يحيى ويسر
المحتويات
طريقه باب شقة عبدالقادر قبل أن يفتح له الباب وهو يستعد فقال ثواني بس يا يحيي هجيب الفلوس و أنزل.
قال ماشي براحتك أنا هستناك تحت.
نزل يحيي درجات السلم ليتصادف مع إنفراجة باب شقة سليمان قبل أن تخرج منه غزل التي إبتسمت فور أن رأته و قالت صباح الخير.
إبتسم بلطف كبير و أردف صباح الخير يا غزال علي فين كده
إتسعت إبتسامتها أكثر لمناداته لها بذلك اللقب الذي طالما ناداها به منذ طفولتها فقالت ماشيه بقا عشان بابا ميفطرش لوحده النهارده كمان.
أردفت بود لا مفرقتش بقا.. أبو حسين هيوصلني.
أومأ موافقا وقال توصلي بالسلامه إن شاء الله.. مش عاوزة حاجة أجيبهالك من مصر!
تمتمت بهيام دون وعي منها عاوزة سلامتك و بس.
إبتسم وقال الله يسلمك يارب.. طب عن إذنك أنا بقا.
ولاها ظهره لتناديه هي قائلة يحيي.
إستدار ناظرا إليها بإنتباه مستفهم ليجد وجهها و قد أصبح كتلة حمراء فعلم بخجلها لأنها نطقت إسمه دون ألقاب فقال نعم يا غزل! كنتي عايزة حاجة!
إتسعت إبتسامته وقال متحرمش منك يا غزل.. شكرا بجد....
قاطع حديثه رنين هاتفه فأجاب وهو ينظر لها متعجبا ويقول ده قدورة.
_ألو.. أيوة يا قدورة!
أيوة يا يحيي بقولك.. زينب شكلها كده هتعملها النهارده و مش عارف أعمل إيه! آجي ولا أخليني معاها.
معلش يا يحيي ڠصب عني والله بس أنا مش ضامن ترجع تولد و أنا مش هنا و محدش هيسلك معاها غيري.
_ولا يهمك يا عبدالقادر ربنا معاها و تقوم بالسلامه إن شاءالله.
تهلل وجهها وقالت بحماس بجد زوبه هتولد!! ده أنا كده مش ماشيه بقا أصل أنا بحب اللحظات التاريخيه دي.
تشدق ضاحكا فقال طيب يستي خليكي إنتي إحضري اللحظات التاريخيه دي و أنا هطير بقا عشان ألحق أوصل قبل الميعاد.
نزل يحيي إلي شقة والده و طرق الباب قبل أن يدلف إلي غرفته فوجده قائما يصلي فإنتظر حتي إنتهائه و تقدم منه مقبلا يداه و قال أنا ماشي يابا عايز حاجه!
ربت والده علي كتفيه قائلا ربنا يسهل عليك يبني تروحوا و ترجعوا بالسلامه.
_قدورة مش جاي أصل مراته شكلها تعبانه و بتولد.
إنصرف يحيي للخارج و إستقل سيارته و إنطلق بها نحو القاهرة.
إرتفع صړاخها و زلزل جدران البيت محدثا ضجه عارمه لقد إشتدت آلام المخاض حتي شعرت بأنها مېته لا محاله إجتمع الكل في شقة زينب و عبدالقادر ينتظرون قدوم وليدها الذي طال إنتظاره بعد مجئ شقيقه الأكبر سيف
لتعلن صرخاته الضعيفه عن قدومه إلي عالمهم ف تهلل وجه الجميع مستبشرين قبل أن تخرج صافيه من الغرفه تحمله بين ذراعيها وهي تضمه إلي صدرها بإشتياق و لهفه كما لو أنها من أنجبته لتتقدم من الجد الذي نهض يستقبل حفيده الأصغر باسما و حمله بحب قائلا بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله ماشاء الله.
ثم إنحني ليطبع علي جبينه قبلة لتقول صافيه شبه مين يا حج!
نظر إليها مبتسما وقال بالرغم من إن المولود عمره ما تعرفي تحددي له شبه بس إبن الكلب ده جاي نسخه من عمه يحيي.
أومأت صافيه بموافقه وقالت معاك حق يا حجأنا كمان أول ما شوفته قولت شبه يحيي يحيي لما يرجع و يشوفه هيفرح بيه أوي.
أومأ ضاحكا وقال أوماال الوحيد اللي نصفه و جه شبهه ده عياله معملوهاش.
