يحيى ويسر

موقع أيام نيوز

الجميع بينما تجلس يسر بالغرفه و الغيظ يأكل داخلها لتنصدم ب زينب والتي تقف علي باب الغرفه وتقول ياااه يا سوسو.. مين كان يصدق إننا نتقابل تاني بعد ما يحيي طلقك! لأ و نتقابل في بيت يحيي و غزل كمان.!!
زفرت يسر بضيق و تحاهلت حديثها لتستطرد قائلة بس بصراحه لعبتيها صح.. طول عمرك معلمه بردو.. عملتي العيال حجتك عشان تقعدي معاهم هنا و يحيي الغلبان صدقك زي كل مرة!
نهضت يسر بنفاذ صبر و صفقت الباب بغتة بوجه زينب التي قالت لأ أتفضل فين أنا مش فاضيه للضيافه و الكلام الفاضي ده.. إتفضلي إنتي يا حبيبتي.
إنفجرت غزل ضاحكه بينما صافيه كانت تهز رأسها بيأس من أفعال زينب المضحكه و نادتها قائلة طب إتفضلي بجد بقا وتعالي إقعدي.. خلينا نتكلم شويه قبل ما أروح.
نظرت غزل إلي صافيه وقالت تروحي إيه هو إنتي لحقتي تقعدي
_نعمل إيه يا حبيبتي حكم القوي.. منتي عارفه أبوكي و تحكماته.. ده كان عايز ييجي معايا عشان يشوفك بس أتا اللي فضلت أتوه في الكلام لحد ما زوغت منه.
قالت زينب وحشتيني أوي يا صافيه و وحشتني قعدتك و إنتي كمان يا بت يا غزل.. فاكره أيام رمضان لما كنتي تفطري معانا أول يوم
أومأت غزل بتأكيد بينما شردت صافيه بعيدا ثم تسائلت بإنتباه أخبار عمي علي إيه يا زينب! كل ما أقول ل إبراهيم أروح أزوره ميرضاش
تنهدت زينب بحزن وقالت عمي الحج إتغير أوي.. هزل و كبر ييجي عشرين سنه في السنه ونص اللي فاتوا دول.. و مبقاش لا يضحك ولا يهزر معانا زي زمان.. زعله علي ولاده هد حيله.. الله يكون في عونه.
أومأت غزل بتفهم لتعود و تقول يحيي كان عنده قريب الظاهر بدأ ينسي و يسامح.. بس سليمان اللي ميعرفش عنه حاجه غير إنه ساب إسكندرية.
توترت صافيه قليلا وحاولت إخفاء ذلك ثم تسائلت بفضول ساب إسكندرية و راح فين!
رفعت كتفيها بجهل وقالت محدش عارف.
حاولت غزل تغيير مجري الحديث فقالت بقول لكوا إيه.. قوموا نعمل كيك و شاي و نقعد في البلكونه أحسن من القعده في الخنقه هنا.. الجو بره جميل.
أومأت كلا من صافيه و زينب و ذهبوا لإكمال جلستهم بالشرفه غير غافلين عن زوج العيون الحانق الذي يراقبهم بضيق و غيظ.
بعد إنصراف زينب و من بعدها صافيه التي أخبرتها قبل أن تغادر خدي بالك و فتحي عينك كويس.. إنتي قاعده مع حربايه بتتلون علي كل لون شويه أهم حاجة عندها مصلحتها و بس.. و متستبعديش عنعا أي حاجة و توقعي منها أي شئ دي إنسانه طماعه و إستغلاليه و قلبها إسود.. خلي بالك من نفسك و من جوزك و بيتك و اوعي تسمحيلها تخرب حياتك .. و أهم حاجة قعدتها هنا متطولش و إلا مش هيحصل كويس من وراها.
و أضافت لما ييجي يحيي سلميلي عليه و قوليله إني هبقا أجي وقت تاني و اقعد معاه بس المرة دي سماح عشان خاطر إبراهيم.
أومأت غزل وقالت الله يسلمك يا عمتو.. هتوحشيني.
إحتضنتها صافيه بشدة وقالت هجيلك يا حبيبتي.. يلا خلي بالك من نفسك و إبقي طمنيني عليكي.
غادرت صافيه المنزل لتدلف غزل إلي المطبخ تحاول إنهاء تلك الفوضي العارمه التي حدثت به قبل أن تصلها رساله علي هاتفها وكان مفادها 
جوزك بيخونك مع واحده أعرفها .. لو مهتمه ممكن تروحي و تشوفيهم بنفسك في العنوان ده....
إنقبض قلبها و حاولت تجاهل تلك الرساله العابثه إلا إنها لم تستطع فأسرعت تبدل ملابسها و هرولت مغادرة المنزل قاصده ذلك العنوان.
