روايه سلسبيل للكاتبه نسمه مالك
المحتويات
رأسها بالنفي مرددة بصوت بالكاد يسمع
عبد الجبار وديني عنده الأول
ظهر الضيق على وجهه عفاف و تحدثت بأسف قائلة
خضرا هتلاقيها عنده هناك يا سلسبيل و بصراحة أنا خاېفة عليكي منها وأنتي لسه والدة و تعبانة كده لتعمل فيكي حاجة إحنا مش ناقصين يا بنتي
هبطت دموعسلسبيل على وجنتيها و هي تقول بنبرة راجية
حركت عفاف رأسها بيأس و رفعت يدها مسحت دموعها
أمري لله حاضر هوديكي عنده تعالي نركب الاسانسير لأن هو في تاني دور و إحنا هنا في السابع
سارت بخطواتها البطيئة معاها حتى وقفت بها عفاف أمام باب الاسانسير ينتظران صعوده فتح الباب ليجدواجابر امامهما يقول بقلق و هو يقترب من سلسبيل بلهفة
أجابته عفاف قائلة
مصرة تطمن على عبد الجبار بيه
تطلع لها جابر بنظرة عاتبة
مش أنا طمنتك عليه و وريتك الفيديو اللي صورته له عشان أزل أنفاسه بيه عجبك يعني و أنتي مش قادرة تقفي كده يا سلسبيل!!
لم تستطيع الرد عليه و لا حتى الإبتعاد عنه بل أن تعبها الشديد
رمقته عفاف بنظرة ذات مخزي مدمدمة
تهرب جابر بعينيه من أعين عفاف التي ترمقة بنظرة يملؤها الأسف ف عشقه ل سلسبيل مازال محفور بقلبه و ظهر على قسماته
لا وديني عنده عشان خاطري يا جابر
همست بها سلسبيل منعته بالعودة بها تجاه غرفتها مرة ثانية نفذ طلبها على مضض و دلف بها لداخل الاسانسير خلفهما عفاف و هو محاوطها بذراعها
سلسبيل المستندة على جابر حاولت سلسبيل الإبتعاد عن جابر و قد شعرت بالإحراج إلا أنه أبي أن يتركها
مش هسيبك يا سلسبيل أنا لو سبتك هتقعي و ده مش هيحصل مافيش أي حاجة و لا أي حد يقدر يوقعك تاني طول ما أنا في ضهرك
بينما بقت خضرا واقفة مكانها تتابعهم بصمت
خرج إحدي الأطباء المشرفين على العناية و تحدث بعملية قائلا
خير يا فندم
المدام عايزه تطمن على عبد الجبار بيه
قالها جابر بصوته الأجش ليبتسم الطبيب و يشير على سلسبيل و هو يقول بثقة
حركت سلسبيل رأسها بالايجاب ليتابع الطبيب بابتسامة أكثر اتساعا
عبد الجبار بيه مبطلش سؤال عنك و لو كنتي اتأخرتي أكتر من كده كان هيجيلك هو
سار من أمامهم تجاه غرفة أخرى مغلقة و فتحها مكملا
اتفضلي أدخلي هنا و هبعتلك ممرضة تعقمك الأول
نظرت سلسبيل تجاه خضرا و همست بابتسامة مټألمة
تعالي يا أبلة خضرا هندخله سوا
الخاتمة 2
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
مرحبا
أنا سلسبيل أتذكروني !
