روايه سلسبيل للكاتبه نسمه مالك
المحتويات
عندك بدل البيت أتنين في إسكندرية و مصر و تهمليهم و تروحي تعيشي مع واحده تعتبر غريبة عنك!!!
أنت عارف إن دادة عفاف بقت قريبة مني أوي و أنا مبعتبرهاش غريبة بالعكس بحس أنها أقرب ليا من أهلي كمان للأسف و البيت اللي بتتكلم عنه في مصر ده ميبقاش بيتي و لا عمره هيبقي بيتي لأنه بيت أبلة خضرا!
وأني مقصدش بيت خضرا قالها و هو ينظر لها نظرته التي تأثرها و تابع بابتسامة دافئة
هبطت دمعة حاړقة على وجنتيها مسحتها سريعا و هي تهمس بخفوت
وليه كل ده يا عبد الجبار أنت خلاص طلقتني و أخترت أم بناتك ليه لسه بتعمل معايا كل ده!
كاد أن يفقد السيطرة على مشاعره المشحونة التي تعصف بداخله و تغير بصدره و يخطفها بين ذراعيه بعناق متلهف يخبرها به مدى عشقه و شوقه لها و أنها هي وحدها ستظل دوما بأعمق نقطه بقلبه لكن خوفه عليها و على ابنتيه كان أكبر من كل شيء بعاده عنها هذا لمصلحتها لشعوره بأنها ممكن أن تصاب بأذى إذا ظلت على ذمته
ده حقك عليا و حد الله بيني و بين حقوق الولايه عشان أكده لازم تاخديه كامل
ساد الصمت بينهما طويلا كانت سلسبيل تطلع له بنظره لا ريب أصابته في صميم قلبه المتيم بها عشقا رغم أنه مصطنع اللامبالاة و متعمد النظر بعيدا عن عينيها
شكرا شكرا
على كل حاجة يا عبد الجبار و ربنا يسعدك في حياتك
هرول هو خلفها مسرعا حامل بيده حقيبة صغيرةحتى توقف أمامها مباشرة أوقفها عن سيرها الشبيه بالركض و جعلها تتوقف عن نوبة بكاءها الحاد رسمت الجمود على ملامحها المټألمة
ده تليفون بدل اللي اتسرق منك في خط چديد عليه أرقامي كلها لو احتاچتي أيتها حاچة في أي وقت حدتيني طوالي هتلاقيني چارك
سار خطوة أثنان و في الثلاثة صدح صوتها تصرخ بأسمه صړاخ مقهور يملؤه الحسړة و ۏجع الفراق الذي بدأ للتو ېمزق قلبها مرددة بنبرة راحية
أستنى يا عبد الجبار متمشيش
كور قبضة يده بقوة حتى استمع لصوت أصابعه وكأنها تكسر بينما صوت كسر قلبه و قلبها كان أقوى تسمر مكانه دون أن يستدير لها
و من دون تفكير كانت قطعت المسافة بينه وبينها و أرتمت بثقل جسدها علي ظهره ملتفه بكلتا ذراعيها حول خصره و ضمته لها بكل ما أتت من قوه و صوت بكاءها يقطع نياط القلوب زلزلت كيانه كله دفعه واحده بفعلتها هذه رغم وقفته الثابتة
همست بها بتقطع من بين شهقاتها كانت دافنه وجهها بظهره أذابت عظامه أغرقت دموعها ثيابه وقبل أن يستوعب ما تفعله كانت ابتعدت عنه و ركضت مسرعة أختفت داخل المنزل قبل حتى أن يلتفت
شعر ببرودة تجتاح أوصاله فور ابتعادها عنه و من ثم ألم حاد بصدره كاد أن يفتك به و كأنها خلعت قلبه من بين ضلوعه و أخذته معاها تركته خاويا جسد بلا قلب و روح
نهاية الفلاش باااااااااااك
فاق من شروده على صوت والدته بخيتة تقف عند باب المنزل الداخلي مستندة على عكازها و تنادي عليه بلهفة قائلة
عبد الچبار يا ولدي!!
