انت حقي

موقع أيام نيوز

سمعت صوت رجولي يقول أنتي مين
الټفت فيروز پخوف لتجد رجل في عقده الخامس يبدو عليه الوقار يقف أمامها بترقب لتقول بصوت متقطع أنا فيروز
ارتسمت ابتسامة هادئة علي وجه الرجل وقال أنتي مرات حسن توفيق الله يرحمه
فيروز بقلق أيوة
الرجل مطمئن طب مټخافيش مني حسن كان زميلي وقالي إنك لما تيجي البيت دا محدش من أهله يعرف عنك حاجه و مټخافيش المنطقة هنا أمان
تنهدت فيروز براحة وقالت يا عم
الرجل بهدوء عم طه
قطع حديثهم صوت طفليها اللذان أفاقا من نومهم بكسل مرددينماما
طمأنت فيروز طفليها بضمھ إلي صدرها ليعودوا غارقين في نومهم
طه بابتسامة عز و حنين مش كدا
فيروز أيوة
طه طب يا بنتي أدخلي إرتاحي من تعب السفر و بكرة بإذن الله بعد صلاة العصر هكون عندك عشان أعرفك علي عيلتي و أديكي أمانه و علي العموم برده أنا ساكن في الدور اللي تحت دا لو احتاجتي حاجه قبل ما أجي
فيروز بامتنان يا عمو طه مش عارفه أقولك إي والله
طه ربنا يحميكي أنتي و ولادك يا بنتي كفاية إنك من حبايب الغالي
ودعته فيروز بابتسامة هادئة ودخلت منزلها الجديد لتجده مجهز بأثاث بسيط و لكن يوجد بعض الأتربة و ما شابه ذلك
نظفت فيروز الفراش و وضعت طفليها و غاصت بجانبهم في سبات عميق هاربه من التفكير في هذا الواقع
الفصل 27
ولادي دول آخر حاجه ليا بعد مۏت حسنو محدش قدر يحميهم و لا يحمينا لأن اللي كان بيخلي باله مننا دلوقتي تحت الأرضأنا عمري ما فكرت في فلوس حسن و لا عنده كان أنا حبيته وبس و هربي ولادي زي ما هو عايزكفاية اللي شوفته من يوم ما ماټهقدر أربي ولادي بعيد عن الجو اللي مليان كره هناسامحوني بس أنا أم و بعد اللي شوفته مقدرش أعيش أكتر من كدا في البيت داهيجي اليوم و هتلاقوا ولاد حسن توفيق أحسن ناس و هيكملوا طريق أبوهمأنا آسفةفيرووز
كانت هذه الكلمات الموجودة بالجواب الذي كان في غرفة فيروزألقاه نبيل علي مسامعهم وسط ذهول من جميع الحاضرينما إن أنهي نبيل قراءة الجواب حتي اڼفجرت حنان باكية علي حرمانها من أحفادها كحرمانها من أبويهم
قالت غادة بنبرة خبيثة متزعليش نفسك يا طنط دي شكلها وقعت علي شاب من سنها و ضحك عليها و هي بتقول كدا عشان تطلع بريئة
عامر پغضب اللي بتكلمي عنها دي كانت في يوم شايله اسم حسن و حافظت عليه و هتفضل تحافظ عليه
حنان من بين دموعها متظلميش البنت يا غادة كفاية الأيام اللي عاشتها بعيد عن ولادها
غادة بضيق خليكوا أنتوا كدا
سناء بحزن طب إحنا لازم ندور عليها مهما كان
سميرة أنا رأيي زي سناء مينفعش نسيبها كدا
نبيل بخيبة أمل هحاول و ربنا يسهل لو ليها نصيب ترجع هترجع
غادة هي سابت البيت و هي عارفه إن كدا غلط مفروض الوقتي منسألش فيها لأنها معملتش اعتبار لحد و غير كدا تتحرم من أي جنيه
عامر بعصبية فلوسها و فلوس ولادها هتفضل زي ما هي بنشغلها ومحدش يفكر إنه ياخد مليم منها
نبيل من غير ما تتعصب يا عامر
أكمل نبيل كلامه و هو ينظر إلي غادة وقال فلوس حسن محدش هيقرب منها غير ولاده و مراته
زفرت غادة بضيق و صعدت إلي غرفتها بينما ذهب عامر إلي دورة المياه و أحكم غلق الباب و أخرج الورقة التي رائها في غرفته و حمدالله أن سناء لم تنتبه لها