تلك الأنثى الضعيفة المنكسرة التي تزوجت بالإجبار لتنجو بحياتها من ظلم والدها لكن دعوني أعترف لكم بشيئا سيبدو مريبا لكم جميعا عفوا لا يوجد أنثى ضعيفة على وجه الأرض! ضعفنا هذا ستار نخفي خلفه ما نريد الحصول عليه لذلك ذكر كيدنا بالقرآن الكريم
أعترف الآن أن ضميري يأنبني منذ أن أصبحت زوجة ثانية لرجل كانت حياته هادئة مكتفي بزوجته و أبنتيه حتى ألتقي بعيناي التي
تعمدت رمقه بنظرة ثاقبة أصابت قلبه في الحال نظرة كنت أستجديه بها أن لا يتركني أنا من سعيت لزواجي منه فور رؤيته
لو كنت طلبت منه المساعدة فقط و أظهرت عدم تقبلي له من بادئ الأمر كان ساعدني و أبعدني عن والدي و عنه هو أيضا لكن أنا من فتحت له طريقا سهل نحو قلبي طمعت في قلبه فأوقعته بشباكي و أغرقته في بحر عشقي بكامل أرادته
فقد كنت على دراية كاملة بحسن أخلاقه و معاملته لزوجته التي جعلتها ملكة متوجة لن أنكر إني تمنيته لنفسي يكن رجلي أنا الذي طالما حلمت به و قد كان حصلت عليه و استحوذت على قلبه و نزعت عن زوجته تاجها و أخذته لنفسي ډمرت بوجودي قلبها و أظهرت أسوء ما فيها
و ها أنا أقف على عتبة الغرفة التي يرقد بداخلها بعد أن نجي من المۏت بأعجوبة يمزقني شعوري بالندم و الألم على ما فعلته به و بعائلته الصغيرة أنا الزوجة الثانية لكني الجانية الأولى فإذا كان هناك أحدا مذنب في حكايتي هذه فهي أنا تلك المذنبة التى أغرمت برجل رأت مدى عشق زوجته له و مع ذلك لم ترحم لوعة قلبها و سرقته منها
تمنيت الجبر لقلبي لكني لم انتبه أن جبري هذا سيكون على حطام قلب زوجته الأولى لوهلة تخيلت نفسي مكانها أرى زوجي يذوب عشقا بامرأة غيري أمام عيناي لن أتردد لحظة و لن يقدر أحد على منعي من تمزيقها و تمزيقه معا بأسناني أربا
كل ما فعلته خضرا لن يكن شيء أبدا أمام ما أنوي على فعله إذا كنت أنا مكانها!!
مجرد التخيل فقط أن زوجي بحضن إمرأة غيري جعلني اتهيأ لأخذ عزاه بابتسامة واسعة بعدما أنهى حياته بيدي صدق من قال هذا المثل المرأة ترى زوجها بقپره و لا تراه مع إمرأة غيرها حقا صدق
نصحيتي لكل من قرأ حكايتي إياك أن تقربي من رجل متزوج إياك ثم إياك أن تدمري قلب إمرأة مثلك فسوف يأتيك عقاپ قاسې من الممكن أن ېمزق قلبك و روحك مثلي تماما الآن
مش هتدخلي معايا ليه يا أبلة خضرا!
أردفت بها سلسبيل بتساؤل حين رأت خضرا توقفت قبل عتبة باب الغرفة و تراجعت للخلف خطوتين
ابتلعت خضرا رمقها بصعوبة و هي تقول بصوت متحشرج بالبكاء
خليني أنا أهنه هو مطلبش شوفتي لو طلبني هدخله
أبتسمت لهاسلسبيل إبتسامة باهتةو أخذت نفس عميق قبل أن تسير بخطواتها البطيئة مستندة على إحدي الممرضات بيد و يدها الأخرى تضعها أسفل بطنها مكان چرح ولادتها القيصرية
خفق قلبها بشدة كلما اقتربت من الفراش الممد عليه زوجها انهمرت دموعها على وجنتيها بغزارة تعالت وتيرة أنفاسها أصبحت على هيئة شهقات عالية متقطعة فجرحها جعلها لا تقوى على البكاء إلا بتلك الطريقة حتى وصلت لسمعه فنتفض متأوها في مضجعه مرددا بلهفة
سلسبيل يا حبة جلبي
عاشق و مغرم هو بها و ليس على العاشق لوم
أخيرا قطعت المسافة الفاصلة بينها و بينه ساعدتها الممرضة على الجلوس على مقعد بجوار سريره لترتمي عليه بحذر شديد
عبد الجبار يا حبيبي أنا السبب في كل اللي حصلك ياريتك سبتني لأبويا يموتني يا ريتك ما اتجوزتني يا ريت قلبك ما حبني ياريتني مت قبل ما تشوفني مكنش كل ده حصلك
بعيد الشړ عنك يا حبة الجلب فداكي يا سلسبيل أني فداكي و لو رچع بيا الزمن من التاني مكنتش ههملك واصل
صمت لبرهة يلتقط أنفاسه و تابع بصوت اختنق پبكاء مخيف جعل سلسبيل تبكي لبكاءه حين قال بقلب ملتاع أرهقه الفراق
خۏفت أموت وأنتى مش على ذمتي عشان أكده رديتك لعصمتي بس رايدك برضاكي برضاكي يا سلسبيل
بحبك بحبك يا أبو ولادى بحبك يا عبد الجبار و عارفة أني أنانية في حبك بس مش هقدر أبطل أحبك والله ما هقدر
أبتسم لها ابتسامته التي تذيب قلبها العاشق له مغمغما
قولتهالك قبل سابق و هقولهالك تاني
نظر لعينيها نظرته المتيمة التي تأثرها مكملا
كأنك مولودة في جلبي يا بت جلبي يا أم سند و جبر
ضحكت بفرحة غامرة وهي تقول
الله سند عبد الجبار و جبر عبد الجبار أيه الأسامي الحلوة عجبوني أوي يا أبو جبر
تأمل ملامحها بافتنان و بهمس قال
أنتي جبر جلب عبد الجبار يا سلسبيل مع إنك كيف حب الرمان معرفش أتلم عليكي بتفرطي من يدي فرط بس خلاص من انهاردة مهتغبيش عن عيني واصل
ظهر الحزن على ملامح سلسبيل أخفي فرحتها و همست بتساؤل و خجل قائلة
طيب و أبلة خضرا يا عبد الجبار هتعمل معاها أيه!
