يحيى ويسر
المحتويات
بضيق أيوة في فات أسبوع علي آخر مكالمة بيننا و قولتيلي هتفكري و تردي عليا و بردو مردتيش لا ب آه ولا ب لأ ممكن أعرف ده تجاهل ولا طناش ولا رفض ولا إيه بالظبط!
قالت بهدوء لا والله أبدا لا تجاهل ولا طناش.
ضيق عينيه قائلا يبقا رفض!
زفرت مطولا وقالت بص يا عمو بصراحه أنا فكرت في الموضوع ده لقيت إني كده هظلم صافيه و أنا مش هقدر أظلمها لأني مشوفتش منها حاجه وحشه....
تمتمت پصدمه موافقه! موافقه إننا نتجوز!
قال مؤكدا أيوة موافقه هي عارفه إننا بنفكر في مصلحة العيال و بس.. لو علي صافيه متحمليش هم.
أردفت بتفكير و تمهل طيب و بابا الحج خد خبر
_أيوة طبعا عارف هو أنا معقول هخطي خطوه من غير علمه و مباركته كمان إطمني هو كمان موافق.
موافقة. نطقتها بتمهل ليبتهج وجهه و يعلوه البشر و السرور فقال مسرورا علي خيرة الله.. أنا هبلغ الحج و نكتب الكتاب علي آخر الأسبوع إن شاء الله.
تمتمت بموافقة ماشي بإذن الله.
أنهي الإتصال وقلبه يتراقص طربا و سعادة بهذا الخبر السعيد ثم قام بالإتصال بصديقه قائلا ألو إزيك يا أبو يونس.
بخير الحمدلله والله إسمعني عايزك تجهز لي طقم دهب كامل مكمل بس تكون حاجه نقاوة علي ذوقك و هفوت عليك بالليل إن شاءلله آخده.
_إيه ناوي تتجوز ولا إيه!
مسح سليمان جانب فمه بإبهامه و أردف بزهو فقال أاه عقبال عندك.
قال الآخر متعجبا بتتكلم جد! ده أنا كنت بهزر! عالعموم ربنا يتمم بخير يا ريس.
و أنهي المكالمه ليغلق متجره و يعود إلي البيت ثم دلف إلي شقة والده ليجده قائما يصلي فإنتظر حتي فرغ من صلاته وقال حرما يا حج.
_جمعا بإذن الله.
قالها والده وهو يجلس إلي مقعده ليبادر سليمان بالحديث قائلا يسر وافقت يابا.
نظر إليه والده و هز رأسه بهدوء علامة منه في عدم رغبته بالحديث ليتابع سليمان قائلا و صافيه كمان إتفاهمت معاها و خدت منها الموافقه.
ذهب سليمان و جثا علي ركبتيه أمام مقعد والده و أمسك بيده يقبلها قائلا إنت مش مبسوط يابا! صدقني لو مش عاوز الموضوع ده أنا هصرف نظر عنه للأبد أهم حاجه رضاك.
ربت والده علي كتفه قائلا اللي ميغضبش ربنا ميغضبنيش يبني أهم حاجه متظلمش يا سليمان!
نظر إليه سليمان مستفهما ليردف والده قائلا متميلش لواحده علي حساب التانيه يا سليمان لازم تعدل بينهم علي قد ما تقدر و تراعي إن يسر هتيقا مراتك زي صافيه بالظبط يعني الإتنين ليهم نفس الحقوق.
أومأ والده موافقا وقال علي بركة الله.
_إن شاءلله كتب الكتاب يوم الخميس.
قالها سليمان لينظر إليه والده ويقول بإذن الله علي خير.
_ياارب هطلع بقا أبلغ صافيه.
ثم إنصرف صاعدا نحو شقته ليجد صافيه تجلس متجهمة الوجه فبدأ هو بإرتداء قناع الحزن و دخل يجر قدميه جرا و تهاوي بجسده إلي الأريكه التي تجلس عليها صافيه منتظرا أن تبادر هي بالحديث كعادتها كل يوم متسائلة عن حاله أو عن سبب ضيقه ليجدها آثرت الصمت دون النبس بكلمة واحده لينظر إليها متعجبا و تتبدل الأدوار ليبادر بالحديث قائلا مالك يا صافيه! قاعدة سرحانه كده ليه
قالت بإقتضاب دون النظر إليه مفيش حاجه.