قرأ عامر جواب فيروز مرة أخري و هو يشتعل ڠضب مما فعلته غادة و أنها السبب في خطڤ أطفال أخيه
كان مضمون الجواب أن فيروز أخبرته عن كلام غادة لها في المقاپر وأخبرته أنها ستبعد أطفالها عن تلك الحياة التي يملأها الكرهو أوصته برحمة أخيه ألا يخبر أحد لأنها لا تريد أن تظلم من الجميع و أخبرته هو فقط لعلمها بأمانته و ثقة حسن فيهختمت فيروز جوابها بجملة بعثت الأمل في صدر عامر و كانت تقول في يوم ولادي هيرجعوا يا عامرهيرجعوا عشان ياخدوا حق أبوهم و يعرفوا الدنيا كلها إن أمهم لما هربت من عالمكوا كان عشان خاېفة يتاخدوا منهاولاد حسن متقلقش عليهم هيتربوا زي ما أخوك كان عايز
زفر عامر بحزن و فتت الورقة حتي لا يراها أحد و دعا ربه أن يوفق فيروز فيما هي مقدمه عليه
انتهت فيروز صلاة العصر و وقفت في المطبخ تعد طعام لأطفالهاشعرت فيروز بيد صغيرة تمسك قدمها لتخفض بصرها بابتسامة لتجد حنين تنظر لها ببراءة و تقول ماما بابا وحثني أوي وحشني أوي
تنهدت فيروز بحزن وهبطت لمستوي طفلتها وقالت بصي يا حبيبتي بابا في مكان حلو أوي و هيبقي مبسوط لما يشوف بنوته حبيبته شاطرة و بتسمع الكلام هتلاقي كل أما تنامي يجيلك في الحلم
حنين بحزن طفولي بث أنا حايزه بابا كمبي بس أنا عايزه بابا جمبي
أمسكت فيروز بقلادة معلقة في رقبة حنين كانت هدية حسن في عيد مولدهم الأول وقالت كل أما يوحشك أمسكي السلسلة دي و أيها بإيدك و غمضي عينيكي و افتكري بابا في كل مرة كان بيضحك فيها هتلاقي إن قلبك ارتاح و حسيتي ببابا جمبك
ابتسمت حنين بطفولة و احتضنت والدتها وقالت أنا بحبك أوي يا ماما زي ما بابا كان بيحبك
ابتسمت فيروز و قالت ربنا يخليكي ليا يا حنون
قطع كلامهم صوت طفل صغير يقول ماما ماما ماما
الټفت فيروز إلي طفلها الصغير عز وقالت في إي يا حبيبي
عز ببراءة حايز أثاعدك زي بابا عايز أساعدك زي بابا
حنين بحماس و أنا و أنا و أنا
ابتسمت فيروز لأطفالها و أجلستهم علي طاولة المطبخ و جعلتهم يزينون الكعك التي صنعته
بعد أن أنهت فيروز و أطفالها الطعام سمعت فيروز صوت طرقات علي الباب
فتحت فيروز الباب لتجد الحاج طه و معه سيدة و فتاة في مثل سن فيروز
فيروز بترحاب أهلا أهلا اتفضلوا
بعد أن أنهت فيروز تقديم واجب الضيافه و ماشابه ذلك من حديث عن حالها و حال أطفالها
جلست ابنة الحاج طه تشارك عز و حنين اللعب بينما جلست فيروز مع الحاج طه و زوجته
الزوجة بصي يا بنتي لو احتجتي أي حاجه أندهيلي بس و مټخافيش من أي حاجه
فيروز ربنا يخليكي يا طنط
وضع الحاج طه حقيبة جلدية أمام فيروز وقال دي أمانة ليكي حسن سيبهالي وقالي أوصلهالك لما توصلي هناو بعدين أنا من شهرين كدا فتحت مطعم أكلات بحرية وحسن دخل معايا شريك باسمك و كل أول شهر هيوصلك نصيبك في المطعم عشان تصرفي منهم براحتك
فيروز بعدم تصديق حضرتك بتتكلم بجد
طه بابتسامة طبعا يا بنتي
احتضنت فيروز كفها الذي يوجد به دبلة حسن و ابتسمت بحزن
زوجة الحاج طه ربنا يقويكي يا بنتي علي المسئولية دي
فيروز بتنهده يااارب
أكملت فيروز بإحراج هو ممكن أطلب من حضرتك طلب
طه أتفضلي
فيروز عز و حنين قربوا يكملوا 3سنين و أنا بصراحة عيزاهم يبدؤا في
القراءة و الكتابة عشان لما يقربوا علي سن الدراسة يكونوا قادرين ينجحوا فيها
