يحيى ويسر

موقع أيام نيوز

إقتنع بس أهم حاجة المحصله .
قطبت جبينها بتعجب وقالت معقوله! وافق فعلا!.
_أيوة وافق لما صارحته بالموضوع اللي عايز أكلمك فيه أتمني إنتي كمان توافقي.
تنهدت الصعداء وقالت تمام ماشي مفيش مشكلة تحب نتقابل فين!
_أنا هجيلك أخدك متشغليش بالك إنتي.. ربع ساعه وأكون عندك.
أنهت المكالمه بتعجب ثم بدأت بالإستعداد للخروج برفقته.
إصطحبها إلي مطعم خاص بالمأكولات البحريه و الأسماك يدعي إسكندرية ماريا .
دلفت إلي المطعم برفقته لتجده يتطلع نحوه ثم قال أول مرة أجي هنا

بس واضح إن المكان جامد فعلا زي ما بيحكوا عنه.
_إسكندريه ماريا من أحلي مطاعم السمك و السي فود في إسكندرية جيت هنا كتير قبل كده أنا و إبراهيم و غزل إبراهيم بيحب ييجي هنا عشان علي معرفه بإصحاب المحل أصحاب المحل صعايده و ناس ذوق جدا.. و بالمناسبه كمان ليهم كافتيريا جمبنا هنا إسمها ست الحسن.
هز رأسه بإهتمام وقال ده إنتي مهتمه بقا.
_يعني إلي حد ما أصل أنا من النوع اللي مبحبش التغيير كل شوية لما برتاح لمكان بحب أروحه دايما كذلك في معاملاتي مع البشر مبحبش دايرة معارفي تبقا كبيره أوي عشان مضطرش أتصادم مع ناس ملهاش لزمه.
وأكملت بسخريه مع إني إكتشفت إني غلط يعني بس مع ذلك مش عارفه أتغير.
شئتي أم أبيتي هاضطري تتعاملي مع ناس و تعرفي ناس منهم الكويس و منهم الۏحش و لو مجربتيش الۏحش مش هتعرفي الحلو عشان كده الإختلاط ضروري جدا بس بقدر يعني لا تفتحيها عالبحري ولا تعيشي في أمؤم.
هزت رأسها بتأيد وقالت مبقاش ييجي منه خلاص بقا العمر فات وخلاص اللي كان كان حتي مبقاش في فرصه نصلح الغلط اللي غلطناه .
تعجب نظرتها السوداويه وقال ليه كده! إنتي لسه شابه و جميله و قلبك كله حياه عايزة ټدفني نفسك بالحياه ليه
زفرت مطولا و قالت تفتكر!
أومأ بتأكيد وقال أنا متأكد صافيه أنا هكلمك بصراحه أنا معجب بيكي جدا و أكون أسعد واحد في الدنيا لو قبلتي تتجوزيني.
أصابها الذهول بقت ساكنه لا تقوي على الحراك فأكمل قائلا أنا عارف إنك إتفاجئتي بس مش عايزك تتسرعي في ردك.. معاكي يوم اتنين شهر زي ما تحبي فكري براحتك و ردي عليا لما توصلي لقرار.
توردت وجنتيها خجلاو كإنها مراهقه وقالت بتلعثم إن شاءالله ياريت لو نمشي بقا عشان إبراهيم ميضايقش .
_ ماشي زي ما تحبي هحاسب و نمشي .
خرجت برفقته من المطعم فنظر إليها مبتسما وقال بمحياه البشوش أتمني إنك متتسرعيش في الرد و تاخدي وقتك الكاف... 
بتر كلمته عندما إصطدم بأحدهم لينظر إليه ويقول عفوا.
بينما نظر الآخر إلي صافيه بذهول فتمتمت هي بذهول مناثل وقالت سليمان!!!
كانت تقف تكمل عملها بضجر و تأفف تحاول إنجاز ما وكل إليها من عمل قبل حلول الليل لتغادر سريعا.
_يسر بيقوللك غسان بيه طلعيله القهوة أوضة المكتب.
أومأت بموافقة و عدلت هندامها سريعا ثم صعدت لغرفة مكتب ذلك المدعو غسان مالك الڤيلا التي تعمل بها.
طرقت الباب و دلفت لتجده يقبع خلف مكتبه بهدوء فقال دون أن ينظر إليها تعالي.
تقدمت بتوتر و وضعت فنجال القهوة فوق المكتب وقالت تؤمر بحاجه تانيه يا غسان بيه!
_اقعدي.
نطق بها غسان بإقتضاب فجلست علي المقعد المقابل له مرت أكثر من نصف ساعه وهو لا يزال يباشر عمله دون أن يوجه لها ولو كلمة واحده حتي زفرت بملل وقالت بصوت حاد حضرتك عايزني في حاجه ولا أمشي! بقالي مص ساعه قاعده و مستنيه تتكلم بس الظاهر إنك نسيت إني قاعده.
أمسك بنظارته يخفضها عن عيناه ثم نظر إليها بثبات وقال تعرفي يحيي الهنداوي منين!!!!!!!!!!!!!
الفصل الرابع و العشرين
_تعرفي يحيي الهنداوي منين!
تسائل غسان قبل أن تتلهج شفتاها بلهجة مرتابه وأضافت ليه حضرتك هو في مشاكل بينكوا ولا حاجه!
أعاد سؤاله بحدة أنا هنا اللي بسأل بس تعرفي يحيي الهنداوي منين!
طليقي و معايا منه بنت و ولد.
إبتسم ساخرا وأردف وهو يشير إليها بسبابته مستنكرا يحيي الهنداااااوي كان متجوزك إنتي!!
تغاضت عن إهانته الساخرة و أومأت بتأكيد وقالت أيوة بس حضرتك بتسأل ليه! هو إنت ناوي تأذيه ولا حاجه!
عاد يطالع الأوراق من أمامه مجددا وقال بهدوء تعرفي تدخلي مكتب يحيي!
تعجبت وقالت مكتبه في البيت! أكيد لأ أنا مش بروح هناك خالص.
_لازم تروحي إتصرفي و روحي ضروري في ورق مناقصه مع يحيي لازم تجيبيهولي.
بس حضرتك دي مش حاجه سهله هتخلص في يوم ولا اتنين دي محتاجه تفكير و تخطيط بعقل...
قاطعها قائلا مفيش وقت!.. الورق لازم يجيلي النهارده أو بكره بالكتير أووي ولو حصل ليكي عندي مكافأه ٢٠٠ ألف جنيه.
هوي قلبها أرضا عندما إستمعت إلي الرقم الذي ألقاه علي مسامعها ببساطة لتزدرد لعابها بتوتر وقالت حااضر بكرة الورق

