يحيى ويسر
المحتويات
جايه ليه! أنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك تاني ولو صدفه! إيه اللي جايبك
قالت پبكاء صاخب جايه أشوف عيالي يا يحيي.
_ملكيش عيال عندي!
قالها وهو يوليها ظهره و ينصرف لتتجه نحوه مهروله پبكاء و أمسكت بيده وهي ترجوه قائله عشان خاطري يا يحييعشان خاطر ربنا خليني أشوفهم أبوس إيدك.
نزع يده من بين كفيها بقوة و هم بقول شئ ما قبل أن يتوقف عندما إستمع إلي بكاء صغاره وهم يقفون علي باب غرفتهم يطالعون ما يحدث أمامهم پبكاء.
بدل يحيي بصره بينهما بغيظ و ڠضب و صدح صوته غاضبا يقول إدخل يا زياد إنت و أختك علي أوضتكم!
_يحيي!
قالتها غزل وهي تنظر إليه بإستعطاف ثم وقفت أمامه مباشرة وقالت حرام عليك إنت مش شايفهم متعلقين فيها إزاي.. سيبهم مع مامتهم شويه.
أرشق النظر إليها وقال علي الفور بنبرة صارمه لا تقبل النقاش إنتي باين عليكي إتجننتي عايزة تاخدي عيالي و تمشي! و تقعدي عند مين! عند إسماعيل اللي مش لاقي يأكل إخواتك! الهبل اللي بتقوليه ده تنسيه خاالص.
نطقتها نور بكل براءه وسط بكاءها المكتوم مما جعل قلبه يهتز بمكانه فظل ينظر إليها صامتا ليرتفع صوت زياد
أيضا ويقول پبكاء خلينا نفضل مع ماما يا بابا عشان خاطري!
نظر يحيي إليهم بحيرة و نظر إلي غزل التي كانت تنظر نحوهم بشفقة و حزن ثم نظر إلي يسر التي كانت تنتظر رده بترقب و لهفه ليقول عيالي مش هيغيبوا عن عيني لحظه عايزة تقعدي معاهم يومين يبقا تقعدوا اليومين هنا قدام عينيا و بعدها بالسلامه إنتي إنشالله حتي تباتي في الشارع!!!!!!!
تبدلت ملامح يسر الحزينه بأخري فرحه و سعيده وقالت علي الفور موافقه.. هقعد معاهم هنا يومين و أمشي لو ده يريحك!
نظر إليها بهدوء يحمل بين طياته الكثير وقال إعملي حسابك يومين يعني يومين يعني النهارده و بكرة بسسس و بعد بكرة تاخدي بعضك و تتفضلي من سكاتو إعملي حسابك بردو إنها مش هتحصل تاني و بعد كده لو و حطي تحت كلمة لو دي 100 خط لو وافقت إنك تقعدي معاهم هيبقا في مكان تاني أنا اللي هحدده و أختاره وقتها.. إنتي فاهمه!
_غزل.
صدح صوت يحيي مناديا لتذهب غزل إلي غرفته بتثاقل وهي تحبس أنفاسها بترقب و خوف.
منصاعة خلف أوامره.. أغلقت باب الغرفه و ذهبت لتجلس إلي جواره علي طرف الفراش وهي لا تزال صامته لتجده يقول أنا آسف إني حطيتك قدام الأمر الواقع كان المفروض آخد رأيك الأول بس الظروف حكمت بكده و معرفتش أتصرف.
سحبت شهيقا طويلا ملأت به رأتيها في محاولة بائسه منها لكبح جماح دمعاتها اللعينه التي تود السقوط بشدة و إلحاح ثم تهادي صوتها مخټنقا فقالت مفيش داعي للأسف البيت بيتك و تق.....
قاطعها علي الفور وهو ينظر نحوها بضيق وقال إيه اللي إنتي بتقوليه ده يا غزل! البيت ده بيتك إنتي قبل ما يكون بيتي إنتي مراتي و شريكتي في كل حاجه مش بس البيت....
عند هذا الحد لم تستطع التماسك فإنفجرت باكية بقوة مما أثار تعجبه و ضيقه و حزنه في آن واحد ليقترب منها أكثر و يزيل دمعاتها بكلتا يديه ثم تسائل بحنو مالك يا غزل بټعيطي ليه!