عاد يحيي من عمله فوجد البيت هادئا ساكنا راح يتطلع حواه فظهرت يسر فجأة وهي تبتسم فقال بوجه متجهم غزل فين!
أجابت بخبث مش عارفه الصراحه.. هي كانت قاعده و فجأه تليفونها رن دخلت البلكونه ترد و بعدها فجأه غيرت هدومها و نزلت جري.. مش عارفه بقا نزلت راحت فين!
إنزوي حاجبيه بتعجب ثم تجاهلها و دلف إلي غرفته و أخرج هاتفه محاولا الإتصال بها عدة مرات ليأتيه الجواب المعتاد في كل مرة الهاتف الذي طلبته مغلق .
نزع يدها عنه

بحدة وقال اخرجي بره حالا قبل ما غزل تشوفك.. و اعملي حسابك مش هتقعدي هنا ثانيه واحده بعد كده.
إلتصقت به أكثر وقالت إنت ليه مش حاسس بيا.. بقوللك وحشتني و أنا متأكده إن أنا كمان وحشتك و ھتموت عليا .
نظر إليها بإحتقار باد علي ملامحه الممتعضه لتقول متبصليش كده.. أنا عارفه إنك كل ده بتقاوح و بتحاول تنساني بيها بس مش قادر.. بدليل ده.
و أشارت إلي الثوب الذي ترتديه فنظر إليها بإستفهام لتقول ده قميص غزل.. إزاي معرفتوش! هو في واحد ميعرفش هدوم مراته ! إلا لو كان مبيشوفهاش أصلا!!
_ليه! خاېف تضعف!
نظر إليها مذهولا و راح يقلب كفيه بتعجب وقال أضعف إيه و زفت إيه! كل الحكايه إن اللبس اللي إنتي لبساه ده أنضف من إنه يتحط علي لحم رخيص زيك.
قطب حاجبيه بتعجب وقال مين اللي قاللك الكلام ده!
تحاهلت سؤاله و أضافت أقوللك أنا ليه عشان عمرك ما هتلاقي نفسك غير معايا أنا متضحكش علي نفسك يا يحيي إنت لا يمكن هتعرف تبقا لحد غيري.
دفعها بعيدا عنه بحدة وقال أنا كرهتك.. كرهتك و قرفت منك و زعلان علي نفسي إني في صله بيني و بينك.. اخرجي من هنا حالا و اقلعي القميص ده و خدي بعضك و امشي من البيت ده و متفكريش مجرد إنك تمشي من جنبه حتي بعد كده.
إحتدم النقاش بينهما بين شد و جذب مقاومتها أمام إصراره غضبه أمام برودها و ثباتها لتنفلت أعصابه فجأة
صفعه!
هي كل ما ناله منها لتتسع عيناه بذهول وهو ينظر إليها فإمتدت يده يتفقد أثرها وكإنه يتأكد من أنها قد صڤعته فعلا!
_إنت مفيش عندك ذرة ضمير.
نطقتها غزل بين بكاؤها ليتناسي يحيي ما فعلته للتو و عاد إلي إحساسه بالذنب وقال غزل أقسملك بالله الموضوع مش زي مانتي فاهمه أنا هشرحلك كل حاجه بس إهدي.
_تشرحلي!! تشرحلي إيه وأنا شوفت كل حاجه بعنيا.. هتبرر موقفك إزاي! هل إنت متخيل إن في أي مبرر هتقوله للي شوفته ده هيدخل دماغي و أصدقه!
اللي إنتي شوفتيه ده مجرد فخ معمول ليا و ليكي.. والله العظيم مظلوم.
_كداب.. كداب مش مظلوم يا يحيي.. أنا مش هاممني اللي شوفته لإن ده المتوقع من ناس شبهكوا.. أنا بس عايزة أفهم حاجه.
نظر إليها متسائلا فقالت لما إنت لسه بتحبها إتجوزتني ليه! أو بلاش إتجوزتني ليه لإن الإجابه واضحه .. طلقتها ليه! طلقتها عشان ټنتقم منها و ترد كرامتك مش كده! و جوازك مني ده بقية إنتقامك..صح!
أومأ نافيا وقال إسمعيني يا غزل .. والله العظيم كل اللي حصل ده تمثيليه يسر عاملاها و متعمده إنك تشوفينا بالوضع ده عشان تفرقنا عن بعض.
أطلقت ضحكه ساخره مقتضبه سرعان ما تحولت إلي قهقهه عاليه يتخللها نشيجها وقالت تفرقنا!
إنتابتها حاله من الضحك الهيستيري وأضافت بإستنكار تفرقنا!..إحنا مفيش حاجه بتجمعنا أصلا يا يحيي عشان تفرقنا!