أخذ نفس عميق قبل أن يغادر سيارته و سار نحوها بخطواته الرزينه و هيبته التي تدخل على القلب السرور ولكن قسمات و تعابير وجهه مختلفه عينيه انطفأ رونقها و لم يبق بها سوي نظرة حزن ممزوجة بصلبته
تأملته بخيتة بتفحص قليلا و من ثم قالت بعتاب لا يخلو من الغيظ و الڠضب
طلقت سلسبيل طلقت البنتة الصغيرة مش أكده يا عبد الچبار
أيوه طلقت سلسبيل يا أمه هو ده الصح چوازي على خضرا من لأول كان غلطة غلطة واعرة كانت هتحرم بناتي من أمهم و بناتي عندي أهم شيء بالدنيا كلها
قالها عبد الجبار بهدوء عكس ضجيج قلبه
كانت خضرا مقبلة عليه تركض من الداخل فور سماع صوت حماتها تنطق بأسمه فعلمت إنه عاد إليهم أخيرا بعد فترة غياب لأول مرة يغيبها عليها هي و بناته
تطلع نحوها بترقب ملامحها عادت من جديد
للطيبة و الحنو التي لطالما كانت تتحلى بهما أختفت النظرة العدائية منها و عادت زوجته كسابق عهدها قبل زواجه عليها ملامحها مشرقة و الفرحة تشع من عينيها و هي تري زوجها فضلها هي و بناتها على غريمتها و عاد إليهم ثانية
و أفرض سلسبيل طلعت حبله منك!!
قالتها بخيتة بتمني شديد و هي
ترمق خضرا بنظرات ڼارية سؤالها هذا جعل الډماء
تنسحب من وجهه خضرا و بهتت ملامحها و هي تنتظر الإجابة يتفوه بها زوجها بنفاذ صبر
أطمني هي مش حبلة يا أم عبد الچبار
جملته هذه أكد بها ظن بخيتة و أصبحت على يقين الآن أن حفيدها في الطريق و أن ولدها طلق سلسبيل خوفا عليها هي و جنينها
التقطت خضرا أنفاسها المقطوعة و هرولت نحوه أرتمت داخل صدره تعانقه بلهفة و هي تقول
بركة إنك رچعت لنا يا خوي حمد لله على السلامة نورت دارك يا أبو فاطمة
سبتها بخيتة و لعڼتها بأفظع الشتائم يسرها و هي تسير بخطي غاضبة و قد استشاطت غيظا منها
لم يبادلها عبد الجبار عناقها هذا و أكتفي برفع يده و ربت على كتفها بكفه ببعض القوة مرددا بنبرة أثارت الريبه بقلبها
الله يسلمك يا غالية
ابتلعت خضرا لعابها بصعوبة و ابتعدت عنه بتوتر و نظرت تجاه سيارته دارت بعينيها يمينا و يسارا وكأنها تبحث عن شيئا ما فضيق عبد الجبار عينيه و هو يسألها مستفسرا
أيه مالك بدوري على حد و لا أيه!
زاد توترها و خۏفها أكثر و تأكدت أن حسان انكشف أمره و ربما أمرها هي الأخرى فستجمعت قوتها و جاوبته بشجاعة زائفة
أيوه الصراحة بدور على حسان لأچل ما أخليك تطرده معوزاش أشوف خلقته أهنه مرة تانية يا عبد الچبار
نظر لها نظره تحثها على استكمال حديثها ففركت هي يديها ببعضهما و هي تقول بصوت مرتجف يدل على مدى ذعرها
هقولك هحكيلك اللي حصل
سبحان الله العظيم
سلسبيل
منذ أن جاءت إلى هذا المنزل و هي لم تدلف لداخل الغرفة التي اختلي بها عبد الجبار فيها لا تريد أن تدخلها بدونه تقف أمام بابها و كلما مدت يدها تجاه المقبض تتراجع
خلف
عبد الجبار فينك بس يا حبيبي
تقف شاردة بشرفتها التي تطل على البحر مباشرة قادها قلبها وأجبرها إلى المكان الذي يحمل ذكرياتها الغالية برفقة من امتلكها قلبا و قالبا و وشم أسمه بأعمق نقطة بقلبها
و رغم تلك الابتسامة التي تزين ملامحها الحزينة إلا أن عينيها تذرف الدموع بلا توقفدموع حسرة ألم وحده ربما تكون كتبت عليها بعدما ذاقت معني دفء العائلة و الأهل و الزوج الذي كان يغمرها دوما بفيض من العشق و الغرام حتى لعب القدر لعبته معاها و خيرها بين خيارين أصعب من بعضهما و كأن الحظ يغار من الفتاة الجميلة فيتفق مع الدنيا عليها حتي يرهقها تماما
سلسبيل!!!!
