تتسندي عليه و تتحامي فيه و نور و زياد كمان محتاجين حد يكون ضهر ليهم فأنا بعرض عليكي الجواز و بالشروط اللي تحبيها.
نظرت أمامها بتخبط و حيرة و قالت مش عارفه إنت فاجئتني بحاجة زي كده....
قاطعها قائلا بصي يا يسر عشان نكون صريحين مع بعض أكتر إنتي صغيره لسه و مس ممكن هتستني بقية عمرك من غير جواز و بصراحه لا أنا و لا أبويا ولا أخويا هنقبل إن عيالنا تتربي مع حد غريب.
نظرت إليه مستفهمه وقالت و إيه اللي جاب سيرة الجواز دلوقتي!
نظر إليها مغتاظا وقال إيه اللي جاب سيرة الجواز! إنتي من إمبارح بس بقا متقدملي ييجي خمسه عايزين يتجوزوكي!! و أنا برفض من بعيد بس مظنش إن ده حل. إنتي لازم تتجوزي و تقفلي الباب ده نهائي و أنا كمان أحق واحد بتربية نور و زياد.
نظرت إليه مستفهمه ليجيبها بهدوء قائلا بما إني مفيش معايا ولاد فأنا محتاجهم و بالإضافه لإني مفيش ورايا مسئوليات ولا إلتزامات يعني هعيشهم في نفس المستوي اللي كان أبوهم الله يرحمه معيشهم فيه و يمكن أحسن كمان.
كان بداخلها الكثير من الحديث الذي تود قوله ولكنها عوضا عن ذلك آثرت الصمت ليستكمل حديثه قائلا بصي أنا مش عايز منك رد دلوقتي خدي وقتك و فكري في الكلام كويس و فكري كمان في مصلحة عيالك و بعدين ردي عليا.
أومأت بموافقة ليتابع قائلا بس يا ريت من هنا لحد ما تفكري و تاخدي قرار الموضوع ده يفضل بيننا و لو حصل نصيب و وافقتي بإذن الله أنا هبقا أبلغهم.
أومأت بصمت يتخلله تفكير عاصف يكاد يهلك رأسها ليدير محرك السيارة مكملا طريقه نحو المنزل.
عودة للوقت الحاضر
الحمد لله يا حبيبتي إنتي عاملة إيه و أحمد عامل إيه
_الحمد لله كلنا بخير عاش من سمع صوتك.
والله يا إيمان تلاهي كده و الولاد صعبين و واخدين كل وقتي.
_عارفه يا حبيبتي ربنا يعينك عليهم و إيه أخبارك طمنيني
أطلقت تنهيده حارة وقالتمتلخبطه والله يا إيمان و مش عارفه مالي.
قطبت الأخري حاجبيها بإستغراب وقالت إيه مالك فيكي حاجه ولا إيه!
إختنقت العبارات في حلقها لتردف بإضطراب و تقول تعرفي عمي سليمان أخو يحيي الله يرحمه!
_عمك سليمان أبو عين زايغه
ضحكت يسر بضيق وقالت أيوة هو.
_آه مالو! ليكون ضايقك ولا بيغلس عليكي...
قاطعتها يسر قائلة لا لا مش كده خالص هو يعني..
حثتها إيمان علي إستئناف حديثها فقالت هاااا يعني إيه
_عايز يتجوزني!!
نطقتها يسر فجأة لتردف صديقتها قائلة يا بنت الإيه يا يسر حظك في الرجاله دوبل!
تأففت يسر وأردفت قائلة بالله عليكي أنا في إيه ولا ف إيه دلوقتي.
_يا بنتي في إيه ولا ف إيه هو ده موضوع تفكري فيه أساسا وافقي وش طبعا إنتي هتلاقي أحسن من سليمان الهنداوي فين! جمال و دلال و فلوووووس متلتله ياما لو أكلتيها أكل مش هتخلص وبعدين الراجل طالبك في الحلال و في العلن ولا يكون عايز يتجوزك عرفي!
قالت يسر مسرعة لالالا طبعا عرفي إيه رسمي أكيد.
عادت صديقتها لإقناعها قائلة طيب عايزة إيه أكتر من كده عشان توافقي! و بعدين بديا حبيبتي إنتي لسه صغيره و شابة و جميله و مليون واحد يتمنوكي و أكيد مش هتعيشي العمر كله بطولك كده.
إزداد تخبطها و حيرتها فقالت بس لما أتجوز يكون أخو يحيي! أنا مش قادرة أتقبل الفكرة دي وبعدين يا إيمان أنا بحب يحيي
الله يرحمه...