زاد تعجبه ليجلس مقابلا لها و يمسك بيدها قائلا مفيش إزاي! أكيد في حاجه مضايقاكي.
نظرت إليه بقوة و أردفت إيه أخبار العروسه الجديدة!
نظر إليها بتعجب وقال العروسه الجديده!
أومأت بموافقه وقالت أيوة أصل أنا بقالي كذا يوم مشوفتهاش أما إنت علي إتصال معاها عشان كده بسألك إنت عنها.
قال مستفهما علي إتصال معاها! مين اللي قاللك كده!
أجابت بحدة زينب اللي قالتلي كانت عندها و شافت موبايلها بيرن بإسمك.
قال مغتاظا و إنتي معينه مخبرين عليا ولا إيه يا صافيه! جري إيه إنتي هتخيبي ولا إيه!
قالت بضيق و انا من إمتا كنت بعمل كده يا سليمان ولا هو ده طبعي أصلا!
قال مستفهما أومال في إيه!
_الحكايه و ما فيها إن زينب كانت فوق بالصدفه و شافت إسمك علي تليفونها و كمان وقفت تتصنت عليها وهي بتكلمك و سمعتها بتقولك جواز و مش جواز و إنت عارف زينب مبتصدقش خبر و بتحب تعمل خير أوي نزلت تجري تبلغني.. وأنا قعدت قدامها زي العيله الصغيره مش عارفه أرد عليها أقول إيه.
ثم أردفت بحزن أنا إتحطيت في موقف وحش أوي يا سليمان.
تأفف قائلا صاااافيه عشان خاطر ربنا أنا مش ناقص لت حريم ملوش عازة كفايه عليا القرف اللي أنا فيه مش عارف هلاقيها من الشغل اللي مضړوب ولا من أبويا اللي بيضغط عليا في الطالعه و النازله و مش راضي يتكلم معايا الا أما أعمله اللي هو عايزه ولا منك إنتي كمان وأنا شايفك بتضغطي علي نفسك عشان تريحيني وأنا مش عارف أخفف عنك إزاي.
ثم قال وهو يضع رأسه بين كفيه حراام كل ده والله ده فوق طاقتي بجد.
لم يفشل يوما في إبتزازها عاطفيا ليجعلها هي من تقدم له الحلول التي يريدها علي طبق من فضه بالإضافه إلي شعورها بالذنب تجاهه أيضا لكونها أفصحت عن ما بها من ضيق و إستياء.
خلاص يا سليمان أنا آسفه حقك عليا مش هتكلم معاك في الموضوع ده تاني إسمع كلام أبوك و أكسب رضاه وأنا عليا الإستحمال.
بشدة وأردف قائلا مش عارف أعمل إيه يا صافيه تعبت وأبويا مش راحمني ده حتي لسه وأنا طالع بيقولي إعمل حسابك كتب الكتاب يوم الخميس!
إبتلعت غصه في حلقها وقالت پألم معلش يا سليمان الخميس من الجمعه مفرقتش طالما كده كده مصمم علي حاجه هيعملها.
معلش يا صافيه يا بنت الأصول وضع و كلنا مجبرين نتقبله ربنا يسامحه أبويا بقا.
إبتسمت هي ببشاشه هلي عكس ما يعتمل بداخلها من ألم و حسرة وقالت ولا يهمك يا حبيبي يلا إدخل غير هدومك و تعالي نتعشي عملالك كل الأكل اللي بتحبه.
أومأ مبتسما لتنصرف هي بإتجاه المطبخ ف زفر براحه وهو يمني نفسه بإقتراب مراده.
كانت تجلس شارده كعادتها تفكر به فكيف لها أن تنساه وهو من أول من داعب قلبها و إنتزع إبتساماتها فلطالما عشقته و إنتظرته ولكنها أبت ان يبدو ذلك عليها فهي كانت لا تزال صغيرة وتراه قد لا يلتفت لها يوما فكيف لها أن تطمح في ذلك وقد يراها طفلة في نظره ف كبتت مشاعرها بينها وبين نفسها وعانت من لوعة الحب الصامت الذي لم يلهب إلا وجدانها وحدها.
كانت تأمل أن ربما بداخله شيء نحوها هو الآخر ولم ير منها شيئا يدفعه لأن يصرح لها بما داخله فإنتظرته ليال طوال.
