روايه سلسبيل للكاتبه نسمه مالك
المحتويات
كل هذا و أكتر بكثير يمكنه أن يجعلك كالمجذوب ينسيك أسمك و تظل تردد بهذيان دون توقف أسم من عشقت
و هذا ما حدث مع سلسبيل حين أخبرتها خضرا بموافقتها على زواجها من عبد الجبار تطلعت لها بملامح منذهلة رغم الفرحة التي غمرت قلبها حتي ظهرت بعينيها الحزينة لكنها نجحت في إخفاءها
إزاي بس موافقة أن جوزك يتجوزني عليك يا أبلة خضرا
رسمت خضرا الجدية على ملامحها الحنونة و تنهدت و هي تقول بتعقل
اسمعي حديتي اللي هقولهولك ده زين يا خيتيبخيتة ما هيهدلهاش بال واصل إلا لما تشوف قدام عينيها ولد عبد الچبار اللي أني مش هقدر اچبهوله فهتفضل تزن على ودنه يتچوز عليا علشان الواد و الزن على الودان يا خيتي أمر من السحر و يا عالم اللي هيتچوزها عليا دي هتعاملني أني و البنتة كيف
لكن أنتي يا سلسبيل ربنا زرع حبك في جلبي كيف ما تكوني خيتي و لا بتي من لحمي و دمي
هبطت دموع سلسبيل تأثرا بحديثها الذي لمس قلبها و همست لها بتقطع قائلة
و أنا كمان بحبك أوي والله يا أبلة خضرا حنيتك عليا وطيبة قلبك اللي عمري ما شوفت زيها بتخليني أوقات ببقي عايزة اناديلك أقولك يا أمه
أهدي يا حبيبتي و متشليش هم واصل بس اسمعي اللي جولتلك عليه و وافقي على چوازك من عبد الچبار
وقتها قناوي مش هيبجي ليه سلطة عليكي و هتبجي أنتي وياي نقف في وش بخيتة اللي رايدة خړاب الدار
كانت سلسبيل تلتقط أنفاسها على مهل أطبقت جفنيها بقوة و همست بصوت أختنق بالبكاء
بالذات علشان كده كنت عايزه ادور على أهل أمي يمكن يسمحولي أعيش معاهم
صمتت لبرهة تلتقط أنفاسها نظرت لها بأعين مملوءة بالعبرات و تابعت بتعب
بس شكلي كده مش هلحق أشوفهم
خضرا پغضب مصطنع
قولتلك متقوليش أكده مرة تانية أنتي هطيبي وتبجي أحسن من لول يا خيتي بمشيئة الرحمن
ابلة خضرا لو أنا مت و أنا على زمة عبد الجبار أبويا مش هيقدر ياخدني يدفني في الصعيد صح
خضرا پبكاء اباي عليك و على السيرة العفشة دهيهكفاياك حديت ماسخ عاد
بللت سلسبيل شفتيها المرتعشة بلسانها و همست بصعوبة من شهقاتها
أنا محتاجة لحضنك و لحماية عبد الجبار علشان كده أنا موافقة يكتب عليا يا أبلة خضرا
ألف بركة يا خيتي أردفت بها خضرا و من ثم أطلقت سيل من الزغاريط وصلت لسمع زوجها الواقف أمام غرفة العناية جعلت وتيرة قلقه تهدأ قليلا و قد ظن أن فرحة زوجته هذه بسبب حالة سلسبيل التي تحسنت انبلجت شبه ابتسامة فوق قسماته الجادة مدمدما
جلبك كيف اللبن الحليب يا خصرا
بينما سلسبيل ضغطت بضعف على كفها حتي تتوقف و تستمع لما تقوله لها
أوعدك أن لو ربنا كتبلي عمر و عشت مش هكون درة ليكي أبدا
أغمضت عينيها و قد شعرت پألم يغزو قلبها و روحها حين قالت ببطء و عبراتها تنهمر على و جنتيها بغزارة
و لا حتى هكون زوجة ل عبد الجبار
كفاية كده عليها أرجوك و سبيها ترتاح نطق بها الطبيب و هو يهرول نحو سلسبيل و بدأ يفحصها بعناية فائقة
