يحيى ويسر

موقع أيام نيوز

إليه يحيي بإهتمام ليستأنف حديثه و يقول في ناس ممكن أول مرة تشوفها بس تحس إنها قريبه منك و روحها مألوفه بالنسبه ليك و لما تتعامل معاها بتتعامل بأريحية كإنك تعرفها من سنين..زيك كده.
نظر إليه يحيي بإبنسامه ليستطرد حديثه قائلا و في ناس ممكن تفضل معاشرها سنين طويله و روحكوا متتقابلش أبدأ و تبقي إنت كل ده بتحاول تتعود عليهم و تفهمهم عشان تكملوا سوا و في الآخر تفشل بردو..و تيجي تشوف في الآخر تلاقي نفسك

غلطان و ضيعت سنين من عمرك هدر!
أومأ يحيى مؤيدا لحديثه ثم نظر إليه وقال ده إنت فيلسوف بقا و أنا مش عارف.
إبتسم قاسم متهكما و قال الدنيا بتعلم ياامااا أوي و أنا كنت ناقص علام و قامت معايا بالواجب.
لم يجيبه يحيي و بالأساس لم يعرف بما يجبه فظل يتطلع نحوه بشرود ليقول وهو يرتشف أول رشفة من قهوته فتش عن المرأه!!
نظر إليه قاسم بإستفهام ليكمل يحيي موضحا دي مقوله قالها الشاعر الفرنسي إلكسندر دوماس.
ثم صمت لبرهة ليقول قاسم قال إيه سي إلكسندر يا فيلسوف عصرك
نظر يحيي نحو الفراغ من أمامه و قال قاللك لما تحصل أي مصېبه لراجل أو يتصرف بغباء يوقعه في ورطه و متلاقيش أسباب أو دوافع واضحه للتصرف ده يبقا فتش عن المرأه..أكيد في واحده ست في حياته أيا كانت صلتها بيه إيه هتكون هي المسئولة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن المصېبه دي.
ضحك قاسم ساخرا من حاله و قال والله صدق.
ثم نظر إلي يحيي و من ثم نظر إلي الفراغ من أمامه وقال أنا بقا يا سيدي حكايتي ملهاش مثيل..راجل متجوز و عايش حياتي فل الفل و مستقر إلي حد كبير جدا..لكن ربنا مرزقنيش بأولاد..كنت متجوز واحده أصغر مني ب سنه.. قعدت معاها خمس سنين حب و دلع و سفر و تنطيط من البلد دي للبلد دي و كله زي الفل..فجأة لقيتها إتغيرت و بقت واحده تانيه..ليه معرفش..بدأت أتكلم معاها يا بنتي مالكطب إيه اللي مزعلك مني و أنا أغيرهطب خدي الفلوس دي و روحي إعملي شوبينج إنتي صحتك بتيجي ع الشوبينج..هوب أنا عايزة أتطلق.
نظر إليه يحيي بإنتباه ليستكمل حديثه ويقول أنا طبعا إتصدمت و بقيت شبه المراهقين قدامها و قعدت أتحايل عليها..طب إيه السببطب نتفاهمطب كاني مانيركبت دماغها و عايزة أتطلق يعني عايزة أتطلق..حاجه جوايا قالتلي إن الحكايه فيها إن..قولتلها طيب إستهدي بالله و نامي دلوقتي و بعدين نشوف الموضوع ده.