تقدمت يسر منهم بسرعة وهي تحمل الصغير و تقول يااتي علي الطعامه يا ناس فعلا شبه يحيي خالص عقبال ما تجيبي يا صافيه.
إنقشعت إبتسامة صافيه عن ثغرها و أومأت بهدوء فقالت ربنا يخليكي يا يسر عن إذنكوا أشوف زينب.
كانت غزل تطالعها بحنق و ڠضب يملآها حينما رأتها تخرج هاتفها و تقوم بإلتقاط الصور للصغير برفقتها فقالت بلاش صور يا أبلة يسر ده لسه بيبي مولود ميتنفعش يتصور.
نظرت لها يسر بغيظ وقالتملكيش دعوه يا أبلة غزل و بعدين أنا مش هوريها لحد يعني ده أنا هبعتها ل يحيي يشوفها.
قالت غزل بإندفاع لا بلاش أكيد سايق دلوقتي لما ييجي بالسلامة يبقا يشوفها.
رفعت يسر إحدي حاجبيها بتعجب لرؤية لهفتها الواضحه و أردفت بفظاظة ملكيش فيه!
كان علي يتابع الحوار بينهما بعين خبيرة إلتقطت ما يدور في نفس كلا منهما تجاه الأخري ليصدح صوته قائلا غزل معاها حق يا يسر متخليهوش يتلهي عن الطريق.
قالت يسر مديرة دفة الحوار هتسميه إيه يا بابا الحج!
هندم علي شاربه العريض بخيلاء و زهو قبل أن يتمتم قائلا يحيي.
كان يسير في طريقه بتركيز و هدوء قبل أن يتوقف عندما رأي علي مدد بصره شابا يشبهه في الهيئة و يقاربه في السن يقف علي جانب الطريق ينتظر مساعدة ما فتوقف أمامه بالسيارة و أنزل زجاج النافذه و قال متسائلا يلزم خدمه يا ريس!
تحدث الشاب قائلا معلش يا ذوق تاخدني في طريقك بس للمينا.
_و ماله يا عم إنت علي دماغي.. إتفضل.
فتح يحيي باب السيارة ليدلف ذلك الرجل وهو يمد يده ليصافحه قائلا أخوك بسام.
صافحه يحيي بترحاب وقال عاشت الاسامي يا بسام يحيي الهنداوي.
_تشرفنا يا باشا إنت من عيلة الهنداوي بتوع القماش!
أومأ يحيي موافقا ليقول الآخر ماشاءالله ده إنتوا صيتكوا ذايع و معروفين في كل حته ربنا يزيد ويبارك.
تسلم يا بسام ده من ذوقك. و إنت بقا شغال في المينا
أومأ بسام قائلا أنا شغال في أي حاجة و كل حاجه بتجيب فلوس محسوبك فهلوي و بيعرف يجيب القرش من حنك السبع.
هز يحيي رأسه مرات متتاليه وقال آاااه فهمت بتهرب بضاعه مش كده!
مسح بسام جانب فمه و أردف باسما يعني حاجه زي كده لو ليك أي مصلحه قوللي و أنا أقضيها لك بعون الله.
أردف يحيي ساخرا يا عم بعون الله إيه ربنا برئ من أمثالكوا وبعدين أنا مليش في الشمال الحمدلله أنا باكل لقمتي بالحلال و مقبلش أدخل مليم حرام علي ولادي.
إبتسم الآخر متهكما وقال يعمي متحبكهاش منا ليا عيال زيك بردو و لو معملتش كده مش هلاقي العيش الحاف أأكله ليهم.
قال يحيي معترضا بيتهيألك ربنا بيرزق بس إنتوا اللي بتستسهلوا الحړام.
إرتفع رنين هاتف يحيي و كان الإتصال وارد من زوجته ليجيب علي الفور قائلا ألو.
_أيوة يا يحيي وصلت ولا لسه
عالطريق أهو إيه الأخبار
_تمام زينب ولدت و جابت يحيي.
بسم الله ماشاء الله ربنا يبارك و يخلي كويس إنك بلغتيني عشان أجيب هديه للأستاذ يحيي وأنا جاي.
_ليه يعني مش لازم علي فكره المهم إقفل كده هبعتلك صورته نسخه منك.
طيب إبعتيها قبل ما التليفون يفصل شحن يلا سلام.
أنهي المكالمه لتصله علي الفور رسالة منها تحتوي علي صورة المولود فتحها ليرتفع حاجبيه بذهول ويقول يابن الإيييييه ده شبهي أكتر مني!
