يحيى ويسر

موقع أيام نيوز

يحيي هامسا إليها كلمتك إمبارح كتير و النهارده بس تليفونك كان مقفول!
أومأت بموافقه وقالت أنا كنت قفلاه.
قطب حاجبيه متعجبا وقال إنتي اللي كنتي قفلاه! أنا تخيلت إنه فصل شحن مجاش في بالي إنك قفلتيه.
نظرت أمامها مجددا وقالت بهدوء ينافي العاصفه الموجودة بداخلها كنت عايزة أفصل من كل حاجه حواليا كنت حاسه إني متلخبطه و محتاجه أبعد عن كل حاجه!
_حتي أنا!
تسائل بترقب فلم يحصل سوي علي إيماءه موافقه مقتضبه مما أصابه بالذهول ف آثر الصمت و راح ينظر أمامه بهدوء مماثل.
إيه ده ! مش ده قاسم عبدالرحمن صاحبك يا يحيي!
قالتها صافيه وهي تشير بإتجاه قاسم الذي كان يسير علي بعد خطوات منهم فأومأ يحيي بتأكيد وقال أيوة هو ثواني أشوفه و جاي.
قال إبراهيم بلطف لأ يبني ميصحش نادي له يتغدي معانا طالما إحنا اللي شوفناه.
ناداه يحيي و دعاه للجلوس برفقتهم فتقدم منهم و صافح الجميع بإحترام ثم قال سبحان الله لينا نصيب نشوف بعض أنا كنت جاي أتغدي هنا و ماشي أصلي ساعات بحب أقعد عالبحر لوحدي بعيد عن زحمة الشغل و الإجتماعات وكده.
ثم نظر إلي إبراهيم و تابع تلاقيني بحب أهرب كل فترة كده و أغير جو أو بمعني أدق بجدد نشاط يعني.
أومأ إبراهيم بلطف وقال طب إتفضل اقعد إحنا كنا بنجهز الأكل و ليك نصيب تاكل معانا.
_لا معلش اعذرني مرة تانيه.
لااا والله ما يحصل اقعد دي اللمه مفيش أحسن منها و خصوصا لمة البحر و الجو العظيم ده.
نظر الجميع إليه بتعجب وقالت غزل ده علي أساس إننا مكناش بنتخايل عليك عشان تنزل معانا!
غمزها بمرح ليضحكوا جميعهم بألفه و من ثم بدأتا غزل و صافيه تقمن بإعداد الطعام وسط جو ملئ بالمرح و البهجه.
بادر قاسم بالحديث قائلا بقالك يومين يا يحيي بيه أجازة و رامي الحمل كله عليا لحد ما إتنفخت حتي معنديش وقت أنام.
برز صوت يحيي قائلا أنا عارف والله من بكرة بإذن الله هتابع الشغل و أشوف الإجتماعات المتأجله.
أومأ قاسم موافقا وقال ماشي يسيدي براحتك عالعموم معذور المدام حلوة بقا و وخداك مننا!
ألقاها ببساطة ليسعل يحيي بغتة وقد توقف الطعام بحلقه و راح يتطلع نحوه يتفحص مدي جدية حديثه ليجده وقد شرع في تناول طعامه مرة أخري مسلطا بصره بالطبق من أمامه و كأن شيئا لم يكن.
تغاضي عن ما حدث و إستأنف تناول طعامه تحت نظرات إبراهيم الثاقبه المتفحصه والتي تلتقط و تراقب كل إنفعالاته و تدرسها و تحللها بعين خبيرة بينما كان هو منشغلا بالنظر إلي قاسم بمنتهي التحفز و الإنتباه.
_أكيد غزل هي اللي عاملة الأكل ده!
قالها قاسم بإبتسامه متسعه وهو ينظر إلي غزل التي إبتسمت بتوتر و لطف في آن واحد وقالت الحقيقه مش أنا لوحدي أنا و عمتو.
قال وهو لا يحيد ببصره عنها واضح إن نفسك في الأكل هايل لازم يحيي يعزمني في بيتكوا و آكل من إيديكي تاني.
زفر يحيي بضيق و ألقي بالملعقه من بين يديه بحدة إلتفت لها الجميع فإبتلعت غزل لعابها بقلق وهي تري ملامح الڠضب قد تسللت إلي محياه بوضوح.
كان إبراهيم يجلس صامتا ما عليه سوي أنه يراقب إنفعالات الجميع من حوله بتريث و هدوء ولا يعقب!
إختلس قاسم النظر إلي يحيي ليجد عيناه وقد إتقدت و تجمرت بلهيب الڠضب فعلم أنه أصاب الهدف بنجاح و لكن مهلا لا بد أن يثبت كفائته فيما وكل إليه!
