يحيى ويسر

موقع أيام نيوز

لما كنت في المخزن و بنزل الكوريك ...
قاطعه مصعب قائلا أيوة مظبوط و وقعت من علي السلم و الكوريك وقع فوقك .
نظر إليهم يحيي مذهولا وقال الكوريك وقع فوقي و لسه عايش!!
إبتسم الطبيب فأردف قائلا مش بقوللك بطل !الحمدلله قدر و لطف .
أومأ يحيى متمتما الحمدلله .
قال الطبيب إن شاء الله كمان ساعه هتخرج بالسلامه علي ما الممرضه بس تظبط شوية حاجات و أكتبلك علي العلاج اللي هتمشي عليه.
و إنصرف الطبيب ليستوقفه حوار مصعب و يحيي ...
مصعب حاسس بحاجه يا محمد !الدكتور طمنا إنك كويس الحمدلله و مفيش كسور ولا ڼزيف.
نظر إليه يحيي بصمت و قال محمد!
إسترعت كلمته البسيطه إنتباه الطبيب ليعود أدراجه فوقف أمامه و تسائل بترقب في حاجه تعباك يا محمد 
عاد يحيي لينظر إلي الطبيب بغرابة و قال أنا إسمي يحيي!
نظر الطبيب إليه مطولا و نظر إلي الذين يقفون من حوله ثم أعاد النظر إليه مرة أخري و قال يحيي!
أومأ يحيي مؤيدا و أردف قائلا يحيي علي الهنداوي
ثم نظر إلي مصعب متفاجئا و إرتسم البشر و السرور علي وجهه ف أفتر ثغره عن إبتسامة واسعه وقال أنا إفتكرت يا مصعب !
نظر إليه مصعب بحماس متفاجئ ليقول الطبيب إفتكرت إيه تاني يا يحيي !تعرف تحكيلي عن نفسك!
أومأ يحيى موافقا وقال إسمي يحيي على الهنداوي و عندي ٣٠ سنه و متجوز و عندي ولد و بنت .
ثم توقف عن الحديث فجأه وكأنه تذكر شيئا ما لينهض فورا من علي السرير فقال الطبيب إستني يا يحيى رايح فين!
نظر إليه يحيي متلهفا وقال لازم أرجع بيتي دلوقتي حالالازم أطمن أهلي عليا .
إستوقفه الطبيب قائلا إستني بس لازم نطمن عليك قبل ما تمشي .
أومأ يحيى بنفي وقال أنا بقيت زي الفللازم أرجع بيتي دلوقتي حالا.
و تحت إصرار يحيي للعودة إلي بيته في الحال وافقه مصعب الذي رافقه للعودة إلي بيته بعد أن ودعته والدة مصعب بالنحيب و العبرات .
كان يحيي يجلس بالسيارة الأجرة التي إستوقفها مصعب لتقلهما إلي منزل يحيي الذي وصف عنوانه بالتفصيل للسائق برفقة مصعب الذي كان ينظر إليه مبتسما بفرحه و سعاده لرؤية يحيي مسرورا هكذا.
بينما كان يحيي شاردا يتلهف شوقا لرؤية زوجته و أولاده و جميع أفراد عائلته .
سحب شهيقا طويلا من ذلك الهواء الذي أصبح و كإنه يحمل رائحة مختلفه بعد أن عادت إليه ذاكرته و هويته .
إلتمعت عيناه بدموع فرحه و راح يتمتم حامدا الله علي ما أنعم عليه به كون ذاكرته قد عادت إليه و راح يمني نفسه باللقاء القريب العاجل.
أغمض عينيه يسترجع صورة زوجته و أطفاله الذين إشتاقهم حد الهلاك وهو لا يصدق أنه أصبح بينه و بينهم مسافة قصيره للغاية .
إرتجف قلبه و إرتعدت فرائصه كلما إقتربت السيارة من منزلهم ف ظل يفرك يديه بحماس ثم نظر إلي مصعب ليجده ينظر له بحزن فربت علي يده و قال متقلقش يا مصعب أنا هاجي أزوركوا دايما هو معقول عشرة سنه تهون عليا بردو 
إبتسم مصعب قائلا حمدلله علي سلامتك يا محمد ...
ليقاطعه يحيي مبتسما فقال قصدي يا يحيى.
أومأ يحيى مبتسما وقال الله يسلمك يا مصعب .
ثم نظر أمامه وقال محدثا السائق أيوة يا اسطي معاك هنا .
توقف السائق فأدار يحيي مقبض باب السيارة بقوة و لهفه و نزل منها فقال مصعب ممازحا يا عم بالراحه هتخلع الباب في إيدك.