الخاتمة الأخيرة
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
بعد وقت ليس بقليل وقت كان كافي ليتعافي فيه الجميع من چروح أجسادهم بينما چروح قلوبهم لم تشفي بعد
اليوم مر أربعين يوم على ولادة سلسبيل غادرت المستشفى بعد أسبوع برفقة صغارها أنتقلت بهم إلى منزلها في الإسكندرية بأمر من زوجها عبد الجبار رغم أعتراضها و إصرارها الشديد على البقاء بجانبه إلا أنها انصاعت لحديثه بالأخير
بينما هو مكث شهر كاملا بالمستشفى حتى استعاد صحته من جديد خرج برفقة والدته التي فقدت قدرتها على الحركة و الحديث تماما أصبحت لا تقوى على فعل أي شيء سوي تحريك أهدابها فقط
خلال تلك المدة ظلت عفاف برفقة بنات عبد
الجبار بمنزلهم الجديد بالإسكندرية المجاور لمنزل سلسبيل بينما عادت خضرا لأهلها في الصعيد بعد إدراكها أن وجودها غير مرغوب من الجميع
فور خروج عبد الجبار أنتقلت عفاف على الفور عائدة إلى سلسبيل و ظل هو برفقة ابنتيه و والدته يقوم بخدمتهم بنفسه يحاول قدر المستطاع إحتواء أبنتيه و تفهم حالتهما النفسية السيئة للغاية بسبب ما مروا به
عشرة أيام منذ خروجه من المستشفى و سلسبيل تنتظر مجيئه إليها يرى صغاره يوميا و يطمئن عليهما ولكنه لم يخطو لمنزلها حتى الآن و هي تحلت بالصبر تقديرا لحالة والدته و أبنتيه
تقف كل ليلة في شرفة غرفتها تطلع على باب المنزل الخارجي تنتظر طلته على أحر من الجمر على يقين أنه سيأتي إليها و هي ستظل دائما فى إنتظاره خاصة الليلة سيأتي لا محالة فاليوم فرح جابر و بالتأكيد لن يتركها تذهب بمفردها
سلسبيل أنتي لسه وقفة مكانك ملبستيش!
أردفت بها عفاف التي دخلت للتو حاملة الصغيران على كلتا يدها
تنهدت سلسبيل بحزن و هي تقول
مستنية عبد الجبار يا ماما هو أكيد هيجي عشان نروح الفرح سوا
أشارت بعينيها على الفراش الموضوع عليه بدلة سوداء كاملة و فستان في غاية الجمال و الرقي من اللون الكاشمير بلون رابطة عنق البدلة
أنا جهزت له البدلة و مستنياه عشان ألبسه بأيدي
ظهر الأسف على وجهه عفاف و هي تقول
سلسبيل يا حبيبتي ألبسي يله على ما أبلغ السواق يجهز عشان يوصلك لأن عبد الجبار بيه مش هيجي
تطلعت لها سلسبيل بتساؤل تحثها على استكمال حديثها فتابعت عفاف قائلة
لأنه راح الصعيد يجيب خضرا
انتفض قلب سلسبيل انتفاضة قوية و تجمعت العبرات بعينيها و هي تقول بهمس متحشرج بالبكاء
هو قالك أنه رايح يجيبها يا ماما عفاف!
اه يا حبيبتي قالى البنات محتاجين أمهم رغم زعلهم منها بالذات فاطمة بنته الكبيرة تعبت
متابعة القراءة