انت حقي
المحتويات
أنتوا لسه برده يا بني مصمين علي الشغل في المحل دا
عز عقبال ما نقدر نقدم في شركة بقي
سمية طب ما تيجوا تشتغلوا في المطعم و أهو برده مالكوا يا بني
عز معلش يا طنط بس إحنا مش هنقدر نسيطر عليه البركة في اللي ماسكينه
سمية طيب يا بني ربنا يصلح حالكوا
عز ياربعن إذنك يا طنط
صعد عز إلي منزله ليجد حنين جالسة علي سجادة الصلاة تقرأ الورد اليوميأحضر عز مصحفه و جلس بجوارها يقرأ الورد اليوميبعد ما يقارب الربع ساعةشعر عز برأس حنين علي كتفهالټفت لها وجدها قد استسلمت للنومحملها عز بحذر و وضعها في فراشها و أغلق الإضاءة و مدد جسده بجوارها
الحلقة 29
في اليوم التاليخرجت فتاة في مقتبل العمر تتميز بعيونها العسلية وبشرتها البيضاء الصافية و ملابسها المحتشمةخرجت وهي تضع آخر دبوس في حجابهاتوجهت إلي والدها الذي يحتسي كوب القهوة وقالت صباح الخير يا بابا
ناصر بابتسامة صباح الخير يا فرح
فرح أومال ماما فين
خرجت سميرة من المطبخ و هي تمسك طبق يحتوي علي سندوتشات وقالت صباح الخير يا فرح
توجهت لها فرح و أمسكت منها ما كانت تحمله و قبل أن تتكلم ارتفع صوت هاتفها
أغلقت فرح هاتفها وقالت أنا هنزل بقي عشان جهاد و رقية و الشباب جم
سميرة مفيش نزول إلا لما تأكلي
فرح بطفولة يا ماما هنأكل كلنا سوا
سميرة لا برده أنتي هتدوخي لو نزلتي كدا
ناصر أسمعي الكلام يا فرحتي
فرح بابتسامة حاضر
تناولت فرح سندوتش سريعا و هبطت إلي الشبابجهاد ما بدري يا ست فرح
رقية لا كنتي أتأخري شوية كمان
أمجد خلاص خلاص كلكوا علي البنت يلا عشان كدا هنتأخر
فرح أيوة بقي يا أمجد يا ناصفني في العيله دي
أمجد بغمزه أنت تؤمر بس يا جميل
ابتسمت فرح بخجل و ألقت السلام علي أدهم و دخلت السيارة مع البنات بينما ماهر يتابعها بنظرة ڼارية هي و أمجد
ماهر پغضب مكتوم ملكش دعوة بفرح يا أمجد
أمجد بنصف عين و أنت هتفضل كدا تكلمها كلمتين و تسكت و بتراقبها من بعيد و يفضل إحساسك مستخبي جواك
أكمل أمجد بابتسامة فرح أختي الكبيرة يا مچنون بس أقولك نصيحة كفاية سكات لحد كدا لأن ممكن أي حد يخطفها منك في أي لحظة لأنها متتعوضش
إنطلقت سيارة أدهم و بها فرح و رقية و سيارة ماهر وبها أمجد و جهاد
وضعت فنجان قهوتها بعصبية قائلة نعم !!
