يحيى ويسر
المحتويات
دوغري فأنا كمان هجيلك دوغري...
هز قاسم رأسه وقال إتفضل..
برز حينها صوت إبراهيم مناديا ياا صافيه...
دقيقه واحده و خرجت صافيه التي بدت لطيفه كعادتها في كل مرة يراها فيها فإنحنت لتضع آنية ذهبيه أنيقه فوقها فنجالين من القهوة و بعدها صافحت قاسم بوقار فقال إبراهيم إتفضلي يا صافيه اقعدي..
تعجبت طلبه الغير متوقع ولكنها جلست علي كل حال فقال هو أستاذ قاسم طالب إيدك وأنا شايف إنك الوحيده اللي ليها حرية الاختيار في الموضوع ده و الرأي رأيك...
قاطعها بهدوء وقال أنا عن نفسي معنديش مانع أستاذ قاسم راجل واضح وصريح واللي أعرفه عنه إنه إنسان محترم بشهادة الجميع حتي لو ليا تحفظ علي أي حاجه تانيه بس ده ميدنيش الأولويه في إني أقول رأيي إنتي إنسانه ناضجه و عاقله وأنا واثق في حكمتك و عارف إنك بتقدري توزني الأمور كويس ولا يمكن تختاري علي أسس واهيه لذلك أنا بقوللك القرار قرارك إنتي..
فركت صافيه يديها ببعضهما البعض بتوتر لم بنقشع عنها
وقالت وأنا موافقه.
_علي بركة الله.
تمتم بها إبراهيم مبتسما فقال قاسم بسعاده الحمدلله حيث كده بقا فأنا عايز نعمل الخطوبه وكتب الكتاب مرة واحده وبعدها بإذن الله نسافر أي مكان صافيه تختاره نقضي يومين هناك ونرجع...
هكذا أعطي لهم إبراهيم مطلق الحرية في إختيار ما يخص حياتهم المستقبليه ثم أضاف قائلا شوف يا أستاذ قاسم الوقت اللي يناسبك إمتا وإحنا مستعدين إن شاءالله.
_خلاص بإذن الله الخميس الجاي نعمل حفلة خطوبه و نكتب الكتاب وتاني يوم نسافر بإذن الله.
علي خيرة الله.. ربنا يتمم عليكوا بخير.
ربتت صافيه علي ظهره وقالت لوخدك ليه يا حبيبي بعد الشړ عليك من الوحده كلها تسع شهور بإذن الله و إبن غزل ولا بنتها ينوروا الدنيا و يملوا عليك حياتك..
أبعدها عنه قليلا ثم قال بتقولي إيه! بتتكلمي بجد!
أومأت بإبتسامه وقالت غزل حامل ماشاءالله كلمتني من شويه وقالتلي إنها لسه راجعه من عند الدكتور وقال لها إنها حامل.. مبروك يا هيما هتبقاا جدو صغنن..
_ربنا يفرحك بقومتها بالسلامه إن شاءالله وعقبال ما تشيل ولاد ولادها كمان.
تمتم مؤمنا وقال آمين يارب ربتا يراضيكي يا صافيه ويجبر بخاطرك.
_ياارب يا حبيبي هروح أنا بقا أغير هدومي و أحضر لك العشا.
إنصرفت صافيه بينما بقي هو يتخيل تلك اللحظه التي سيصبح فيها جد و لكم راقه راقه ذلك الخاطر.
أتي اليوم الموعود سريعا و حضر حفل خطبة صافيه و قاسم عددا لا بأس به من الأهل والأصدقاء..
إجتمع الكل بمنزل إبراهيم الذي تزين بالبهجه و السرور و إستقبل بكنفه التهاني والتبريكات و علت بجوانبه أصوات الزغاريد والضحكات العاليه.
طلت صافيه عليهم بثوبا حريريا من اللون الأبيض اللؤلؤي و زينت وجهها بزينة خفيفه حيث نأت عن مظاهر البهرجه و المبالغه ف بدت مشرقه وجذابه أكثر...
إلتف الجميع حولهم..غزل و يحيي زينب والتي أصرت علي الحضور لتهنأة أختها الغاليه البعض من أصدقاء قاسم و قليل من الجيران.
بدا قاسم جذابا للغاية ملبسه المنمق إبتسامته البشوشه شعره الأشيب صاحب الحضور الطاغي و عطره المميز الذي منحه وقارا لاق به كثيرا.
إنتهت مراسم عقد القران لتبدأ بعدها وصلة الإحتفال المميزة القصيره والتي شارك بها كل الحضور وسط جو ملئ بالألفه و البهجه والسعادة الصادقه.
