يحيى ويسر

موقع أيام نيوز

ليفتح ذراعيه علي مصرعيهما يغمره بإشتياق بالغ و يربت علي ظهره قائلا إزيك إنت يا يحيي أنا بقيت كويس لما شوفتك.
هرع كلا من زياد و نور يسرعان لإحتضان جدهما ليحتضنهما و راح يشتم رائحتهما التي إشتاق إليها كثيرا قبل أن يتفاجأ بوجود غزل التي قالت إزيك يا عمو علي
نظر إليها بدهشه و فرحه في آن واحد وقال غزل!
تقدمت منه و إحتضنته فضمھا إليه قائلا بعتاب توك ما إفتكرتي عمك علي يا جبانه!
زمت شفتيها بأسف فوضع يحيي يده فوق كتفها و ضمھا إليه قليلا وقال غزل كانت عايزة تيجي تشوفك من زمان يابا بس أنا اللي كنت متردد..
نظر إليه أبيه بعتاب سرعان ما تحول إلي إبتسامة حانيه وقال خلاص مش مهم اللي فات المهم إنك الحمدلله رجعت بيتك من تاني.
أومأ يحيي بتأييد ثم قال و هنقعد معاك يومين بحالهم كمان.
فرح الأب وقال تنوروا و تآنسوا يبني والله ده إن مشالتكوش الأرض أشيلكوا فوق دماغي.
قبل يحيي رأس والده ثم قال ربنا يخليك يابا و يديك الصحه.. أومال فين زينب و سيف يا قدوره
تشدق عبدالقادر قائلا سيف بيذاكر و زينب هتنزل دلوقتي أنا هطلع أبلغهم عشان ينزلوا يسلموا علي غزل و العيال.
إنصرف عبدالقادر بينما همس علي إلي يحيي وقال يسر جت هنا من حوالي كم يوم.
تجهم وجه يحيي في الحال ونظر إليه وقال كانت جايه عايزة إيه!
تنهد علي وأجابه بتقول إن جوز أمها طردها و مكانتش لاقيه مكان تبات فيه...
_وبعدين!
كانت عايزة تبات في الشقه فوق! بس أنا قولتلها ميصحش و عطيتها قرشين و مشيتها.
أومأ يحيي و قال خير ما فعلت يا حج مع إنها متستاهلش حتي الفلوس اللي خدتها.
معلش يبني كله عشان خاطر زياد و نور.
هز يحيي رأسه بتأييد و قال أهو ده اللي مصبرني عليها إنها أمهم لولا كده كان هيبقالي معاها تصرف تاني خالص.
نظر والده إلي غزل و أشار برأسه ثم همس متسائلا غزال عامله معاك إيه!
ألقي يحيي نظرة خاطفه عليها ليجدها تبتسم إليه فقال بصوت تسمعه عمك علي بيسألني عليكي..بيقوللي عامله إيه معاك.
شاكسته فقالت و قولتله إيه!
إبتسم بحب صادق ثم قال قولتله إن إنتي روح قلبي و هدية من ربنا ليا.
تراقص قلبها فرحا بين أضلاعها لتغزله الصادق و الصريح بها أمام والده فإبتسمت إبتسامة مشرقة ليقول علي ممازحا سيدي يا سيدي إنفضلي يا ست غزل جوزك بقا بيقول شعر بسببك.
إبتسمت غزل بخجل و إلتزمت الصمت قبل أن تدلف زينب إلي الغرفة التي يجلسون بها محدثة ضجة كبيرة كعادتها فقالت وأنا أقول البيت نور ليه! أتاري أبو اليحي و مدامته هنا.
ضحكت غزل بإتساع ووقفت تصافحها بألفه فقالت زينب إيه ده يا بت يا غزوله الحلاوة دي.. هو الجواز بيحلي كده
تداخل صوت يحيي قائلا لا لو سمحتي أنا غزالتي حلوة من يومها...
_بقاا كده! طب يلا يا غزال هانم نعمل الغدا سوا.
ذهبت غزل و زينب

لإعداد الغداء فقالت زينب صافيه عامله إيه يبت يسلام لو نتجمع تاني ....
لم يصل حديثها إلي مسامع غزل الشارده بالمكان من حولها تتذكر كيف كان الحال قبل عامين فقط و كيف أضحي اليوم!!
_سرحانه في إيه!
تسائلت زينب فقالت غزل بعدما تنهدت فاكرة آخر مرة إتجمعنا فيها هنا يا زينب! من سنتين بالظبط.
أومأت زينب بموافقة وقالت كنا أول يوم رمضان لما يحيي عمل الحاډثه.
هزت غزل رأسها بهدوء وقد أجفل قلبها لتلك الذكري وقالت كل حاجه إتغيرت مين كان يصدق إني هتجوز يحيي في يوم من الايام!