عامر بهدوء بقولك أمجد عايز يتقدم لرقية
غادة بعصبية و أنا معنديش بنات للجواز قال يجوز بنتي قال
غادة بعصبية أنت كمان عايز تطردني !!أنت أجننت رسمي البيت دا حقي أنا و بنتي عمرها ما هتبقي لأبنك
ضړب عامر علي مكتبه بعصبية و انفجرغاضبا البيت دا لا بإسمي و لا إسم البيت دا لعيالنا و عيال حسن و إن كنتي مفكره إنك ممكن تاخدي جنيه زيادة عن حقك تبقي بتحلميكفاية إني سايبك في البيت دا رغم كل الحزن اللي سببتيه لنبيل و أوعي تفكريني ناسي يوم ۏفاة أمي لما كنتي بتضحكي مع صحابك في وسط العزا و بقولك أهو أمجد لرقية يا غادة و رحمة نبيل و حسن لو فكرتي تفرقي بينهم هتشوفي مني الچحيم
أكمل عامر پغضب وقتك انتهي معايا اتفضلي
زفرت غادة بضيق و صعدت لغرفتها سريعا و هي تشتعل ڠضبا من كلام عامر
أمسكت غادة هاتفها پغضب و
هاتفت شخص و قالت بعصبية شوفت الجنان اللي في البيت دا بقي أنا بنتي تبقي لإبن عامر و سناء
يجلسان أمام قبر والدتهم و الدموع تسيل علي وجوههم في صمتيرتفع صوت عز الهادئ بقراءة سورة الرحمن بينما حنين تنظر إلي قبر والدتها بكسرة تستعيد ذكرياتها معاهاكل ليلة باتتها بين احضانهاكل ليلة رأت فيها دموع أمها و هي تنظر لصورة حسنكل ليلة قضتها والدتها بجانبها و هي مريضةتتذكر ابتسامة والدتها لها عندما تحصل علي درجة عالية في المدرسةتتذكر كل ليلة جلست بجانب والدتها تحفظ القرآن الكريم
تمنت أن لو تري والدتها و لو لثواني لتعود كالطفلة و ترتمي بين احضانهاتتمني رؤية شبح ابتسامتها مرة أخريأن تعود لها لتخبرها أن قلبها يدق عشق و حب لها هي و أبيها
شعرت بيد حانية تمسح دموعهاتلك اليد التي ساعدتها علي عبور الطريقتلك اليد التي أصبحت الملاذ الآمن الوحيد لهانظرت لأخيها بحزن وقالت هي أكيد في مكان أحسن من هنا صح يا عز
تنهد عز بحزن ليمنع دموعه من السقوط و أحاط كتف أخته بيده وقال أكيد يا حنين ماما ارتاحت من ۏجع قلبها بفراق بابا و بعدين مش هي بتجيلك علطول في الحلم وبتقولك مټخافيش أنا كويسة بس أنتي متعيطيش
حنين بحزن أيوة
عز بتنهيده يبقي أدعيلها هي و بابا يا حنين أدعيلهم
تنهدت حنين بحزن ونظر إلي قبر والدتها بينما حاډث عز نفسه و هو ينظر للقبر الحمل بقي تقيل أوي عليا يا مامامحتاج وجودك جمبي تمسكي إيدي و تطمنينيكان نفسي تكوني معايا و أنا بتخرج من كلية هندسة أنا و حنين زي ما كنتي بتحلميكان نفسي ألاقي إيدك بتطبطب عليا لما رفضوا تعينيكان نفسي أشوف فرحة في عيونك و أنتي شايفه حنين بتكبر كل يوم و بتبقي نسخة مصغره منك كان نفسي تكوني موجودة معانا يا أمي
فاق عز من شروده وقال بنبرة هادئة يلا يا حنين العصر قرب يأذن
حنين حاضر
عز هنروح نصلي في الجامع و نخرج نتغدي سوا إي رأيك
حنين بابتسامة طفولية عايزه بيتزا و بيبسي و شيكولاته بابلي و نوتيلا
عز بمرح يلا يا حنين قدامي علي البيت قدامي يلا
حنين بطفولة لا هتجيبلي نوتيلا
عز بمرح طب أجبلك جلاكسي أم اتنين جنيه دي و أعملي نفسك إنها نوتيلا
حنين بضحك بس يا عز بس بدل وصلت للمرحلة دي متكملش
عز بضحك طب يلا بس عشان نلحق الصلاة وبعدين شوف البتاعه اللي أنتي عايزاها دي
بعد صلاة العشاءأنهي الشباب صلاتهم في المسجد و جلسوا في النادي المشتركين به
رقية أنا هقوم أجيب عصير حد عايز حاجه
جهاد خديني معاكي عايزه أجيب آيس كريم
فرح أستنوني أتمشي معاكوا
