يحيى ويسر
المحتويات
تقفلي الاوضه بتاعتك كويس و تيجي تنامي معايا هنا.
أصاب قلبها غصة وأومأت بهدوء وقالت حاضر.
بتر حديثهم طرقات زياد علي باب الغرفه فأذن له بالدخول ليدلف قائلا بابا ماما عايزة تقوللك حاجه!
قالت وهي تفرك يديها بتوتر أصل أنا كنت عايزة أنزل أروح البيت يعني عشان أجيب هدوم ليا أنام فيها لإني مش هعرف أنام في اله......
ألقت عليهم نظرة عابسه وإنصرفت دون أن تتفوه بحرف فنظر يحيي إلي غزل وقال معلش يا غزل اديها اي حاجه من عندك تلبسها لبكرة و اقفلي اوضتك و تعالي عشان ننام.
نهضت غزل إلي غرفتها و أخرجت من خزانتها منامة فضفاضه ثم ذهبت إلي الغرفة التي تجلس بها و طرقت الباب فقالت خدي البيچاما دي لسه متلبستش نامي فيها.
الباب خلفها و دلفت إلي غرفتها فأخذت ملابسها و أحكمت إغلاق الباب كما أخبرها يحيي ثم دلفت إلي غرفته بهدوء لتجده يتمدد فوق فراشه بأريحيه فدخلت إلي المغسل و أخذت حماما ساخنا إرتدت منامتها و خرجت من المغسل إلي الفراش و تدثرت بالغطاء بصمت قطعه هو قائلا هتنامي!
إستدارت إليه وقالت أيوة محتاج حاجه!
هز رأسه بنفي وقال لأ.. تصبحي علي خير.
شعرت به ينهض من جانبها فإلتفتت بقوة و سألته رايح فين!
تعجب أسلوبها وقال خارج البلكونه أشرب سېجارة!
_طب ما تشربها هنا في الأوضه!!
فهم مقصدها للتو ليبتسم بخفه ثم عاد ليجلس إلي جوارها وقال مبتسما بتسلية و إيه المشكله يعني إني أخرج أشربها بره! إنتي مش عايزاني أخرج ولا إيه!
وضعت الغطاء فوق رأسها ليزيحه عنها ضاحكا ويقول إهدي بس مالك مټعصبه كده ليه عالعموم مش هخرج بس قومي اقعدي معايا لو مش جايلك نوم.
نهضت علي الفور و جلست بإنتباه لتتسع ضحكته وقال ما صدقتي إنتي هااا
إبتسمت بهدوء و قالت يحيي.. هو إنت كنت موجود من زمان ساعة ما كنت بتكلم أنا و هي!
أومأت بإرتياح ليتسائل قائلا ليه ! في حاجه!
_لا أبدا مفيش.. بسأل بس!
هز رأسه موافقا وقال ماشي.. صح في موضوع كنت عايز رأيك فيه!
هزت رأسها بإستفهام ليقول قاسم شريكي عاوز يتجوز صافيه.
حملقت به بدهشه وقالت بجد! إشمعنا عمتو! و شافها فين أصلا
مش عارفه بس معتقدش عمتو توافق.. هي إتعقدت من موضوع الجواز ده للأبد.
_معلش خلينا نحاول.. قاسم راجل محترم و ناضج و واعي و طموح و مأمن مستقبله كويس.. أنا عن نفسي لو هي أختي هوافق فورا.. بس عمي إبراهيم بقا دماغه ناشفه و ليه حسابات مختلفه.
معاك حق.. بابا من النوع اللي مبيقتنعش بأي حاجه بسهوله.. ما بالك بقا لو موضوع زي عمتي كده هي مطلقه وهو مطلق و تحسه مريب كده و غامض .. معتقدش بابا هيوافق أصلا.
_والله إحنا نحاول مع صافيه الأول خلينا نعزمها هنا و أنا أعزم قاسم و تبقا فرصه يقعدوا مع بعض و يتكلموا يا عالم جايز دماغهم تبقا شبه بعض و يحصل نصيب بينهم أما بالنسبة لباباكي ف صافيه مش صغيره عشان يفرض رأيه عليها.. هو لو شافها مقتنعه و موافقه هيوافق.
هزت رأسها بتأييد وقالت خلاص لما اللي جوا دي تمشي نبقا نشوف وقتها هنعزمهم إمتا.