هيكون عندك.
أومأ موافقا ثم قال هستني إمشي إنتي دلوقتي.
خرجت من المكتب بتخبط و حيره تفكر مليا في ما طلبه منها ذلك المدعو غسان شيئا ما يدفعها لتنفيذ ما أمرها به و شيئا ما يجعلها تتراجع!
أنهت عملها سريعا وعادت إلي الشقه التي تسكن بها برفقة إحدي الفتيات اللواتي يعملن برفقتها في الڤيلا.
بعد أن تناولت طعامها و بدلت ملابسها و دخلت إلي فراشها بدأت تفكر في عرض غسان والذي بدا صعبا للغاية.
تململت في فراشها كثيرا تحاول الوصول إلى مخرج ولكن دون فائدة إلي أن دخلت رفيقتها بالسكن إلي الغرفه.
_مالك يا يسر بتتبرمي في السرير كده ليه!
تسائلت فأجابتها يسر في حوار شاغل دماغي و مش عارفه أتصرف إزاي يا مريم.
جلست مريم إلي جوارها بالفراش وقالت بفضول حوار إيه ده! إنتي عارفه أختك مفيش حاجه تعصي عليها أبدا قوليلي بتفكري في إيه!
تنهدت يسر بقلق وأردفت بصي هحكيلك بإختصار بس حذاري الكلام ده يخرج برانا إحنا الاتنين انتي فاهمه
أومأت الأخرى بموافقه لتسرد يسر قائلة بصي يا ستي غسان بيه النهارده قاللي إنه عايزني أجيبله ورق من بيت يحيي مقابل إنه يديني ٢٠٠ ألف جنيه.
جحظت عينا مريم وقالت بتقولي كاام! طب و إنتي متردده لسه بعد ما سمعتي الرقم ده!
زفرت يسر وقالت مش عارفه يا مريم أنا خاېفه مش هاين عليا أضر يحيي و في نفس الوقت مش عارفه أضيع فرصه زي دي المبلغ مغري بصراحه و أنا عايزة أبطل خدمة الڤيلا دي وأشوف حياتي.
قالت الأخري طبعا يا بنتي متتردديش و خدي الفلوس إنتي أحق بيها وبعدين يعني هو كان نفعك لما طلقك و خد منك عيالك و طردك شړ طرده متفكريش غير في نفسك يا ماما و كفايه حنيتك اللي مودياكي في داهيه دي.
راحت الأخري تدق بسبابتها فوق ذقنها بتفكير قليلا ثم قالت أنا أعرف.
ألقتها ببساطة فقالت يسر تعرفي ازاي! قصدك ايه!.
_قوليلي بس مواعيد الشغل بتاعه إيه و سيبي الباقي عليا.. الموضوع مش صعب زي ما متهيألك دي بخاخة بنج بخمسين جنيه تخلص المهمه.
إبتهجت يسر وقالت بجد مش عارفه أقوللك إيه يا مريم! إنتي أنقذتيني.
نظرت إليها مريم بخبث و أردفت لا مهو كله بتمنه أنا مش هعمل حاجه لله و للوطن يعني.
تجهم وجه يسر والتي نطقت قائلة مش فاهمه تقصدي إيه
_أقصد إن الفلوس هتقسم بينا النص بالنص.
إيه! عايزة تاخدي ١٠٠ ألف جنيه!
_سليمان!!
دمدمت بها صافيه بدهشه بصوت خفيض مرتعش لتجده يحدق بها بعينان يفيض منهما الشوق ثم توقف أمامهما وقال وهو ينظر إليها إزيك يا صافيه!
إقشعر جسدها بريبة ثم تجاهلت حديثه و همت بالإنصراف ليستوقفها ناطقا بإسمها صاافيه.. إستني!
حينئذ إنسحب قاسم قائلا أنا هستني في العربيه لحد ما تخلصوا كلامكوا.
غادر قاسم منصرفا بينما إقترب سليمان من صافيه خطوة لتقول هي بحدة إبعد يا سليمان و قول عايز تقول إيه خليني أمشي.
_ياااه يا صافيه للدرجه دي مش طايقاني!
قالها بحزن لتنظر إليه شزرا و قالت عايز إيه يا سليمان! لخص وهات من الآخر.
_مين اللي معاكي ده!
تسائل بحنق ليرتفع حاجبها بمكر ثم قالت يخصك في إيه! حاجه متهمكش بتسأل عليها ليه!
لم يجيبها فقالت عالعموم ده خطيبي!
_خطيبك!
نطقها بإستنكار شديد فأومأت بموافقة وقالت أيوة خطيبي عندك مانع!
إنفجرت الډماء بوجهه ڠضبا وقال أنا مش قادر أستوعب...
قاطعته بحدة وقالت ليه مش قادر تستوعب! كنت مفكر إني هفضل العمر كله أبكي عليك! فوق لنفسك يا سليمان.. أنا رميت أيامك ورا ضهري و مبقيتش عايزة أفتكرها أساسا....
_صافيه أناااا.....
إنت إيه يا سليمان! أقوللك أنا إنت إيه! إنت أكتر إنسان ظالم أنا شوفته في حياتي إنت بني آدم جاحد مبتحبش غير نفسك ظلمتني و جيت عليا و في الآخر سمحت إني أتهان و صدقت كلامها

