انت حقي
المحتويات
غيره
حاولت حنين الهروب من نظراته و أن تظل كما هي بقوتها ولكن كيف وهي تراه أمامها و هو بكامل وسامتها كأنه لم يكفيه أن عينيه تشعل قلبها عشقا له بل وجاذبيته أشعلت كل كيانها حبا له
تنهدت حنين بقوة وحسمت أمرها وقالت بحزنلو سمحت عايزه عز
آتاها صوت عز يقولطب يلا بقي كله بره منك ليه ليه ليه ليه ليه ليه ليه
ضحك الشباب بهيسترية بينما همس شادي قائلاخمس دقايق وأجي أكملك دفتر النصايح
ماهر بهمسأنا سجلتلك أهم الملاحظات في الدفتر
عز وهو يضغط علي أسنانهطارق خد العيال دي بره أحسن
خرج جميع الشباب من الحجرة بينما لم تسمح حنين لعيونها بأن تلمح أدهم وأغلقت الباب وقالتأنت بټعيط
حنينالمهم فين الجرافتعشان ألحق أروح لجهاد
عز بغمرةبتسأل عليا صح
لکمته حنين بخفة في كتفه وقالتو الله أنت رايق أتوكس
عز بضحكحاضر هتوكس خدي الجرافت أهي أخلصي
أمسكت حنين بالجرافت
وقالت بضحكإحنا وصلنا لإخلصي طيب أنا هسكت عشان أنت عريس
ابتسم عز لحنين و تذكر أول مرة ساعدته حنين في إرتداء ربطة عنقهتذكر كيف ارتفع صوت ضحك والدته وهي تعلم حنين كيف تربط ربطة عنق اخيهاتذكر نظرة السعادة في عيون حنين بعد أن أنتهت عقد الرطة بإتقانشعر بأنه يسمع صوت ضحكات والدته تحيط به ليتنهد بقوة وينظر إلي حنين التي تخفي في عيونها دموع لؤلؤيةأنتهت حنين عقد ربطة العنق بيد مرتعشة وقالتتعرف لولا إني عارفه جهاد بتحبك إزاي و أنت بتحبها إزاي كنت مسمحتش ليها إنها تاخدك مني
ابتسمت حنين بسعادة مختلطه بحزن وقفزت إلي عز وهي تجاهد من أجل أن تبقي دموعها في عيونها
ضمھا عز إليه بحنان وهو يقول لهاالطفل كبر و بقي عريس يا توأمي
ابتسمت حنين بسعادة وزادت من تعلقها برقبة عز و هي تقولطول عمرك كبير يا تؤامي طول عمرك وأنت سندي وحمايتي
أغلق عز عيونه بقوة ليمنع دموعه من الهبوطليرتفع صوت هاتف حنين معلن اتصال من فرح
أنزل عز أخته قائلا بمرحيلا بقي روحيلهم أحسن ما يجيوا هنا بفرقة مكافحة الشغب
ضحكت حنين قائلةحاضر أشوفك في الزفه بقي
خرجت حنين من جناح عز واتجهت إلي جهاد التي استقبالتها قائلةأخباره إي ها سأل عليا ها
جهادطب كلي كلي بدل ما تحبطيني
تزينت السماء بالنجوم لتسلط الضوء علي قلب العاشقين الذي يعزف لحن الفرحة بإقتراب تجمعهم تحت سقف بيت واحدارتفع صوت مزمار الزفه لتتعلق عيون عز بمعشوقته التي تهبط علي درجات السلم بين يد أخيها و والدهاشعر بأن قلبه يقفز من ضلوعه من كثرة دقاتهارتفعت صوت الدفوف مصاحبة للمزمار لتعزف أجمل الألحان فرحا بتجمع قلب عز و جهاد في الحلالأما جهاد كانت تتمسك بيد عامر وأمجد بقوة خشية أن تسقط من شدة توترها و انتباها لعز الذي يقف في كامل وسامتهتمنت جهاد لو استطاعت القفز و التهام الفتيات اللاتي يتهامسون علي وسامة عز
جهاد بنبرة شبه باكيةربنا يخليك ليا يا أمجد
ضم عامر طفلته إلي بحنان و قوة وكأنه يريدها ان تبقي بين يده و قال من بين دموعهمبروك يا بنتي
جهاد بنبرة تغالب الدموعربنا ميحرمنيش منك يا بابا
مسح عامر وأمجد دموعهم وقالوابصوت واحد موجهين الكام لعزخالي بالك منها
ابتسم لهم عز مطمئنا وقالجهاد في قلبي
ابتسمت جهاد بخجل من بين دموعها المتحجرة في عيونها لتشعر بيد عامر تمسك بيدها وتضعها علي يد عز لينتفض جسد العاشقان بقوة و يلتفت كل منهم بالنظر إلي الآخر لينطق قلبهم بدقة يعلمونها جيدا دقة تنطق قائلة بحبك