غمزتها زينب وقالت مفيش حاجه جايه في السكه يبت
قطبت غزل حاجبيها بتعجب وقالت حاجه زي إيه!
يا الله!.. لقد راقها ذلك الخاطر كثيرا و أصبح قلبها شغوفا به.
_بردو سرحت تاني!
إنتبهت غزل علي صوت زينب فقالت تفتكري يحيي ممكن يكون مستعد لموضوع إننا نخلف ده دلوقتي!
قطبت زينب حاجبيها بتعجب وقالت و إيه يا عين أمك اللي يخليه مش مستعد!
رفعت كتفيها بجهل وقالت مش عارفه بس يمكن هو مش من جواه مش حابب!
_لا يا حبيبتي يحيى بيحبك و الواحد لما بيحب مراته بيكون نفسه يخلف منها دستة عيال.
مش عارفه بقا مفكرتش في الموضوع ده قبل كده.
_طيب يلا خلينا نخلص الأكل وبعدين نبقا نكمل كلامنا.
منذ عودتهم بالأمس وهي تتلاشي رؤيته لأنها تعلم أنه سيتسائل عن ما حدث بالأمس.
خرجت من غرفتها تذهب نحو الشرفه ليناديها قائلا صافيه تعالي.
أصابها الوچل فتقدمت منه و جلست أمامه وقالت في حاجه يا إبراهيم
نظر إليها بضيق وقال بقا مش عارفه!
_عارفه إيه!
قالتها بريبة فقال اللي حصل إمبارح ده و البايخ اللي إسمه قاسم اللي اشترك معاكوا في التمثيلية الهبله اللي عملتوها دي.. إوعوا تكونوا انتي ولا هي فاهمين إني قاعد كده زي الأطرش في الزفه ومش فاهم إيه اللي داير كويس أوي.
_لا العفو يخويا أنا مقولتش كده.. بس أصل...
أصل إيه و فصل إيه أنا لولا عارف إن كل ده من تخطيطك الفاشل انتي و هي كنت هزأت قاسم ده و عرفته انه ميصحش.
قالت صافيه بحنق ليه بس يا إبراهيم ما الخطه نجحت و بقيوا سمن علي عسل الحمدلله..
_تقصدي إيه!
تراجعت بحديثها وقالت لأ مش قصدي حاجه يعني بس...
_بس إيه! متلاوعيش يا صافيه و تعالي دوغري.. هما كانوا مټخانقين!
لأ أبدا هما كويسين بس يعني يحيي زي ما انت عارف طبعه تقيل حبتين و إحنا كنا عاوزينه ياخد خطوة بقا...
جحظت عيناه بذهول و تمتم بحزن قائلا طبعه تقيل! و إنتوا كنتوا بتعملوا كل ده عشان تجبروه يتكلم ولا يصارحها بمشاعره! للدرجادي بنتي قبلت تهين كرامتها بالشكل ده!
تنهدت صافيه وقالت و مين بس قال إن كرامتها إتهانت ولا إتمست حتي...
قاطعها هادرا پغضب أومال تسمي ده إيه! و لما هو مش معبرها ولا بيديها ريق حلو مكمله معاه ليه! تسيبه و بكره يجيلها سيد أبوه اللي يتمني لها الرضا ترضي.
_ بس بنتك مش عايزة غيره يا إبراهيم هتعمل إيه بسيد أبوه وهي مبتحبوش!
تسائلت بحدة مماثله ليقول وهي كده لما ترمي نفسها عليه هتبقا مرتاحه! إنتي مخك ضارب إنتي و هي باين عليكوا.
زفرت مطولا ثم قالت يا إبراهيم إفهمني مش عيب ولا حرام إن الواحده تحاول مرة و إتنين و تلاته عشان بيتها و جوزها و خصوصا لو بتحبه زي غزل كده وبعدين يحيي يستاهل لإنه إنسان نضيف و بيتقي الله فيها هو كل المشكله إنه كان محتاج بس قرصة ودن صغيره إنذار لفت نظر كان عايز يحس بالحب اللي هو نفسه مكانش يعرف إنه جواه و إحنا خليناه إنتبه!
ضحك بتهكم وقال و يا تري بقا إعترف لها بالحب الأفلاطوني اللي مكانش يعرف إنه جواه !
_أيوة إعترف و بصم بالعشره كمان يا إبراهيم مش كل الرجاله زي بعض في راجل واضح و في راجل كتوم و مجتاج اللي يلفت نظره زي يحيى كده.. وبعدين يعني هو مش المفروض الأب بينصح بنته إنها تستحمل و تعيش عشان

خاطر بيتها ولا إنت غير الناس
لأ انا معنديش الكلام ده أنا أهم حاجة عندي كرامة بنتي و اللي يمسها ميلزمنيش مدي الحياة.
