يحيى ويسر
المحتويات
حاجه يا شيخنا يريت معلش تبسطهالي .
إبتسم المفتي قائلا حضرتك بتقول إنك غبت سنه و كنت فاقد الذاكرة و أول ما الذاكرة رجعتلك رجعت بيتك لتجد زوجتك متزوجه من أخيك .
أومأ يحيى بتأكيد ليضيف المفتي قائلا و كانت حامل في شهورها الأخيرة مظبوط
أومأ يحيى موافقا ليقول الآخر إذا بمجرد ظهورك فإن زواجها من الثاني اللي هو أخوك باطل و ترد إلي عصمتك و لكن بعد قضاء عدتها من أخوك و بما إنها كما تقول وضعت اليوم و الجنين قد ماټ بأحشائها إذا لا عدة لها عملا بقوله في كتابه الكريم وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن يعني يا أستاذ يحيي هي زوجتك و تحل لك بإذن الله.
الفصل الثاني عشر
كعادتها لا تطيق الإنتظار عندما تحوي بجعبتها أخبارا جديده فأمسكت بهاتفها علي الفور وقامت بالإتصال ب صافيه التي أجابتها بهدوء وقالت أيوة يا زينب .
_ألو إزيك يا صافيه عامله إيه !
الحمدلله يا زينب العيال عاملين ايه
تنهدت صافيه بحزن عميق وقالت الحمد لله على كل حالهتعمل إيه حبيبتي أهي نايمه إدعيلها ربنا يصبرها .
تمتمت زينب بأسف شديد وقالت ربنا يخلف عليها و يعوضها ياارب .
_ياارب .
مش هتصدقي اللي حصل إمبارح !
قالتها زينب بحماس و مراوغه لتتسائل صافيه بتعجب إيه اللي حصل! أيوة صح مش إنتوا كنتوا بتفطروا سوا إمبارح خير حد إتخانق ولا إيه
قالت صافيه بتلقائية شديده رجع منين !
_جرا إيه يا صافيه بقوللك يحيي رجع !
نهضت صافيه واقفه وقالت إنتي بتقولي إيه ! إنتي أكيد بتهزري .
إبتسمت زينب وقالت وهي الحاجات دي فيها هزار يا صافيه ! ده إنتي فاتك عمرك كله إمبارح مش بس نص عمرك
تسائلت صافيه بلهفه وقالت رجع إزاي و كان فين طول السنه اللي فاتت دي
كان هذا الحديث منبعثا من غزل التي ركضت سريعا من فراشها تتسائل بلهفه فنظرت إليها صافيه و قالت بفرحه زينب بتقول إن يحيي رجع !
تسائلت غزل بترقب و عدم تصديق فقالت رجع منين !
نظرت إليها صافيه ثم إلي الهاتف بين يديها و قامت بتشغيل مكبر الصوت و تحدثت إلي زينب فقالت معلش يا زينب قولي من الأول هو إيه اللي حصل إمبارح !
لم تكمل غزل الإستماع إليها حيث أنها لم تستطع التماسك لتسقط أرضا مغشيا عليها .
في فراشه يرقد بتعب
وقد تهالك جسده القوي بين ليلة و ضحاها و أخذ منه التعب كل مأخذ .
كان ينظر أمامه نحو اللاشئ و عيناه مشخصتان للفراغ قبل أن يدخل عبدالقادر إلي غرفته ويجلس إلي جانبه ممسكا بيديه يقول بنبرة واهيه إزيك دلوقتي يابا!
زم عبدالقادر شفتيه بأسف وقال متنهدا مشوفتوش من بعد ما كنا في الجامع هو قاللي متدورش عليا ...
قاطعه والده قائلا بعصبية مفرطه وهو عشان قاللك متدورش عليا يبقا تسيبه ! إنتوا دماغكوا دي فيها إيييييه !! جايلك قلب تقعد هنا و أخوك منعرفش عنه حاجه!مش كفايه اللي هو فيه !
_ماهو عشان كفايه اللي هو فيه يبقا لازم أسيبه يابا يابا إفهمني ..يحيي فقد الثقه فينا كلنا و مش عايز يشوف حد فينا مينفعش آجي في عز وجعه و أجبره يشوفني أو يتعامل معايا هو مش ناقص .
أمسك الأب بحافة الفراش و بيده الأخري كان يحاول إلتقاط عصاه ليقول عبدالقادر متسائلا رايح فين يابا !
