روايه سلسبيل للكاتبه نسمه مالك
المحتويات
الدكتور
عقدت حاجبيها و تطلعت له بنظرات متعجبة لم تفهم مخزي حديثه و قد ظنت أنه يقول حديثه هذا ليخفف عنها عبئ مرضها أو ربما تفهمت لكنها تستبعد هذا الظن و بداخلها تتمنى أن يكون قلبها بخير حال لعلها تتمكن من الإنجاب حلمها و ما تسعي لأجله تريد أن تنجب منه طفل و ټموت بعدها لا تمانع أبدا
مقويات!!!
حرك رأسه لها بالايحاب و بقوة زائفه قال
حتي لو هتقول إني مريضة و مش هقدر أكون لك زوجة عشان تخلي أبلة خضرا تجوزني ليك بنفسها مش كده يا عبد الجبار !!!
أردفت بها و هي تبكي و تضحك بأن واحد بهتت ملامحه و تطلع لها بأعين جاحظة مرددا بتقطع
عرفتي كيف
مين اللي قالك!!!
قلبي كان حاسس بسبب لهفتك عليا و استغلالك لكل فرصة
نبقي فيها لوحدنا عشان تقرب مني فيها
تخضبت وجنتيها بحمرة قانية و تابعت بخجل
لحد ما حصل و بقيت مراتك بجد مش على ورق بس وقتها اتأكدت إني كويسة و مش تعبانه زي ما فهمتوني بالذات لما أنت كلمت الدكتور بالاجنبي عشان مفهمش كلامكم
لو كنت تعبانه فعلا كنت هتخاف عليا
مال بوجهه ولثم باطن يدها بعمق مغمغما
حقك على جلبي و عينيأني خابر زين إن اللي عملته ده عاملة عفشة و أنانية مني و يمكن طمع كمان لأني مكنتش رايد أخسر خضرا أم بناتي و لا اتسبب في وچعك و وچعها
عشقان أني عشقتك و العاشق معلهوش لوم يا بت جلبي أوعاك تزعلي مني يا زينة البنتة لو رچع بيا الزمن تاني هعمل المستحيل لاچل ما تبجي مراتي و تحت حمايتي يا سلسبيل
ختم حديثه
تشنجت بين يديه و إرتفع صوت نشيجها أكثر جعلت قلبه يسقط أرضا من شدة فزعه و خوفه عليها و تحدثت بتقطع من بين شهقاتها الحادة قائلة
أثلجت قلبه بجملتها هذه تنهد بارتياح و ضمھا لصدره بكل ما قوته قربها يطمئن صخب قلبه النابض بعشقها
العشا جاهز يا عبد الجبار بيه
كان هذا صوت عفاف صدح عبر باب الغرفة المغلق ابتعدت سلسبيل عن زوجها الذي أبي أن يتركها إلا بعدما مسح عبراتها بأنامله و قبل عينيها بعمق
همست بها قبل أن تنتصب واقفة و تسير تجاه الباب فتحته و تحدثت ببشاشة و هي تجذب العربة الموضوع عليها الطعام للداخل أمام نظرات زوجها المفتون بعشقها
تسلميلي يا دادة عفاف و من فضلك خلي كل اللي في البيت يسيبوا اللي في أيديهم و يقعدوا يتعشوا أنا عاملة الأكل بزيادة عشان خاطركم
صل على محمد
بمنزل متوسط الحال تجلس سعاد برفقة صفا ابنة زوجها صاحبة العشرون عام شابة جمالها رقيق و لكن ملامحها يبدو عليها الحزن الشديد شاردة بعيدا بذهنها فيما حدث لها تعرضت لصفعه خذلان دامية على يد خطيبها السابق الذي تركها قبل زفافها بأسبوع واحد بسبب اعتراضه على إحدي أهم البنود في قائمة منقولاتها لا يريد كتابة مؤخر صداق لها مما دفع والدها لتمسك بحق وحيدته ليقرر الأخر فض الزيجة بأكملها
موقف لا تحسد عليه إطلاقا أصابها نوبة اكتئاب يحاول والدها و زوجته التي تعتبرها بمثابة ابنه لها إخراجها من تلك الحالة بشتى الطرق
يابنتي عشان خاطر ربنا كلى لقمة صغيره و أشربي حبة عصير لتقعي من طولك
صدح رنين هاتفها فشهقت بخفوت و هي تقول
يابنتي ابوكي هيتجنن عليكي و كل شوية يتصل بيا و هو سايق و ماشي على طريق عشان يطمن عليكي ويشوفك كلتي و لا لاء
ردي عليه و قوليله أني كلت يا ماما سعاد
همست بها صفا ببوادر بكاء و تعب واضح على ملامحها الشاحبة
بقي عايزاني أكدب على فايز يا صفا!!! على أساس أنك مش عارفه أبوكي اللي بيشم ريحة الكدب من على بعد!!!!