تشابكت يد العاشقان و نظر عز إلي أخته التي تنظر له بسعادة ودموعها متحجرة في عيونهاابتسم لها بطفولة وبعث لها علي الهواء لتبتسم حنين بخجل مختلط بفرحة
ارتفعت أصوات الدفوف و المزمار للزفه بينما حنين واقفة بين رقية ونغم و ادهم يقف علي مسافة منها يتابع فرحتها المرسومة علي وجهها و الدموع المتجمعة في عيونهاتنهد أدهم بحزن وابتسم غلي صديقه شادي الذي يقف بجواره
انقسم الحضور بين قاعة الرجال وقاعة النساء لتبدأ مراسم الزفاف وعز مع أصدقائه في قاعة الرجال بينما رفعت جهاد الطرحة من علي وجهها لتظل بحجابها وبقيت مع صديقتها اللاتي لم يمنحنها أي فرصة للجلوس
بدأت مراسم الزفاف في القاعتين في أجواء تعلوها الفرحة والضحك بينما شعرت حنين بعد مرور ما يقارب الساعة علي الزفاف پألم في رأسها يعكر صفو فرحتهاهمست حنين لجهاد أنها ستخرج بعيد عن الضجه لتريح أعصابها قليلا
كان الفندق مطل علي مياه عروس البحر الأبيض المتوسطلتذهب حنين ببطء وتقف أمام امواج المياه التي ترتطم بخجل من قدمها و حنين شارده في حياتهاتنهدت براحة و رفعت رأسها إلي السماء لتري صورة والديها تزين السماء وسط النجومابتسمت حنين بكسرة وقالت بصوت خاڤتياريتكوا كنتوا معانا الوقتي و شوفتوا عز و هو عريس و شوفتوا الفرحة اللي في عيونهأنا عارفه إنكوا حاسسين بينا و فرحانين لعز بس هو كان محتاج وجودكوا جمبه علي أد ما أنا محتاجه أحس بالأمان بوجودكوا معانا
تنهدت حنين بقوة ونظرت إلي أمواج المياه التي تتحرك بسرعة وقالتإحساس اليتم صعب أوي وبيوجع
لم تشعر حنين بعيونه التي تراقبها منذ أن خرجت من القاعةلم تشعر پألم قلبه عندما سمع حديثهااقترب منها ببطء وقالحنين
الټفت حنين بقلق و استجمعت قواها وقالتأدهمنعم
أدهمواقفه لوحدك ليه
حنين بتنهيدهعادي
أكملت حنين باستفهامهو ممكن أسألك سؤال
أدهمأكيد
حنينأنت قولتلي بحبك ليه
تنهد أدهم بقوة وجلس علي صخرة موجودة علي الشاطئ ونظر إلي أمواج البحر المضطربة وقالعشان أنتي الوحيدة اللي قدرتي ببرائتك تهدمي كل حصون قلبي اللي وهبت عمري أبنيهاعشان أنا حرمت علي نفسي كل بنات حواء من أول لحظة قلبي دق بحبك عشان أنا فضلت سنين بحاول أكره إحساس الأبوة لما أشوف ولد مع أبوه من خۏفي من إن تكون أم أولادي زي غادة هانم بس لما شوفتك أتمنيت أكون أنا طفلك مش بس إني أجيب أطفال منك عشان بغير من نسمة هوا زيادة يترعش ليها جسمك عشان رعشة جسمك دي بس تكون ليا لما ألمس إيدك
أعاد أدهم بنظره إلي حنين التي تنظر له في صمت وقالعشان بحس إنك حتة مني
تنهدت حنين بقوة وحركت رأسها يمينا و يسارا بخجل وأعادت نظرها إلي أدهم وقالتأوقات بحس إنك بتحبني پجنون لدرجة إني بخاف
أدهم بفهمعشان اللي حصل إمبارح يعني
هزت حنين رأسها بمعني نعم ليقول أدهمأنا فعلا وصلت لمرحلة إني بحبك پجنون وصلت لمرحلة إني بغير من أي نظرة تكون ناحيتك بغير من أخوكي عشانه قريب ليكي أكتر مني ما بالك بقي باللي كان عايز يتقدملك لولا إن إمبارح كانت حنة عز كنت ممكن أدفنه مكانه عشان يفكر إنه ياخدك مني
جلست حنين بجانب أدهم وتنهدت قائلةكلامك علي اد ما بيفرحني بس بحس إنه ممكن كتر الغيرة تقلب شك
أمسك أدهم بيد حنين و شابكها مع يده وقالأنا عمري ما أشك فيكي لأنك اللي رجعتيلي ثقتي للحب بس أنا عارف إن غيرتي صعبة بس أنا مبقدرش أتحكم فيها