إنشغل بتكبير الصورة وهو يحملق بها و يتفحصها جيدا ليتفاجأ بصياح بسام وهو يحذره من إقتراب سيارة نقل ثقيل تريلا و ېصرخ قائلا
_حااااااااااسب!!!!
الفصل 23
ل
الفصل الثاني
كانت الشمس قد نثرت خيوطها الذهبية ليعم ضوءها الكون بأكمله معلنا عن قدوم صباح جديد تتخلله بدايات و نهايات و ما بينهما يذوب القلب ذوبانا.
كان الجميع حاضرون بشقة زينب بعد إستقبال المولود الجديد حيث كانت صافيه تقوم بمراعاة زينب و يسر تحمل المولود و غزل تساعد أم حسين في تدبير شئون المنزل.
نهض علي عن مقعده وهو يتحدث إلي عبدالقادر قائلا اللي جابلك يخليلك يا قدورة و حمدالله علي سلامتهم.
نهض عبدالقادر إحتراما لوالده وقال الله يسلمك يابا و يبارك في عمرك يتربي في عزك إن
شاءالله.
تمتم الأب وهو يتجه بإتجاه باب الشقه يتربوا في عزك إنت و أمهم يبني هنزل أنا بقا أريح شويه قبل صلاة الضهر.
_إتفضل يا حج.
نهض سليمان بدوره قائما ليربت علي كتف أخيه قائلا إتجدعن يا قدورة حمدلله على سلامتهم.
_الله يسلمك يا سليمان رايح المحل ولا إيه!
أومأ سليمان موافقا وقال أيوة هروح أبص بصه كده و أجي أريح شويه سي يحيي منيمناش الليل.
إبتسم عبدالقادر وقال صحيح إنت مكلمتش يحيي إتطمنت عليه وصل ولا لسه
والله راح عن بالي خالص بس أكيد وصل دي الساعه داخله علي 11.
_طب كلمه كده قبل ما تنزل ألا أنا إتلهيت أنا كمان.
أخرج سليمان هاتفه و قام بالإتصال ب هاتف يحيي ليقطب حاجبيه قائلا التليفون مقفول!
_طيب جرب تاني كده جايز قاعد في حته مفيش فيها شبكه.
حاول سليمان مرات عديدة دون فائدة فنظر إلي أخيه وقال بردو مقفول!
ساورهم الشك و إنتابهم القلق ليقول سليمان أنا هكلم حنا أسأله إذا كان راحلهم ولا لأ.
علي الفور نطق عبدالقادر قائلا أيوة فكرة كلمه.
قام سليمان بالإتصال ب حنا أمين مخازن القماش بالمصنع الذين يتعاملون معه فأجاب قائلا أيوة يا عم سليمان كنت لسه هكلمك التسليم إتأخر و الريس رؤوف مستعجل و عمال يسأل علي يحيي و عبدالقادر.
إزدادت خفقات قلبه ليردف مستفهما ويقول هو يحيي لسه موصلش! ده طالع من الساعه 5 الفجر.
_لأ لسه محدش جه أعمل إيه دلوقتي في البضاعه بتاعتكوا أقفل و أروح ولا أستني شويه
لم يجيب سليمان بل أنهي المكالمه علي الفور ليعاود الإتصال ب هاتف يحيي و لكن الهاتف ما زال مغلقا مما جعله يضطرب و نظر إلي شقيقه پخوف و قال وبعدين يا عبدالقادر! يحيي تليفونه مقفول و حنا بيقول إنه مراحش!! هنتصرف إزاي
مسح عبدالقادر وجهه بضيق و توتر وقال طيب خلينا نستني شوية بدل ما نوتر روحنا عالفاضي و لو مجاش أخبار تبقا إنت تسافر له.
أومأ سليمان وهو يحاول إخفاء توتره و قال تمام معاك حق أنا هنزل دلوقتي و لو في جديد هبلغك.
_لأ في حد مزعلك ولا إيه!
سالت دمعاتها تلقائيا وقالت لأ أبدا أنا قلبي مقبوض بس و حاسه إني مش عارفه أتنفس قولت أنزل أصلي ركعتين.
أطلق تنهيدة حارة وقال ربنا يستر يا بنتي إنتي طالعه
أومأت بتأكيد وقالت أيوة هطلع أتطمن علي زوبه و يحيي و همشي بعدها.
ثم رفعت ناظريها إليه وقالت بقلق كلمت يحيي
متابعة القراءة