أومأ شاردا وهو يسحب نفسا من سيجارته لتقول هي إيه سرحت في إيه
إلتهم ما تبقي من السېجارة بنهم و وضعها في المنفضه وقال ولا حاجه.. يلا ننام عشان أنا تعبت و بدأت اصدع.
دخل إلي فراشه و إستلقي علي ظهره واضعا ساعده فوق عيناه و أغمض عيناه بتعب محاولا الإستسلام للنوم بينما ولته هي ظهرها و ڠرقت في تفكير مهلك.
يا ريت لحد ما تمشي تتعاملي بدون تكليف و كإننا زوجين فعليين..يعني ملوش داعي تخبطي قبل ما تدخلي و كمان الليلتين اللي هتبات فيهم هنا تقفلي الاوضه بتاعتك كويس و تيجي تنامي معايا هنا
إسترجعت حديثه و دموعها تنهال فوق خديها پقهر و حسرة و راحت تتمتم في نفسها كل الحكايه إنه يغيظها بيكي عايزها تغير عليه و بيستخدمك إنتي لكده لولا وجودها هنا مكانش عمره هيعرض عليكي إنكوا تناموا في أوضه واحده ولا هيطلب منك تتعاملي و كإنكوا زوجين فعليين.. بابا صح!! عمره ما حبني ولا حس بيا.. و الظاهر كده إنه مش هيحس أبدا.. يمكن يكون مقعدها هنا عشان إشتاق لها مش عشان خاطر العيال زي ما بيقول.. إفضلي انتي فكري و اعصري في دماغك و في الآخر مش هتاخدي منه غير اللي هو عايز يديهولك.. أو الباقي منها بمعني أصح!.
أعلن عقلها عن ضجره و ضيقه بسبب تفكيرها المبالغ به لتقرر التوقف عن التفكير و الخلود إلي النوم.
خلصتي! أيوة طول عمري بحب يحيي و هفضل لآخر نفس فيا بحبه عندك مانع!
إستعادت ذاكرته كلماتها تلك التي قد صرحت بها إلي يسر بكل بساطة ليشرد بعيدا وهو يستعيد كل ما كانت تفعله غزل معه و كان يفسره بأنه حب أخوي أو إعتياد كما كان يظن!
ياااه.. يعني من دون الناس كلها غزل تحبك إنت! طب علي إيه! و إزاي! و إمتا! دي طول عمرها بتعتبرك أخ ليها.. ولا إنت اللي كنت شايفها كده!! طب و جوزها الله يرحمه!! إزاي إتجوزته وهي بتحب واحد تاني! هو الحب بالنسبه لهم إيه!
حب بالقلب بس ! و الجسد ده ملوش إعتبار!
_غزل.
نطقها بغتة وهو يناديها لتلتفت إليه علي الفور وقالت أيوة .. في حاجه!
نهض معتدلا بمجلسه ثم نظر إليها مطولا قبل أن يتسائل قائلا هو إنتي كنتي بتحبي جوزك الله يرحمه! يعني كنتوا واخدين بعض عن حب
صمتت لبرهة ثم قالت لا خالص.. أنا مجرد كنت جليسه لوالدته المسنه و هو كان إنسان محترم جدآ الله يرحمه .. ملحقناش نتعرف علي بعض ولا نفهم بعض ولا حتي نحب بعض.. ماټ بعد فرحنا بأسبوع و والدته إتوفت في نفس اليوم.
سالت دمعه من عينيها إلتقطتها هي بسرعة لينظر إليها بتفحص ويقول كنتي بتحبيه!
نظرت إليه بتعجب وقالت ما قولتلك مكانش بيننا حب.. بس كنت بحترمه جدا و بعزه جدا جدا.. الله يرحمه كان راجل بجد.. لو كان إتجوز أي واحده غيري كانت هتعشق تراب رجليه مش بس هتحبه!
_ و ليه أي واحده غيرك ! ليه إنتي لأ!
تلعثمت قليلا ثم قالت مش عارفه.. وبعدين أنا كنت رافضه الجواز نهائي لولا بابا الله يسامحه ڠصب عليا و خيرني بينه و بين إني أفضل علي قراري.
_و ليه كنتي رافضه الجواز!
نظرت إليه بتعجب وقالت في إيه النهارده!
إبتسم بخفه فقال لأ عادي أدينا بندردش.. يعني متجوزين بقالنا حبه أهو و منعرفش حاجه عن بعض.
إبتسمت و إضطربت في آن واحد وهي تحاول سبر أغوار عينيه ولكن دون جدوى ليعود هو ويقول هاا مجاوبتنيش
نظرت إليه بإستفهام ليقول مجددا كنتي رافضه الجواز ليه!
