يحيى ويسر

موقع أيام نيوز

توقف أمام الشقه ليطرق بابها بترقب ففتح له شاب في مقتبل العشرينات من عمره هز رأسه متسائلا عايز مين حضرتك
ظل يحيي ينظر إليه بهدوء ثم قال لا أبداالظاهر العنوان غلط!
هم بالإنصراف ليستوقفه ذلك الصوت والذي يحفظه عن ظهر قلب مين يا زيكا
هوي قلبه أرضا فور أن إستمع لصوتها فعاد ينظر خلفه وهو يدقق النظر بداخل الشقه ثم دفعه إلى الداخل و دلف مسرعا ليجدها تجلس بأريحيه علي الأريكه و تتناول الفاكهه ببساطة و أمامهما زجاجتي و بعض التسالي.
وقف يحيي يطالعها مشدوها ويقول إنتي بتعملي إيه هنا!
لم تتصنع الخۏف و القلق فلقد إنبعثا من عيناها صادقين فقالت يحيي....
بخطوة متسعه..كان هو يقف أمامها يقبض علي شعرها بقبضة فولاذية وهو ينظر إليها شزرا ثم قال يحيي إيه و زفت إيه! إنتي بتعملي إيه هنا! هي حصلت تروحي شقق!
رأت أن الأمر يتخذ مسارا غير الذي كانت تبغي فقالت بأعين باكيه إستني بس يا يحيي أنا هفهمكوالله العظيم الموضوع مش زي ما إنت فاهم.
قاطعها صارخا پغضب هادر مش زي مانا فاهم زي مانا شايف بيره و مزه و الدنيا حلوووة.
أضاف الأخيره وهو يصفعها بقوة بكل ما يملك من ڠضب و نفور لټنفجر هي باكية وتقول صدقني يا يحيي والله العظيم ده.....
_إخرسي..متنطقيش إسم ربنا علي لسانك ا ده إنتي إيه يا بنتي إيه يا بنتي ا اللي إنتي عايشه فيها دي! هو أنا كنت معمي عن حقيقتك للدرجادي كنت مغفل و برياله للدرجادي كنت آني واحده زيك في بيتي إزاي!!
نظرت إليه بإستعطاف و إستجداء وقالت والنبي يا يحيي إسمعني إديني فرصه أشرحلك.
همس إليها بصوت مخيف أثار الړعب في قلبها فقال أنا مش عايز أسمع صوتك صوتك ده بيقرفني و بيخليني مش طاايق نفسيإخرسي خاالص.
و راح من ثم يتطلع حوله بعينيه القلقتين ثم نظر إليها بثبات وقال بضعف أعمل فيكي إيه! أول ع فيكي ولا أدبح ك و أشرب من دمك!..بس الم وت خساره فيكي لإنك هترتاحي أعمل فيكي إيه! أفض حك و أوديكي في داهيه!! بس عيالك!..عيالك ذنبهم إيه تبقا أمهم بالأخلاق دي!
أجهشت في بكاء قوي لينظر إليها بإشمئزاز ويقول بټعيطي! بذمتك مش مكسوفه من نفسك! مفكرتيش في بنتك! بنتك دي ذنبها إيه تكبر تلاقي أمها واحده زيك!
إنحنت تقبل يداه پبكاء وإستعطاف وقالت عشان خاطري يا يحيي إسمعني والله العظيم إنت فاهم غلط طب عشان خاطر عيالنا.....
أشار لها بسبابته وهو يهز رأسه بإيجاب ويقول عشان خاطر عيالنا فعلا.. عشان خاطر عيالنا.
إستل هاتفه من جيب سترته وقام بالإتصال بمحاميه الخاص يستدعيه للحضور إليه علي وجه السرعه.
أنهي المكالمه و نظر إليها بتحفز وقال المحامي جاي هتمضي علي تنازل عن حضانة زياد و نور بالذوق لإما هلبسك قضيه و أرميكي في السچن مع اللي شبهك!
هنا إنفجرت في بكاء و عويل أذهب صوتها وهي ترجوه دون أن يرف جفنه أو ينصت إليها.
_عشان خاطري يا يحيي ورحمة أمك تسمعني
أشار لها واضعا سبابته علي فمه وقال هششش..إخرسي مش عايز أغلط فيكي أكتر من كده..سيرة أمي متجيش علي لسانك نهائي..و وفري دموع التماسيح دي للي جاي بعدين.
إرتفع رنين جرس الباب معلنا عن قدوم المحامي ففتح له يحيي وقال بإقتضاب بسرعة يا متر جهز أوراق التنازل عن حضانة زياد و نور وخليها تمضي عليهم.
