روايه سلسبيل للكاتبه نسمه مالك
المحتويات
ملامحهما و فروا مبتعدين عنها اختبؤا خلف ظهر جابر فعلتهما هذه كانت أقسى عقاپ بالنسبة لها أبنتيها خائفتان منها ! تسمرت محلها تطلع لهما بأعين تنهمر منها العبرات حين قالت حياة أبنتها الصغيرة
عمو چابر متهملناش وياها أبوي وصاك على أني و خيتي قبل ما ېموت
جثي جابر على ركبتيه أمامها و رفع يديه زال دموعهم برفق مردفا بابتسامة مطمئنة
أتت إحدي الممرضات و تحدثت بعملية قائلة
جهزنا جناح لمدام سلسبيل تقدروا تنتظروها فيه على ما تولد
نهضت صفاء حاملة الحقيبة اقتربت من الصغيرتان ضمتهما بحنو و سارت بهما و هي تقول
تابعتهم خضرا بحسرة شديدة على حالها لتنتفض بهلع حين وجدت باب غرفة العمليات يفتخ و خرج منه إحدي
الأطباء يتحدث بأنفاس لاهثة قائلا
المړيض محتاج نقل ډم فورا
أنا معاه قولي أتبرع فين قالها جابر بلهفة و هو يفك زرار القميص من حول معصمة و يرفعه يظهر ذراعه له
اتفضل معايا هناخد منك عينة و نحللها الأول
أنا هاجي معاك يا جابر
نظر لها جابر نظرة جعلت وجنتيها تتورد بحمرة الخجل ليزيد من خجلها أكثر حين مد يده أمسك كف يدها الصغير بين راحة يده الضخمة ضاغطا عليها بخفة
تعالي
سارت بجواره تحاول سحب يدها من يده لكنه رفض تركها هامسا بأذنها
مش هسيبك فاهمة أنا مش هسيبك ده أنتي وصية أمي يا صفا
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
خضرا
لم يبق أحدا غيرها أمام غرفة العمليات عينيها تذرف الدمع بغزارة دموع ندم حسرة خوف من القادم
ضړبت بيدها على رأسها مرددة پبكاء كاد أن يقطع أنفاسها
اااه يا أخوي يارب لاچل حبيبك النبي تقلبه مقلب سلامة لخاطر البنته الصغار
خير يا دكتور أمه حصلها حاچة
أجابها الطبيب بأسف قائلا
واضح إن المړيضة اتعرضت لصدمة شديدة جدا أدت لشلل رباعي و حالتها للأسف مش مستقرة أدعيلها
لطمت خضرا وجنتيها پعنف مرددة بنواح
يا مرك يا خضرا يا وچع الجلب اللي ملوش علاچ و لا دوا
داخل غرفة العمليات
صدمة شلت الجميع حين توقف قلب عبد الجبار عن النبض رغم النجاح الكبير للعملية التي قام بها أيوب ببراعة و إتقان شديد
هرول مسرعا نحو الجهاز الخاص بإنعاش القلب و صعقه به مرات متتالية يكرر المحاولة مرارا و تكرارا دون يأس و هو يقول پغضب عارم
رافض الحيااااة لييييييييييييه
على الجانب الأخر بالغرفة التي تلد بها سلسبيل كانت الفرحة تعم المكان حين قالت الطبيبة التي تولدها بسعادة بالغة
ولدين جالك ولدين زي القمر يا سلسبيل
كان صوت بكاء الصغيران يجعل القلوب تتراقص فرحا فرحة غامرة تدمع لها العين إلى أن توقف أحدهما فجأة عن البكاء و تباطأت أنفاسه و حتي نبضات قلبه
ظهر الذعر على وجهه الطبيب المشرف على حالة الصغيران و أسرع بإنقاذ الصغير بشتى الطرق أمام نظراتسلسبيل الزائغة لكن في خلال لحظات فقط قد نفذ أمر الله و توقف نبض الصغير تزامنا مع عودة النبض لقلب والده
حينها شعر قلبها بفقدان إحدي صغارها فهبطت عبراتها ببطء على وجنتيها أبتسمت إبتسامة يملؤها الرضى مرددة بصوت
ضعيف مرتجف
إبني فدى أبوه عبد الجبار هيعيش إبني فداه
حمل الطبيب الرضيع على يده و ركض به مهرولا عبر الباب الداخلي المؤدي للغرفة المتواجد بها دكتور أيوب و تحدث بأنفاس متلاحقة قائلا
دكتور أيوب قلب الطفل وقف فجأة
كان أيوب أنتهي للتو من إنقاذ عبد الجبار ليطلق صړخة مغتاظة و هو يلتقط الرضيع و وضعه على كتف والده العاړي مرددا پغضب مصطنع و هو يقوم بإنعاش قلبه بمهارة و دقة عالية
الواد و أبوه دول حد مصلطهم عليا انهاردة و لا أيه!!!
