رواية للكاتبه المتميزه نسمه مالك

موقع أيام نيوز


الشغل يا فندم بعد ما اتمسك وهو بيسرق  
أخرس قطع لسانك   انا جوزي أشرف منك ومن اللي مشغلهم كلهم   
صړخت بها إسراء پغضب عارم وصمتت لبرهه وتابعت بهدوء مريب   
يا سيد يا حرامي يلي بتسرق الراجل!   
نظرت ل فارس وأكملت بأسف مصطنع   
المغرور دا ولبستها لجوزي الغلبان ومۏته بحسرته بعد ما اتهمته أن هو اللي سرق   بس ربك مبيرضاش بالظلم وخلي جوزي يحكيلي تاريخكم الأسود كله وكنت ناويه أقوله لصاحب الشركة  

شحبت ملامح سيد وازداراد لعابه بصعوبه وهو يتنقل بنظره بينها وبين فارس الواقف يتابع كل ما يحدث بصمت وهدوء مريب   
أخذت إسراء نفس عميق ونظرت ل
فارس بستحقار واكملت قائله   
بس اطمن يا سيد يا حرامي انا مش هحكي لولي نعمتك عن عمايلكم السوده خصوصا بعد ما شوفت كمية الغرور اللي عنده دي  
أنهت جملتها وسارت من أمامهم جميعا   ليسرع سيد ويتحدث پخوف ظاهر على محياه   
دي بتكدب يا فارس باشا   انا شغال مع سيادتك من اكتر من 15سنه من أيام محمد باشا والد حضرتكوتاريخي يشهد عليا  
أشار له فارس بالصمت وسار من أمامه وهو يقول   
هاتلي ملف رامي دا على مكتبي حالا  
أمرك يا باشا  
انتظر حتي اختفي فارس عن عينيه ونظر لإحدى الواقفين جواره وتحدث بأمر   
البت دي لازم تحصل جوزها بأسرع وقت   قبل ما تقول للباشا اللي تعرفه عننا   عايزها ټموت من غير نقطة ډم   تقطعوا عنها أي وسيلة مساعده   خليها ټموت من الجوع ومتلقيش اللقمه   مفهوم  
ابتسم له رجل ابتسامة شريره مرددا   
طبعا مفهوم   دي يا رقبتها يا رقبتنا يا كبير  
بينما بعث فارس رساله للحرس الخاص به محتواها   
عايز حراسه مكثفه على البنت اللي هتخرج من الشركة دلوقتي  
حرك رأسه بيأس محدثا نفسه   
مش هيسبوها بعد كلامها دا   
نهاية الفلاش بااااك  
ارتجل سيارتهوقاد بنفسه خلفه سيارات الحراسه الخاصه به متجه نحو العنوان التي تتواجد به تلك الساحره  
كانت إسراء تستعد للنهوض بعد جلوسها فتره على جانب الطريق حين داهمها دوار عڼيف وبدأ جسدها يرتجف بوضوح   وتتعرق بغزاره رغم انها تشعر ببروده شديده تكاد ان تكسر عظامها  
استطاعت الوقوف بصعوبه بالغه وسارت نحو إحدي المتاجروهمت بدفع الباب الزجاجي   ليوقفها رجل الأمن الواقف على الباب قائلا   
ملكيش شغل هنا يا ست   اتكلي على الله يله  
تلاحقت أنفاسها دليل على شدة تعبها ونظرت له بذهول وبصوت ضعيف قالت   
انت عرفت إزاي اني هسأل على شغل! وبعدين ما انتو معلقين ورقه على الباب أهي طالبين ناس تشتغل  
يله يا ست من هنا الله لا يسيئك مش ناقصين نصايب   
قالها الرجل بنبره راجيه وعينيه زائغه بينها وبين سيارة زجاجها عاتم تقف على مقربه منهما  
امتلئت أعين إسراء بالعبرات وبعدم فهم حدثت نفسها   
هو أيه اللي بيجرالي دا يا ربي   كل ما أدخل مكان يقولولي ملكيش شغل عندنا   أروح فين بس يارب   انا تعبت أوي  
اندفعها بالحديث جعلهم يضعوها داخل دائره مغلقه   هما مجموعه من الرجال الفاسدين يعملون داخل شركة الدمنهوري   يمحون كلا من يكتشف العيبهم وهي اعلنتها صريحه انها تعلم عنهم كافة شئ  
ظلت تسير بالطرقات بلا هواده   خطواتها مرتجفه تدل على شدة تعبها  
عينيها تملؤها العبرات ولكنها تأبي الهبوط  
ضاقت عليها من جميع الجهات   تقفلت بوجهها كل الأبواب  
كيف ستعود للمنزل بدون علاج لوالدتها وطعام لصغيرتها!  
ظلت تسير حتي توقفت بجوار إحدي المطاعم   تطلعت على الجالسين بالداخل تتابعهم بخجل واحراج شديد وقلب يعتصر ألما مپرحا يكاد ان يزهق روحها  
اذدردت لعابها بصعوبه والقت بكل شئ عرض الحائط وأولهم كرمتها وعزة نفسها  
رسمت ابتسامة هادئه على ملامحها الفاتنه الحزينهوخطت نحو الداخل حتي وصلت لإحدى العاملات بالمكان وتحدثت بصوتها الناعم قائله  
لو سمحتي يا انسه مش عايزين حد يشتغل معاكم هنا!  
رمقتها الفتاه بنظره منذهله لثيابها الغير منمقه واجابتها بأسف  
لا مش عايزين  
اقتربت منها إسراء خطوه وهمست بستحياء ورجاء قائله  
طيب ممكن تديني اي حاجه أكلها حتى لو بواقي اكل من اللي بترموه  
شهقت بفزع حين قبض على معصمها يد قويه   استدارت تنظر پغضب لصاحب تلك اليد   
لتتسع عينيها حين وجدت ذلك الرجل الذي تلقبه هي ب المغرور  
جحظت أعين فارس حين
لمح شحوب وجهها الشديد وتحدث بنبره حاول جعلها لينه ولكنها خرجت جامده كعادته   
أهدي يا إسراء انا هنا علشان أساعدك  
مش عايزه مساعده منك أنت بالذات   
همست بها بضعف وهمت بدفع يده بعيدا عنها
پعنف ولكن خاڼها جسدها   لهنا
أنت بتخرف بتقول ايه يا جدع انت!   
دفعه الرجل بعيدا عنه پعنف وتحدث بلا مبالاه قائلا   
وانا مالي يا عم تامر أنا بقولك شوفت مرات أخوك بعيني والباشا فارس الدمنهوري شيلها على ايده وركبها عربيته وجيت أقولك علشان انت ابن منطقتي وميصحش أشوفك بقرون لامؤاخذه   تقوم انت سايب المعزه السايبه اللي عندكم وتمسك فيا انا!  
انهال عليه تامر بلكمات عڼيفه متتاليه وبثقه تحدث قائلا  
مرات أخويا أشرف من الشرف يا ابن ال  
أسرع الماره بالطريق بابعادهم عن بعضهما   لېصرخ الرجل بغيظ شديد قائلا  
لو مش مصدقني روح شوفها بنفسك في قصر الدمنهوري   أكيد هيخدها على هناك زي كل مره   وساعتها هتعرف انها خلصت من أخوك
 

تم نسخ الرابط