روايه سلسبيل للكاتبه نسمه مالك
المحتويات
تتابع
أرجع البلد يا بوي وقول للناس بنتي سلسبيل ماټت و خد عزايا لأني مش هعمل اللي في دماغك و أرجع ل عبد الجبار طلاقي منه اللي مزعلك أوي ده أحسن حاجة حصلت لي لحد دلوقتي هو السبب و صاحب الفضل أني أقوى بالشكل ده و أحقق هدفي و حلمي اللي عمري ما تخيلت إني أحققه
صمتت لبرهة و أكملت بغصة يملؤها الأسى
و لازم تبقي عارف كمان أني عمري ما هسامحك على اللي عملته في أمي و فيا عمري ما هسامحك يا بوي
تطلعت له قليلا بأعين تحجرت بها العبرات و من ثم ضغطت على زر بجواره فهرولوا رجال الأمن إليها مسرعين
شيلوه من هنا و أخرجوا بيه من باب الشركة الخلفي و بلغوا حد من السواقين
يوديه الصعيد و لما يفوق في أي وقت ابقوا طمنوني
حملوه في التو و اللحظة و ساروا به لخارج المكتب تزامنا مع دخول جابر مندفعا ليتسمر مكانه پصدمة حين وقعت عينيه على قناوي المحمول على أيدي أفراد الأمن يبدو أنه فاقد الوعي تماما
اممم فاضل على الإجتماع 3 دقايق كويس إنك متأخرش يا جابردمدمت بها سلسبيل و هي تنهض بتمهل من مقعدها و سارت بخطي جاهدت حتى تجعلها متزنة
أيه اللي حصل يا سلسبيل!تساءل جابر بقلق جم
تنهدت سلسبيل و هي تجيبه بجمود
مش وقته من فضلك يا جابر العملاء على وصول و لازم نكون في استقبالهم بنفس!
رباه!!! من المؤكد أنه هنا تشعر بأنفاسه تحاوطها دقات قلبه يصل صدي صوتها إلى أذنها تلاحقت أنفاسها و انتفض بدنها كله دفعة واحدة حين سمعت صوته المدمر ينطق إسمها بلهفة من بين أنفاسه المتقطعة
سلسبيل!!!
كتمت أنفاسها قبل أن تستدير ببطء و تقابلت أعينهما بعد فراق دام لشهور حينها شعرت بنصهارها كالشمعة من شدة إشتياقها لهيقف أمامها بطوله المهيب جذبيته الساحرة هيبته و وقاره كان مثالا حي للأغواء و الفتنة
نطقت بها سلسبيل بعملية باحته و ملامح نجحت في إخفاء مشاعرها تجاهه ببراعة لكن قلبها خذلها و لم يتوقف عن الأرتجاف بين ضلوعها
بينما وقف عبد الجبار مشدوها يتطلع لها پصدمة من تغيرها الذي أذهله مرردا بتعجب و هو يتنقل بعينيه بينها و بين جابر الذي لم يستطيع السيطرة على ضحكاته
مستر!! بجي أنا يتقالي مستر عبد الچبار!
اتفضلوا على قاعة الاجتماعات قالتها سلسبيل مقاطعة إياهم بلهجة صارمة و هي تشير لهما على غرفة مقابل مكتبها
كان عبد الجبار يتطلع لها بفم مفتوح على وسعه من شدة ذهوله من طريقتها الجديدة عليه و عليها كليا و تحدث مستفسرا
و هو في شريك أساسي يملك أكتر من نص أسهم الشركة ميحضرش اجتماع مهم زي ده ! قالتها دون النظر له مثلت انشغالها بالنظر في ملف موضوع أمامها على المكتب ومن ثم رفعت رأسها و أبتسمت له إبتسامة خبيثه مكملة
نورت شركتك يا عبد الجبار باشا!!!