إبتسمت صافيه لحديثه العاطفي وقالت وهي تربت على يده متقلقش يا حبيبي كرامة بنتك متصانه صدقني وهي مرتاحه و مبسوطه مع جوزها يعني ما عليك سوي إنك تدعيلها ربنا يسعدهم و يألف بين قلوبهم.
_ياارب اللهم آمين.. تعرفي! نفسي أشيل عيالها أوي.
يا حبيبي ربنا يديك الصحه و طولة العمر و تشيل عيالها و عيال عيالها كمان.
_يااارب يا صافيه عقبال ما أطمن عليكي إنتي كمان.
إبتسمت صافيه بهدوء و آثرت الصمت شاردة بخيالها بعيدا.
حل المساء و إنصرف كلا إلي غرفته الأب بمضجعه الخاص و نور و زياد بغرفة خاصه بهم و يحيي و غزل بغرفه أخري ا.
وقف أمامها مبتسما ثم أمسك بالمنشفه و بدأ يجفف لها شعرها تحت وطأة تعجبها الشديد طفق يصفف لها شعرها وهو يقف خلفها أمام المرآه و ينظر لها بحب خالص.
رآها تبتسم بسعادة فمال يهدي وجنتها قبلة شغوفه كان لها أشد الأثر في نفسها ثم أمسك بيدها و أدارها له وقال عنيكي فيها كلام عايزة تقولي إيه!
إلتزمت الصمت قليلا ثم قالت بتحبني بجد يا يحيي!
مسح علي ذراعيها بلطف وقال تعرفي يا غزل!
هزت رأسها بتساؤل ليقول في حاجات كده ممكن تكون قدامنا من سنين وإحنا مش واخدين بالنا منها وجودها و عدمها بيكون واحد بس مبنحسش بقيمتها غير لما نجرب نخسرها أو نتحرم منها وقتها بنحس بالخۏف و الضياع ده بالظبط اللي حصل معايا .. مكنتش حاسس إني بحبك أو بحبك بس الحب العادي لكن أول ما لقيتك هتضيعي مني وقتها قلبي إتخلع من مكانه اتاكدت انك بالنسبه لي حته من روحي مقدرش أستغني عنك ولا يعدي يوم مشوفكيش فيه.
أثر قلبها بحديثه الحاني و إحتضنها بقوة مردفا لما عرفتك بس ندمت علي اللي راح من عمري من غيرك بقيت أقول يا خسارة العمر اللي ضاع مع ناس غلط.
ضمته إليها بقوة لتجده بغتة يحملها بين ذراعيه ويقول وهو يسير بها في الغرفه ذهابا و جيئة و دلوقتي بقا يستي بفكر في موضوع شاغل بالي من إمبارح.
ضحكت قائلة موضوع إيه
قال بجدية مصطنعه أبدأ بس بصراحه عمي إبراهيم صعبان عليا و بفكر أجيبله حفيد صغير كده يسليه بعد ما صافيه تتجوز!
إضطرب قلبها بشدة ونظرت إليه تستشف مدي جدية حديثه فقالت إنت بتهزر ولا بتتكلم بجد!
_بهزر!
تسائل حانقا و أضاف بصي المواضيع اللي زي دي بتبقا محتاجه مواجهه علي طول الكلام الكتير ده ملوش لزمه.
إبتسمت بخجل عندما فهمت مقصده لتجده وقد أطفأ الضوء وقال عايزك تطلعي ورقه و قلم و تسجلي اللحظه التاريخيه دي تسع شهور من تاريخ الساعه و تسلميني علي الصغير.
بعد مرور أسبوع...
كانت صافيه تستعد لزيارة غزل قبل أن يرتفع رنين هاتفها معلنا عن قدوم إتصال من قاسم.
تلعثمت قليلا ثم أمسكت بالهاتف و أجابت بهدوء قائلة ألو
_ألو مساء الخير يا مدام صافيه.
مساء النور يا أستاذ قاسم إزي حضرتك !.
_أنا كويس الحمدلله بس لو نرفع التكليف هبقا أحسن.
إبتسمت بود وقالت لا ميصحش....
قاطعها قائلا بصي قبل أي حاجة أنا كنت حابب نتقابل و أتكلم معاكي شويه لو مش هيضايقك.
زمت شغتيها بحيرة وقالت والله مش عارفه.. أصل إبراهيم طباعه صعبه شويه و مش عارفه إذا كان هيوافق ولا إيه!
_من الناحيه دي متقلقيش أنا كلمته قبل ما أكلمك و إستأذنت منه نتقابل في مكان عام وهو وافق أينعم طلع عيني علي ما
تم نسخ الرابط