هزت رأسها وقالت لا أبدا مفيش حاجه.
تسائل مرة أخرى قائلا تحبي أمشيها! لو وجودها اللي مضايقك أنا ممكن أخليها امشي حالا...
أشارت براسها أن لا وقالت لا طبعا ميصحش تمشي عشان خاطر نور و زياد أنا اللي همشي!
ألقت بالأخيرة دون سابق تفكير منها لتراه وقد تحولت قسمات وجهه لأخري متعجبه و متجهمه ثم قال بإستنكار تمشي! تمشي ليه!
دون أن تنظر إليه أجابت يعني السبب الرئيسي لوجودي هنا هو نور و زياد عشان أشوف طلباتهم بس بما إن مامتهم هتبقا معاهم فأنا شايفه إن وجودي اليومين دول ملوش لزمه...
بغتة قاطعها قائلا طب و أنا!!
رفعت عيناها إليه بعدم فهم ليستطرد حديثه قائلا لو كلامك صحيح و عايزة تمشي عشان أمهم هتاخد بالها منهم طب و أنا! هي بردو اللي هتاخد بالها مني!!
تسائل بالأخير بحدة طفيفه و إستهجان ثم قال مش هتمشي يا غزل أنا محتاجك أكتر من إحتياج نور و زياد ليكي!
خفق قلبها بشدة و نظرت إليها تستشف مقصده لتجده وقد أطلق تنهيدة متعبه و مسح وجهه بضيق ثم عاد لينظر إليها بثبات وقال بصي يا غزل أنا عارف إنه موقف صعب و مش من الطبيعي أو المتوقع منك إنك تقبلي بالوضع ده حتي لو كان مؤقت.. بس أنا طمعان في طيبة قلبك إنك تقفي جمبي و تساعديني!
نظرت إليه بإستفهام لتمتد يده و تمسك بيديها ثم قال أنا عملت بالمثل اللي بيقول بإيدي ولا بإيد معرفش مين مكنتش هستحمل إنهم يغيبوا عني اليومين خصوصا وأنا عارف إنهم عند جوز أمها في بيته مش ضامن هيعاملهم ازاي هيعمل فيهم ايه هياكلوا ولا لا هيناموا في حته نضيفه ولا لا و كمان مكنتش هآمن عليهم معاها.. عشان كده شوفت ان مفيش حل غير انها تقعد معاهم هنا قدام عنيا لحد ما اشوف حل في الموضوع ده و بعد كده لو حبوا يقعدوا معاها يومين كل فتره هبقا أشوف لهم شقه في مكان قريب و موثوق يقعدوا فيها اليومين دول يعني متقلقيش الوضع ده مش هيتكرر تاني.. و صدقيني لولا إنهم عايزينها أنا مكنتش هقبل أبدأ بوضع زي ده.
هزت رأسها بهدوء وقالت
براحتك يا يحيي اللي تشوفه صح و في مصلحة نور و زياد إعمله.
تسائل بتوتر يعني مش زعلانه!
أومأت بنفي بينما أومأ هو بموافقه وقال مش عارف أشكرك إزاي يا غزل أنا عارف إني أناني و باجي عليكي في كل حاجه.
_لا ولا يهمك.
قالتها بإقتضاب ثم قالت هتاكل دلوقتي أعمللك تتغدي!
أومأ موافقا ثم قال ماشي.. إنتوا إتغديتوا
_كنا بنستناك.. هجهز الأكل و ناكل سوا.
خرجت غزل من الغرفه لتجد يسر قد دلفت إلي غرفة أطفالها فقامت بتحضير طعام الغداء و من بعدها طرقت باب غرفة زياد و نور قائلة يلا الغدا جاهز!
كان يحيي يجلس في غرفته واضعا رأسه بين كفيه بتعب و هم لتقفز إلي مسامعه بغتة كلمات يسر التي إستمع إليها خلسة وهي تواجه غزل ب حبها ل يحيي و عدم إنكار غزل ما قالته ليضطرب قلبه بين أضلعه وراح يتذكر مواقف غزل معه التي تؤكد أنها تعشقه و ليس فقط تحبه.