_رايح أشوف إبني فين ..رايح أشوف أخوك فين يا عبدالقادر أنا مش هسكت تاني .
قالها بنبرة صارمه و صوت قوي لا يقبل المناقشه فقال عبدالقادر وهو يحاول ثنيه عن قراره يابا إستني بسإنت تعبان مش هتقدر تلف في الشوارع .
نزع علي يده من بين يدي إبنه وقال حااسب يا عبدالقادر إوعيأنا مش هستني تاني أنا غلطت لما كدبت إحساسي في كل مرة كان بيقوللي إبنك مماتش يمكن لو كنت تعبت نفسي شويه و دورت على الحقايق مكانش كل ده حصل أنا أول واحد غلطت في حق أخوكوا .
بوهن و يدان ترتجفان إلتقط عصاه و هرول نحو الخارج ليلحق به عبدالقادر و يتجهان نحو المسجد أملا منهما أن يجدونه هناك .
كان يجلس على مقعد بالشارع و يضم يديه إلي بعضهما البعض يحيط بهما نفسه شاردا ينظر إلى الفراغ من أمامه غير آبه بما يحدث حوله و كأنه مغيبا جلس إلي جواره رجل أربعيني فلم يكترث و تحاشي النظر إليه ليجده يمد يده إليه بسېجارة فنظر إليه يحيي نظرة خاطفه وقال شكرا مش عايز .
قال الرجل دون أن ينظر إليه يا عم متتأمرش و خدها أهي حاجه تطلع فيها غلك و قرفك ولا إنت مش قرفان !
قال الأخيرة بسخرية ليلتقط يحيي السېجارة من بين إصبعيه ويشعلها بواسطة قداحته ويبدأ في تدخينها بشراهه ثم نظر بعدها إلي الرجل مجددا وقال هات سېجارة كمان !
نظر إليه الآخر ضاحكا وقال للأسف لقد نفذ رصيديبس معايا اللي أقوي منها ....
و أخرج من جيب سترته الداخلي قنينة خمر ناولها إلي يحيي وهو يقول خد بل ريقك .
نظر إليه يحيي بتفحص وقال لا مبشربش .
_يا عم متعملش فيها داعيه إسلامية بقا يعني الخمره حرام و السجاير لأ ! خد إشرب و إنسي بؤ واحد هيخليك تطير و تنسي إنت مين و إبن مين .
ضحك يحيي ساخرا و فك وثاق ساعديه عن بعضهما و نظر إليه قائلا حلو ده أنا عايز أنسي هات .
إلتقط قنينة الخمر من بين يديه و تجرعها بأكملها جرعة واحدة ليمتعض بعدها إمتعاضا شديدا و نظر إلي الرجل فقال إيه ده طعمها مقرف أوي .
أومأ الآخر مؤيدا وقال أيوة طعمها مقرف بس مفعولها سحري ..بص قدامك كده و عد لغاية خمسه هتلاقي نفسك بتطير ....
نظر إليه يحيي متعجبا ثم إنفجر ضاحكا بقوة فضحك الآخر بدوره وقال ها طيرت ولا لسه !
حاول يحيي كبح جماح ضحكاته وقال أه بطير أهو ..
أومأ الآخر بجدية وقال طب إمسك فيا بقا لأحسن نقع إحنا الإتنين .
ثم نهض واقفا ونظر إلي يحيي ثم قال قوم ياا إمسك فيا .
نهض يحيي عن مقعده بتثاقل وهو يترنح يمينا و يسارا ويقول أنا مش شايف قدامي .
أسنده الرجل و سار بإتجاه سيارته و فتح الباب ثم قال وهو يتخذ مكانه خلف طارة القيادة إركب يلا .
دلف يحيي إلي السيارة و إستقل المقعد المجاور له ثم قال أركب فين يا عم ..مش راكب.
نظر إليه الآخر و إرتفعت ضحكاته وقال يبني ما إنت ركبت خلاص .
نظر يحيي حوله وقال إيه ده هو أنا ركبت بجد !
أومأ الآخر موافقا ليقول يحيي طب طالما ركبت نزلني بقا علي جنب .
ثم إنفجر ضاحكا بهيستيريه ليترنح فإصطدمت رأسه بالمقعد من خلفه ليسبح في النوم سريعا فنظر إليه الرجل وقال بثماله إيه ده هو نام !