رفعت كتفيها بعدم معرفه وقالت يعني.. مكنتش لاقيه اللي روحي ترتاح له.. كنت حاسه إني متغربه و مستنيه الإنسان اللي ألاقي نفسي معاه.
لم يجيبها بل كان مشغولا الآن بتحليل كلماتها ليجدها تنظر أمامها بحالميه وتقول كان عندي يقين و قناعه تامه إني لازم اللي أتجوزه ده يبقي هو اللي يستاهل كل حاجه حلوة أنا محوشاها عشانه.. مكنتش عايزة أتجوز أي راجل والسلام..لو علي الرجاله فأنا إتقدم لي فرص ذهبية علي قول بابا بس أنا ولا مرة لقيت نفسي في حد منهم حتي أكرم الله يرحمه بالرغم من إنه كان أطيب حد في الدنيا بس مع ذلك محسيتش معاه بأي حاجه.
باغتها قائلا يمكن عشانك قافله قلبك من نحيته أو مشغوله بحب تاني مثلا!
إرتبكت و قالت حب تاني إزاي!
رفع كتفيه بعدم معرفه وقال مش عارف أنا بقول مثلا بفرض كلام بس.
_آااه.. لأ مفيش الكلام ده.. أنا مفيش حد في حياتي.
هزت رأسها بإستفهام وقالت دلوقتي إيه!
_دلوقتي مفيش حد في حياتك بردو!
إبتلعت لعابها بتوتر و تخبط وقالت لأ في.
_إنت .
قالتها وهي تحاول إلتقاط أنفاسها التي تشعر و كإنها إختنقت أو إحتبست ليقول وهو يزيد من بعثرة مشاعرها بنظراته المهلكه أنا إيه!
_ إنت ح......
بترت كلمتها عندما إستمعت إلي طرقات علي باب الغرفه لينهض يحيي و من ثم فتح الباب ليجد يسر تقف أمام الباب و التوتر واضح جليا علي وجهها فقال بتأفف أفندم
_ نور تعبانه أوي و حرارتها عاليه و مش عارفه أعمل لها إيه!
أسرع علي الفور نحو غرفة نور ليجدها مسچاه علي سريرها بوهن فوضع يده فوق جبينها يتحسس حرارتها لتجحظ عيناه بذهول ويقول إنتي عملتي فيها إيه!
تمتمت پبكاء و خوف إيه اللي إنت بتقوله ده يا يحيى أنا هعمل فيها إيه! أنا فجأه لقيتها سخنت و بتترعش كده.
دخلت غزل إلي الغرفه تهرول و بيدها ترمومتر إستخدمته لقياس درجة حرارة نور وقالت درجة حرارتها 39 و .. لازم دكتور حالا.
ثم أسرعت تحضر لها ملابس أخري و همت بتبديلها لها لتجتذبها يسر بحدة من بين أيديها وهي تقول أنا هغير لها.
نظرت إليها غزل بتعجب قبل أن يحتد يحيي قائلا إخلصي و غيري لها علي ما ألبس چاكيت بسرعة.
إنصرف إلي غرفته تتبعه غزل فقال وهو يرتدي معطفا ثقيلا خلي بالك من نفسك و من زياد و إقفلي الباب كويس و أنا اول ما نطمن عليها هطمنكوا.
أومأت بهدوء وقالت متقلقش إن شاءالله حاجه بسيطة.
ربت علي ذراعها بتعجل و إنصرف إلي الخارج تتبعه يسر وهي تحمل نور بينما وقفت هي تنظر نحوهم بحزن شديد.
نظرت إلي زياد الذي قال هي نور مالها يا غزل!
چثت علي ركبتيها ونظرت إليه بإبتسامه ثم قالت نور عندها حرارة يا حبيبي بابا و ماما هياخدوها للدكتور و هتبقي كويسه إن شاءالله.
_هي ماما هتقعد معانا هنا علي طول!
تسائل زياد ببراءه لتقول هي مغيره مجري الحديث إنت منمتش ليه كل ده!
_ عشان كنا بنتكلم مع ماما.. أصلها وحشتنا أوي.
أضاف الأخيره بفرحه فإبتسمت هي بهدوء وقالت طيب يلا ننام عشان نقدر نصحي بكرة بدري زي كل يوم.
أومأ زياد موافقا و سار إلي جانبها ثم تدثر بغطاءه و
متابعة القراءة