يحيى ويسر
المحتويات
خليك معايا لما أشوف مين!
فتحت الباب لتجد شابه حسناء تقف أمامها وقالت منزل يحيي بيه الهنداوي!
أومأت غزل بتأكيد وقبل أن تتفوه بكلمه كانت قد سقطت أرضا بفعل ذلك المخدر الذي قامت الفتاه برشه أمام أنفها و دلفت إلي المنزل سريعا و منه إلي غرفة المكتب حسب وصف يسر.
كانت المكالمه لا تزال مستمرة غاب صوت غزل فجأه مما أثار قلق يحيي الذي كرر نداؤه بإسمها كثيرا دون أن يصله رد خرج من سيارته مسرعا و صعد الى شقته ثم فتح الباب و دلف ليجد غزل ملقاه أرضا مغيبه عن الوعي فأسرع يرفعها عن الأرض ثم وضعها علي الأريكه لينتبه إلي حركه خفيفه بداخل غرفة ا...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وقف ساكنا دون حراك ينقل بصره بين أطفاله و غزل وهو لا يدرك ما يحدث فأسرع بإتجاه غرفة المكتب ليجد تلك المدعوه مريم تفتش بين أغراضه وهي تحمل حقيبة من الجلد تضع بها كل الاوراق الموجودة علي المكتب.
شحب وجهها و تسمرت بمكانها فور أن رأته يقف أمامها فألقت بالأوراق من بين يديها پذعر عندما تقدم منها بنظرات ناريه وهو يقول إنتي مين و إيه اللي دخلك هنا!
تراجعت للخلف پخوف و ذعر وقالت أنا مليش دعوة يسر هي اللي قالتلي آجي و أخد الأوراق بتاعة المناقصه.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تلجلجت پخوف وقالت مم..مش عارفهه..
إقترب منها و أطبق علي فكيها بيده بقبضة حديدية وقال بهمس أثار الړعب في نفسها مش عارفه إزاي يعني! إنطقي بدل ما أموتك هنا ومحدش يعرف عنك حاجة.
_غسان منصور...
قالتها بصوت متحشرج ليبتعد للخلف مضيقا عيناه بتفكير ثم قال غسان منصور! ماله غسان زفت!
أومأت بموافقه وقالت أنا و يسر بنشتغل عنده في الڤيلا وهو عرف إنك كنت متجوزها فطلب منها إن هي اللي تجيبله ورق المناقصه من عندك من المكتب وهي قالتلي أجي اخده لإنها مش هتعرف تيجي...
ينفعكوا انتوا الاتنين.
أخرج هاتفه وقام بالإتصال بالمحامي الخاص به و أبلغه بما حدث و طلب منه الحضور علي الفور و من بعدها قام بإبلاغ الشرطة و إخطارهم بمحاولتها سړقة مستندات من مكتبه و التعدي علي زوجته و أولاده و تخديرهم.
تم حپسها علي ذمة التحقيق لمدة أربعة أيام و الأمر بإحضار يسر لما نسب إليها من تهم حسب تصريحاتها.
بعد إنتهاء التحقيق حكمت النيابة العامة بالحبس لمدة سنه علي كلا من مريم و يسر لإعتبارها شريكه لتحريضها علي السرقه.
كانت يسر تقف بداخل قفص الاتهام تذرف الدمعات بصمت قبل أن تنظر إلي يحيي وهو يهم بمغادرة قاعة المحكمة فصړخت بإسمه تستجديه و تتوسل إليه.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_عشان خاطري يا يحيى.. طيب عشان خاطر عيالنا حتي!! يرضيك لو سألوا عني يقولوا لهم أمكو في السچن!
و مفكرتيش في عيالك من الاول ليه! دلوقتي بس إفتكرتيهم و شايله هم هيقولوا لهم ايه! عالعموم إطمني عيالي محدش هيمسهم بكلمة لا قريب ولا غريب.
ألقي بكلماته الصارمه الحاده و إنصرف إلي الخارج ثم إستقل سيارته عائدا نحو البيت بينما ظلت هي تنظر في أثره بندم علي ما صنعت يداها.
______________________
بعد مرور شهر...
إبتسمت بفرحه وقالت طب الحمدلله مبروك يا حبيبي.
_الله يبارك فيكي بقوللك يا غزل!