أخرج علبة سجائره الخاصه و قدمها نحو إبراهيم الذي أومأ نافيا وقال لأ النوع ده شديد علي صدري أنا معايا السجاير بتاعتي.
قدمها نحو يحيي الذي رفض بفظاظة قائلا مش عايز.
بدأ بتدخين السېجاره بصمت ثم تسائل قائلا فين زياد صح!
أجابت غزل تلقائيا ببراءه زياد المدرسه بتاعته عاملين كامبينج وهو كان متحمس جدا إنه يشارك معاهم لاول مرة و كده.. ف يحيي وافق إنه يروح معاهم بقاله يومين أهو.
أومأ بإبتسامه ثم قال الأنشطه اللي من النوع ده مفيده جدا لتعزيز ثقة الطفل بنفسه و بتعلمه إنه يتعود يكون إنسان مسئول كمان.
أومأت الأخري بتأكيد وقالت دي حقيقة.
_عمرك خيمتي قبل

كده!
تسائل وهو ينظر إليها بإهتمام فقالت مرة واحده أيام ثانوي كان أسبوع في نويبع تبع المدرسه بتاعتي....
و نظرت إلي والدها وقالت بضحك فاكر يا بابا أيامها لما كنت رافض إني أروح معاهم المخيم و فضلت أتحايل عليك أنا و عمتو!
أومأ ضاحكا ثم قال كنت حاسس إنك ولا اللي رايح الجيش.. مكنتش هوافق أبدآ لولا قعدتي ټعيطي و صعبتي عليا.
أضافت بحماس صادق وهي تسترجع ذكريات ذلك اليوم و يومها إشتريتلي الصاعق المنحوس ده و من وقتها ملازمني في الرايحه و الجايه.
أومأ موافقا وقال كنت خاېف عليكي...
و نظر إلي يحيي وقال يومها هي جت الصبح تقوللي فريق من المدرسه رايحين يعملوا تخييم في نويبع و عايزة أجرب و أطلع معاهم .. في البدايه كنت متردد و شبه موافق جيتلك بالليل كنا يوم خميس بفتح علي فيلم السهرة لقيت الفيلم بتاع شوية العيال اللي راحوا يقضوا اسبوع في مخيم قال إيه في الغابه و ماتوا واحد ورا التاني.. يومها أنا شيلت فيشة التلفزيون من هنا و جري علي اوضتها من هنا قولتلها إصرفي نظر خاالص.
كان يسرد ما حدث وسط نوبة من الضحك تسيطر عليه لينفجر الجميع ضاحكا ما عدا يحيي الذي إڠتصب إبتسامة علي شفتيه و أومأ بوجه مقتضب و ملامح متجهمه بدت واضحه و ملفته للكل.
إعتراه ضيق شديد و ألم به الڠضب من كل حدب و صوب فراح يهز قدميه بعصبيه مفرطه كان يحاول إخفائها بكل ما أوتي من قوة فأخرج علبة السچائر خاصته و أشعل واحدة و بدأ بتدخينها بنهم وهو ينقل بصره بين قاسم و غزل بقوة.
أضاف قاسم جرعة أخري من غلظته وقال هاا مكملتيش يا غزل....
ليقاطعه يحيي بحدة هادرا هو مفيش في القعده غير غزل ولا إيه!
ألقاها بحدة و صوت جهور ليقول قاسم متصنعا التعجب نعم! مش فاهم تقصد إيه!
نهض واقفا بضيق وقال مقصدش حاجه عن إذنك يا عمي إبراهيم أنا هستأذن عشان الجو بدأ يبرد و نور عندها حساسية صدر.. لو خلصتوا قعدتكوا إتفضلوا أروحكوا..
قال إبراهيم بتفهم لا يبني الله يصلح حالك إحنا هنفضل شويه إتفضل إنت من غير مطرود...
أومأ مقتضبا و نظر إلي غزل بحدة و عينان يفيض منهم الشړ و تسائل هتيجي معايا ولا هتخليكي!
قبل أن تنطق قال والدها قومي مع جوزك يا غزل و أستاذ قاسم هيوصلنا.
أومأت بهدوء و نهضت ليقف قاسم مبتسما بسماجه و يقول وهو يمد يده إليها مع السلامه يا غزل إبقي خلينا نشوفك.
ضغط علي أحرف إسمها متعمدا إثارة غيظ ذاك الذي كان علي وشك الإڼفجار فأومأت غزل دون أن تتفوه و ثافحت والدها و صافيه و إنصرفت مع زوجها بصمت في طريقهم نحو السيارة.
إستقلت السيارة برفقته وهي تصطك ببعضها من فرط الوچل كانت تنتظر إنفجاره و ثورته بترقب و قلق لكنه لم ينبس بكلمة واحدة.
