يحيى ويسر
المحتويات
طمعك و فراغة عينك دول هما اللي جابوكي ورا.
تقدمت منه بتحفز و رمقته بسخط وقالت إنت بالذات متتكلمش نص كلمه الأنطاع اللي زيك ميفتحوش بؤهم بنص كلمه أساسا و متنساش إني إتجوزت سليمان عشان أصرف عليكوا إنت و أمي و إخواتي اللي ممشيهم في الإشارات بورد و مناديل عشان إنت نططططع و عايز اللي يصرف عليك.
إغتاظ بشدة من كلماتها الفظة و نظر إليها بقسۏة قائلا بقا أنا نطع يا روح أمك! طيب نطاعه بنطاعه بقا ملكيش قعاد
في البيت ده!
قبض علي شعرها بقوة يكاد يقتلعه بين يديه وهو يجرها إلي الخارج وسط صرخاتها و صرخات والدتها التي تستجديه أن يتركها لېصرخ بها بصرامه قائلا إخرسي خالص وإلا هتحصليها في الشارع إنتي و عيالك!
دفع يسر خارج المنزل لتصرخ پبكاء قائلة طيب خليني أخد هدومي و أمشي.
_ولا فتله حتي هتاخديها معاكي شوفي لك خرابه بقا إقعدي فيها و إياكي أشوف وشك هنا تاني.
إستيقظت صباحا لتجده ما زال يحتضنها وهو غاف بعمق ف هزته برفق حتي أفاق.
_صباح الخير.
صباح النوور.. إحنا إمتا دلوقتي
_الضهر أذن من ربع ساعه.. مرضيتش أصحيك لإنك قولت مش هتروح الشركه النهارده!
أيوة صح.. أنا وعدت زياد و نور إننا هنقضي اليوم سوا.
نهضا كلا منهما فذهب هو إلي المغسل و بدأ للإستعداد بينما كانت هي تقوم بتحضير طعام الإفطار ليتناولوا جميعا فطورهم و يبدلوا ملابسهم منطلقين نحو السيارة فقال يحيى وهو ينظر إليهم متسائلا بحماس هااا تحبوا تروحوا فين!
قال زياد غزل اللي تختار!
إنبسطت أساريرها لتنظر إلي يحيي وهو يقول متسائلا هاا يا غزال نروح فين
أدار يحيي محرك السيارة قائلا نروح علي البحر من زمان مقعدناش في مكان مريح للأعصاب .
أومأت بتأييد لينطلق بالسيارة نحو طريق البحر ثم قام بتشغيل أغنية قولوله ل عبدالحليم حافظ و راح ېختلس النظر إليها بين كل فينة و الأخري بينما هي كانت شارده به تحاول التحكم في إنفعالاتها المضطربة و دقات قلبها الثائرة معلنة عن وقوعها بالحب للمرة الإلي مالا نهائية.
إنطلق الصغار بفرح يلعبون و يمرحون بسعادة بالغه بينما شردت هي بالمكان من حولها.
أحاط ذراعها بيده و تسائل فقال سرحانه في إيه!
رنت بعينيها ناظرة سريعا إلي يده التي تحيط ذراعها ثم نظرت أمامها مجددا وقالت سرحانه في البحر.. هوا البحر و ريحته دايما بيفكروني بماما الله يرحمها.. كانت بتحب قعدة البحر أوي.
تمتم بتأثر ثم قال إيه رأيك تكلمي صافيه تيجي تقضي معانا اليوم.
نظرت إليه بحماس وقالت تصدق دي هتنبسط أوي.
أومأ موافقا وقال وأنا هكلم قاسم و أخليه ييجي و تبقا فرصه يقعدوا مع بعض.
قام بالإتصال ب قاسم الذي هرول إليهم مسرعا و لحقت به صافيه بعدها بقليل من الوقت.
صافحت صافيه الجميع و جلست تحت أنظار قاسم الذي كان يتفحصها بلهفه وهو ينتظر الفرصه لمحادثتها وجها لوجه.
نظر إليه يحيي ليبادله الآخر نظرات مستغيثه فقال قومي يا غزل نشوف الغدا و قاسم و صافيه يفضلوا هنا علي ما نيجي.
أدركت مغزي نظراته فنهضت معه و ذهبا لطلب الغداء بينما ظل قاسم برفقة صافيه ينتظران عودتهما.
_الجو لطيف أوي النهارده مش كده
تسائل قاسم يحاول تجاذب أطراف الحديث مع صافيه لتومأ بموافقه هادئه وتقول فعلا.
_واضح إنك بتحبي الهدوء و الإستجمام!
دي حقيقه.