ربتت خضرا على يدها بحنان و مالت عليها قبلت جبهتها بعمق و سارت نحو الخارج بخطوات هادئة وقفت خلف الباب المغلق دقائق قبل أن تفتحه تحاول السيطرة على دموعها بسبب تلك الغصة التي تعتصر قلبها فما تشعر به ليس أبدا بهين أخذت نفس عميق و مدت يدها فتحت الباب الفاصل بينها و بين زوجها لتجده يقف ينتظرها بطوله المهيب و ملامحه الوسيمة رغم صارمتها أبتسم لها ابتسامته التي تأسرها مغمغما
اتوحشت لصوت فرحتك يا غالية
تأملته بأعين هائمة و اقتربت منه حتى أصبحت أمامه مباشرة و نظرت لعينيه بفيض من الحب مرددة
فرحتي دي بفرحك أنت يا عبد الچبار
تلاشت ابتسامته تدريجيا و عقد حاجبية حتي بدت ملامحه عابسة بشدة
مبروك يا خوي أني طلبت لك يد سلسبيل و هي وافجت
شعرت بخفقان نبضات قلبه تزداد و تتدافع أسفل راحة يدها رغم صلابة ملامحه التي لم تبدي اي رد فعل عليها سوي الجمود
ساد الصمت للحظات بينهما كانت نظرتهما تتحدث بدلا عنهما و دون سابق إنظار كان قبض على كف يدها برفق و
سحبها خلفه للغرفة الذي قام بحجزها لها
كانت تبتعد عدة خطوات عن غرفة سلسبيل دفع الباب و دلف بها للداخل غالقه خلفه پعنف
استدار لها فجأة و مال برأسه على وجهها
ليه ليه عملت أكده يا خضرا
عملت الصح اللي لازم يتعمل
أنت من حقك يكون لك ولد من صلبك و سلسبيل كمان محتاچة راچل يحميها
ابتسمت باتساع لعلها تخفي عبراتها التي تجمعت بحدقيتها
أني و جلبي فدى نظرة الفرحة اللي شيفاها في عيونك دلوجيت يا نبض الجلب
أنت أكده بتجتليني يا خضرا
بعيد الشړ عنك يا خوي همست بها بخفوت و تابعت بخجل قائلة ربنا يچعلك شمسي اللي بتشرق تنور حياتي و لا يحرمنيش منك و لا من رضاك عليا واصل
مخبراش أنت بالنسبالي أيه يا أم فاطمة
مهما رحت ومهما چيت ومهما فى براح أرض الله و فى الكون لفيت عمري ما راح القي سعادتي إلا وياك أنت المسند يا خضرا اللى عليه بتسند و بريح ضهري
و اللى فى وقت الحزن بيمحي قهري
أنت مرتي أرضي وطني عرضي و أغلى الخلق كلياتهم على جلبي
خضرا بإصرار أثار غضبه يبقي لو غالية عندك كيف ما بتقول توافق على چوازك من سلسبيل
عيني عليكي يا بنية لسه ف العمر صبية
ياما اتحملتي آسية
ما شوفتيش يوم حنية
كله عڈاب وۏجع
من أم الزوج المفترية
لكن عوض ربنا هايكون
مع الزوج الطيب الحنون
اللي بيحبك پجنون
اللي للعشره يصون
و مراته خضرا اللي هاتكون
أمك و أختك الحنون
ف أنتظار عوض ربنا الجميل
لجبر خاطر السلسبيل
الفصل الثاني عشر
سطعت شمس
نهار يوما جديد ملييء بالأحداث رغم ساعات الليل الطويلة التي مرت على أبطالناخاصة عبدالجبار الذي لم تري عينيه النوم على الإطلاق عقله لم يتوقف لو لحظة واحدة عن التفكير فيما فعلته زوجته الغالية خضرا أحب الناس و أقربهم إلى قلبه
يسأل نفسه كيف استطاعت أن تقبل زواجه من غيرها بل و تطلب يد سلسبيل له بنفسها !!!
كيف لها أن تضحي في حقها به و تقبل بأن امرأة أخرى تشاركها فيه !!!!