اللي إفترت عليا بيه و طلقتني!.. إنت خاېن للعشره يا سليمان وأنا بحمد ربنا إني خلصت منك.
نظر إليها بإستجداء و قلبه يكاد ينفطر من شدة الندم فأكملت كل واحد بياخد علي قد نيته يا سليمان و إنت خدت اللي تستحقه وزياده تعرف! أنا دعيت ربنا محدش فينا ېموت قبل ما أقابلك وأقوللك كل اللي في نفسي و الحمد لله ربنا إستجاب.
نظر إليها بحزن وتسائل متهكما وقال و قولتي اللي كان نفسك فيه يا صافيه!
_أيوة بس لسه كلمه أخيره.
إيه هي!
_أنا بكرهك يا سليمان.. بكرهك.
ألقتها بقوة وتركته و ذهبت لتستقل السيارة برفقة قاسم ثم إنطلق بها في طريقهما بثمت لم يقطعه أيا منهما.
توقف بها أمام منزلها ففتحت باب السيارة و نزلت ثم دلفت مجددا و أغلقت الباب وهي تنظر إليه وتقول أنا موافقه.
نظر إليها بتعجب وقال موافقه! بسرعه كده أخدتي قرار
أومأت بموافقه فقال يا تري مقابلتكوا دي هي اللي خليتك توافقي!
و تابع شارحا يعني.. أنا مش عايز الموضوع يكون مجرد إنتقام لكبريائك أو عند أرجوكي فكري علي مهلك أكيد إنتي مش في مود يسمح إنك تاخدي قرارات دلوقتي.
تجهم وجهها وقالت بحدة طفيفه هو إنت شايفني عيله صغيره ولا إيه! لو عايزني أصرف نظر عن الموضوع ده قوللي علي فكره...
قاطعها قائلا لأ و علي إيه الطيب أحسن طالما قولتي موافقه يبقا أنا هاجي بكرة بإذن الله أكلم أخوكي وربنا يقدم اللي فيه الخير.
هزت رأسها بهدوء وقالت بإذن الله تصبح علي خير
ترجلت من السياره و صعدت سريعا إلي الشقه بينما غادر هو عائدا نحو منزله وهو يمني نفسه بإقتراب تلك اللحظه التي لطالما إنتظرها!
كانت غزل تقوم بالإستعداد للخروج برفقة يحيي بدلت ثيابها و ساعدت نور و زياد في تبديل ملابسهما ليرتفع رنين هاتفها معلنا عن قدوم إتصال من يحيي فأجابت ألو
_أيوة يا غزوله جاهزين!
أيوة خلاص لبسنا أهو ثواني و نازلين.
_طيب أنا مستني تحت في العربيه.. يلا.
إرتفع رنين جرس الباب فقالت وهي تتقدم من الباب تفتحه
تم نسخ الرابط