كان يحيي يحيط خصر زوجته بكلتا يديه وهو يقف خلفها مبتسما لرؤية الجميع من حوله سعيدا مسرورا فهمس إلي غزل قائلا إيه يا غزول مش هنروح بقا!
دون أن تنظر إليه أجابت مستعجل على إيه يا يحيي لسه السهره في أولها...
همس بأذنها قائلا يا عمي يلا خلي كل واحد يشوف نفسه..
_ما كل الناس قاعده أهي إشمعنا إحنا اللي هنمشي.. وبعدين نور راحت مع جدها هي و زياد قلقان ليه بقاا!
عيبك الوحيد إن فهمك بطئ يبنتي يلا خلي الليله دي تتفض قاسم عمال يغمزني عايز يروح...
_وقاسم مستعجل ليه ما يصبر شويه..
أقوللها إيه دي ياربي عايز يدخل يا غزل هيكون عايز إيه يعني...
قاطعته بنظرة حاده وقالت إيه الوقاحه دي! خلاص إسكت.
إرتفع جانب فمه بحنق وقال وقاحه! طب إيه رأيك بقا إني أنا كمان......
كممت فمه بيدها وقالت خلاص يا يحيي خلاص يا بابا هنمشي حاضر.. ثواني أقول لبابا إننا ماشيين.
قبل أن تتجه غزل نحو والدها كان هو قد سبقها ليقول واقفه ليه يا حبيبة أبوكي تعالي اقعدي أنا جيبتلك طبق جاتو بالشيكولاته زي ما بتحبي...
أمسك والدها بيدها يحثها علي السير برفقته بينما أمسك يحيي بيدها الأخري وهو يقول لأ معلش يا عمي إحنا هنمشي بقاا لإن الوقت إتأخر...
_وقت إيه اللي إتأخر يبني ده العشا يدوب أذنت من حبه..
معلش بقا أصل غزل تعبت من الوقفه وعايزة ترتاح..
_مالك يا حبيبتي لو تعبانه ادخلي ريحي في اوضتك شويه علي ما تخلصي طبقك...
وجه حديثه لإبنته بينما أجاب يحيي بدلا منها وقال لا معلش هي أصلا مش حابه الشيكولاته اليومين دول هنمشي بقا عشان ترتاح...
_والله يبني اللي يريحكوا.. مش عارف أقوللك إيه.. اتفضلي يبنتي
مع جوزك.
نظرت إليهم غزل واحدا تلو الآخر وقالت إنتوا بتتعازموا علي إيه!
ثم نظرت إلي يحيي وقالت أنا هفضل مع بابا النهارده يا يحيي!
إرتفع حاجبه بضيق و لم يعقب فقال والدها لا يا حبيبتي روحي بيتك وإبقي تعالي مره تانيه.
_لأ هفضل معاك.
جادلته فبادلها الجدال قائلا لا روحي مع جوزك قولتلك أنا مش عايز يفضل معايا.. يلا يا يحيي خد مراتك و إتكل علي الله.
ظهر الضيق جليا علي وجهها فصافحت العروسين علي الفور و إنصرفت برفقة زوجها عائدين إلي البيت...
دلفت إلي شقتها پغضب ونظرت إلي يحيي بوجه عابس وقالت إنت إنسان أناني علي فكره.
نظر إليها بتعجب وقال بضيق أشد أناني! وإنتي بياعه.. كنتي عايزه تسيبيني لوحدي و تفضلي مع أبوكي!..
_والله لما أسيبك ليله لوحدك مش هيجري حاجه بس بابا حبيبي اللي هينام لوحده لأول مره في حياته مشوفتوش كان بيبصلي و عينيه متعلقه بيا إزاي!.
وأنا يعني كنت نطقت ماهو اللي قال مش عايز حد يفضل معاه...
_مهو قال كده عشان شافك قلبت وشك و بوزك بقا شبرين ف حب يجيبها من عنده عشان منتخانقش بسببه..
قلبت وشي!! ما تتكلمي كويس....
قالها وهو يشهر سبابته بوجهها بتحذير فإبتلعت المسافه بينهما و وقفت امامه مباشرة وقالت بتحد ولو متكلمتش كويس يا يحيي هتعمل إيه يعني!
دلفت صافيه إلي عشها الجديد برفقة قاسم رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تفتحهما لتطالعها ردهة منزل واسعة و كإنها قد إنتقلت إلي قصر من قصور الخيال إرتسمت إبتسامة إعجاب علي شفتيها و إبتعدت عنه وهي تتجول في الردهه بعينيها بين لوحات طبيعيه تسر العين و آيات قرآنية تريح القلب قطبت وهي تشعر بقدمها تغوص للأسفل كلما سارت لتنظر أسفل منها فتفاجأ بسجاد أعجمي وثير تكاد قدماها تختفي بداخله رفعت عيناها تنظر إلي قاسم الذي يقف إلي جانبها مبتسما بحنان فقالت بسم الله ماشاء الله البيت جميل جدآ و ذوقه حلو.
