يحيى ويسر

موقع أيام نيوز

دلف إلي الشقه ذهب إلي غرفته علي الفور و خلع حلته و إستبدلها بملبسا آخر مريح و دخل إلي فراشه بصمت وهدوء.
تبعته غزل إلي الفراش فإلتصقت به وأحاطت رأسه بيدها ليضمها إليه بقوة ډافنا رأسه ب كنفها وهو يقول احضنيني يا غزل...
تعجبت طلبه ولكنها حتما سعدت به فأزادت من ضمھا إليه وقالت مالك يا يحيي مزاجك وحش ليه!
شعرت بتنهيدته المثقله بالهموم فنزلت إلي مستوي جسده وهي لا زالت تغمره بذراعيها حتي باتت عيناهما في مقابل بعضهما البعض.
نظر إليها بعمق وقال متسائلا هو أنا لو مكنتيش في حياتي كنت هعمل إيه !
إبتسمت بهدوء فإستطرد قائلا بالرغم من كل اللي شوفته و مريت بيه بس ساعة ما ببص في وشك بقول الحمدلله رب ضارة نافعه يعمي لو مكنش حصل اللي حصل ده كله مكنتش هتجوزك كنت هفضل عايش أوهب الحب لقلوب رخيصه...
إقتربت هي منه و قبلته بحب طاغ وأخبرته قائلة طيب لما إنت تقول كده أنا أقول إيه! أنا كنت عايشه والسلام مكنتش أتخيل أبدا إني أتجوزك لحظه زي دي عمرها ما خطرت في بالي...
إبتسم لحديثها الذي يؤكد له بأنه لم يعشقه أحدا بقدر ما عشقته هي فمد أنامله يعبث بخصلاتها ويقول مش ناويه تجيبيلي نونو بقا يا غزوله
خفق قلبها بشدة ليستطرد قائلا نفسي في حته صغيره منك أشوفها بتكبر قدام عيني و أعوضك فيها عن كل لحظه وكل دقيقه وكل ثانيه فوتها من غير ما أقوللك إني بحبك...
تسائلت لحاجة في نفسها إنت بتتكلم بلهفه وكإنك مخلفتش قبل كده...
_مش كده.. خلفت طبعا واللي خلفتهم أغلي من نور عنيا نور و زياد هما أول فرحه في حياتي وعشانهم مستعد أديهم عينيا ولا تكتر عليهم بس بردو مش هنكر إني ملهوف عشان أخلف منك أينعم عمري ما هفرق بينهم أبدآ بس إبننا أو بنتنا هيبقالهم غلاوة خاصه مش زياده لكن من نوع خاص...
إبتسمت بحب وقالت إشمعنا بقا!
_عشان منك إنتي هحبه عشان هو مني و منك هو الرابط بيننا و يسلام بقا لو جت بنت وكانت شبهك...
هتعمل إيه!
_هاكلها هي و أمهاا...
إرتفعت ضحكاتها ليباغتها مائلا فوقها فقالت إنت رايح فين!
أجاب ببساطه هطفي النور.
رفعت حاجبها وقالت طيب ما تطفيه من جمبك..
_لا أصل الزرار اللي جمبي بعيد عنك..
مالو!
_معلق..
_مش هتيجي معاه!
لأاا بلاش المرة دي بدل ما عمي إبراهيم يفكرني جاي معاه واسطه ولا حاجه خليها مرة تانيه.
_ماشي.. مع السلامه.
بعد أن إنصرف إلي الخارج بدأت بترتيب المنزل لتشعر فجأه بالدوار يهاجمها و كإن الأرض تميد بها أمسكت رأسها بيدها وهي تحاول أن تستعيد توازنها ثم سارت نحو الأريكه و تهاوت إليها...
سيطر عليها النعاس فجأة و فشلت في مقاومته لتغط في النوم بمكانها إلي أن مرت الساعات و أفاقت علي يد زياد توكزها بلطف ويقول غزلأنا جعان..
إنتفضت من نومها في الحال ونظرت إلي الساعه المعلقه بالحائط أمامها فجحظت عيناها وقالت إيه ده! أنا نمت كل ده! مصحتنيش ليه يا زياد بس أديني أهو معملتش أكل...
قال زياد حانقا منا يعني بقالي شويه كتير بصحي فيكي وإنتي مش راضيه تقومي...
_خلاص خلاص قمت أهو.. أستني نص ساعه بس وهعمل الغدا...
عايز سمك فيليه زي اللي عملتيه إمبارح...
_قصدك زي اللي بعمله كل يوم إنت يبني مزهقتش من السمك ! في حاجات تانيه ربنا خلقها بتتاكل بردو دنتا معدتك اشتكت...
لأ مليش دعوه إعمليلي سمك فيليه..
_حاضر يا زياد حاضر من عنيا يا حبيبي وإنتي يا بسكوته عايزه إيه!
توجهت بحديثها ل نور التي قالت فيليه مع زياد...