ربتت على كتفها و تابعت بحنو
يا ضنايا والله اللي حصل ده خير ليكي و بكرة ربنا يعوضك براجل يشيلك جوه قلبه و عينه
بدأت صفا تبكي و تأن بصمت كعادتها لتسرععفاف بضمھا بلهفة مرددة برجاء
كفاية يا قلب أمك والله ما يستاهل دمعة واحدة من عينك
قطعت حديثها حين شعرت بثقل رأسها على صدرها انقبض قلبها هي تعدل وضعها داخل حضنها لتتفاجئ ببرودة بشرتها و ازداد شحوب وجهها
مالك يا صفا
صړخت بها حين رأتها تنظر لها بأعين زائغة و قد تطورت حالتها للاعياء الشديد و أزرقت شفتيها بلحظة قبل أن تغلق عينيها و تستسلم لدوارها الذي داهمها پعنف
صفاااااا!!!!
صړخة بها سعاد صړخة مدوية شقت بها سكون الليل
كان جابر يصف سيارته على جانب الطريق و هبط منها واضعا هاتفه على أذنه مغمغما
أنا وصلت يا جدي هجيب أمي و أجيلك عشان نسافر لسلسبيل على طول
يا ابني خلينا نروحلها بكرة يكون أبو صفا رجع من شغله أنت عارف انه سواق نقل تقيل و بيسافر لأماكن بعيده و مبيرجعش قبل أصبح و أمك مش هترضي تسيب بنته لوحدها و تيجي معانا
فتح جابر فمه ليرد عليه إلا أن صوت صراخات والدته وصل لسمعه جعله يهرول مسرعا تجاه الصوت
أفتحي يا أمه أنا جابر
قالها و هو يطرق على الباب بقبضة يده كاد أن يحطمه
جابر الحقني يا ابني صړخت بها سعاد و هي تركض نحو الباب و فتحته على عجل مكملة پبكاء و هي تسحبه معاها للداخل
صفا وقعت مني قاطعه النفس و مش راضيه تفوق خالص
اقترب جابر من تلك الممددة على الأريكه غائبة عن الوعي و حملها على ذراعيه واضعا يد أسفل ركبتيها و الأخرى خلف ظهرها و سار بها لخارج الشقة دون أن ينظر لوجهها حتى و هو يقول
حصليني يا أم جابر خلينا نوديها المستشفى
لا إله إلا الله
عجبك أكلي
قالتها سلسبيل بستحياء و هي تطعمه
أنتي كلك على بعضك و كل حاچة و أي حاچة
منك بتعچبني يا سلسبيل
عبست بملامحها و بعتاب قالت
طيب ليه مش عايز تكمل أكلك!
تنهد عبد الجبار و تحدث بأسف قائلا
مش عايز اتقل في الوكل لاچل ما أفوق و انا سايق
چهزي حالك هنعاود على مصر دلوجيت عندي شغل مهينفعش يستني للصبح و اطمني أني هسيب حسان اهنه عشان لو أهل والدتك وصلوا في أي وقت يچبهم لحد عندك
حركت رأسها له بالايجاب و هبت واقفه بصمت و سارت نحو غرفة الملابس لتبدل فستانها بعباءه سوداء و اخفت شعرها داخل حجابها الرقيق و وقفت أمام المرآه تزيل زينة وجهها
كان عبد الجبار يتحاشي النظر تجاهها يجاهد لتلجيم رغبته بها بكافة السبل فعقله منشغل بأبنتيه و زوجته المتواجده بالمستشفى بمفردها
أنا جاهزة
نطقت بها و هي تقترب منه ببطء و عينيها تغتلس النظر إليه لا تريد مقابلة عينيه حتى لا يري لهفتها عليه
سار هو نحو باب الغرفة تابعته هي بخطي هادئة و ما أن رفع يده و أمسك مقبض الباب و هم بفتحه وجد يدها وضعت على يده تمنعه شعرت بشيء آثار الريبة بقلبها خوف مبهم سيطر عليها لا تعلم سببه جعل جسدها يرتجف بقوة رفعت وجهها و من ثم عينيها
حتى تقابلت أعينهما بنظرة تملؤها الحب و الشوق دفعتها للإنهيار داخليا و
أطلقت أنفاسها المحپوسة برئتيها
و تحدثت بهمس بصوت بالكاد يسمع من فرط خجلها
ينفع تاخدني في حضنك شوية قبل ما نمشي!!