طه بس كدا مش مشكلة عادي علي أول الشارع في بنت في سن بنتي بتدرس لأطفال المنطقة و بتحفظهم قرآن كمان
فيروز بقلق و دي بيتها أمان يعني
طه متقلقيش يا بنتي المنطقة هنا أمان و اعتبري أهل المنطقة أهلك و هم ناس طيبة
فيروز بس المهم محدش يعرف من أهل حسن إني هنا عشان اللي حكيته لحضرتك
طه مټخافيش يا بنتي أنتي و ولادك في حمايتي و كفاية أنكوا من أحباب حسن
ابتسمت فيروز براحة و نظرت إلي أطفالها و هما يركضان في المنزل بحيوية راجية من ربها أن يحفظهما لها
دارت الأيام بفيروز و أطفالها وهي تحاول بكل طاقتها أن تنشئهما النشئة السليمة و تربيهما علي طاعة الله و أسمي الأخلاقدارت بها الأيام و أطفالها هما من يخففان عنها حزن فراق حسنانشأتهم علي حب أبيهم بل و عشقه أيضاذكريات عاشتها مع حسن كانت رفيقتها في ليالي اعتصر فيها قلبها آلما علي فراق حبيبهاكانت تشعر بالأمان في تلك المنطقة البسيطةالجميع أصبحوا أهلها و الجميع أصبحوا سند لها و ېخافون علي أطفالها بل و يتجمعون كل عام في ذكري مولدهم و يقيمون حفل صغير لهمو مع مرور كل شهر كانت فيروز تتسحب في الظلام و تذهب إلي الإسكندرية مع أطفالها لتصل إلي المقاپر بعد شروق الشمسكان معها نسخة من مفتاح المقاپر الخاصة بحسنكانت عادة دائمة عندها لم تقطعها أبدا و كان أطفالها ينتظرون تلك الزيارة علي أحر من جمر ليجلسوا أمام قبر والدهم و يحدثونه علي كل ما مر بهم في الشهر الماضيحاول نبيل و عامر جاهدين أن يصلوا إلي فيروز و لكن بلا جدوي ليخيم الحزن علي قصر آل توفيق بعد ۏفاة حنان لتزداد فرحة غادة وحقدها و جشعها للمال ليصبح حبها للمال كالسړطان الذي أستولي علي الجسد كلهيئس نبيل من غادة و قسۏتها و عزم علي أن يطلقها و لكن أوقفه أطفاله فقد هددته غادة أنها ستأخذهم بعيد عن أعينه إذا فكر في طلاقها لتستمر في سحب المال بجشع و حلمها الوصول إلي ثروة حسن الذي عزم عامر و نبيل علي المحافظة عليها لحين عودة فيروز و أطفالهاأما سناء فلم تكترث كثيرا لتصرفات غادة كان معظم يومها إما مع سميرة أو والدتها و تعود قبل عودة عامر من عمله لتستقبله هي و طفلها في محاولة لتخفيف حزنهأما ناصر و فرح استطاعوا أن يخففوا عن ألم سميرة و أصبحوا أسرة متماسكة تنعم حياتهم بالسعادة
أما عز و حنين كانوا نعم الخلف الصالح لوالدهمكان يضرب بهم المثل في الأخلاق و الإحترام و النجاح في مدرستهم و الحيكان الإثنان نعم الأخوة لا يفترقوا عن بعض إلا ساعة النومكانت فيروز هي صديقة أطفالها الوحيدة لا يخفوا عنها شئ مهما كانت بساطتهكانت تنتظر عودتهم
من المدرسة لتجلس معهم علي الطاولة و تستمع لهم و هما يقصان علي مسمعها ما حدث معهم في يومهم الدراسيلتبني فيروز داخل أطفالها أسمي معاني الحب و العطاء و الحنان و العملإلخكما تعلمت من حسن زوجها و حبيبها الوحيد
كانت فيروز وفية جدا لحسن فبرغم أنه تقدم لخطبتها العشرات كانت ترفض حتي التفكير في هذا الأمر و لم تخلع دبلة حسن من يدهاكان عز كأبيه غيور جدا علي أمه و بمجرد أن يدق أحد الباب لخطبتها كان يصيح به بغيرة
أما حنين فلم يكن لها أصدقاء سوي عز و والدتها و ابنة أحد الجيران كانت كل ليلة تنام و هي تحتضن قلادة والدها التي نشأت علي حبه
الحلقة
تم نسخ الرابط