روايه سلسبيل للكاتبه نسمه مالك

موقع أيام نيوز

بخيتة مستندة على عكازها تجاه غرفة المكتب و مدت يدها فتحت الباب مردفة قبل أن تخطو للداخل 
الوكل چاهز على السفرة أني عملته لكم بيدي يا ولدي كل و وكل البنته و تعالى رايده اتحدتت وياك هبابه
حرك رأسه لها بالايجاب و سار برفقة ابنتيه تجاه مائدة الطعام اجلسهما و جلس بجوارها و بدأ يطعمهما بيده لم يتركهما حتى أنهو طعامهما و صعد معاهما لغرفتهما و ظل برفقتهما حتى غلبهما النعاس داخل حضنه دثرهما جيدا بالغطاء و قبلهما بحب شديد قبل أن ينتصب واقفا و يغادر الغرفة غالقا الباب خلفه بحرص
توجهه لغرفته و اختفى داخل الحمام لدقائق و خرج مهرولا نحو ثيابه أرتدي جلبابه الصعيدي الذي يزيده هيبه و وقار و يظهر طول قامته المهيب و ضخامة بنيته الرياضية بهيئة ټخطف الأنفاس أخذ متعلقاته الشخصية بعدما أنتهي من تمشيط خصلات شعره الكثيفه و نثر عطره الخاص بغزارة و غادر الغرفة بخطي واسعة
عبد الچبار!!! قولتلك رايده اتحدتت وياك نطقت بها بخيتة أوقفته قبل أن يعبر باب المنزل الداخلي
هچيب سلسبيل ولما أعاود نتحدتت يا أمه 
قالها و هو يتابع سيره للخارج لتسرع بخيتة خلفه صائحة پغضب 
خليك مع عروستك و بكفياك
أكده يا ولدي أنت غلطت لما هملتها و چيت بعد ما دخلت عليها الأصول تبجي وياها أقل واچب أسبوع مافيش واحد يهمل مراته ليلة دخلتهم و يروح لمراته التانية أنت قويت شوكة خضرا بعملتك دي عطتها حق فوق حقها خلتها اتفرعنت و عملت عملتها المهببة دي لاچل
ما تلوي دراعك و تربطك چارها من غير ولد و لا سند ليك و للبنتة الصغار
بناتي يا أمه ميهمنيش في الكون كله دلوجيت إلا هما بكفايا الخۏف و الړعب اللي عاشوا فيه انهاردةو لخاطرهم هچيب سلسبيل و أعاود لاچل ما أكون چارهم  
صمت لبرهة و تابع و هو يفتح باب سيارته و جلس خلف المقود 
و چار أمهم ده حقها عليا في تعبها يا أم عبد الچبار
قالت بخيتة پغضب عارم أنت عطيها فوق حقها الطاق عشرة لحد ما طمعت و الطمع عمي عنيها و رايده تاكل حقك و حق سلسبيل مراتك كمان إحذر منها يا ولدي
أنهت حديثها و تركته و عادت للداخل بينما هو هم بقيادة السيارة لكن صوت هاتفه الذي صدح مرات متتالية معلنا عن وصول أكثر من رسالة بوقت واحد جعله يسرع بفتحه و قد زحف القلق لقلبه حين رأي اسم الطبيب المعالج لزوجتهسلسبيل 
ظهر الڠضب على قسمات و جهه حين استمع محتوي الرسالة الصوتية المرسلة له برفقة مجموعة من الصور للطبيب يظهر بها الضړب المپرح الذي تعرض له على يد جابر
عبد الجبار بيه في واحد اسمه جابر خطڤني و بهدلني ضړب هو و أصحابه لدرجة أنه كان هيولع فيا و مسبنيش إلا لما قولتله على الإتفاق اللي بيني و بين سيادتك أرجوك تعذرني و تسامحني مكنتش أقصد أخون ثقة سيادتك فيا بس هو مچنون و كان هيقتلني يا باشا
صك عبد الجبار على أسنانه و تمنى لو كان جابر أمامه في هذه اللحظة أقسم بداخله أنه لن يتركه إلا بعدما يلقنه درسا لن ينساه طيلة عمره
أيقن الآن أن خصيمه لا يستهان به خاصة بعد علمه باتفاقه اللعېن هذا بالتأكيد سيكون أول شيء سيخبر بهسلسبيل فور رؤيتها حتى يؤثر على علاقتها به
أخذ نفس عميق و زفره على مهل و قاد سيارته بأقصى سرعة ممكنه عاكسا غضبه عليها محدثا نفسه بتعقل و هدوء عكس تعابير وجهه الغضوب
هصارحك بالحقيقة بنفسي يا سلسبيل 
أرتجف قلبه بقوة بين ضلوعه و هو يتخيل رد فعلها بعد معرفتها بأنها ليست مريضة و كل ما حدث لها كان مجرد إتفاق أحمق حتى يجعل زوجته الأولى تطلب يدها له بنفسها و يتم زواجه منها غرضه و مقصده الذي سعي لتحقيقه دون التفكير في عواقبه
سبحان الله وبحمده
سلسبيل
جهزت أصناف متعددة من أشهى المؤكولات و الطواجن الصعيدية الشهيرة بكميات كبيرة و الكثير من الحلويات الشرقية بمختلف أنواعها حتى أنها خبزت الخبز بيدها بمهارة طاهية محترفة أمام أعين جميع العاملين بالمنزل الذين يتطلعون لها بذهول و انبهار في أن واحد لسرعتها الشديدة و خفة يدها و قد سأل لعابهم من رائحة الطعام الذكية
ما شاء الله عليك يا بنتي مين علمك الطبيخ الحلو ده يا سلسبيل هانم!!! 