نظرت إليه تحاول ثنيه عن قراره بأعين باكيه ليقول بحدة إمضي و إنفدي بجلدك بدل ما أخلي عيشتك سواد إنتي واللي جايبينك..و إنتي عارفه أنا ممكن أعمل إيه.
بقلب مشتعل و أعين غاضبه مستنكرةكان يقف يتطلع نحوها وهي تقوم بتوقيع الأوراق حتي فرغت ليأخذ المستند من المحامي و ينظر إليها بإمتعاض و نفور ويقول مش عايز أشوف وشك تاني ولو صدفه حتي! و إنسي إن ليكي عيال

عندي.
ألقي بكلماته الصارمه الصادمه ثم غادر مسرعا و تركها تبكي و تنوح وهي ټلعن غبائها الذي أودي بحياتها.
مع رنين جرس الباب إرتفعت دقات قلبها بضجيج و فوضي و إزداد توترها فنظرت إلي صافيه وقالت ده أكيد يحيي يا عمتي.
تركت صافيه ذلك الكتاب الذي كانت تقرأه و نهضت من مقعدها متسائلة بتعجب يحيي! و يحيي إيه اللي هيجيبه هنا
_قاللي إنه هييجي يستأذن بابا إني أرجع الشغل تاني.
زفرت صافيه بتوتر وقالت طيب خليكي هنا و انا هخرج أشوف إيه الأخبار.
خرجت صافيه لتجد إبراهيم قد فتح الباب ليتفاجأ ب يحيي الذي يقف أمامه يبتسم بهدوء و ترقب إستوعبه هو فقال بإقتضاب أهلا و سهلا.
_أهلا بيك يا عمي ممكن أدخل
أفسح له المجال قائلا بترحيب مصطنع إتفضل.
دلف يحيي ليتفاجأ ب صافيه التي ركضت نحوه و بتقدير و إحترام ثم ا و نظر إليها مبتسما فقال عامله إيه يا صافيه
نظرت إليه صافيه بحزن و شفقة و لمعت عيناها فقالت الحمدلله يا حبيبي إنت عامل إيه و نور و زياد عاملين إيه مجيبتهومش معاك أشوفهم ليه!
إبتسم بهدوء وقال كويسين الحمدلله مرة تانيه أبقا أجيبهم.
_إتفضل يا باشمهندس!
برز بها صوت إبراهيم مقتضبا و لكنه جلس علي كل حال ثم نظر إلي إبراهيم ليجده يقول لصافيه إعمليلي شاي يا صافيه و شوفي الباشمهندس يشرب إيه
_يشرب قهوة مظبوط مش كده يا يحيي
قالتها صافيه لتحصل علي إبتسامه هادئه مرفقة بإيماءه مؤكده من يحيي فذهبت علي الفور إلي المطبخ.
_ إتفضل يا أستاذ يحيي خير!
نظر إليه يحيي منتبها ثم قال أولا يا عمي إبراهيم إسمحلي أعتذر عن الزياره من غير ميعاد سابق.
أومأ إبراهيم ببساطة وقال ولا يهمك حصل خير.
حمحم يحيى و إستطرد حديثه قائلا ثانيا..ممكن أعرف إيه سبب موقفك الحاد ناحيتي! حضرتك مكانش ده أسلوبك معايا أبدا قبل كده! و يهمني أعرف إيه السبب جايز أكون أخطأت بدون علمي لا سمح الله.
تجاهل إبراهيم حديثه وقال بإستهجان مبطن و ثالثا!
إتفضلوا أدي الشاي و القهوة بتاعتك أهي يا يحيى يا رب أكون لسه بعملها حلو زي زمان.
قاطعهم دخول صافيه تحمل آنية المشروبات فنظر إليها يحيي مبتسما وقال تسلم إيديكي.
أومأت بإبتسامه و إنصرفت ليعود و ينظر بإتجاه إبراهيم الذي كان يسف و يحد النظر إليه ثم قال لو سمحت يا عمي إبراهيم أنا حاسس إن وجودي مش مرحب بيه لو ده صحيح ممكن حضرتك تقوللي أنصرف بهدوء.
تنهد إبراهيم بضيق و تمتم مستغفرا ثم قال لا يبني العفو إتفضل كمل كلامك أنا سامعك.
أومأ يحيي بإرتياح بعض الشئ ثم إستكمل حديثه فقال كنت بسأل حضرتك إيه سبب معاملتك الحادة معايا!
إرتشف إبراهيم أول رشفة من كوب الشاي خاصته ثم قال بص يا يحيي إنت عارف إني راجل دوغري و ماليش في الكلام المزوق ولا المجاملات.