ليصل إلى سمعه صوت بكاء شقيقه التوأم فتابع بتساؤل مستفسرا
هما توأم!
أيوه يا دكتور توأم مولودين قيصري و الولادة تمت قبل معادها في الشهر السابع
لم يتوقف أيوب عن محاولة إنقاذ الرضيع و هو يقول
هات أخوه بسررررعة
ركض الطبيب و اندفع نحو الرضيع الباكي حمله على الفور و هرول مسرعا أمام أعين
سلسبيل التي تتابع ما يحدث بقلبها قبل عينيها
لحظات مرت من أصعب اللحظات حبس الجميع أنفاسهم و هم يتابعون محاولات أيوب المستميته لإنقاذ الرضيع قام بوضع شقيقه بجواره داخل حضڼ والدهما الذي بدأ في إستعادة وعيه رويدا رويدا
هبطت دموع سلسبيل بغزارة على وجنتيها متمتمة بهمس ضعيف بنبرة متوسلة
يارب أجبر قلبي يا جبار يارب متوجعش قلبي على ضنايا و لا على أبوه يارب أنا ملحقتش أخده في حضڼي
و ها قد حان وقت الجبر جبر السلسبيل الذي أثلج قلبها حين وصل لسمعها صوت بكاء الصغيريان معا من جديد يليه صوت تكبير من جميع الحاضرين الذين بكوا من شدة تأثيرهم عندما خر أيوب أرضا ساجدا
لتجهش سلسبيل في البكاء و الضحك في آن واحد حين استمعت بقلبها أسمها من بين شفتي عبد الجبار يقول دون أن يفتح عينيه و هو يضم صغاره بجسده بحماية دون إرادة منه
س سلسبيل
تأوهت سلسبيل بصوتها كله مرددة بفرحة غامرة
آآآآه يا عبد الجبار يا جبر السلسبيل
الخاتمة 1
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
في أوقات غضبنا نجتهد حتى نجرح غيرنا لكن بعد فوات الأوان ندرك أننا لم نجرح سوي أنفسنا نحن مخلوقين من ماء و طين لو زادت الماء نبقي نهر و لو ذات الطين نبقي حجر لا شيء يدوم للأبد في هذا العالم و لا حتى مشاكلنا
الحياة مجرد رحلة تحتاج منا الكثير من الرفق التسامح تجاهل الأخطاء لذلك عش اليوم فالغد قد يكون أو لا يكون
صورة تاريخية
ألتقطها جابر بهاتفه لحظة خروج عبد الجبار برفقة صغاره من غرفة العمليات بعد مكوثه داخل غرفة الآفاقة حتى إستعداد وعيه الصغيران نائمان فوق كتف والدهما الذي مازال بين الوعي و اللاوعي لكنه يضمهما بذراعيه المعلقان بهما الكثير من الأسلاك الطبية بهيئة ټخطف القلب و تدمع لها العين
حمد لله على السلامة يا أبو الجبابرة يتربوا في عزك يا غالي قالها جابر بمزاح أثناء تصويره مقطع فيديو له معاهم مال عليه أثناء سيره بجوار السرير النقال مكملا
الحمد لله ربنا قومك بالسلامة كلنا نبارك ل عبد الجبار باشا المنياوي على الولادة و نقوله يتربوا في عزك و ربنا يتم نفاسك على خير إن شاء الله
أفوقلك بس و هخبرك زين مين اللي بيولد
قالها عبد الجبار بوعيد بصوت متعب للغاية و بلهفة تابع
سلسبيل بناتي أمي
إحنا أهو يا أبوي نطقت بها فاطمة ابنته الباكية و هي تهرول بخطواتها نحوه و خلفها شقيقتها
نظر لهما عبد الجبار بأعين شبه مغلقة و أبتسم ابتسامته المطمئنة قبل أن يختفي لداخل غرفة العناية المركزة
كانت خضرا تقف على مسافة منه تتابعه بعينيها الغارقة بالدموع غير قادرة على الأقتراب منه أو حتى من بناتها اللتان ېصرخان پذعر حقيقي و يختبأن كلما وقعت عينيهم عليها
فور دخول عبد الجبار العناية حملت إحدي الممرضات الصغيران مردفة بعملية
