يحيى ويسر
المحتويات
معلش..أنا حابه أروح أنا و أشوف الشوارع زي الأول و أركب تاكسي.. يعني.
ماشي .. علي راحتك محتاجه حاجه!
_لأ متحرمش منك.
بدلت ثيابها و صافحته و التقطت حقيبتها مغادرة إلي بيت والدها.
دقت الباب ففتح والدها و الذي تعجب قدومها و حقيبتها تلك التي تحملها بين يديها!
تسائل إبراهيم بقلق فرسمت إبتسامة صافيه علي وجهها وقالت جرا إيه يا هيما هو أنا مينفعش أجي هنا غير وأنا زعلانه ولا إيه!
دلفت فنادي هو قائلا صافيه.. تعالي شوفي مين هنا.
خرجت صافيه من المطبخ لتفاجأ بوجودها فقال وهي تسرع ناحيتها ټحتضنها يا حبيبتي يا غزل.. البيت نور من تاني والله.
إحتضنتها غزل بشدة وقالت بمرح عايزاكوا بقا تأكلوني علي قد ما تقدروا و تدلعوني علي قد ما تقدروا.. عايزة أستجم اليومين اللي أنا قعداهم هنا.
قالها إبراهيم بإستنتاج فقالت بإبتسامه أمشي عشان تصدق إن مفيش حاجه! والله يا بابا إحنا كويسين الحمدلله و كله تمام.. كل الحكايه إن زياد هيخيم يومين مع المدرسه بتاعته فأنا قولت أجيب نور و أجي نقعد هنا يومين فرصه يعني.. بس يحيي قاللي لأ أنا كده كده مفيش عندي حاجه مهمه اليومين دول و مش ناوي أنزل خليها معايا.. بس.
تسائل بتأكيد فقالت لا والله أبدا.. حتي هو قاللي ممكن ييجي يتعشا معانا بكرة و نروح سوا.
أومأ والدها موافقا وقال طيب الحمدلله.. يلا ادخلي غيري هدومك و تعالي عشان نقعد في البلكونه سوا و تعمليلي قهوة زي زمان.
قالها بإبتسامه لتبتسم هي أيضا و ذهبت لتبدل ملابسها و من ثم ذهبت لتجلس برفقته في الشرفه يتجاذبان أطراف الحديث.
أطلقت تنهيدة متعبه و محمله بالآلام وقالت بابا كان عنده حق يا عمتو.. للأسف أنا مهما أعمل مش هقدر أخليه يحبني أنا عذراه لإن قلبه مش ملكه و الحب مش بالقوة.. بس أنا تعبت حاسه إني زي البي بينفخ في إربه مخرومه عالفاضي.. مفيش جديد بيحصل ولا هيحصل.
وقالت بحزن معلش يا غزل إنتي وافقتي من ابأول و إنتي عارفه إنك هتتعبي و هتعاني لحد ما تكسبي قلبه.
قاطعتها غزل قائلةكان عندي أمل وقتها بس دلوقتي لأ زهقت و يأست .. عمره ما حس بيا ولا هيحس...
_لا هيحس...اللي زي يحيي ده بليد.. محتاج اللي يحركه و يخليه ينتبه للي جواه.
نظرت إليها غزل بإستفهام وقالت إزاي!
ضحكت غزل بتهكم وقالت هه هشحت منه الحب كمان!
_مش هتشحتي.. كل الحكايه إنك هتلفتي نظره.. هتخليه يحس انك مش موجوده زي الاول وقت ما يحس بغيابك صدقيني هيخاف و هيبدأ يتحرك.
وأنا هخليه يحس بغيابي إزاي! ده أنا عشان هقعد يومين بابا مش مقتنع إننا مش زعلانين.
_يا خايبه مش شرط غيابك يكون وكل واحد في مكان ممكن تحرميه منك و إنتوا في نفس البيت اتجاهليه اتقلي عليه خليكي بعيده علي قد ما انتي قريبه.. أقوللك!
همهمت بتساؤل هممم!
شردت قليلا بتفكير وقالت خليه يغير!!!!!!!!!!
الفصل الثاني و العشرون
_يغير!
برز بها صوت غزل بإستنكار شديد فأومأت صافيه وقالت أيوة معظم الرجالة بتحس بالغيره قبل الحب يعني ممكن يكون هو جواه حب ليكي بس مش عارف يظهره إحنا بقا هنخليه يظهره!
إبتسمت غزل بتهكم وقالت هنظهره إزاي بقا يا شارلوك هولمز زمانك! ده بليد زي ما قولتي ولا هيتهز.
راحت صافيه تدق بسبابتها فوق ذقنها بتفكير ثم نظرت إليها بحماس وقالت قاسم صاحبه!