أردفت بها عفاف الواقفة بجوارها تتابع ما تفعله بأعين مندهشة
أبتسمت لها سلسبيل و هي تقول بود 
سلسبيل بس يا دادة عفاف أنتي لسه كنت بتقوليلي إني زي بنتك
بادلتها عفاف الإبتسامة و ربتت على ظهرها بحنو مرددة 
ربنا يحميكي لشبابك يا سلسبيل
تنهدت سلسبيل و قد ظهرت بعينيها لمحة حزن و هي تقول 
مرات أبويا و حماتي هما اللي علموني الطبيخ أصلي كنت شايلة بيت أبويا من كافة شيء قبل ما اتجوز و لما اتجوزت شلت البيت عند حماتي
رأت عفاف العبرات التي ترقرقت بعينيها و ملامحها المټألمة التي تعكس مدى الۏجع الموجود بأعماق قلبها حين داهمتها ذكري ما مرت به
من ذل و إهانة تذوقتهم على يد كلا من والدها و زوجته و من بعدهما زوجها السابق و والدته حاوطت كتفيها و ضمتها لها بحنان أم فقدته سلسبيل منذ نعومة أظافرها
طيب يله يا بنتي سيبي اللي في أيدك و كفايا عليكي كده و البنات في المطبخ هيطلعوا الأكل اللي في الفرن لما يستوي و أطلعي أنتي على أوضتك أنا حضرتلك الحمام عشان تجهزي قبل ما جوزك يجي 
نظرت لها سلسبيل بعدم فهم تسألها بعينيها كيف تتجهز لزوجها!! رغم أنها ظلت على ذمة رجل خمسة سنوات كاملة إلا أنه لم يتيح لها فرصة لتتجمل له ولا مرة واحدة طول فترة زواجها فوجهها كان دوما به صڤعات و شفتيها لم تشفي جرحتها إلا بعد مۏت زوجها و بعدها عن والدها
تفهمت عفاف نظرتها جيدا فسارت معاها تجاه الدرج المؤدي لغرفتها وهي تقول بحنو 
لو تحبي أساعدك و أجهزك بنفسي أنا تحت أمرك
ياريت يا دادة عفاف أنا مش عارفه المفروض ألبس أيه و لا أعمل شعري و اتزوق إزاي
همست بها سلسبيل بستحياء لا تخلو من اللهفة تريد أن تظهر جمالها لزوجها الذي هو بالأساس يراها أجمل نساء العالم بنظره حتى في أسوأ حالتها كان يتطلع لها بافتنان يخبرها بنظراته المتيمة أنها أمراءته الفاتنة التي غزت مشاعره بعشقها و انتصرت في أمتلاك قلبه 
ضمتها لصدرها بعناق دافئ و يدها تربت على ظهرها برفق وهي تقول 
يا حبيبتي يا بنتي مين عديم الرحمة اللي قدر يعمل فيك كده
اللي في جسمي ده من أقرب الناس ليا اللي المفروض يكونوا حمايتي و أماني هما اللي بهدلوني و عذبوني لحد ما كنت ھموت في أيديهم أكتر من مرة و ربنا نجاني و كتبلي عمر جديد
رفعت يدها و زالت دموع عفاف و تابعت بابتسامة تخفي خلفها ألمها و ۏجعها 
متعيطش يا دادة عفاف كل اللي حصل لي ده بقي ماضي بحاول أنساه مش عايزه أفتكر أي حاجة غير أني دلوقتي بقيت مرات عبد الجبار المنياوي اللي بيحاول يعوضني عن كل اللي شوفته في حياتي قبله و قالي إن محدش يقدر ېلمس مني شعره واحدة بعد كده
ربنا يهدي سرك و يفرح قلبك يا سلسبيل يا بنتي غمغمت بها عفاف و هي تجفف لها شعرها بعدما إنتهت من تجهيزها بداية منبت شعرها حتى أصابع قدميها كما لو كانت عروس بليلة زفافها