إبتلع غصة بحلقه و قال بهدوء أنا مش هعرف أتكلم معاكي يا غزل وإنتي في الحاله دي.. أنا هسيبك لوحدك شويه علي ما تهدي وبعدها أفهمك كل حاجه.
إحتد صوتها وقالت لأ مش هقعد ولا ههدي.. أنا همشي يا يحيي بس الأول تطلقني!
إرتفع حاجبيه بتعجب و تمتم أطلقك!!!
أومأت بتأكيد وقالت أيوة هتطلقني طالما مش قادرين علي بعاد بعض كده يبقا تطلقني و ترجعلها علي الأقل هي أحق برعاية ولادها.
_لا مش هطلقك يا غزل.. إهدي و بعدين نتكلم.
هم بالخروج من الغرفه لتستوقفه هي ممسكه به بكلتا يديها تمنعه من المغادرة وهي تقول لأ مفيش كلام بعد اللحظه دي.. و مش هتخرج من الأوضه غير لما تطلقني.
صدح صوته غاضبا يقول قولت مش هطلقك يا غزل.. بمزاجك أو ڠصب عنك لازم هتفهمي اللي حصل و تعرفي إن محصلش بيني و بينها حاجه.
نظرت

إلي عينيه بقوة مصطنعه وقالت مش عايزة أفهم.. إفهم إنت و خلي عندك كرامه و طلقني.. بقوللك طلقني يا بارد!
نظرت إليه بإستهزاء و دفعته بصدره للخلف وهي تقول بتحد مش قادر تتحكم في أعصابك هتعمل إيه يعني!
و أعادت الكرة وقالت هتضربني!
و فعلتها مرة أخري و قالت إضربني إضربني مستني إيه! 
أغمض عيناه پألم لتستطرد حديثها وتقول إنت طول عمرك بټموتني بالبطئ يا يحيي بس النهارده خلاص إنت قضيت عليا.
إمتدت يداه تحيطان بوجنتيها وقال وهو يقترب بوجهه منها و ينظر داخل عينيها بأسف ويقول أقسم بالله يا غزل ما عملت معاها حاجه...
_ليه كده يا يحيي! ده أنا اللي حبيتك بجد!
قالتها پبكاء تتمزق له نياط القلب ليجيبها قائلا وحياة ولادي إنتي فاهمه غلط.
_ده أنا ضيعت سنين عمري عشانك و حرمت علي عنيا تشوف ولا تبص لراجل غيرك.
أنا آسف.
قالها مغمضا عيناه وهو يسند جبينه علي جبينها و تابع سامحيني ..أنا السبب في كل حاجه وحشه حصلتلك.
_إنت أول حب في حياتي يا يحيي.. من أول ما فتحت عينيا عالدنيا وأنا بحبك.. كنت بحبك وأنا عارفه و متأكده إنك مش هتكون ليا.. كنت بحبك وأنا عارفه إنك مېت و مبقيتش موجود.. كنت بحبك وأنا متجوزاك وعارفه إنك مش بتحبني و قلبك معاها لسه.. أنا قبلت بيك في كل الحالات يا يحيي و قبلت بأقل من اللي أستحقه بكتير ..كل ده عشان أكون معاك.
قبل كلتا عيناها بأسف وأردف أنا آسف..إنتي أنضف إنسانه قابلتها في حياتي.. عشان خاطري سامحيني و صدقيني.. كل اللي أنا طالبه منك تصدقيني وأنا مستعد أحلف لك علي كتاب ربنا..
رفعت عيناها تنظر إليه ليقول وهو ممسكا بوجهها بين راحتيه هتصدقيني!
_إعقليها إنتي و اربطي الخيوط ببعضها...هي عارفه انتي نازله فين و ليه و هترجعي امتا .. و كل خطوة عملتها بحساب و كانت مرتبه ليها كويس اووي.
_تقصد انها هي اللي ورا التليفون اللي جالي ده!
أومأ موافقا وقال معنديش ذرة شك.
نظرت إليه بحيرة ليقول لازم أمشيها حالا.. خليكي هنا هرجعلك.
قالت پبكاء عشان خاطري يا يحيي خليني مع زياد و نور.
وقال مش عايز أشوف وشك تاني.. و تنسي إن ليكي عيال من أصله.. لو سمعت إسمك بس بعد كده همحيكي من علي وش الدنيا ..هخلي عيشتك جحيييم.. إنتي فاهمه!
أومأت بموافقه ملتاعه لينهض وهو يرمقها ب كره شديد فما كان منها إلا أن إرتدت ثيابها سريعا و إنصرفت بصمت.
الفصل الواحد و العشرين
أغلق الباب خلفها و وقف يحاول تنظيم أنفاسه لبرهه قبل أن يعود إلى
تم نسخ الرابط