ثم نظر إلي إنعكاس صورته بالمرآه وقال أكيد يعني نام مش سامعه بيشخر !!
لينخرط بعدها في نوبة ضحك هيستيريه هاجمته مجددا ثم إنطلق بالسياره نحو منزله .
كانت صافيه تجلس برفقة إبراهيم إلي جانب غزل ينتظرون إفاقتها فقال إبراهيم پخوف ما كنا نجيبلها دكتور يا صافيه جايز حامل !
نظرت إليه صافيه و همت بإخباره
بحقيقة الأمر قبل
تتململ غزل في فراشها وقد بدأت تستعيد وعيها فقال والدها هه .. الحمدلله فاقت أهي .
أمسك بكلتا يديها بين يديه و نظر إليها مبتسما وقال حمدالله علي سلامتك يا روح أبوكي .
نهضت غزل لتعتدل في جلستها و نظرت إلي عمتها وقالت پخوف هو أنا كنت بحلم يا عمتو ولا يحيي رجع فعلا !
ربتت صافيه علي ذراعها بلين وقالت لا يا حبيبتي مكنتيش بتحلمي زينب بتقول إنه رجع إمبارح فعلا بس يا حبيبي محدش عارف هو فين دلوقتي .
هز إبراهيم رأسه بشفقة وقال مسكين يحييصډمه كبيره أنا مش عارف هيتجاوزها إزاي ربنا يكون في عونه.
حاولت غزل الخروج من فراشها فقال والدها وهو يمسك يدها يمنعها رايحه فين!
_هنزل أدور علي يحيي يا بابا !
قالتها بكل بساطة ليردف بقوة ويقول إنتي إتجننتي !تنزلي إزاي ! أولا إنتي مفاتش علي ۏفاة جوزك الله يرحمه أسبوع ثانيا إنتي تعبانه ثالثا بقا و الأهم هتنزلي تدوري عليه بصفتك إيه !
تراجعت بصمت فأضاف قائلا إعقلي كده و متخليش حد يتكلم علينا كلمه ملهاش لزمه .
هكذا أعطاها أوامره و خرج من الغرفه ليتركها هي تائهه تسبح في بحور من ضياع .
كانت يسر تجلس في منزل والدتها شاحبة الوجه ترتسم سيماء الحزن و الندم علي وجهها بوضوح جلست والدتها إلي جوارها و تنهدت قبل أن تقول وبعدين يا يسر ! هتفضلي متعلقه كده لا طايله سما ولا أرض !
دون أن تنظر إليها أطلقت زفره رتيبه وقالت هعمل إيه بس ! عماله أتصل بالزفته زينب عشان أعرف منها آخر الأخبار مبتردش عليا .
توقفت لبرهه ثم قالت بحماس أنا عندي فكرة !
هزت والدتها رأسها بتساؤل لتردف الأخري قائلة أنا هروح بحجة إني أجيب زياد و نور و هناك هشوف الوضع عامل إزاي و إذا كان يحيي موجود ولا لأ
نظرت إليها والدتها بتعجب وقالت عايزة تخرجي و إنتي تعبانه كده ! مينفعش طبعا إنتي عايزة الناس تقول عليكي إيه !
تأففت بملل وقالت بلا ناس بلا زفت أومال عايزاني أقعد هنا وأنا مش عارفه أنا مصيري إيه !
لتعود والدتها و تنظر إليها قائلة طب حتي إثبتي إنك تعبانه و متأثرة باللي حصل إنما لما تخرجي تاني يوم كده هيقولوا إيه ! وبعدين متستعجليش يا خبر النهارده بفلوس بكره يبقا ببلاش.
قاطع حديثهم دخول زوج والدتها يحك ذقنه محدثا صوتا غليظ أشبه بالخشخشه و جلس إدعلي حافة الفراش الذي ترقد عليه يسر و قال محدثا زوجته هو مفيش عشا ولا إيه ! هتفضلي قاعدة جمب سوسو طول النهار و نضيع إحنا ولا إيه
نظرت إليه يسر بغيظ و حنق فاضا من عيناها و قالت قومي يا ماما إعمليله أكل أصل ده لو جاع ممكن ياكلنا .
نظر إليها غير مباليا و هز رأسه بإستهجان و قال إلا قوليلي يا سوسو
متابعة القراءة