أطلق زفرة نزقة من صدره عندما وجد إجابة جميع أسئلته تتلخص بكلمة واحدة أنها تعشقه !!!!
عشق تخطي كل الحدود جعلها تضحي من أجله و تتقبل وضع من الصعب بل من المستحيل أن تتقبله امرأة غيرها
لا ينكر أن فعلتها هذه ذادت حبها في قلبه أضعاف مضاعفةو أيضا تضاعف شعوره بالذنب لكنه مازال هناك جانب ما بقلبه الملتاع الذي لا يملك أي سلطة عليه أزدهرت به براعم عشق قوي لتلك ال سلسبيل
لا يعلم لما هي الذي خصها الله عن دون النساء أن ټخطف قلبه بنظرتها الحزينة لم يتخيل بيوم من الأيام أن يميل قلبه لأنثى أخرى غير زوجته
كان هذا الأمر بالنسبة له من المستحيلات حتي وقعت عينيه على تلك الصغيرة التي قلبت كل شيء رأسا على عقب أصبح الآن أمام قلبين ېنزفان من شدة ألمهما و هو وحده ملزم بإيقاف هذا الڼزيف فهل سيكون عادل بينهما و يعطي لكل منهما حقها في قلبه رغم هذا الشعور العجيب الذي يغمره
هو بكل ما يملك من قوة يشعر أنه مسؤل من زوجته خضرا بينما سلسبيل يشعر أنه مسؤل عنها
هبط الدرج بخطواته الواثقة يدور بعينيه عن والدته بخيتة لقد عاد بوقت متأخر ليلة أمس كانت هي نائمة حينها وجدها تجلس كعادتها كل صباح بحديقة المنزل بملامحها العابسة التي لا تتخلي عنها أبدا
سار نحوها ممسك بيده عصا خشبيه جديدة أحضرها لها خصيصا بدلا عن تلك التي هشمها وقت غضبه لمحته بخيتة بطرف عينيها فرمقته بنظرة غاضبة و أشاحت بوجهها للجهه الأخرى و هي تقول
تو ما افتكرت إن ليك أم زعلتها و كسرت عكازها يا عبد الچبار!!!
مقدرش على زعلك يا أمه دا أني عايش برضاك عليا يا ست الناس قالها و هو يميل على يدها و يقبلها مكملا حقك على راسي يا أم عبد الچبار و لو على العكاز چبتلك واحد چديد أحسن منه
بخيتة و هي تأخد منه العصا و تتأملها بانتصار فهي تعلم جيدا أنه بار بها و يسعي جاهدا لينال رضاها عنه رغم كل ما تفعله
أنت اللي عكازي و سندي ضهري يا ولدي و مع أكده عمري ما هرضي عنك إلا لما تسمع حديتي و تتچوز و تچيب الواد وقتها هبجي
راضية عنك صح
هتچوز سلسبيل يا أمه أردف بها و هو يجلس على المقعد المقابل لها بأريحية مكملا بهدوء آثار ڠضبها
أني مستنظر قناوي هو
على وصول و شيعت حسان يچيب المأذون
بخيتة پغضب لع يا عبد الچبار بلاش منها البت دهيه كرهتها و کرهت شوفتهاارميها لأبوها و غورها من اهنه و أني هدلي على البلد أچيبلك بنتة صغيرة خمستاشر سنة أكده تكون لستها بت بنوت
انتظر حتي أنهت حديثها و نظر لها بعتاب مردفا طيب إسألي لول علي اللي مرمية في المستشفى حالتها خطړة محتاچة عملية واعرة في جلبها بسبب قسوتك و قسۏة أبوها و أخوي الله يرحمه ويسامحه عليها دي مهما حصل كان بناتكم عيش و ملح
شهقت بخيتة پعنف و ضړبت على صدرها بكف يدها مدمدمة بجت مريضة بجلبها على أكده لا هتبجي حمل چواز و لا خلفة يعني ملهاش عازه عندنا
عبد الچبار بنفاذ صبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الرحمة شوي يا أمه أحب على يدك
بخيتة بنبرة متوسلة أسمع حديتي يا ولدي أني ريدالك الصالح هچيبلك بدل العروسة عشرة و نقي منهم اللي
متابعة القراءة