أردف بإبتسامه ذوقي.
_ذوقك حلو جدااا.
أردفت بتأكيد ليفاجئها إذ حملها بين ذراعيه ليجد وجنتيها وقد تخضبت بدماء الخجل فقال بإبتسامه تعرفي! أخوكي إبراهيم قال عني تلت حاجات في محلهم...
_ إيه هما!
تسائلت بخجل فقال إني واضح وصريح ومحترم.. بس نسي يقول أهم حاجة...
_إي هي!
تسائلت بخجل أشد وطأة فقال إني ساڤل!!
جحظت عيناها بتعجب وصدمه فقال وهو يدلف بها إلي غرفتهما متستغربيش أوي كده أنا هشرحلك بس تعالي...
صفق الباب خلفه بقدمه و تقدم من الفراش و حلس وهو لا يزال يحملها وينظر إلي ملامحها الفاتنه يتشربها و يتفرس بها وقد أضحت قريبه منه للغايه ولأول مره تنفس أمام وجهها وهو لا يزال يتفحص هيئتها بإفتتان عاشق بينما غاصت هي بأبحر عيناه لينتهز فرصة شرودها به و قبل ثغرها وهو ينظر إليها بثبات مما جعلها تجفل بين ذراعيه وقالت بخجل قاااسم.
نطق بصوت أجش أثار حياءها يا عيون قاسم..أؤمري
إزدردت ريقها بتوتر وقالت إنت مستعجل ليه كده خلينا الأول نتعرف علي بعض..
_نتعرف علي بعض إيه أنا أبويا وأمي إتعرفوا علي بعض وأنا في الابتدائيه أهم حاجة الډخله...
ضحكت رغما عنها ليذوب حياءها بين يديه وهو يغرقها في بحور من الحب و السعاده لا يوجد بها مكانا لأيا مما حدث بالماضي وراح يخط برفقتها أول أسطر في كتابهما الجديد كتابا لا يوجد به سوي الفرحه و العشق الخالص.
بعد مرور شهرين كانت غزل تستعد لإستقبال صافيه و قاسم الذين قام يحيي بدعوتهما لتناول الغداء سويا وقضاء وقت ممتع معا..
وقفت غزل أمام المرآه تطالع بطنها المنتفخ بفرحه طفوليه قبل أن يدلف يحيي إلي الغرفه ضاحكا علي هيئتها فوقف خلفها يحيط بطنها بيديه بفرحه وقال أهلا يا علي باشا..
نظرت إلي إنعكاس صورته في المرآه وقالت بإبتسامه ومين اللي قاللك إنه ولد! ما يمكن بنت..
_لأ ولد.. باين عليكي.. أهو مناخيرك بقت شبه مناخير بينوكيو..
نظرت إليه بغيظ وقالت والله!
إنفجر ضاحكا وقال أكدب عليك يا غزال! وبعدين يروحي لو حتي بقت شبه زلومة
الفيل أنا بحبك بردو و في عينيا أجمل غزاله في الدنيا.
إبتسمت بحب وفرحه فقال بتتثبتي إني ف إتنين كلام.
أومأت بإبتسامه فقال طيب يلا عشان زمانهم علي وصول.
إرتفع علي الفور جرس الباب معلنا عن قدومهم فأسرع يحيي يفتح الباب مستقبلا إياهم بترحيب چم.
بعد الترحيب و المصافحه و التحيات بدأت غزل وصافيه يقمن بإعداد الطعام و إلتف الجميع حول المائده يتناولون الطعام في وسط جو ملئ بالألفه و المرح.
_مبتاكليش ليه يا صوفي!
تسائل قاسم بإهتمام فقالت صافيه لأ باكل أهو كل إنت.
همت بتناول طعامها من جديد لتستوقفها رغبة ملحه في التقيؤ فأسرعت إلي دورة المياه مما أثار تعجب الجميع.
ذهبت غزل خلفها وهي تحاول مساعدتها فقالت بلهفه مالك يا عمتو! إنتي تعبانه ولا إيه!
قالت بصوت واهن والله يا غزل منا عارفه باين كده خدت برد من التكييف.
_طب تعالي إرتاحي...
خرجت برفقت غزل وجلست بغرفة المعيشه وقد أعربت عن عدم رغبتها في إستكمال طعامها فاسرع البقية بتناول طعامهم ومن بعدها جلسوا برفقة بعضهم البعض قبل أن
متابعة القراءة