زم شفتيه بإستياء من ردودها المقتضبه ثم عاد ليقول لو حابه تقعدي لوحدك و تستجمي أنا ممكن أستأذن عادي...
_لا أبدا حضرتك مش مضايقني في حاجه.. أنا بس مبعرفش أتكلم مع حد مش عارفاه أو مفيش بيننا سايق كلام يعني إنما وجودك مش مضايقني خالص.
أومأ بهدوء و تفهم ثم تسائل إنتي مش مرتبطه!
قطبت حاجبيها بتعجب و أضافت بهدوء منفصلة.
_بصرة!
قالها مبتسما بمزاح لتبتسم هي بهدوء فقال أكيد الموضوع كان فيه طرف تالت.
نظرت إليه بإنتباه و أومأت بإقتضاب فقال متنهدا الواحد زي ما يكون بيمد إيده في الزباله و ينقي الناس اللي يعرفهم.
ضحكت علي تشبيهه ليضحك بدوره قائلا سيبك إنتي.. ضحكتك دي بالدنيا ومفيش حد يستاهل تزعلي عشانه.
أطالت النظر إليه وقد لمست كلماته شغاف قلبها و ألجمت لسانها عن النطق و التعبير.
عمق النظر إلي عينيها وهو يتمني لو أصبح و أمسي ينظر
إليهما دون حراك بينما كانت هي تتلاشي نظراته الثاقبه تلك و التي تشعر بأنها تكاد تخترقها.
نظر أمامه شاردا و بدأ يتمتم بكلمات أثرت إنتباهها و چل إهتمامها فراحت تستمع إليه بقلبها لا بأذنيها..
لا تبكها ذهبت وماټ هواها
في القلب متسع غدا لسواها
أحببتها وطويت صفحتها وكم
قرأ اللبيب صحيفة وطواها
يا شاطئ الأحزان كم من موجة
هبها ارتطامة موجة وصداها
تلك الوليدة لم تطل بشړاها
لما تكد تطأ الثرى قدماها
زف الصباح إلى الرمال نداءها
وسرى النسيم عشية فنعاها
هات اسقني واشرب على سر الأسى
وعلى صبابة مهجة وجواها
مهلا نديمي كيف ينسى حبها
من ينشد السلوى على ذكراها
ما زلت تسقيني لتنسيني الجوى
حتى نسيت فما أدركت سواها
كانت لنا كأس وكانت قصة
هذا الحباب أعادها ورواها
كأسي وشمس هواي والساقي الذي
عصر الشعاع لمهجتي وسقاها
الآن غشاها الضباب وها أنا
خلف المدامع والهموم أراها
غال الفناء حبابها وضبابها
وتبخرت أحلامها ورؤاها
دلفت غزل إلي المغسل لكي تحصل على قسطا من الراحة بواسطة المياه الدافئة ثم إرتدت منامة خاصه بها وخرجت لتجد الغرفه فارغه.
صففت شعرها و دخلت إلي فراشها لينفرج الباب و يدلف
يحيي مبتسما فتقدم نحو الفراش و دلف إليه و إقترب منها دون أي مقدمات و أحاط خصرها بيده و بالأخري كان يمسح علي شعرها بحنان.
نظرت إليه بتعجب فإبتسم متفهما سبب تعجبها و تجاهل تساؤلها و تعجبها وقال إتبسطي النهارده
أومأت بحماس وقالت كان يوم حلو جدا و زياد و نور غيروا جو و اتبسطوا كمان.
_فعلا حتي نفسيتهم إتحسنت شويه.
توقعت إنك هتاخدنا بيت العيله.
قطب حاجبيه بإستغراب وقال إشمعنا! إيه اللي فكرك ببيت العيله دلوقتي
عادي بس أصل أكيد العيال هيفرق معاهم انهم يقضوا يومين مع جدهم و عيال عمهم .. و أظن إنت كمان محتاج تشوف ابوك و تطمن عليه.
ثم قالت بترقب إيه رأيك نرجع بيت العيله تاني
نظر إليها بتعجب شديد وقال نرجع بيت العيله! ليه!
رفعت كتفيها ببساطه وقالت يعني.. الأحسن إنك تبقا وسط أهلك و نور و زياد كمان.. جايز ده يخفف عنهم إن أمهم مش معاهم.. و انت كمان محتاج تحس إن أهلك حواليك زي زمان.
_وإنتي مفيش عندك مانع تعيشي مطرح ما هي كانت عايشه!
تسائل بسخريه فقالت مش الفكرة.. بس أكيد علي الأقل هنغير عفش البيت أو نقفل الشقه خالص و نعيش في الشقه الفاضيه.
_لأ مش هينفع!