يتبع
واستغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل ال
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
داخل غرفة الاجتماعات انقضي وقت طويل كان الجميع منهمكين بالعمل بكل ما يملكون من تركيز لكنهم لم يستطيعوا الوصول لإحترافية عبد الجبار التي ادهشتهم و أبهارتهم في آن واحد فتمكنه في مجال إدارة الأعمال فاق الحدود
كل منهم يحاول إظهار أفضل ما عنده حتى ينال إعجابه خاصة سلسبيل عرضت تصميمتها التي قامت برسمهم بدقة و إتقان شديد و مع مرور الوقت بدأت تشعر بالإرهاق و الجوع معا فمسدت على بروز بطنها بكف يدها بمنتهي الرفق أطلقت آهه خاڤتة لم تصل لسمع أحدا سواه فتفهم على الفور
ما تشعر به رغم أنه لم ينظر لها و لو لمرة واحدة
بينما هي استغلت انشغاله بفحص الملفات المقدمة له و ظلت تتأمل كل أنش فيه بملامح جامدة عكس الإشتياق و اللهفة اللتان يملئان قلبها المتيم به تحفر بداخلها ملامحه و قسمات وجهه الوسيم بأعين يتطاير منها الفرحة الغامرة بوجوده هنا معاهالتداهمها ذكرى يوم طلاقها منه و حديثه معاها أثناء طريقهم نحو منزلها في الإسكندرية
فلاش باااااااااااك
اسمعي حديتي و أفهميه زين يا سلسبيل
نظرت له باهتمام تنتظر سماع باقي حديثه بنفاذ صبر
أخذ عبد الجبار نفس عميق زفره على مهل مغمغما
أني طلقتك مش عشان قولتيلي يا أنا يا أم بناتك لع أنا خابر زين إنك قولتي أكده و صممتي على الطلاق من خۏفك عليا من ټهديد خضرا اللي قالتلك هتقتلني لو فضلتي على ذمتي
رباه!!!
أنه على علم بكل شيء حدث بينها و بين ضرتها! كيف علم من أخبره و لما طلقها إذن! دارت هذه الأسئلة برأسها لكنها لم تستطع النطق بحرف واحد بقت تطلع له بأعين جاحظة منذهلة
تنحنحت كمحاولة منها لإيجاد صوتها الذي خرج مرتعش و هي تقول مستفسرة
أنت عرفت كل ده إزاي و لما عرفت طلقتني أنا ليه و سبت على ذمتك اللي عايزة تقتلك!
أجابها عبد الجبار بملامح حزينة يملؤها الأسف الشديد
عرفت من بتي فاطمة شافت أمها و هي بتحط منوم ليكم في الوكل عملت أنها كلت و نامت زي أختها و أمي بس هي كانت صاحية و سمعت كل حديتها وياك و قالتلي على كل اللي حصل بعد ما وعدتها مأذيش أمها
صمت لبرهة يلتقط أنفاسه و نظر لها بعينيه التي تذوب بتفاصيلها مكملا بصوته الأجش
و سبت اللي عايزة تطلقني على ذمتي لخاطر بناتي وطلقتك أنتي يا سلسبيل عشان ده الصح اللي كان لازم أعمله من الأول أنتي ضحېة لينا كلنا أبوكي أمي أخوي الله يرحمه و يسامحه خضرا و إني كمان صممت اتچوزك و أني خابر إنك مبتحبنيش و مچبورة على چوازك مني
و مين بس قالك إني مبحبكش! أردفت بها و هي ترفع يدها و تضم وجهه بين كفيها الصغيران و أصابعها تتحسس لحيته بشغف مكملة بعشق
ده أنا اعترفلك إنك كنت حلم بالنسبالي و أمنيتي اللي مكنتش أتوقع أنها تتحقق أنا مش بس بحبك أنا بعشقك يا عبد الجبار
عشقك ليا ده وهم و هيجي عليكي الوقت و توفقي منه و وقتها هتكرهيني و تكرهي اليوم اللي شوفتيني فيه و أني المۏت أهون عندي من نظرة كرهه ألمحها في عيونك يا بت جلبي عشان أكده بحرم روحي منك دلوقتي قبل ما يچي الوقت اللي تحرميني أنتي فيه منك للأبد لأني
واثق إنك لما تفكري في حديتي ده زين هتلاقي عندي حق وقتها هتحترميني و مش هتقطعي الوصل بنتنا لكن لو لقيتي قلبك و عقلك متعلقين بيا كيف ما أني متعلق بيكي و رايداني أردك على ذمتي مرة تانية لازم تكون بأرادك الكاملة من غير ضغط و إچبار من أي مخلوق يا سلسبيل
ابتعدت عنه و تطلعت له بأعين دامعة و بهمس عاتبته قائلة
بعد كل اللي عشناه سوا بتشكك في حبي ليك يا عبد الجبار!