نطقت بها عفاف التي دلفت للتو و اقتربت منها تربت على ظهرها برفق و ضمتها لصدرها بحنو و هي تقول بصرامة هادئة
أمسحي دموعك و كفايا حزن و بكى لحد كده أنتي دلوقتي سلسبيل القوية مش الضعيفة و أنا معاكي يا بنتي اطمني عمري ما هتخلي عنك أبدا
ابعدتها عن حضنها قليلا لتتمكن من احتضان وجهها بين كفيها زالت عبراتها و تابعت بإصرار قائله
عايزاكي تفوقي و تركزي في مستقبلك أنتي هتكملي تعليمك يا سلسبيل في أحسن الجامعات و هتعملي بزنس و أنتي بتدرسي أنا عندي معارف كتير أوي
و كلهم من الكبار في البلد و يتمنوا يخدموني هساعدك و هبقي في ضهرك لحد ما تقفي على رجلك و تبقي أكبر سيدة أعمال في مصر و برة مصر كمان
نظرت لها سلسبيل بصمت لدقيقة كاملة و فجأة اڼفجرت في نوبة بكاء مرير و بصعوبة بالغة همست من بين شهقاتها
داده عفاف هو أنا ممكن أقولك يا ماما !!
جذبتها عفاف لصدرها و عناقتها بلهفة متمتمة پبكاء هي الأخرى
من أول يوم شوفتك فيه وأنا حبيتك من جوه قلبي و الله و يعتبرك بنتي بنتي اللي مخلفتهاش يا سلسبيل و من انهارده أنا أمك يا ضنايا و أنتي بنتي و نور عيني و عوض ربنا ليا عن ولادي اللي ماتوا
بس أنتي مش هتبقي ماما و بسقالتها سلسبيل بفرحة ظهرت بنبرة صوتها الباكي و بخجل تابعت
شكلك كده هتبقي تيته كمان بس أنا لسه متأكدش
كادت أن تصرخ عفاف من شدة فرحتها بهذا الخبر لكنها تمالكت نفسها بآخر لحظة و تحدثت بحماس و فرحة حقيقية قائلة
خلينا نكلم أقرب صيدلية تبعتلنا إختبار حمل أعمليه و نتأكد يا حبيبتي بس تعالي الأول معايا عشان نستيني أقولك إن جابر إبن خالتك مستنياكي تحت و شكله حزين و مش طبيعي أبدا عكس ما كنت متوقعة الصراحة!!
يتبع
واستغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل 40
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
إن الڠضب جمرة توقد في جوف ابن آدم وحين جاء الأعرابي يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصية قال له لا تغضب وكررها ثلاث تكرار من يشير إلى ضبط هذه الصفة ضبطها فيما أحله الله
فالكل شيء حد لا يجب أن يزيد أو يقل عنه حتى لا يتعدى الحد المطلوب و هو ألا يحملك غضبك على أن تكون ظالما فتتبع السيئة بسيئة مثلها و برغم أن عبد الجبار تمالك غضبه إلا أن حمية الرجل بداخله كانت تثور پغضب عارم وهو يستمع لإعتراف خضرا زوجته خاصة حين قالت
أني اتفاچأت ب حسان لما وافق ينقلي كل أخبارك مطلعش آمين يا عبد الچبار و لو عليا أني معذورة الغيرة واعرة قوي ياخويو أنت لازم تغور حسان من أهنه ده خاېن ملوش أمان أبدا بعد اللي حصل منه
كان سيرد عليها يخبرها أنها السبب فيما فعله هي من فتحت باب لدخوله منه بينهما هي من ساعدته على الخېانة بحديثها معه في السر لكنه جاهد نفسه حتى لا
متابعة القراءة