ليه.. إيه المانع! عايز تقنعني إنك مبتحنش لأهلك
أشاح بوجهه بعيدا وقال بيتهيألك.
إعتدلت بمقعدها و جلست بنفس مستوي جلسته وقالت لأ مش متهيألي يا يحيى.. إنت مهما حصل عمرك ما هتقدر تبعد عن أهلك.. و خصوصا عمي علي.. ده أبوك يا يحيي....
_أبويا هو أكتر واحد ظلمني فيهم!
قالها بحدة لټنفجر الډماء بوجهها ڠضبا وقالت كفايه بقاا.. كل شويه تقول إنه ظلمك كنت عايزه يعمل إيه يعني! ما هو كمان أبنه زي ما انت ابنه.. حط نفسك مكانه و انت هتعذره.
لم يجيبها فقالت كل اللي انت فيه ده بتحاول تغطي بيه فشلك في انك تنساها يا يحيي.
نظر إليها متجهم الوجه لتستكمل حديثها وتقول دي الحقيقه.. برغم كل اللي عملته فيها بس إنت من جواك مش قادر تنساها.. هي قالتلي إنك هتفضل ملكها و قلبك معاها هي بس أنا حاولت أنكر كلامها حتي بيني وبين نفسي.. كنت رافضه أقتنع بكلامها ده و قولت لأ أكيد نسيتها بس أنا اللي طلعت غلطانه.
_نامي يا غزل.
قالها وهو يستدير للجانب الآخر لتتشبث بذراعه تجبره علي مواجهتها وقالت مش كل مره يا يحيي هتبدأ الكلام و تنهيه بمزاجك.. أنا كمان لازم أنكلم و تسمعني زي ما أنا بسمعك في كل الأوقات.
نظر إليها متعجبا ثورتها المفاجأه ليجلها تجلس متأهبه للجدال وقالت أنا لازم أفهم موقفي بالتحديد أنا تعبت من الوضع ده و مبقاش عندي قدرة أستحمل مش عارفه إنت معايا ولا معاها جسمك هنا بس عقلك و قلبك و روحك لسه معاها..
_مش صحيح....
لأ صحيح يا يحيي.
قالتها پبكاء و أضافت صحيح.. أنا يأست حاسه اني مهما اعمل مش هعرف اخليك تحبني ولا تحس بيا.
خليك صريح معايا يا يحيي و قوللي.. لو أنا مش هقدر أخليك تحبني يبقا قوللي أوفر علي نفسي كل اللي بعمله ده.
إلتزم الصمت و نظر إليها نظرات فارغه لم تفهم هي مفادها لتومأ هي بيأس وقالت جوابك وصلني يا يحيي.. إنت مش محتاج تتكلم خلاص.
نهضت من الفراش فجأة و خرجت من الغرفه و منها إلي غرفتها ثم غطت في النوم سريعا في حين قضي ليلته شاردا بحديثها الذي قالته و حديثه الذي لم يتسني له قوله.
إستيقظت صباحا وعلي وجهها آثار البكاء و الإعياء و لكنها حاولت إخفاؤهما قدر إستطاعتها و بعد أن أنهت أعمالها دلفت إلي غرفته وقالت أنا عايزة أروح أشوف بابا.
قال بهدوء خير هو تعبان ولا حاجه
أومأت بنفي وقالت لأ الحمدلله كويس.. بس عايزة أقعد معاه يومين أغير جو.
قطب حاجبيه بتعجب وقال يومين! ليه يومين!
_عادي.. كده كده زياد عنده كامبينج تبع المدرسه و هيفضلوا مخيمين يومين و نور هاخدها معايا.
لأ مش هينفع.. سيبيها وأنا هاخد أجازة لحد ما ترجعي.
_ماشي براحتك.
قالتها بإقتضاب مما أزاد حيرته و تعجبه ثم قال إنتي هتمشي من هنا زعلانه! ولا عشان تشوفي باباكي فعلا!
_لا أبدا مفيش زعل ولا اي حاجه.. بس بابا عاتب عليا إكمني من يوم ما اتجوزنا وانا مبقيتش اروح اشوفه ولا اقعد معاه ف قولت فرصه بصراحه ان زياد مش هنا و اخد نور معايا و نقضي يومين هناك .. يومين بس و هنرجع ان شاءالله.
أومأ موافقا وقال بإذن الله.. بس سيبي نور معايا عشان تكوني براحتك و تريحي اعصابك.. أنا كظان هاخد أجازه النهارده و بكرة و لما ترجعي ان شاءالله أبقا أنزل.
_تمام ماشي.. أنا هروح ألبس بقا و أنزل.
تمام ..علي ما تلبسي هتلاقيني مستنيكي بالعربيه.
_لا
متابعة القراءة