حطمت كل حصونه بجملتها هذه التي تخبره بها أنها تريده و تتلهف لقربه مثله تماما شهقت بخفوت حين وجدته يميل بوجهه على وجهها تطلع لعينيها بعينيه التي ظهرت بهما نيران قائلا بأنفاس متهدجة
تعالي!!!
قالها قبل أن يخطفها من خصرها داخل صدره
يملؤها الحب و السکينة لأول مرة بحياتها ليلة غرام ملحمية لن تنمحي أبدا من ذاكرتها
انتهي الفصل
هستني رأيكم يا حبايبي
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
الفصل ال ٢٩
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
نسي عبد الجبار معاها كل شيء بصورة مؤقتة لينعما معا بلحظات من العشق عشق فاق كل الحدود حتى وصل حد الجنون
مرت عليهما ساعات الليل الطويلة كما لو كانت دقائق معدودة حتى غلبه النعاس و استسلم لنوم مجهد بينما سلسبيل استغلت الفرصة و طلبت من العاملين بالمنزل إحضار أدوات خاصة بالرسم فنصاعوا لها في التو و اللحظة لتتمكن هي من رسم لوحة فريدة لزوجها أثناء نومه
رسمت ملامحه بدقه و إتقان مبهر حتى جسدت هيئته كما لو كانت صورة ملتقطة بأحدث الكاميرات الحديثة و فور انتهاءها أحضرت هاتفها الذي أهداه إليها و ظلت تلتقط برفقته الكثير و الكثير من الصور بأوضاع مختلفة
و العديد من الفيديوهات القصيرة لهما سويا سعادة بالغة تعيشها الآن برفقة الرجل الوحيد الذي كان بالنسبة لها مجرد أمنية لم يخيل لها بيوم أنها تتحقق و تصبح زوجة عبد الجبار المنياوي
نعمها بفيض من الغرام أهاله عليها بكرم و شغف فلم يسعها سوي الاستسلام الكامل له حتى رضاها و عالج جروحات قلبها الغائرة تحيا مشاعر جديدة كليا عليها أعادت قلبها ينبض بالحياة جعلت روحها تنتعش اعطتها ثقه بنفسها كانثي و امرأه مرغوبة
فالمراة تستطيع ان تفارق الرجل الغني وتستطيع ان تفارق الرجل الوسيم ولكنها لا تستطيع أبدا ان تفارق الرجل الذي طيب خاطرها الرجل الذي أشعرها بالامان وانه لا يستطيع ان يستغني عنها الرجل الذي كان سندا لها و مسح دموعها في لحظات ضعفها الرجل الذي حماها من تدخلات اهله وأهلها في حياته وحياتها فالقلوب لا تشترى بالمال ولا بالقوة ولا بالوسامة القلوب تشتري بالمعاملة الطيبة و هو قد نجح بجدارة في شراء و امتلاك قلبها حتى أصبح هواه يجري بداخلها مجري الډماء
و برغم كل هذا إلا أنها تشعر پخوف يجعل قلبها ينقبض من آن إلى آخرشيئا ما تجهله أو ربما تتجاهله يسبب لها ريبة و قلق من القادم
رفرف قلبها بشدة حين وصل لسمعها همسه الحار بأسمها
حبيبي يا عبد الجبار
جابر
ظل برفقة والدته داخل المستشفى لم يتركهما حتى استعادة صفا وعيها بعد وقت ليس بقليل فقلة غذائها و حالتها النفسية السيئة عرضوها لضعف شديد أدى إلى فقدانه للوعي بالأخير فور تحسن حالتها سمح لهم الطبيب بالخروج
كانت تسير
متابعة القراءة