رفعت كتفيها بإستسلام وقالت زي ما تحبوا إنتوا حرين..
دلفت إلي

المطبخ وبدأت بتجهيز الطعام لتشعر فجأة بحاجتها للقئ فأسرعت إلي المغسل و خرجت منه وهي تلهث بتعب وقد ملأها النفور والإشمئزاز كلما وصل لأنفها أيا من روائح الطعام..
_غزل خلصتي بقاا إحنا جعانين.
قالها زياد بنفاذ صبر و تأفف فقالت اصبر بس يا زياد خمس دقايق وهجيبلكوا تاكلوا..
تحاملت علي آلامها و إرهاقها و أخذت تعد لهم الطعام حتي فرغت فقدمته إليهم وأسرعت مجددا نحو المغسل تتقيأ مرة أخرى..
إرتفع رنين هاتف المنزل فأجاب زياد مسرعا يقول أيوة يا بابا.. إحنا بنتغدي.. لأ غزل في الحمام وتعبانه خاالص.. طيب استني..
ناداها زياد قائلا غزل تعالي كلمي بابا...
بعد دقائق إتجهت غزل لمحادثة يحيي والذي قال بلهفه في ايه يا غزل تعبانه مالك!
سحبت شهيقا طويلا ملأت به رأتيها ثم قالت مفيش أنا كويسه تقريبا خدت برد في معدتي.
_أجيبلك الدكتور وآجي طيب!
لاالا أنا بقيت كويسه هعمل حاجه دافيه أشربها وهبقا تمام.
_طيب إرتاحي وأنا شويه وجاي.. لو حسيتي إنك تعبانه كلميني فورا.
تمام ماشي يلا سلام.
أنهي يحيي الاتصال وهو لا يزال شاردا يفكر بتعبها المفاجئ حاول كثيرا التركيز بعمله ولكن دون جدوى فعاد مسرعا إلي البيت..
دلف إلي البيت فأسرعت نور نحوه فحملها وهو يتحدث الي زياد قائلا فين غزل يا زياد
_غزل في الحمام بردو يا بابا تعبانه خالص...
أسرع إلي الخلاء ليجدها تسند رأسها إلي صنبور المياه من أمامها بتعب وإعياء فربت علي ظهرها قائلا إنتي لسه تعبانه يا غزل
نظرت إليه وإحتضنته بشده وقالت يحيي كويس إنك جيت أنا تعبانه جداا ومش قادره أرفع راسي حاسه انها أتقل من جسمي.
مسح علي ذراعيها بحنو بالغ وأردف بحسم تعالي عشان تغيري ونروح للدكتور.. يلا.
إصطحب أولاده إلي منزل جدهم ومن بعدها ذهب إلى طبيب باطني ليفحصها فأخبره بالتوجه إلي طبيب نساء ففعل....
كانت تتمد علي سرير الفحص وإلي جانبها يقف يحيي الذي يؤرقه خوفه عليها فقال حانقا حضرتك بقالك ربع ساعه عمال تجيب البتاعه دي يمين وشمال ومقولتش مالها يا دكتور!
نظر إليه الطبيب بإستهجان ثم قالأستاذ يحيي إتفضل إرتاح.
أشار له الطبيب ليجلس علي مقعده فإتجه نحوه بنزق قبل أن ينتفض عندما إستمع إلي ما أخبر به الطبيب زوجته
_ألف مبروك يا مدام غزل إنتي حامل في ٣ أسابيع.
إتجه يحيي نحوها مندهشا وقال جد يا دكتور! حامل بجد!
أومأ الطبيب بتأكيد وهو يشير بذلك الجهاز الطبي المعروف بالسونار قائلا النقطه السودا دي هي الجنين هو حاليا لسه في بداية طور النمو وأهم حاجه الغذا الكويس و السوايل الكتير هنمتنع عن مواظ الكافيين و المنبهات وعن الټدخين نهائي لو بندخن و هنواظب علي مكملات الحديد و الكالسيوم عشان الجنين ينمو نمو سليم بإذن الله.
نهض الطبيب عن مقعده بجانب سرير الفحص ثم إتجن لمقعده الذي يقبع خلف مكتبه وبدأ بتدوين الأدوية اللازمه وهو يقول أهم حاجة الراحه التامه يا مدام غزل ونبعد عن أي ضغط نفسي الفتره دي وحاجه أهم.. الرسول عليه الصلاة والسلام قال إستعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان يعني يفضل منقولش دلوقتي عشان ربنا يكرمنا إن شاءالله.
أومأت غزل بتفهم وإبتسامتها تعبر عن مدي سعادتها فتابع قائلا بإذن الله هشوفك بعد أسبوعين ألف مبروك.
إحتضنته بفرحه مماثله وقالت أنا مش مصدقه نفسي يا يحيي ده إحنا كنا لسه إمبارح بنتكلم....
زم شفتيه قائلا إمبارح بالليل... أهو أنا لو كنت أعرف إنك حامل إمبارح بالليل...
هز رأسه بأسف مصطنع فقالت كنت هتعمل إيه!