أومأ يحيى موافقا ليكمل الآخر كلامه قائلا بصراحه أنا بقيت بخاف من أي إحتكاك أو تعامل يربط بيني أو بين حد من عيلتي و بينكوا إنتوا عامة كعيلة.
إبتسم يحيي و أومأ بتفهم ليستطرد إبراهيم حديثه ويقول أنا اللي شوفته من عيلتك مش قليل كفيل يقطع كل حبال الود اللي كانت بيننا معلش أنا يمكن دقة قديمه أو عقليه رجعيه علي رأي شباب اليومين دول بس أنا دماغي كده و سواء بنتي ولا أختي مجبرين يمشوا زي ما دماغي ماشيه.
لم يتحدث يحيي و أعطاه فرصته كامله للإسهاب في كل ما يجول بخاطره فأكمل قائلا أخوك أذي أختي أذية لا تحتمل و أخطأ في حقها خطأ لا يغتفر و أظن إنت عارف التفاصيل ف ملوش داعي نقلب في الماضي و بناء عليه أنا ليا كل الحق أخد موقف من أي طرف يقربلكوا من قريب أو من بعيد.. خصوصا إن محدش وقف جمب أختي ولا رد الظلم عنها..و متهيألي حقي إني أخاف علي بنتي من الإختلاط بيكوا من تاني عشان كده منعتها إنها تيجي للولاد تانيمنا مش لاقيهم في الشارع.. ولا إيه!
سحب يحيي شهيقا طويلا ملأ به رأتيه و زفره ببطء ثم أردف قائلا حضرتك كل كلامك صحيح ميه في الميه أنا مش معارضك في ولا حرف بس عندي استفسار صغير.
هز إبراهيم رأسه متسائلا وقال إيه هو
تحامل يحيي علي آلامه وقال مستفهما هل مهما كان حجم الظلم اللي إتظلمته صافيه من عيلتي يساوي الظلم اللي إتظلمته أنا
نظر إليه إبراهيم بعين الشفقة و العطف ليكمل يحيي حديثه قائلا أنا اللي خسړت كل حاجه بين يوم و ليله مهما أحكيلك عمرك ما هتتخيل ذرة من العڈاب اللي أنا شوفته و اللي ما زلت بشوفه أنا شوفت المۏت بعينيا أكتر من مرة أول مرة ساعة الحاډثه و بعدها لما وقعت في إيدين تجار أعضاء و كانوا بالفعل هيفضوني لولا إرادة ربنا اللي كانت أقوي من كل شئ و بعدها لما وقع علي

راسي كوريك وأنا شغال عتال في مخزن قطع غيار تخيل! كوريك ميتسببش في مۏتي بالعكس إتسبب إن الذاكرة ترجعلي و أعرف أنا مين و أهلي فين بعد سنه بحالها كنت عايش مجهول الهوية نفس داخل و خارج مش أكتر! شوفت كل مۏته أصعب من اللي قبلها و عمري ما تمنيت او قولت يا ريتني مت ما عدا اليوم اللي رجعت فيه و لقيت مرااتي حامل من أخويا و أبويا مبارك الجوازة و عايشين حياتهم ولا كإن مر عليهم واحد إسمه يحيي!! يومها بس قولت يا ريتني مت قبل كل ده.. لو كنت مت فعلا من ساعتها كانت كل حاجه هتبقا كويسه و طبيعيه كانوا هيزعلوا يومشهرسنه و قي الآخر هينسوني و سيرتي هتدفن معايا تحت التراب.
شعر إبراهيم بوخزات في صدره من فرط التأثر و الشفقه اللذان شعر بهما تجاه يحيي و الذي أضاف بنبرة منكسره فقال تفتكر بعد ده كله مين اكتر حد إتظلم منهم! مين أكتر حد كرههم و مبقاش طايق يسمع عنهم! مين أكتر حد بيتجنب إنه يشوفهم أو يختلط بيهم!
ثم إتكأ علي ساعده و أضاف بهدوء مقهور مين أكتر حد بقا ېخاف يظلم لإنه داق مرارة الظلم!!
تنهد إبراهيم بقلة حيلة لا يدري بما يجيبه فإلتزم الصمت و لم يتفوه بكلمه ليقول يحيي متقلقش يا عمي إبراهيم أنا لا عايز يكون ليا صله بيهم من قريب ولا من بعيد و بالنسبه ل غزل تأكد إنها عمرها ما هتتمس بسوء أبدآ.
أنهي كلماته ليرفع فنجال قهوته عن الطبق و يحتسيه بهدوء قبل أن ينظر إليه إبراهيم قائلا والله يا يحيي يبني منا عارف أقوللك إيه طيب قوللي طلباتك إيه!
وضع يحيي فنجال القهوة من يده و
تم نسخ الرابط