نظرت إليها غزل بتعجب و إستفهام لتستطرد صافيه وهي تشرح لها قائلة جوزك مش مصاحب غير ده و مش هنعرف نستعين بحد غير ده بردو...
قاطعتها غزل قائلة وإنتي عيزانا نقول لقاسم إننا هنعمل علي يحيي حوار عشان نخليه يغير عليا!
_أتمايع! نطقتها غزل بإستنكار وقالت هي حصلت المياعه كمان!
أومال هنخليه يتلحلح إزاي إنتي كمان مياعه خفيفه كده مش هتأڤوري يعني.. بصي هاتيلي رقم قاسم إنتي بس و أنا هتصرف في الباقي.
_ماشي سهله.
إنتي هتمشي إمتا!
_بكرة المفروض.
_تمام أوي من هنا لبكرة متخليهوش يسمع صوتك إقفلي موبايلك أحسن و لما يسألك إبقي قوليله فصل شحن لازم تشغليه كده و تخليه يفكر فيكي و يقعد يقول يا تري .
_ماشي ربنا يسترها بقا و ملبسش في حيطه.
عيب عليكي يبنتي ده شغل محترفين مش هواة.
قالتها صافيه بمرح و ضحكت لتشاركها غزل الضحك ثم قالت هقوم أنا أنام بقا تصبحي علي خير.
إنصرفت صافيه إلي غرفتها بينما ظلت غزل تتقلب في مضجعها بتوتر و حيرة ......و إشتياق أيضا !
علي الجانب الآخر.. كان يحيي يجاهد كي ينعم بقسط من الراحه بعد تلك المعاناه التي عاناها مع طفلته العنيده علي مدار اليوم.
أسبل أجفانه محاولا الخلود إلي النوم ولكن قفزت صورتها بغتة إلي عقله ليفتح عيناه مجددا و ينهض قائما ممسكا بهاتفه في محاولة منه للإتصال بها و لكنه تعجب عندما وجد هاتفها مغلقا!
أعاد المحاوله مرة ثانية و لكن دون جدوى ليعود إلى النوم سريعا مستسلما بعد يوم شاق.
بدأ الضوء يزحف ببطء نحو الغرفة ليفيق يحيي من نومه بتثاقل علي غير عادته ظل يلاطف طفلته حتي إستيقظت و منحته إبتسامة حنونه و قبلة ودوده ليحملها و يخرج بها من الغرفة تجاه المطبخ و بدأ بإعداد طعام فطورها.
بينما كان يحتسي قهوته حاول مرارا أن يتصل ب غزل ولكن هاتفها ما زال مغلقا.
إنتابه القلق و هم بالإتصال بوالدها و لكنه تراجع في آخر لحظة ليترك الهاتف من بين يده ثم نهض و بدل ملابسه و إصطحب طفلته متجها نحو بيت غزل.
كانت قد إستيقظت للتو من نومها و تتجه نحو المغسل ليرتفع رنين جرس الباب رآها والدها تتجه نحو الباب فأشار لها بالتوقف قائلا أنا هفتح.
دلفت إلي المغسل قبل أن يصل إلي مسامعها صوت يحيي فخرجت علي الفور و قلبها يتلهف شوقا لرؤيته و لكنها توقفت تسترجع ما أخبرتها به صافيه فعادت إلي المغسل مجددا و تعمدت أن تستغرق وقتا طويلا بالداخل بدء في
تفعيل خطتها.
كان إبراهيم يجلس حاملا نور علي قدمه يلاطفها بقلب حنون ونظر إلي يحيي قائلا عقبال ما أشيل عيالك إنت و غزل يبني.
تلجلج يحيي قليلا ولكنه أخفي توتره و قال بابتسامة هادئة مع زمة شفاه مقتضبه بإذن الله يا عمي.
ثم حمحم وهو يرنو ببصره سريعا من حوله وقال أومال غزل لسه نايمه ولا إيه
_لأ صحيت.. ياا غزل!
ناداها والدها فخرجت من المغسل سريعا و إتجهت نحوهما بإبتسامه لطيفه و قالت صباح الخير.
مدت يدها تصافح زوجها و حملت نور تقبلها ثم جلست إلي جواره و وجهت حديثها إلي الصغيرة وقالت وحشتيني أوي يا نور.
_وإنتي كمان علي فكرة.
باغتها يحيي بتلك الكلمات لتنظر إليه مبتسمة بهدوء دون أن تعقب فنظر إلي والدها وقال بصراحه إحنا معرفناش نقعد من غير غزل.. البيت ممل و كئيب من غيرها.
قال الأخيره وهو ينظر نحوها فإبتسمت كالبلهاء رغما عنها وقد تسلل الفرح إلي قلبها بفعل كلماته البسيطه جدا.