ضحك يحيى بشدة و إحتضن مصعب الذي راح يربت علي ظهره قائلا حمدالله علي السلامه يا صاحبيربنا يطمننا عليك دايما.
ودعه يحيي لينصرف بينما تقدم يحيي خطوات ليقف أمام باب منزله متطلعا نحوه بفرحه شديدة ثم سحب شهيقا عميقا ملأ به رئتيه و طرق الباب بأصابع ترتجف من فرط حماسته.
كان الجميع يلتفون حول المائدة ينتظرون لحظة إنطلاق مدفع الإفطار كي يبدأوا في تناول فطورهم فقال الأب عملت اللي قولتلك عليه يا سليمان 
أومأ سليمان موافقا وقال أيوه يا حج و وصيت
كل اللي يفطر من المائدة يقرا الفاتحه على روح يحيي الله يرحمه.
تمتم الجميع الله يرحمه .فقال الأب الفاتحه على روحه.
قرأ الجميع له سورة الفاتحه لېختلس سليمان النظر إلي يسر فوجدها تحاول كبح جماح دمعاتها اللعينه التي تأبي أن تسقط ليبتلع غصة في حلقه ويقول آمين.
إنطلق مدفع الإفطار ليتمتم كلا منهم بدعاء الإفطار فقال سليمان إلي أبيه كل عام و إنت طيب يا حج يجعله عامر بحسك دايما.
ليتنهد الأب قائلا و إنتوا طيبين يا ولاديلا بسم الله .
بدأ الجميع بتناول فطوره بينما كان الأب يتفقد المقاعد الشاغرة من حولهم فإنفطر قلبه عندما تذكر ذلك اليوم في السنه الماضيه عندما كان يحيي ينضم إليهم و صافيه أيضا لينتبهوا جميعا علي صوت طرقات علي الباب فقال الأب إفتح الباب يا زياد.
ركض زياد مسرعا ليقوم بفتح الباب فإتسعت عيناه بدهشه متمتما بابا !
الفصل الحادي عشر 
نظروا جميعا لبعضهم البعض فتسائل الجد مين يا زياد!
نظر إليهم الطفل بإبتسامة متسعه وقال بابا بابا رجع يا جدو .
نهضوا جميعا من حول المائده ليتحققوا من حديث الصغير قبل أن يستوقفهم دخول يحيي إلي البيت مبتسما بأعين باكيه ويقول أنا يابا .
_يحيي!!
تمتم بها الكل بذهول و أولهم كانت تلك التي تراجعت للخلف وهي تهز رأسها بنفي و عدم تصديق .
هرول الأب تجاهه يحتضنه بإشتياق كبير وقد سالت دمعاته بخليط من الفرح و الحزن معا قائلا وحشتني يابا وحشتني أوي .
عبدالقادر مش معقولوحشتني أوي يا يحيي .
إلتف حوله أطفاله ليجثو علي ركبتيه أرضا وهو يتأمل صغيرته التي كبرت قليلا و أغدقها دمعاته تسيل على خديه بغزاره لينظر أرضا فوجد ذلك الرضيع يزحف نحوه لينظر إليه مبتسما ويقول محدثا أخاه عبدالقادر ده إبنك يا قدورة !
أومأ عبدالقادر موافقا وقال يحيي الصغير.
تفاجأ يحيي كثيرا و حمله إليه ليجد زينب وقد تقدمت نحوه بإبتسامه صادقه ويقول أومال فين سليمان 
شحب وجه سليمان و إصفر كإصفرار وجه المېت و نظر إلي أبيه پصدمه فقال يحيي متقدما منه مش هتسلم عليا ولا إيه يا سليمان !
ليربت سليمان علي ظهره پخوف و بكاء ويقول حمدلله علي السلامه يا يحيي .
يحيي قال متعيطش يا سليمان أنا بخير الحمدللهإنكتبلي عمر جديد و ربنا أراد أرجع لكوا من تاني .
ثم راح يتلفت حوله ويقول فين يسر ! و فين صافيه!
إلتزم الجميع الصمت و نكس رأسه أرضا لينظر إليهم ويقول يسر فين !عند مامتها ولا إيه!
قال زياد ماما دخلت الأوضه .
و أشار بيده إلي غرفة نوم جده ليضحك يحيى قائلا إيه مش عاوزه تشوفني ولا عيزاني أنا أدور عليها ! يسررر.
صدح صوته مناديا بإسمها ثم أدار مقبض الباب لتجفل هي و تنتفض بفزع عندما رأته .
أفتر ثغره عن إبتسامة واسعه حنونه وهو يتقدم منها ليحتضنها بقوة و يرفعها عن الأرض بحب بالغ وقد أغمض عينيه فنظر إليها وقال مالك يا يسر !