الأطفال لازم يدخلوا الحضانة عشان الدكتور يعملهم فحص شامل
همس عبد الجبار بقلق و عينيه تتابع صغاره قائلا
أمهم طمنيني على أمهم
أجابته الممرضة و هي تضع الصغيران على سرير نقال خاص بهما و تغادر الغرفة على الفور أطمن الأم كويسة جدا
حمد لله على السلامة خضتنا عليك يا راجل
أردف بها أيوب الذي دلف للتو و بدأ يقراء نتائج الأجهزة التي تم توصيلها بصدر و يد عبد الجبار
تنهد عبد الجبار تنهيده حزينة و هو يقول الله يسلمك يا دكتور هخرج أمتي من أهنه
رفع أيوب حاجبيه معا و تطلع له مشدوها مغمغما
تخرج أمتي أيه !! أنت ربنا نجاك من طلقة كان بينها و بين القلب واحد سم و خرجت برحمة ربنا و رأفته بمراتك اللي كانت عايزه تتبرع لك بقلبها و ولدت قبل معادها من خۏفها و قلقها عليك
عشانها و عشان ولادي لازم أخرج من أهنه
قالها عبد الجبار و هو يكافح بضراوة حتى ينهض من مضجعه ليوقفه أيوب مسرعا و هو يقول بتحذير
أهدي يا عبد الجبار أنت كده بتعرض نفسك للخطړ
أنهى جملته و قام بإعطاءه حقنه مهدئه أغمض عبد الجبار عينيه المجهدة و بدأ يهذي بقلب ملتاع
سلسبيل مراتي لازم أكون چارها
ربت أيوب على كف يده المنغرس بها حقن معلق بها محاليل طبية و كيس من الډماء و تحدث بهدوءه المعتاد قائلا
مراتك كويسة و خرجت من العمليات متقلقش و أول ما مفعول البينج يروح هتجيلك هنا تطمنك عليها بنفسها
سبحان الله وبحمده
مرت عدة ساعات هدأ روع
الجميع قليلا باستقرار الأوضاع في الوقت الحالي ف غادر جابر المستشفى برفقة صفا و معاهم بنات عبد الجبارو ظلت خضرا تجلس بمفردها أمام غرفة العناية المتواجد بها زوجهارغم أن الطبيب المشرف سمح لها بدخول و الاطمئنان عليه لكنها لم تقوى على مواجهته فضلت الإنتظار لعله يطلب رؤيتها هو
بينما بقت عفاف مع سلسبيل التي فور شعورها بأطرافها قالت بفرحة غامرة
أنا حاسة برجلي يا ماما عفاف ساعديني أقوم عايزة أروح أطمن على عبد الجبار و أشوف ولادي في الحضانة
هرولت عفاف نحوها مرددة بتعقل
أستنى لما أنادي الدكتورة تطمني عليكي الأول يا سلسبيل
تعلقت سلسبيل بذراعها و نهضت بصعوبة شديدة و هي تقول بأنفاس متهدجة
لا مش هقدر أستني أكتر من كده أنا هتجنن و أطمن عليهم يا ماما ولادي و أبوهم واخدين قلبي معاهم
ساعدتها عفاف بخلع رداء المستشفى و البستها منامة وردية و من فوقها روب طويل من اللون الأسود أحكمت أغلاقه و رفعت الكاب الخاص به على شعرها أخذت سلسبيل نفس عميق قبل أن تغادر الفراش بوهن و ضعف تحملت على نفسها و كتمت آهه مټألمة حين أنتصبت واقفه
استندت بيد على عفاف التي قالت بحنو
حاولي تفردي ضهرك يا بنتي
لم تنطق سلسبيل بحرف واحد قطعت الحديث تماما من قوة الألم الذي يفتك بها لكنها تحملته و مدت يدها الأخرى استندت على المشجب المعلق به المحلول المتصل بكف يدها و بدأت أول خطواتها تجر قدميها جرا على الأرض لا تقوى حتى على رفعها
عايزين نروح الحضانة لو سمحتي
قالتها عفاف فور خروجهما من الجناح لتقبض سلسبيل على يدها بأصابعها الباردة و تحرك
متابعة القراءة