حرك رأسه لها بالنفي سريعا و جذبها من خصرها داخل حضنه بلهفة
أني واثق من حبي ليكي لكن اللي جواكي من ناحيتي مجرد احتياج و بس مش حب و أنا وفرتلك كل سبل الحماية و الأمان اللي أنتي محتاجهم لما تتعودي عليهم هتقدري ساعتها تعرفي إحساسك من چهتي أيه بالظبط و أي إن كان قرارك أني هحترمه و هقدر يا سلسبيل
نهاية الفلاش باااااااااااك
فاقت من تلك الذكرى على صوته ينادي عليها بقلق حين لمح العبرات تترقرق بعينيها الفاتنة التي تسحره بجمالها
سلسبيل أنتي زينة!
اه كويسة كملوا شغل قالتها بأقتضاب و هي تنظر لملف موضوع أمامها فرحتها الغامرة بحضوره التي تزين ملامحها أصبحت ممزوجة بالڠضب و الغيظ أخفي فرحتها هذه حين تذكرت رفضه القاطع بردها على ذمته بعد علمه بأنها حامل منه لا يريد أن يكون بينهما رابط يجبرهما على العودة لبعضهما يريدها كما قال بكامل إرادتها حتى وصل به الأمر يطلب منها تقولها له صريحة تخبره بكل ما تملك من جرئة أنها تريده زوجا لها و هذا لا و لن تسمح لها كرامتها و لا كبريائها بفعله
كل هذا تحت نظرات جابر الذي يتابعها
بصمت و إبتسامة دافئة
لا يريد أي شيء أخر غير أن يراها قوية و تحيا حياة سعيدة حتى لو كانت سعادتها هذه مع غيره منذ اللحظة التي أخبرته فيها بحملها و هو أيقن أنهما لن يتقابلان على طريق الحب أبدا و رغم هذا تعهد بحمايتها و دعمها لأنها ستظل صغيرته سلسبيل
خلينا ناخد ساعة راحة و نعاود للشغل مرة تانية
قالها عبد الجبار و هو يرفع رأسه أخيرا و ينظر تجاه معذبته التي ابتعدت مسرعة بعينيها عنه و مثلت إنشغالها بالأوراق أمامها
نهض جميع الحضور من بينهم جابر الذي تحدث بعملية و هو يتنقل بين سلسبيل و عبد الجبار قائلا
مدام الشغل مطول كده يبقي نطلب غدا تحبوا تاكلوا حاجة معينة
عايزة بيتزا ميكس جبن يا جابر لو سمحت
قالتها سلسبيل بصوتها الهامس الرقيق و هي تعتدل على مقعدها بوضع أكثر راحة و رمقة عبد الجبار بنظرة خاطفة مكملة بابتسامة مصطنعة
و وصل مستر عبد الجبار لمكتبه الجديد اللي صممت كل ديكوره بنفسي
ذادت ابتسامتها اتساع و تطلعت له بنظرة بدت باردة و تابعت بثقة
تصميمه مش هيعجبك بس هو عاجبني أنا و ده المهم
كتم جابر ابتسامته على طريقتها التي تثير جنون ذلك العاشق الملتزم بالصمت لم يتفوه بكلمة واحدة أكتفي بالنظر للعاملين المرافقين لهم نظرة يخبرهم بها أن يتركوهم بمفردهم و بالفعل بدأ الجميع يغادرون المكان واحد تلو الأخر
طيب يلا بينا يا عبد الجبار أوصلك لمكتبك و بعدها هطلب الأكل أطلب لك بيتزا أنت كمان و لا تقضيها سندوتشات زيي قالها جابر الذي نهض من مكانه و سار تجاه الباب
أطلب أي وكل مش هيفرق
نطق بها عبد الجبار و هو ينهض أيضا سار خلفه بخطوات هادئة أثارت
الريبة بقلب تلك الجالسة جعل قلبها ينتفض أكثر بين ضلوعها خاصة حين وجدته يغلق الباب عليهما بعدما خرججابر مباشرة
و ده إسمه أيه ده إن شاء الله يا مستر!
قالتها بثبات تحسد عليه عكس انصهارها و ذوبان عظامها
أني
متابعة القراءة