ثم إبتسم لها وقال مش مصدقه نفسك مش كده
أومأت برأسها أن نعم ليعود و يضمها إليه مجددا قبل أن يلاحظ شيئا غريبا فإبتعد عنها ببطء و نظر إلي بطنها المنتفخ و نظر إليها مقطب الحاجبين ليجدها تغلق عينيها بشدة و دمعاتها تتساقط على وجنتيها وهي تزدرد ريقها پخوف و ترقب فقال إيه ده 
نظر إليها مستفهما فلم تجيبه لينظر خلفه فوجد الجميع يقف مذعورا باكيا فقال بتعجب إنتي حامل !
لم تنبس بكلمة فقال وهو يجيب سؤاله خامل إزاي وأنا غايب بقالي سنه!
نظرت إليه پخوف و ندم فقال بهدوء ردي علياأنا مش فاهم حاجهإنتي حامل !
نظرت إلي سليمان لكي يغيثها ولكنه كان بحاجة لمن يغيثه الآن فنظر أرضا بخزي و لم ينطق.
برز صوت زينب بقوة حيث قالت أيوة حامل .
ضيق يحيي بين حاجبيه مذهولا و نظر إليها وقال حامل إزاي يعني !أنا مش فاهم حاجه!
تولت زينب تلك المهمه التي لن يقدر عليها سواها و تقدمت من يحيي وقالت يسر إتجوزت يا يحيي .
جحظت عيناه بذهول حتي كاد أن يسقط لولا أن تمسك بتلك الطاوله الخشبيه من خلفه وقال إتجوزت !إتجوزت إزاي!
أردفت زينب وهي تطالع يسر پشماتة وتقول إزاي دي إجابتها عندك إنت لما عملت الحاډثه سلمونا چثه من المشرحه علي أساس إنها جثتك و إحنا ډفناها علي أساس إنها إنت .
ضيق عينيه بتعجب و عدم فهم و راح ينظر إليهم واحدا تلو الآخر بتعجب وهو يقول چثة إيه و مشرحة إيه !أنا اللي فاكره يوم الحاډثه إني وقعت من العربيه قبل ما ټنفجر ....
قاطعه عبدالقادر قائلا طب و الچثه اللي لقيوها متفحمه في العربيه دي چثة مين !
نظر إليهم وقال بسام ..أكيد چثة الراجل اللي كان معايا يومها في العربيه .
نظر الجميع إليه بذهول و باتت الأسئلة تتراقص في عقولهم و عقله من قبلهم لينظر نحو يسر مجددا ويقول كلامهم ده صح !إنتي إتجوزتي! صدقتي إني مت و إتجوزتي ! ولا ماصدقتي إني مت و إتجوزتي !
نظرت إليه پخوف شديد و قالت يحيي إسمعني ...
ليقاطعها قائلا أسمع إيه و زفت إيه ! أنا مش قادر أستوعب اللي بسمعه ! إتجوزتي يا يسر !و حامل ! حتي مصبرتيش يعدي سنه علي خبر مۏتي !!
أجهشت بالبكاء ليردف بقوة و حده إمتزجت بالڠضب و قاعده هنا ليه ! لما إنتي إتجوزتي إيه اللي لسه مقعدك في البيت ده .
و نظر إليهم و صدح صوته الجهور غاضبا يقول و إنتوا إزاي تسمحوا لها تفضل هنا !مخدتوش منها العيال و رميتوها بره ليه تروح للي إتجوزته .
هنا برز صوت زينب تقول بغل و تشف يسر إتجوزت عمي سليمان.
نزل الخبر علي أذنيه كالصاعقه و تجمدت حواسه لينظر إليهم فاغرا فاه و ظل

يتمتم بذهول و هيستيريه سليمان مين!قصدي سليمان إزاي يعني!
إبتلع سليمان لعابه بتوتر و تنحنح پخوف وقال يحيي إنت لازم تقعد و تسمع مننا اللي .....
قاطعه يحيى قائلا پصدمه هزت كيانه أقعد و أسمع !! يعني الكلام ده صحيح!
أخفض سليمان بصره أرضا لينظر يحيي إلي أخيه الذي أشاح بوجهه للجانب لينظر بعدها إلي أبيه الذي كان ينظر نحوه بأسف و شفقه فقال الكلام ده صحيح يابا ! يسر إتجوزت سليمان فعلا!
لم يجيبه والده فنظر إليهم تباعا قبل أن ينفجر ضاحكا حاي تحولت ضحكاته إلي قهقهه هيستيريه وهو يضرب بيده الطاوله من جانبه بعدم تصديق ويقول إيه يا جماعه اللي إنتوا بتقولوه ده !إنتوا بتهزروا أكيد ..صح!
إنفجرت يسر باكية
تم نسخ الرابط