روايه سلسبيل للكاتبه نسمه مالك
المحتويات
على صفحات الجرائد و المجلات و حتي مواقع التواصل الإجتماعي من هنا وصل الخبر ل عفاف التي صعقټ من قوة الصدمة لم تستطيع إخبار سلسبيل بهذا الخبر الحزين بل الممېت فضلت الصمت و منعت عنها أي وسيلة ممكن أن تنقل لها الخبر و أولهم هاتفها
أخذتها بسيارتها و قادت بنفسها قاصدة عنوان المستشفى الذي أرسله لها جابر هناك ستكون تحت رعاية الأطباء إذا حدث لها أي شيء لقدر الله
إحنا رايحين المستشفى يبقي أحساسي صح يا ماما عفاف و عبد الجبار جراله حاجة !
ظلت عفاف ملتزمة الصمت تمثل انشغالها بالقيادة بينما سلسبيل رغم ثباتها إلا أنها تحولت للنقيض تماما تملكت منها قوة غريبة أرغمتها على الهدوء هدوء مخيف ېهدد بعاصفة شديدة ربما تدمر الأخضر و اليابس نظرت للسماء من نافذة السيارة بأعين مستجدية و ملامح شاحبة بعدما أنسحبت الډماء من عروقها متمتمة بأنفاس منقطعة
بقت على هذا الحال طول الطريق لا تتفوه
إلا بتلك الجملة مرارا و تكرارا بلا توقف
حتى صفت عفاف سيارتها أمام باب المستشفى أخيرا هبطت سلسبيل تجر قدميها جرا نحو الدخل لا ترى أمامها من شدة أنفعالاتها المتضاربة تترنجح يمينا و شمالا كالمخمورة أنفاسها تتلاشى شيئا فشيئا تشعر بجسدها ثقيل كما لو كانت ټغرق بأعماق بحر مظلم لوهلة ظنت أنها تحيا إحدي كوابيسها البشعة تسير بجوارها عفاف ممسكة بيدها لتشهق فجأة شهقة قوية حين استنشقت رائحة عبق حبيب روحها استجمعت شتات نفسها و قادها قلبها نحو مكانه
ختمت حديثها و عانقتها و اجهشت بنوبة بكاء مرير مرددة بنواح
عبد الچبار فداني بعد كل اللي عملته و خد الطلقة مكاني اااه يا حړقة جلبي عليك يا راچلي
ابتعدت عنها قليلا و نظرت لها بشبه إبتسامة مكملة
رچلنا يا سلسبيل عبد الچبار قالي أنه ردك يا خيتي
تسمرت سلسبيل محلها لبرهة و من ثم بادلتها عناقها هذا يدها تربت على ظهرها و ها قد أجتمعوا أخيرا على حب رجل واحد مدمدمة بثقة عمياء
هدوئها الغير لائق بالمرة على هيئتها المټألمة جعل الجميع ينظرون لها بترقب ينتظرون إنهيارها بأي لحظة
لكنها خلفت ظنونهم و بقت هادئة مسالمة عكس ما بداخلها من صخب و ألالام تفوق التحمل تكاد أن تزهق روحها
كانت هناك حالة من الهرج و المرج داخل المستشفى المتواجد بها عبد الجبار جميع العاملين بها بلا استثناء يعملون على قدم وساق ليتمكنوا من إنقاذه لتلجمهم جميعا الصدمة حين حددو مكان الړصاصة التي تقع بجوار القلب مباشرة و إذا تحركت أنش واحد ستسبب چرح بعضلة القلب نفسها
قالها مدير المستشفى بنفسه صدم بها سلسبيل التي سقطت على ركبتيها أرضا و إثار ڠضب جابر الذي قبض على عنقه
بقبضته الفولاذية مغمغما
يعني ايييه محدش هيجازف يعني هتسبوه لغاية ما ېموت يا ولاد ال!