هكذا قيدت غزل تلك المشاعر و دعتها تكبر داخلها فقط هي وحدها حتى فوجئت بخبر زواجه من يسر لتنسحب علي الفور من وسط ذلك الجمع الغفير وهي تحبس دمعاتها لأنها لم تحمل داخلها إلا لوعة الحب والفراق.
مسحت دمعاتها التي طفقت تسبح فوق وجنتيها و أسبلت جفنيها تود النوم حتي تنعزل به عن عالمها المهلك ولكن أني لها ذلك.
رأت يحيي يجلس مبتسما لها وهي تدنو بخطواتها منه حتي إقتربت منه و توقفت أمامه لتجده ما زال ينظر بإتجاهها و يبتسم ولكن ليس لها فنظرت خلفها لتجد يسر في مكتمل أنوثتها تقف وعلي ثغرها إبتسامه فاتنه و يحيي ينظر لها و يبتسم ثم نهض عن مقعده و سار إليها حتي توقف أمامها ليجد أنها لا تنظر له ولا زالت تبتسم فنظر خلفه ليجد سليمان وقد بدا وسيما للغايه يختلط شعره بسواد الليل و بياض الفجر معا ينظر ل يسر و يبتسم ثم سار نحوها علي مرأي عيني يحيي ليسقط هو أرضا من هول الصدمه و يضرب الأرض حزنا بيديه و ينتحب بشدة فهرولت هي ناحيته لتجد قدميها وقد تثبتت بالأرض لا تقوي علي رفعهما وكإنهما قد إلتصقتا بالأرض لتقف هي حزينه تبكي علي ما آل إليه حال يحيي وهو يجلس بمكانه ينظر ل زوجته و شقيقه وهما و ينظران نحوه پحقد و يضحكان بسخريه لتنتفض هي من نومها بفزع وراحت تتمتم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
خرجت من غرفتها لتجد والدها ما زال مستيقظا وېدخن السچائر وهو شارد لتقترب منه وقالت لسه صاحي ليه يا بابا!
نظر إليها قائلا مفيش حاجه يا غزل إنتي إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي!
زفرت بتوتر وقالت قلقت مفزوعه كنت بحلم حلم وحش أوي!
نظر إليها قائلا بإهتمام خير اللهم اجعله خير إقعدي و إحكيلي.
قصت له ما رأته ليبتسم متهكما ويقول ده مش حلم ده حقيقه!
نظرت إليه بتعجب وقالت حقيقه إزاي مش فاهمه!
سحب نفسا من سيجارته وأردف عمتك صافيه كانت بتكلمني دلوقتي و قالتلي إن سليمان هيتجوز مرات يحيي الله يرحمه.
فعرت فاها پصدمه وقالت معقول! و إزاي يسر توافق علي حاجه زي دي! و إزاي عمتي صافيه تقبل بالوضع ده
زفر قائلا عمتك مغلوبه علي أمرها يا غزل منتي عارفه هي بتحب جوزها قد إيه وبعدين هو هيعمل كده بأمر من أبوهعشان عيال أخوه يتربوا وسط أهلهم يعني هو كمان مغلوب علي أمره.
نظرت إاي والدها بعدم إقتناع وقالت مفيش حاجه إسمها مغلوب علي أمره هو مش عيل صغير و كمان هي مسمهاش مغلوبه علي أمرها لا دي إسمها سذاجه و ضعف و إستسلام....
قاطعها قائلا متحكميش علي حاجه إنتي مش عايشه فيها ولا مجرباها يا غزل ربنا يعين كل حي علي حاله.
أومأت بهدوء وقالت معاك حق هدخل أنا أكمل نوم تصبح على خير.
دخلت إلي غرفتها و لم يكحل النعاس جفنيها فبقت شارده تسب و ټلعن يسر التي سړقت منها يحيي أولا و عادت لتسرق سليمان من عمتها ثانية.
أتي الموعد المنتظر علي أحر من الجمر ليستقبله سليمان بفرحة و سرور جاهد أن يخفيها و لكنه فشل مما أثار خوف صافيه من القادم ولكنها حاولت التحلي بالصبر حتي لا تتسبب في أي شئ قد يفسد ذلك اليوم فبدأت بتحضير ثياب سليمان والذي كان يستعد أتم الإستعداد.
_صافيه أنا طالع عايزة حاجة!
نطقها ببساطه حتي أنه قد نسي أن
متابعة القراءة