رفع كتفيه ضاحكا وقال مكنتش هعمل حاجه خالص.
فهمت ما يرنو إليه فضحكت بشدة وهي تخرج هاتفها وتقوم بالإتصال ب صافيه التي أجابتها على الفور أيوة يا غزل مجيتيش ليه أنا بستناكو...
_عمتو أنا حامل...
قالتها غزل بإبتسامة متسعه فقالت صافيه بفرحه صاړخه بجد! مبروك ياروح قلبي ألف مبروك ربنا يكملك علي خير يا حبيبتي عرفتي إمتا!
_لسه خارجين من عند الدكتور دلوقتي حالا وقولت أعرفك عشان تفرحي بابا.
مبروك يا غزل ألف مبروك يا حبيبتي ربنا يكملك علي خير يارب إرتاحي إنتي أهم حاجة

لحد ما أجيلك بكرة.
_إن شاءالله هبقا أكلمك بعدين أشوف عملتوا إيه.
أنهت الإتصال بحماس لتجد يحيي يطالعها وهو يهز رأسه يائسا فقالت مالك يا يحيى بتبص لي كده ليه
_ببص لك ليه! ده علي أساس إننا مش لسه خارجين من عند الدكتور وقال إستعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان ومتقولوش لحد.. هو ده الكتمان بتاعك!
يووه يا يحيي وهي عمتو غريبه!
_مش الفكره بس كنتي اصبري حتي كمان أسبوعين لحد ما نروحله المرة الجايه مستعجله علي إيه
لوحت بيدها بعدم إكتراث وأردفت مش مهم بقا يا يحيي هبقا أقوللها متقولش لحد.
أومأ موافقا وإتجه نحو منزل والده لإصطحاب أطفاله و بينما كان جالسا برفقة والده سأله بإهتمام الدكتور طمنكوا يا يحيي!
أومأ يحيي مبتسما وقال الحمد لله يا حج غزل حامل.
تهللت أساريره و إنبسطت فرحا وراح يتمتم اللهم صل عالنبي ربنا يقومها بالسلامه يبني و يتربوا في عزك و تفرح بيهم.
ربت يحيي علي كتفه وقالفي حياتك يا حج إن شاءالله.
همست غزل إليه قائلة و بتعتب عليا! ده علي أساس إننا مش لسه خارجين من عند الدكتور و قال إستعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان ومتقولوش لحد.. هو ده الكتمان بتاعك!
ضحك قائلا ميهمش يا غزل يعني هو أبويا غريب! وبعدين بترديهالي يعني!
إتسعت إبتسامتها فضحك هو عليها قبل أن ينهض مستعدا وهو يقول إحنا هنستأذن بقا يابا.. إبقا سلم علي قدوره وعياله.
_طب ما تسيب العيال معايا عشان غزل ترتاح اليومين دول .
برز صوت غزل تقول لاا يا عمي أنا مقدرش أستغني عنهم وبعدين هما مش متعبين أبدآ ماشاءالله دول حبايبي .
_ربنا يراضيكي يبنتي ويقومك بالسلامه.
صافح الجد أحفاده متخذا منهم وعد باللقاء عما قريب و من ثم إنصرف الجميع مغادرين إلي بيتهم.
تأهبت صافيه بحماس إستعدادا لإستقبال قاسم إختارت مظهرا كلاسيكيا بسيطا لائمها كثيرا وأضفي إليها سحرا خاصا...
إرتفع رنين جرس الباب فخرج إبراهيم ليستقبله قائلا أهلا وسهلا يا أستاذ قاسم إتفضل.
دلف قاسم متنحنحا بحرج ووضع ما كان يحمل من حقائب علي الطاله المستديرة المجاوره لباب الشقه فقال إبراهيم تاعب نفسك ليه بس! مكانلوش لزوم كل ده!
_لا أبدا مفيش تعب ولا حاجه دي حاجه بسيطه.
أشار له إبراهيم بالجلوس وهو يجلس قائلا إتفضل اقعد.
فتح قاسم الزر الأوسط من سترة بدلته وجلس بتهذيب فقال إبراهيم نورتنا والله
إبتسم قاسم بلطف وبداخله تفتعل الأفاعيل وكإنه ولأول مرة يتقدم لخطبة إحداهن فقال البيت منور بأهله يا أستاذ إبراهيم أنا هدخل في الموضوع مباشرة حفاظا علي وقت حضرتك و وقتي..
أومأ إبراهيم موافقا ببشاشه وقال إتفضل.
حمحز قاسم بحزم وقال أنا طالب إيد صافيه أخت حضرتك.. أكيد حضرتك عرفت منها إني جاي عشان كده و أنا سبق و وضحت موقفي ليك قبل كده وأكيد حضرتك متخذ قرار واضح يعني...
أومأ إبراهيم مبتسما وقال شوف يا أستاذ قاسم أنا برتاح أوي للراجل الدوغري و لما إنك جيت معايا
تم نسخ الرابط