بينما كانت تحمل نور علي قدميها نظرت إليه وقالت يا حرام نور راحت في النوم قبل ما تاخد شاور.
سدد إليها نظرة واحدة كانت كافيه لبث الړعب في نفسها مما جعلها تزدرد ريقها بتوتر وقد علمت بأن الليله لنزتمر مرور الكرام!
توقفت السيارة أمام المبني لتتوقف معها نبضات قلبها وهي تستعد لإقتراب أچلها.
ترجل من السيارة بهدوء و فتح الباب المجاور لها ليلتقط نور من بين يديها ثم إبتعد لتنزل هي بدورها وهي تتلاشي نظراته الغاضبه التي تكاد تفتك بها ثم صعدت برفقته إلي بيتهما.
دلف إلي الشقه و دلفت بعده فذهب إلي غرفة نور و وضعها علي فراشها ثم نظر إليها حيث كانت تقف علي بعد
خطوات منه وقال بنبرة متحفظه لا تنم عن الخير أبدا
_ تعالي!
قالها بإقتضاب و دلف إلي غرفته فشعرت وكأن الأرض تميد بها تقدمت من الغرفه و دلفت لتجده يدير ظهره إليها وقد بدأ بحل أزرار قميصه فقالت محتاج حاجه! أنا هدخل آخد شاور و أنامتصبح علي خير.
ألقتهم تباعا و همت بالخروج من الغرفه ليستوقفها قائلا إستني!
نظرت إليه بإستفهام ليمد النظر إليها بغموض قبل أن يقترب منها بخطوات متزنه هادئه أزادت من وطأة قلقها و توقف أمامها مباشرة وقال ممكن أفهم إيه اللي كان ببحصل من شوية

ده!
_هو إيه!
قطبت حاجبيها و تصنعت البلاهه ليقضم هو شفتيه و راح يجول بعيناه في جميع أنحاء الغرفة قبل أن ينظر إليها مجددا ويقول هو إيه! هو إنتي هتستعبطي ولا إيه!
عبس و صاح بعصبيه مفرطه متسائلا بصرامه بينما إضطربت هي و راحت تتلمس الخلاص من هذا المأزق بينما يحدق هو بها تحديق المۏتي!
سيطر عليها الإضطراب الشديد فقالت أستعبط إيه أنا مش فاهمه بجد هو في إيه! هو أنا عملت حاجه ضايقتك!
نفرت عروقه وقال پغضب حاجه! حاجه واحده! إنتي كل اللي عملتيه عك في عك أصلا.. إنتي الظاهر ناسيه إنك متجوزه أساسا.
نظرت إليه بحيرة من أمره وقالت لأ مش ناسيه إني متجوزه أكيد بس ممكن أفهم إيه اللي عملته بالتحديد خلاك مضايق مني أوي كده.
_ مضايق! أنا مش طايقك أساسا دلوقتي.
ألقاها پغضب لتتسع عيناها بحزن وقالت عادي يا يحيي و إيه الجديد! أنا هدخل أنام..تصبح على خير.
تحركت إنشا واحدا ليمسك بذراعها يمنعها من المغادرة وقال رايحه فين! هو أنا مش بكلمك! ولا أنا مش مالي عينك!
_يوووه يا يحيي في إيه بقا! هو تلاكيك وخلاص!
قالتها بنفاذ صبر وهي تنزع يدها من بين قبضته ثم نظرت إليه و إنفجرت پغضب تقول علي فكرة أنا مش ناقصه تعب أعصاب ولا حړقة ډم لو هتقول بوضوح إيه اللي مضايقك هسمعك مش هتتكلم يبقا سيبني أنام.
_دلوقتي عايزة تنامي! تسائل بتهكم و أضاف أومال من نص ساعه بس كنتي مفرفشه عالآخر و عماله تضحكي و تهزري و تحكي ذكريات طفولتك كمان إنتي و الهباب اللي إسمه قاسم ولا إنتي مراعيه الخروف اللي قاعد ولا كإنك متجوزه أساسا.
إرتفع حاجبيها بتعجب مصطنع وقالت هو ده اللي مضايقك! أنا مستغرباك بصراحه.. فيها إيه لما إتكلمنا و ضحكنا و هزرنا شويه حضرتك لو لاحظت إحنا كنا قاعدين عالبحر مش قاعدين في meeting يعني الطبيعي و اللي بيحصل في الاوقات اللي زي دي ان الناس تضحك و تهزر مع بعضها.. و بعدين هو إحنا كنا قاعدين نحب في بعض ما كنا بنتكلم كلام عادي جدا و قدامكوا كلكوا.
أشهر سبابته بوجهها وقال بتحذير غزل إتكلمي
تم نسخ الرابط