إبتسم إبراهيم قائلا فرصه تقضي معانا اليوم و بالليل إبقا خد مراتك و إمشوا من غير مطرود.
إعترض قائلا لاا معلش خليها مرة تانيه....
_لا تانيه ولا تالته خلينا نقضي اليوم سوا و بالليل لو عايزين تمشوا مش همسك فيكوا إنما مش هتمشوا دلوقتي مفيهاش جدال دي.
تهادي صوت صافيه التي قالت بعد أن صافحته و جلست طب إيه رأيكوا نقضي اليوم كلنا عالبحر الجو النهارده جميل و فرصه يا إبراهيم تخرج معانا مرة من نفسنا.
قاطعها قائلا لاااا.. اعذروني أنا مليش في الجو ده..
_عشان خاطري يا بابا!
قالتها غزل بإستجداء ليبتسم قائلا نن عين أبوكي إنتي ماشي يستي عشان خاطرك.
إستعد الجميع و أولهم كانت صافيه التي قامت بالإتصال برقم قاسم والذي أعطته لها غزل ليلة أمس.
بينما كان قاسم جالسا بمكتبه منهمكا بعمله و الذي تراكم مع غياب يحيي رن هاتفه برقم غير مسجل فتجاهله مرات عديدة حتي بعثت له صاحبة الرقم برساله كان مضمونها أنا صافيه عمة غزل لو فاكرني كنت محتاجه أكلم حضرتك ضروري لو تسمح
فور أن قرأ الرساله أسرع بالإتصال بها و هو يفكر مليا بسبب الإتصال قبل أن يصله صوتها الشجي تقول مساء الخير يا أستاذ قاسم آسفه لو عطلتك عن شغلك.
تنحنح بلهفه وقال مساء النور يا مدام صافيه لا أبدا مفيش حاجه أنا بس مش برد علي أرقام معرفهاش وأنا في الشغل.
أضافت بهدوء أه حصل خير كنت محتاجه مساعدة حضرتك في موضوع شخصي شويه.. هو مش خاص بيا يعني هو خاص ب يحيي و غزل.
قطب حاجبيه بتعجب وتسائل يحيي و غزل! خير في حاجه ولا إيه!
تنهدت الصعداء وقالت الحقيقه يا أستاذ قاسم هي حاجة خاصه جدا و إحنا لولا عارفين إنك أقرب حد ليه و هو بيعتبرك أخ ليه كمان مكناش كلمنا حضرتك...
قاطعها بتوتر قائلا خير يا مدام صافيه أنا مش فاهم حاجه.!!
_بص بصراحة يحيي من النوع التقيل شوية..
بترت كلماتها لا تجد ما تقوله ثم إستكملت وقالت بص من الآخر .. إحنا عايزين نحركه يعني عايزينه ينتبه لحب مراته يواجه نفسه بالحب اللي جواه و يعترف بيه...
قاطعها قائلا بمرح عايزينه يتلحلح يعني!
_إسم الله علييييييك.
ألقتها بمرح مشابه ليضحك كثيرا ثم قال فهمت قصدك و طبعا أنا اللي هخليه يتلحلح!
_لو مفيش عندك مانع طبعا.
مفيش مانع أكيد بس إيه المقابل!
_نعم!.. تسائلت بحدة ليضحك بقوة قائلا يستي بهزر مالك قفشتي ليه كده.. عالعموم أنا تحت أمركوا و مستعد أعمل اي حاجه تطلبوها مني.
شكرا جدا ليك.. طيب إحنا خارجين دلوقتي هنقضي اليوم عالبحر كلنا.. يضايقك لو تيجي تقعد معانا شويه!
_لا أبدآ بالعكس.. إنتي بس عرفيني هتقعدوا فين وأنا هتصرف و أجي.
تمام لما نروح و نقعد هقوللك إحنا فين بس طبعا مش محتاجه أقوللك إن يحيي ميعرفش حاجه بالمكالمه دي.
_مفهوم مفهوم متقلقيش.. هستني منك رساله بمكانكوا و الباقي سهل إن شاءالله.
أنهت الإتصال و بدأت بالإستعداد ثم إنصرفوا جميعا منطلقين بسيارة يحيي تجاه البحر.
جلسوا جميعا حول طاولة أمام البحر مباشرة و بدأوا بترتيب أغراضهم و طعامهم فأرسلت صافيه برسالة إلي قاسم وضحت له فيها مكانهم بالتفصيل فبعث لها رسالة كان مفادها أنه في طريقه إليهم.
كانت غزل تجلس بجانب يحيي
شاردة أمامها تصب كل إنتباهها و مشاعرها للبحر فإنتبهت علي صوت
متابعة القراءة