قاطعتها إيمان قائلة يا حبيبتي الحب حاجه و الجواز حاجه تانيهوبعدين الحي أبقي من المېت يا يسر و إنتي مهما عيشتي حزينه علي فراق يحيي مسيرك هتنسي يبقا ليه تستني لما العمر يجري بيكي و تفوتي فرصه زي دي!
_طب و صافيه مراته! دي طيبه و غلبانه و بتعشق سليمان و بصراحه مش هاين عليا أعمل فيها كده أنا لو كنت مطرحها إستحاله كنت هوافق إن جوزي يتجوز مرات أخوه.
بقوللك إيه يا يسر يا حبيبتي في مثل بيقول إن قابلك الأعمي كل غداه منتاش أحن من اللي عماه يعني فكري في نفسك و في عيالك و بس.
بدا عليها الإقتناع قليلا لتردف قائلة إنتي شايفه كده!
_أووممال.. ده الصح و ده اللي هيضمن لك عيشه مرتاحه إنتي و عيالك مدي الحياه.
أومأت يسر قائلة بعد أن زفرت براحة مش عارفه أقولك إيه يا مون أنا كنت متردده بس إنتي ريحتيني ربنا يريح قلبك.
_لا يا جميل متترددش وبعدين في حد يطول يتجوز راجل زي سليمان جاتك خيبه ده يا ريتني كنت أنا يبنتي.
أطلقت يسر ضحكه مختاله وقالت لا يا بنتي متقوليش كده ربنا يخليلك جوزك و إبنك.
_يارب يا حبيبتي يلا إبقي طمنيني عملتي إيه هستني منك تليفون.
بإذن الله يروحي مع السلامه.
أنهت المكالمه لتتنهد بإرتياح وتقول هي صح أنا لا هعمل حاجه غلط ولا حاجه حرام بالعكس أنا هعمل كده عشان مصلحة عيالي يعني مش باجي علي حد ولا بظلم حد.
ثم بسطت ساعديها علي الفراش لتحتل شفتاها إبتسامة غامضه لم تهتم هي بتفسير سببها.
الفصل الخامس
كان مقيدا بأغلال من شوك لم يستطع حلها أو نزعها و لكن قدماه كانتا محررتان ليفيق من غفلته و يهرول سريعا إلي الخارج ليجد إمرأة جميله تقف بعيدا علي مدد بصره ليركض بإتجاهها فإذ بها تعود للخلف ليعود و يركض نحوها مرة أخري ليجدها وكلما إقترب منها إبتعدت أكثر ليتيقن أنها سراب و أنه لن يتمكن من اللحاق بها فوقف مستندا بيديه إلي ركبتيه يحاول إلتقاط أنفاسه اللاهثه ليستمع إلي صوت يصدح بعيدا ليعتدل قائما فوجدها تشير له بالإقتراب منها وهي تناديه بإسم لم يستطع تمييزه ليعود و يهرول نحوها مرة أخري ليسقط في قاع بئر مظلم ف طفق ېصرخ مستغيثا وهو ينظر للأعلي ينتظر مرور أحدهم ليراها تقف علي حافة البئر و هي تنظر إليه پبكاء و تمد يدها نحوها تريد مساعدته قبل أن تختفي و تعود مجددا وهي تلقي إليه ب حبل أمسك هو به و سحبته للأعلي حتي وصل إلي قمة البئر لترتفع ضحكاته فرحا بالنجاه قبل أن تنقشع عنه مجددا و تتحول إلي صرخات مستجديه وهو يراها تترك طرف الحبل من بين يديها ليهوي هو إلي قاع البئر من جديد ف ظل ېصرخ و يناديها مستغيثا بينما علت ضحكاتها الساخرة لتتركه و تبتعد مختفيه عن أنظاره.
إنتفض يحيي من نومه بفزع وهو يلهث كإنه كان يركض بنومه ليزفر براحه عندما تبين له أنه كان مجرد كابوسا ليس إلا لينظر حوله فوجد أن الصباح قد أتي فقطب حاجبيه متعجبا و نهض من الفراش وهو ينادي مصعب فخرجت والدته من المطبخ تقول بإبتسامه صباح الخير يا حبيبي مصعب زمانه جاي.
تسائل بضيق هو راح الشغل من غيري ليه النهارده
أجابته بلطف لا يا حبيبي النهارده مفيش شغل و مصعب راح يقابل المعلم بتاعه عشان يقبضه كان عايز يصحيك تروح معاه بس أنا قولتله بلاش خليه نايم الساعتين دول ده شقيان طول الاسبوع.
إبتسم قائلا ماشي ياما منتحرمش منك.
_ولا منك يا محمد يبني يلا بقا عشان تفطر.
أومأ موافقا بينما إنصرفت هي وعاد هو إلي غرفته شاردا بتفاصيل ذلك المنام الذي رآه
متابعة القراءة