توقف عن الحديث لينظر إلي يحيي قائلا بتأثر تعرف يا يحيي أنا كنت بعتبرها بنتي!..يمكن بحكم فرق السن بيننا و عشان مخلفناشكنت حنين عليها جدا و بعاملها كإنها بنتي..المهم..يومها هي نامت و أنا فضلت صاحي مش جايلي نوم بسبب قرارها المفاجئ ده و بالصدفه يشاء ربنا إن تليفونها يرن الساعه 4 الفجر..مسكت التليفون عشان أشوف مين اللي بيتصل لقيت واحده صاحبتها..حسيت إن في حاجه مش طبيعيه ففتحت تليفونها لقيت مكالمات بينها و بين صاحبتها دي بالساعات..و بالصدفه البحته جاتلها رساله من صاحبتها دي و التليفون في إيديا بتقوللها فيها إتكلمتوا في موضوع الطلاق ولا لسه عشان أبدأ أمهد لأهلي في موضوع جوازنا!!
زم يحيي شفتيه بأسف ليقول الآخر بالرغم من إني كنت حاسس بس إتفاجئت..و خصوصا لما قرأت الشات بتاعهم و إتصدمت كإني بعرفها لأول مرة.
_و عملت إيه!
تسائل يحيي ليجيبه قاسم قائلا ولا حاجه..واجهتها و هي إعترفت بكل صراحه إنها بتحب واحد من سنها و هو بيحبها و يعرفوا بعض من سنتين و إنها عايزة تطلق مني و تعيش حياتها.
و أطلق تنهيدة مهمومه وقال يومها رميت عليها اليمين في الحال و سيبتلها البيت و مشيت يوم ما قابلتك علي البحر.
أومأ يحيي متذكرا فأكمل قاسم قائلا بالرغم من إني كنت بحس إنها زي بنتي بس إكتشفت وقتها إني كنت بحبها و حابب وجودها في حياتي و حسيت إني إتخانت فعلا و رجولتي إتجرحت جدآ..مشيت يوميها مكسور مش عارف أعمل إيه و لا أروح فين لحد ما لقيتك قاعد و الباقي إنت عارفه بقا.
أومأ يحيى متفهما وقال يعني إحنا الإتنين ضحابا المرأه!!
و إنفجر ضاحكا ليشاركه سليمان الضحك ثم قال يا سيدي محدش بيتعلم ببلاش و وجود ولادك معاك دي بالدنيا و إن شاء الله ربنا يعوضك فيهم خير.
_يااارب..
تمتم يحيي داعيا ثم قال النهارده هقابل أخويا عبدالقادر و هاخد منه الفلوس و من بكرة إن شاء الله نتمم الشړاكه و بالفلوس اللي تتبقي هشتري شقه صغيره نعيش فيها أنا و نور و زياد.
هظر إليه قاسم بعتاب وقال نعم!ليه هو إنتوا مضايقين هنا ولا إيه
إبتسم يحيي قائلا بالعكس والله..بس معلش خلينا نستقر بقا و أظبط اموري بدري بدري.
أومأ قاسم موافقا وقال ربنا ييسر لك الحال يا يحيي و أي حاجة فيها مصلحتك أنا معاك فيها.
ربت يحيي علي فخذه وقال تسلم يا قاسمإبن أصول بصحيح..هقوم بقا ألحق أجهز عشان أقابل عبدالقادر .
و إنصرف ليستعد لمقابلة أخيه الذي كان ينتظره في أحد المطاعم بناء على رغبة يحيي فكان يصطحب ولده يحيي برفقته.
وصل يحيي إلي المكان الذي كان ينتظره به عبدالقادر ليبتسم ببشاشة تلقائيا فور أن رأي الصغير يحيي.
دخل إلي المطعم ليحمل الصغير أولا ألقي تحبة السلام علي أخيه بإقتضاب و رسمية شديدة قائلا إزيك يا عبدالقادر
نظر إليه أخيه بحزن وقال لسه زعلان