و كأن ماهر استغلها فرصة لينفرد بالحديث مع أخيه فيما يشغل باله فقال يعني هتروحوا لوحدكوا ما تقوم معاهم يا أمجد
أمجد بابتسامة و الله مش بحبك من فراغ يا ماهر
لم يكن ماهر يعلم أنه قدم فرصة ذهبية لأمجد ليسير مع حبيبته رقية فابتسم ماهر وقال طب هاتيلي مانجه معاك
فرح مش عايز حاجه يا أدهم
حرك أدهم رأسه بمعني لاسارت فرح بجانب جهاد يتهامسون بضحك علي رقية التي انكمشت فجأة في نفسها لمجرد سير أمجد بجوارها رغم أنه يبعد عنها مسافة كبيرةو لكن هذا هو حال رقية الدائم منذ نعومة أظافرها و هي تجد في أمجد فارس أحلامهاكانت تحب أن تجلس في شرفتها و تراه يجلس مع أدهم ينهون أمور عملهم كبرت رقية بين عيون أمجد وكبر حبه في قلبهالم تستطع أن تصرح بمشاعرها و لو بنظرة و إنما تكتفي بدمعة رجاء من الله في سجدة داعية أن يكون أمجد حلالها
لم يختلف الحال عند أمجد الذي كان يسير و يشعر أن أمامه شريط ذكرياته مع رقيةتذكر ليلة عيد مولدها الخامس عندما بعدت عن الأنظار و اختفت خلف شجرة في الحديقةتتبعها أمجد پخوف ليسألهاماذا حدث
اڼفجرت رقية تبكي بطفولة علي عيد مولدها الذي أصبح بمثابة سهرة لأصدقاء والدتها ومكان عمل لوالدها لم يفكر أحد بها و لا بكيفية اسعادهافي تلك اللحظة أمسك أمجد بيدها و ذهبوا إلي الحديقة الخلفية واستمروا في اللعب بمرح و طفولة
فاق أمجد من ذكرياته و نظر في اتجاه رقية لمنكمشة في نفسها و لكنه أبعد نظره سريعا و استغفر ربه و نظر إلي السماء راجيا ربه أن يرزقه رقية حلاله في أقرب وقت
أما علي الطاولةحكي ماهر لأخيه عما يخفيه في قلبه اتجاه فرح و أدهم ينصت له باهتمام لم يكن متفاجئ كثيرا بحب ماهر لفرحفهو يعلم ذلك من غيرة أخيه عندما تحادث فرح أي شخص في الشركةيعلم ذلك من صورة منذ أيام طفولة ماهر وفرح مخبأة تحت وساة ماهركان ماهر يشعر براحة كبيرة و هو يحكي لأدهم ما بداخله و كأن ماهر هو الأخرالأصغر و أدهم هو الأخ الأكبر فهكذا هو أدهم رغم إعاقته بفقده النطق إلا أن له قدرة علي
أن يجعل من يتكلم معه يشعر براحة كبيرة
أنهي ماهر كلامه قائلا كلام أمجد النهاردة خوفني يا أدهم و حاسس إني مش قادر أفكر
فتح أدهم هاتفه علي المفكرة و كتب جملة و وضعها أمام ماهر الذي ابتسم عندما قرآها عمو ناصر بيبقي فاضي بعد صلاة العشاءو أنا فاضي بعد بكرةأما نرجع كلم عمو عامر يحدد معاه ميعاد عشان عايز أفرح بيك و تجيبلي طفل شبهك كدا يقولي يا عمو
اتسعت ابتسامة ماهر وقال بس تيجي معايا يا أدهم
حرك أدهم رأسه بمعني حاضر ليقطع حديثهم وصول باقي الأخوة وهم يحملون العصائر
في المساءكان عامر منشغل بمشاهدة التلفاز مع زوجته في جو يسوده المحبة
عامر بابتسامة ياااه لو كل يوم ياخدوا بعض و يخرجوا
سناء بضحك بقي كدا !! دا
أنت مبتعرفش تقعد في البيت من غيرهم و من غير هزارهم
عامر بخبث أنا معرفش أقعد من غيرك أنت يا جميل
سناء بخجل عامر الله إحنا كبرنا يا راجل
عامر بنظرة حانية كبرنا إي و أنتي لسه زي ما أنتي البنوتة اللي خطفت قلبي
وضعت سناء رأسها علي كتف عامر وقالت ربنا يخليك ليا يا حبيبي
عامر و يخليكي ليا يارب
سناء عارف يا عامر أنا ببقي مبسوطة أوي و أنا شايفه ولاد نبيل الله يرحمه زي أبوهم في طيبته و حنيته رغم إنهم كانوا بيصعبوا عليا لما غادة تسيبهم بس بقيت أقول الحمدلله إنهم متعلموش منها جشعها دا
عامر بتنهيده نفسي أشوف ولاد حسن وسطينامعرفش فيروز راحت بيهم فين
قطع كلامهم صوت ضحك أمجد و أدهم القوي
متابعة القراءة