ساعتها على أرتداء فستان رقيق من اللون الأزرق به نقوش هادئة من اللون الكافيه يظهر قوامها الممشوق حذاء رقيق ذو كعب عال من نفس لون الفستان مشطت لها شعرها و تركته منسدل على ظهرها بنعومة و وضعت لها ميك أب جريء إلى حد ما ظهر جمال عينيها الواسعتين
تطلعت سلسبيل لانعكاس صورتها بالمرآه بأعين منبهرة و فرحة غامرة تعيشها لأول مرة و هي تري نفسها قد أصبحت أنثى كاملة الأنوثة كما ينبغي أن تكون
شهقت بسعادة بالغة حين استمعت صوت

بوق سيارة زوجها معلنه عن وصوله ركضت نحو النافذة تطل منها بلهفة رفرف قلبها بين ضلوعها حين رأته يهبط من السيارة بعدما قام حسان بفتح بابها له
أنا هروح
أقول للبنات في المطبخ يجهزوا العشا عايزه مني حاجة تانية يا سلسبيل يا بنتي 
أردفت بها عفاف و هي تسير لخارج الغرفة لتلحق بها سلسبيل راكضة و تعانقها بقوة مغمغمة بامتنان مش عارفة أشكرك إزاي يا دادة أنا تعبتك معايا أوي انهاردة
بدلتها عفاف العناق قبل أن تغادر الغرفة غالقة الباب خلفها وقفت سلسبيل بمنتصف الغرفة عينيها مثبته على بابها تنتظر طلته عليها بنفاذ صبر علقت أنفاسها بصدرها حين اخترقت حواسها رائحة عطره النفاذه
تسارعت نبضات قلبها پجنون و أصبح صدرها يعلو ويهبط بصورة واضحة حين فتح الباب و رأته مقبلا عليها بلهفة و عينيه تشملها بنظرات متفحصه لا تخلو من الإعجاب حتى توقف أمامها مباشرة 
كلا منهما يتأمل الأخر بصمت نظراتهما المشتاقة تحكي الكثير و الكثير من المشاعر المختلطة التي يصعب وصفها بمجرد كلمات ألقى ما يحمله بيده و دون النطق بحرف واحد مد يده حاوط خصرها و خطڤها داخل صدره بعناق محموم ود به أن يخفيها داخل أعمق نقطه بقلبه
حاوطها بذراعيه و حملها بمنتهي الخفه حتى أصبحت قدميها مبتعدة عن الأرض بمسافة ليست بقليلة رغم أنها ترتدي حذاء ذو كعب عال
سار بها تجاه أقرب مقعد جلس و أجلسها دون أن يبعدها عن صدره رفعت سلسبيل رأسها و نظرت له بلهفة حين شعرت بتشنج جسده من حولها 
مالك يا عبد الجبار في حاجة حصلت!!! 
همست بها پخوف ظاهر بنبرة صوتها 
مسد بكف يده على طول ظهرها يهدأها بحركاته هذه و رفع يده الأخرى يزيح شعرها عن وجهها حتى يتمكن من تأمل ملامحها جيدا و تحدث بتوتر فشل في اخفاءه قائلا 
سلسبيل رايد اتحدتت وياك في حاچة مهمة 
ابتلع لعابه بصعوبة جعل الډماء تنسحب من وجهها و شحب لونها حين رأت مدى قلقه الذي تحول لشبه ذعر و هو يقول بنبرة راجية 
بس رايدك توعديني لول إنك تفهميني زين
أوعدك أوعدك يا عبد الجبار قولي في ايه قبل ما قلبي يقف من الخۏف 
همست بها بأنفاس متلاحقة و هي تتشبث بجلبابه بأصابع يدها و كأنها تستمد منها القوة على الثبات
وضع كفه على موضع قلبها يستشعر خفقاته المتسارعة أسفل راحة يده مغمغما بهدوء عكس ضجيج قلبه 
معوزكيش تخافي من حاچة واصل و لو على جلبك فهو عال العال و مش محتاچ حتى للمقويات اللي كاتبها لك
تم نسخ الرابط