أفاق من شروده عندما رآها تطرق الباب ثم دخلت وقالت له الغدا جاهز يلا.
أومأ موافقا وقال هغير هدومي و جاي وراكي حالا.
سحبت الباب خلفها وخرجت من الغرفة لتجد زياد يجلس بمقعده بينما يسر تجلس علي المقعد المجاور له و تحمل نور علي قدميها فقالت نور بتعرف تقعد و تاكل لوحدها...قعديها علي الكرسي بتاعها و اقعدي جمبها.
_ملكيش دعوة.
ألقتها بفظاظة لتنظر إليها غزل بضيق و آثرت الصمت و جلست علي مقعدها تنتظر قدوم يحيى.
خرج يحيي من غرفته وقد بدل حلة العمل بسروال قطني أسود و كنزة قطنيه من نفس اللون و لقد بدا وسيما للغاية مما جعل أعين غزل تنطق بالڠضب فنظرت علي الفور إلي يسر لتجدها تطالعه بتفحص و شغف مما جعل النيران تنشب بداخلها فنظرت إلي الطعام من أمامها و نهضت لتسكب ل يحيي طعامه بطبقه لينظر إليها مبتسما ويقول تسلم إيدك.
أفتر ثغرها عن إبتسامة مقتضبه ثم جلست مجددا و بدأت بتناول طعامها.
كان يحيي يتناول طعامه شاردا ولكنه لم يحيد ببصره عن طبقه الموضوع أمامه بينما يسر كانت تختلس النظر إليه بلهفه وهي تتفحص كل إنش به و لكم تمنت أن يرمقها ولو بنظرة واحده في حين كانت غافله عن زوج العينين اللتان تراقب كل حركاتها و سكناتها پغضب چم.
فرغ يحيي من طعامه فنهض قائما و ذهب إلي الشرفة ېدخن سېجارة بينما بدأت غزل برفع الأطباق و تنظيف طاولة الطعام لتجد يسر وقد نهضت لتقوم بجمع الأطباق الموجودة أمامها فقالت غزل بنظرة ذات مغزى إرتاحي إنتي إنتي ضيفه عندنا و ميصحش نتعبك معانا.
نظرت إليها يسر بحنق و وضعت الأطباق علي الطاوله مجددا بنزق ثم حملت نور و ذهبت بها إلي المغسل ومن بعدها قامت بصنع فنجالا من القهوة و ذهبت إلي الشرفه حيث يقف يحيي شاردا و وضعته أمامه وقالت بإبتسامه عارفه إنك بتحب تشرب القهوة مع السېجارة اللي بعد الغدا.
نظر إليها يحيي مبتسما وقال بلطف تسلم إيديكي.
إتسعت إبتسامتها بشدة لتراه وقد صدح صوته الجهور مناديا بقوة علي غزل التي كانت تقف تراقب المشهد پقهر عن بعد فقال غزل.
ذهبت إلي الشرفه حيث يقفا وقالت بهدوء نعم!
نظر إلي يسر بإبتسامة مصطنعه ثم تجهم وجهه فجأة و نظر إلي غزل وقال خدي القهوة دي ادلقيها و معلش اعمليلي فنجال قهوه تاني و هاتيه في الاوضه.
إنعقد لسان يسر و أخذ منها الغيظ كل مأخذ لتنظر إليها غزل و أفلتت ضحكة لم تستطع منعها ثم نظرت إليها وقالت إشربيها إنتي بدل ما ادلقها خسارة.
ثم إتجهت إلي المطبخ وقامت بإعداد فنجالا آخر و حملته إلي غرفة يحيي فطرقت الباب و دلفت لينظر نحوها مبتسما بلطف و أشار لها بالجلوس إلي جواره ففعلت ليحمحم بقوة ثم قال يا ريت لحد ما تمشي تتعاملي بدون تكليف و كإننا زوجين فعليين.
نظرت إليه بعدم فهم وقالت إزاي مش فاهمه!!
أردف ببساطة قائلا يعني ملوش داعي تخبطي قبل تدخلي و كمان الليلتين اللي هتبات فيهم هنا
متابعة القراءة