تنهدت حنين بقوة لتشعر بيد أدهم تحيط كتفها برفقنظرت حنين إلي عز وقالتممكن متقساش عليا يا أدهم
أدهم بابتسامةمحدش بيقسي علي روحه بس ممكن تتحملي غيرتي المچنونة دي
حنين بمرحممممم أديني فرصة أفكر
رفع أدهم حاجبه الأيسر وقالو الله
ضحكت حنين بخفوت وقالتخلاص خلاص وبعدين يا أدهم بصراحة بصراحة يعني غيرتك دي أحلي ما فيك
أدهم بنظرة ذات معنيأنتي كلك علي بعضك أصلا زلزل كياني
زادت أنفاس حنين بتوتر لإحساسها بأنفاس أدهم التي تقترب منها
ابتعدت حنين عن أدهم بسرعة قبل ان يقترب من شفتيها وقالت بتوتريلا
بقي إحنا كدا اتاخرنا علي الفرح ماشي سلام سلام
سارت حنين اتجاه القاعة بسرعة وهي تلملم
شتات نفسها من أنفاس أدهم التي اخرقت كيانها
تنهد ادهم بقوة ومسح علي شعره ببطء وشبح الإبتسامة يغزو وجهه ليقوم من موضعه ليتجه إلي قاعة الشباب و تتسع عينيه دهشة من اختفاء عز لغمز له ماهر و ينظر له نظرة ذات معني ليضحك أدهم بقوة ويكمل حديثه مع شادي
سقط شعاع ضوئي هادئ من القمر علي العاشقان اللذان يترقصان علي انغام الموسيقي الهادئة علي مركب يتهز من فعل أمواج المياه التي تداعبهدفنت رأسها في صدر زوجها وتنهدت بقوة وقالتأنا بحبك أوي يا عز
زاد عز من ضمته لزوجته وقالو أنا بعشقك يا جهاد
رفعت جهاد نظرها إلي عز وقالتتعرف كنت خاېفة مرقصش معاك وأنا بفستان الفرحة الرقصة اللي بحلم بيها
عز بابتسامةو أنتي مفكراني إني ممكن أفوت رقصة يوم فرحنا أصله مش معني إن الفرح منفصل إني أمنعك من الرقصة دي أنا حلمت بالرقصة دي زيك و يمكن أكتر بس حلمت بيها إننا نكون أنا وأنتي وبس من غير عيون تراقبنا
جهاد بمرحأيوة عندك حق عشان محدش يشوفنا و البنات تفضل تبصلك وأنا أقوم سيباك وأروح أضرب فيهم
عز بضحكرومانسية طول عمرك يا حبيبتي
ضحكت جهاد بقوة وأعادت ډفن رأسها بين أحضان زوجها ليكملوا رقصتهم الهادئة
بعد ما يقارب العشر دقائق رجع المركب الذي يحمل العاشقان إلي الشاطئ وأوصل عز زوجته إلي قاعة السيدات و عاد إلي قاعة الرجال ليكمل فرحته وسط أصدقائه و أهله
بعد ما يقارب الثلاث ساعاتسمح لدموعه بالهبوط وهو يضم شقيقته بكل قوته ليقول من بين دموعهخالي بالك من نفسك
تنهدت حنين بقوة لتهبط دموعها في بذلة عز قائلةهتوحشني أوي
زاد عز من ضمته لحنين ليرتفع صوت بكائها بأنين و دموع عز خانته و باتت تهبط بقوة أكثر و كيف لا ټخونه دموعه و عيونه تأبي أن تترك أخته تبيت بعيد عنهاكيف لا ينفطر قلب التؤامان پألم علي أنه بعد ما يقارب 24 سنة تأتي الليلة التي يبيت كلا منهما بعيد عن الآخرشعر عز أنه سيبعد عن أمه و أخته و ابنته وأنه سيترك دنياه الصغيرة بمفردها بينما شعرت حنين أنها تفقد الإحساس بالأمان مع كل دقيقة يقترب منها موعد أن يكون عز في بيته بمفردهألم فراق الأخت لأخيها ليلة زفافه مؤلم ولكن ألم التؤامان كان أضعاف مضاعفة لأن روحهم التي ظلت سنين متحددة بقوة ستتفرق في تلك الليلة
تنهد عامر بقوة ومسح دموعه وأفلت يده من علي ابنته واقترب من عز وحنين وقالخلاص يا ولاد أهدوا دا البيت جمب البيت مفيش مسافة دقيقة مشي
أنزل عز أخته بتردد و مسح دموعها ودموعه وقالخالي بالك من نفسك مفهوم
هزت حنين رأسها بمعني حاضر لتقول سناءمتقلقش
متابعة القراءة