مننا يا يحيي.. والله يا يحيي إحنا ما لينا ذنب.. كلنا إتحطينا قدام الأمر الواقع فجأه و جواز سليمان من يسر مكانش متخطط له ولا حد يعلم بيه إلا قبلها علي طول.
أومأ يحيى وقال مبقاش ييجي منه يا قدورة خلاص..اللي عايز أفهمه بس..إزاي تسمحوا له يفرط في واحده زي صافيه!
نظر عبدالقادر إليه مستاء وقال صافيه إستحملت منه و منها كتير و جت علي نفسها كتير..لحد ما حد إبن حرام تهمها إنها كانت عايزة تعمل عمل ل يسر و سليمان صدق و طلقها.
ضحك يحيي ساخرا بإستهجان و قال و معقول معرفتوش مين الحد إبن الحړام ده
أومأ الآخر نافيا ليومأ يحيي قائلا علي العموم صافيه هي الكسبانه.
نظر إليه عبدالقادر بحزن و قال أبويا بيسلم عليك يا يحيي.
إهتز قلبه و إنفطر لإشتياقه لوالده فنظر إلي أخيه و تصنع عدم الإكتراث و قال هو كويس
أومأ عبدالقادر موافقا وقال كويس بس عايز يشوفك.
أجاب بإقتضاب وقال إن شاء الله.
ثم سحب حقيبة النقود من بين يدي أخيه و نهض واقفا وقال أنا همشي دلوقتي عشان العيال لوحدهم.
إستوقفه أخيه قائلا طيب عرفني إنت قاعد فين أو علي الأقل هات رقم تليفونك عشان أطمن عليك و علي العيال.
_متقلقش يا عبدالقادر إحنا بخير..و لما أحب أشوفك هبقا اكلمك أنا من أي تليفون و أقول لك نتقابل فين.
ثم غادر مسرعا قبل ان يتبدل موقفه و ينهزم أمام الحنين!
تقبع خلف زجاج نافذتها تطالع الغادي و الراحل بشرود وهي تفكر به و تحاول إختلاق ذريعة لكي تذهب إلي منزل العائلة للتقصي حول أخباره فإذ بالباب ينفرج بغتة و تدخل والدتها وعلي وجهها ترتسم أمارات الضيق و الحزن بوفرة و وضوح فقالت لها مالك يا ماما فيكي إيه
نظرت إليها والدتها و قالت مفيش يا حبيبتي أنا بس.....
قاطعها دخول زوجها بعصبيه وقد كاد أن يقتلع الباب من أمامه من فرط عصبيته وقال بصوت جهور لا في يا حبيبتي منا مش فاتحها ملجأ للي ملوش ملجأ..أنا عندي كومة لحم مش عارف أصرف عليهم و إنتي يا ست يسر عامله ودن من طين و ودن من عجينهما مش دول اخواتك بردو
تسائل مستنكرا لتنظر إليه بملامح ممتعضه و تقول في ايه عالمسا يا اسماعيل أفندي!
أجابها ساخرا لا أفندي ولا باشا..الحكايه و ما فيها إن اللي عايز يقعد هنا يبقا يشارك في مصاريف البيت و مصاريف التيران دي..و بعدين إنتي لو شغلتي دماغك هتاكلي و تأكلينا الشهد بس إنتي مخك متربس شبه أمك.
نظرت إليه بحنق وقالت أشغل دماغي أعمل إيه يعني يا جوز أمي!أبيع مناديل في الإشارات ولا أنزل أشتغل رقاصه عشان أصرف عليكوا
أجابها ببرود وقال والله الشغل مش عيب ولا حرام.. وبعدين بدل ما تتريقي حضرتك شوفي جوزك و عيالك فين و إلزقي فيهم..حتي إنتي لسه مخلصتيش عدتك يعني لو عرفتي تلاقي مطرح جوزك فين و ضحكتي عليه بنظرة و إبتسامه هيردك ليه تاني.
نظرت إليه بغيظ وقالت بحسرة علي أساس إن أنا لو عارفه جوزي و عيالي فين كنت قعدت في بيتك!ليه غاويه رمرمه!
نظر إليها فاغرا فاه و قال بصوت غاضب غاويه رمرمه!طب عليا الطلاق من أمك بالتلاته لو مكنتيش من بكرة الصبح تنزلي تشوفي شغل و تصرفي معايا علي اخواتك لتمشي من البيت ده انتي و امك و اخواتك قبل منكوا و ابقوا وروني بقا هتروحوا فين.
ألقي بكلماته المتوعده ثم خرج من الغرفه كالعاصفه ليتركها هي في أوج غصبها و يأسها.
بعد مرور أربعة أشهر كان يحيي قد إنتقل و بصحبته أطفاله للعيش في البيت الذي إشتراه مؤخرا و بدأت حياتهم تستقر إلي حد ما.
كان يقف أمام مرآة غرفته الفخمه يعدل هندامه للمرة الأخيره قبل أن يغادر الى مقر الشركة التي أصبح شريكا رسميا بها مع قاسم.
إنتهي من تجهيز حاله و بدأ بإعطاء الأوامر للصغار كعادته كل يوم قبل المغادره فقال خلص فطار يا زياد إنت و أختك و إقعدوا إتفرجوا علي كارتون و متعملوش شقاوة و ممنوع تقفوا في شباك أو بلكونه.
تأفف الصغير قائلا هو كل يوم نفس الحاجات يا بابا..إحنا بنزهق و نور بتقعد ټعيط و مش ببقا عارف أعملها حاجه.
نظر إليه يحيي بضيق وقال وهو يمسح على رأسه معلش يا زياد أنا هتصرف في الموضوع ده و هشوف حد يقعد معاكوا لحد ما أرجع من الشغلبس من هنا لحد ما أشوف حد تسمع الكلام اللي بقوللك عليه.
ثم عاد يكرر تعليماته قائلا إوعي يا زياد تقفوا في الشباك ولا تخرجوا البلكونه.. عشان خاطري.
أومأ زياد موافقا وقال ماشي يا بابا حاضر..و هاتلي و إنت جاي كل الحاجات اللي قولتلك عليها.
جلس يحيي القرفصاء ونظر إليه بإبتسامة حنونه وقال من عنيا الاتنين حاضر..يلا أنا همشي و خلي بالك من نور.
أومأ الطفل بتأكيد ليغادر يحيي منصرفا نحو الخارج متجها إلي

الشركه.
كان يجلس خلف مكتبه يحتسي قهوته و ېدخن سېجارة ينفث معها كل ما يملأ صدره و بيده الأخري يقوم بتصفح الأوراق الموجوده أمامه و
تم نسخ الرابط