إلتفتت إليه بإهتمام فقال فاضيه تيجي معايا النهارده مشوار ضروري
قطبت جبينها بتعجب وقالت أيوة فاضيه بس هنروح فين
أومأ موافقا وقال بعدين هقوللك خلصي بسرعه و نفوت علي أبويا نسيب زياد و نور عنده ونروح.
_طيب فهمني بس هنروح فين حتي أبقا عارفه ألبس إيه!
إلبسي حاجه بسيطه مشوار أنا مأجله من زمان و ده وقته خلاص.
____________________
أوقف يحيي السياره أمام باب منزل العائلة و ترجل من السيارة ثم إستدار للجهه الأخري وفتح الباب لتنزل غزل ومن بعدها الأطفال الذين أسرعوا يركضون إلي الداخل.
دلف يحيي و برفقته زوجته ليتجهم وجهه فور أن رأي آخر شخص كان يتوقع رؤيته الآن.
نهض سليمان من مقعده بتوتر وظل ينقل بصره بين أخيه و غزل ثم تهادي صوته خاڤتا يقول إزيك يا يحيي.
شعر يحيي أنه قد أصابه أحدهم بسهم إخترق قلبه ولم يقوي علي النطق فقال والده سليمان كان جاي يسلم عليا قبل ما يرجع مصر تاني يا يحيي.
أومأ يحيي موافقا بهدوء وقال بالسلامه إن شاء الله.
_إزيك يا غزل!
قالها قاسم بإبتسامه متردده فقالت الحمدلله يا عمو سليمان إنت عامل إيه
قاطع يحيي حوارهم المقتضب وقال أنا هسيب زياد و نور معاك يا حج علي ما أروح مشوار وأرجع.
أومأ الأب موافقا ونظر إليهم بإبتسامه وقال ياا سلااام دول يآنسوا و ينوروا حبايب جدو.
حينها برز صوت سليمان يقول أنا همشي يابا محتاج حاجه
ربت والده علي كتفه وهو يطالعه بأسي لما آل إليه حاله وقال عايزك طيب يبني خلي بالك من نفسك.
إنحني يقبل يديه ثم نظر إلي يحيى وتقدم منه خطوات وقال عايز حاجه يا يحيي!
نظر إليه يحيي مطولا بشرود وهو يشعر بأن لسانه قد عقد ولم ينطق فأدار سليمان وجهه و هم بالإنصراف ليمسك يحيي ذراعه بغتة فإلتفت إليه سليمان مجددا ليقول يحيى بنبرة مرتعشه خلي بالك من نفسك.
سرت رعشة قوية بجسده وهو ينظر إلي عينا أخيه و صغيره الذي طالما شب فوق ظهره ليحتضنه بقوة وقد طفق الدمع يسيل من عيناه عندما إحتضنه يحيي بدوره مربتا علي كتفه وقال توصل بالسلامه.
إنصرف سليمان نادما علي ما بدر منه و علي ما خسر و فرط متجها نحو القاهرة لكي يقضي بها أيامه وحيدا تاركا خلفه عائلته و
كل ما يملك مضطرا آسفا.
وقف يحيي بسيارته أمام ذلك البيت المتهالك و ظل ينظر إليه وهو يسترجع سريعا ذلك العام الذي قضاه به!
دق الباب و دقات قلبه كانت أشد وطأة فنظرت إليه غزل وقالت مالك يا يحيي متوتر ليه كده!
لم يجيبها بل ضغط علي يدها بيده وكإنه يستمد منها قوته فإذ بالباب ينفرج لتظهر تلك السيده العجوز من خلفه متهللة الأسارير عندما رأته يقف أمامها فقالت وهي تحتضنه محمد يا حبيبي يبني.
ضحك على ذلك الإسم الذي أطلقته عليه و ما زالت تناديه به وإحتضنها بقوة مربتا علي ظهرها وقال وحشتيني يا ست الكل.
أبعدته عنها قليلا تتفحص ملامحه بإشتياق وعادت تضمه إليها بحنان وقالت شكلك إتغير أوي يا محمد بس وشك لسه بشوش زي منتا.
إبتسم بإتساع و ربت علي يدها بتقدير ونظر إلي غزل وقال أعرفك غزل مراتي.
نظرت إلي غزل ببهجه و إحتضنتها وهي تقول يا حبيبتي زي القمر... إدخلواا.. أومال فين عيالك يا محمد معلش بقا أنا لساني خد علي قولة محمد يحيي ده بنساه.
_إنتي تقولي اللي إنتي عيزاه.
قالها وهو يربت علي كتفها وقال بحماس أومال فين مصعب!
ثوان معدوده و إنفرج الباب مرة أخري ليدلف مصعب والذي تفاجأ برؤية يحيي فهرول إليه حيث نهض يحيي واقفا وإستقبله بأيدي ممدوده علي مصرعيها..
بادر يحيي بالحديث قائلا أنا عارف إني ندل بس من يوم ما رجعت والدنيا ملخبطه معايا أول ما الأمور إستقرت قولت لازم آجي أطمن عليكوا.
إبتسم مصعب ببشاشة وقال فيك الخير يا صاحبي والله أنا روحت لك البيت أسأل عليك بعد ما رجعت بفترة قالولي إنك سيبت البيت!
أومأ يحيي موافقا وقال فعلا أنا حاليا قاعد في بيت لوحدي.
_مجيبتش عيالك معاك ليه أشوفهم!
تسائلت والدة مصعب فقال يحيي المرة الجايه بإذن الله أجيبهم يشوفوكي المرة دي عالطاير بس كده...
قاطعته قائلة لاا عالطاير إزاي و دي تيجي! إنتوا مش ماشيين إلا لما نتغدا يلا يا مصعب قوم إمسك قصادي دكر البط خلينا ندبحه وألحق أولع عليه.
_لاا والله ما تتعبي نفسك إحنا جايين نشوفكوا و ماشيين .
يادي العيبه!! بقا تيجي بعد الغيبه دي كلها و تمشي من غير ما تتغدي معانا! طب حتي عشان غزل تدوق طبيخي.
نظرت غزل إلي يحيي بإبتسامة وقالت خلاص بقا يا يحيي خلينا قاعدين شويه كمان.
رضخ يحيي لرغبتها و قضوا معظم النهار برفقتهم وسط جو ملئ بالألفه و الدفء حتي قرر الإنصراف بمجرد حلول الليل.
_طيب هنشوفك تاني إمتا!
تسائلت والدة مصعب بحزن فقال يحيي بعد أن قبل رأسها بإذن الله قريب هبقا أطمن من مصعب عليكي و هتلاقيني بزورك أنا و زياد و نور في أقرب وقت.
_ربنا يخليهوملك يا حبيبي و تفرح بيهم.
يااارب.. زي ما قولتلك يا مصعب هستناك تعدي عليا بكره في الشركه وتستلم الشغل الجديد.
ودعه مصعب و والدته بعناقا حارا ثم إنصرف و برفقته زوجته ليستقل كلا منهما السيارة..
في طريقه شرد كثيرا وهو يسترجع ما حدث ذلك اليوم فطوره برفقة أهله سفره إلي القاهره بمفرده ولادة يحيي حاډث السيارة عصابة سړقة الأعضاء و أخيرا إنقاذ مصعب له.
ظل يتطلع إلى الطريق من حوله و رغبة شديدة في البكاء تتملك منه.
حتي رائحة الطرقات من حوله تحثه علي الإنهيار!
إضطرب و ثارت أعصابه حتي فقد السيطرة عليها تسارعت نبضات قلبه و راحت تدق كمن يقرع طبول الحړب إستعدادا للنزال شرد و تخبط و أحس بالإختناق عندما رأي ذلك المفرق الذي إصطدمت به السياره فمد أنامله يحرر ربطة عنقه و من بعدها إنحني ببصره يبحث عن محرمه بأنامل مرتعشه ليستمع إلي صړاخ غزل والتي قالت حاااسب يا يحيي!!!!!!
الفصل الخامس و العشرين و الأخير
_حااسب يا يحيي!!
صړخت بها غزل پخوف و عينان مذعورتان لينتبه يحيي لتلك السياره التي كادت أن تصطدم به لولا أن كبح فرامل السياره بغتة ليتفاداه سائق السيارة الأخري بعد أن أطلق مسبة غاضبه..
إنزوي يحيي إلي جانب الطريق مصطفا بسيارته و أسند رأسه إلي طارة القياده يحاول جمع شتات عقله الذي ېصرخ پألم من فرط التفكير..
_يحيي...
نطقت بها غزل وهي تمد يدها تمسح علي شعره بحنان وتابعت مالك يا روحي
دون أن ينظر إليها رفع رأسه
عن الطارة وأدار محرك السياره مرة أخري وهو يقول أنا تعبان يا غزل خلينا نرجع البيت علي طول وأبقا أكلم قدوره يجيب نور و زياد.
إنطلق عائدا نحو بيته و فور أن
متابعة القراءة