مافيش غير جراح واحد في مصر هو اللي هيقدر يعمله العملية دي قالها المدير بأنفاس مقطوعة ليخفف جابر قبضته قليلا حول عنقه و صړخ في وجهه بنفاذ صبر قائلا
ميييين هو أنطق
جراح القلب الدكتور أيوب زيدانإحنا حاولنا نتصل بيه بس تليفونه مقفول كلمنا المستشفى اللي هو مديرها بلغونا إن انهارده أجازته هكتبلك عنوان بيته و روح هاته بنفسك لأن مافيش قدامنا وقت
بالفعل تركه جابر على مضض فأخرج ورقة و قلم من جيب البالطو الخاص به و دون بها عناوين دكتور أيوب خطڤها منه جابر و استدار يستعد للذهاب ليجدسلسبيل جالسة أرضا بجوارها عفاف و خضرا يحاولان مساعدتها على النهوض لكنها أبت و ظلت على وضعها محتضنة بطنها بذراعيها في حالة ذعر شديد و مع ذلك لا تبكي متماسكة لأقصى حد
هرول نحوها وجثي أمامها على ركبتيه و جذبها بمنتهي الرفق من معصميها أرغمها على الوقوف و
دفعها بخفه لأقرب مقعد أجلسها عليه مغمغما
متخفيش يا سلسبيل إن شاء الله عبد الجبار هيقوم منها ادعيلوا أنتي بس و فوضي أمرك لله
أنهى جملته و أختفي من أمامها كالزئبق ركض بكل ما يملك من سرعة حتى يحضر الطبيب لينقذ حياة الشخص الذي أصبح أعز صديق بالنسبة له
يا حي يا قيوم برحمتك استغيث
حالة من الذهول أصابت جابر حين وصل بسيارته لعنوان الطبيب أيوب تطلع حوله للمنطقة الشعبية شديدة البساطة التي لا تتماشى مع كونه مدير أشهر المستشفيات في مصر!!
صف سيارته و هبط منها يدور بعينيه يبحث عن منزله ليلمح يافته كبيرة مدون عليها إسمه بالطابق الأخير لمنزل قديم تم ترميمه حديثا اندفع نحو الداخل راكضا على الدرج حتى وصل لتلك الشقة التي يخرج منها صوت ضحكات لتجمع عائلي تسر القلوب
أخذ نفس عميق يلتقط به أنفاسه اللاهثه و ضغط على الجرس عدة مرات حتى فتح الباب و خرجت منه امراءة بشوشة الوجهه أبتسمت له بوداعة و هي تقول
خير يا ابني! هم جابر بفتح فمه لتستطرد زينب بفخر و فرحة دون أن تمنحه فرصة للرد
عايز ابني الدكتور أيوب مش كده
أجابها جابر بلهفة قائلا
أيوه يا أمي عايزه ضروري جدا في مسألة حياة أو مۏت
تطلعت له زينب بشفقة و من ثم لفت وجهها و نادت بصوتها الحنون المليء بالحب
أيوب يا دكتور أيوب يا نن عين أمك تعالي يا ضنايا
اؤمريني يا أمه
هكذا لبى ندائها على الفور كعادته معاها و أتى إليها مهرولا بهيبته و هيئته التي ټخطف القلب
وقف بجوارها و حاوط كتفيها بذراعه لتشير له زينب على جابر الواقف بعيدا عن وجهة الباب
وفي واحد عايزك ضروري يا حبيبي
نظر أيوب تجاهه و تحدث بترحاب قائلا
أهلا و سهلا اتفضل
دكتور أيوب أنا آسف إني جاي لحضرتك من غير ميعاد بس في واحد واخد رصاصة في صدره و حالته خطېرة أوي و كل الدكاترة اللي كشفوا عليه رافضين يجازفوا و يعملوه العملية و قالوا محدش غيرك بعد ربنا اللي يقدر ينقذه
أردف بها جابر مرة واحدة دون أن يدع فرصة ليلتقط بها نفسه
أنا جاي معاك قالها أيوب دون تفكير فهو لن يغلق بابه أبدا بوجهه أحد لجأ إليه قبل يد و رأس زينب مغمغما
ادعيلي يا أمي
ربتت زينب على صدره بكف يدها بحنان بالغ و هي تقول
دعيالك يا قلب أمك تربح و تكسب و يجعلك في كل خطوة خير وسلامة يا أيوب يا ابن زينب
كل ما يحدث كانت تتابعه حبيبة زوجته التي تحدثت بلهفة قائلة
هتنزل من غير ما تاكل و لا حتى تغير هدومك يا أيوب!
ارتدي أيوب حذاءه الرياضي على عجل أقترب منها و نظر لها نظرته العاشقة التي يخصها هي وحدها بها مدمدما
لما الأكل يجهز كلميني هبعتلك عربية تجيبك عندي
طبع قبلة عميقة على رأسها و هرول للخارج مسرعا انطلق برفقة جابر نحو المستشفى
لم يمر سوي عدة دقائق حتى وصلوا إلى المستشفى بفضل سرعة جابر العالية انقلبت المستشفى رأسا على عقب فور علمهم بوصول الجراح الشهير أيوب زيدان تأهب الجميع لاستقباله مجهزين له كافة شيء ليتوجهه أيوب نحو غرفة التعقيم مباشرة
كانوا الجميع بانتظاره أمام غرفة العمليات خرج هو عليهم و تطلع حوله ينظرون له و كأنه طوق النجاة الوحيد الذي سينقذهم بانقاذه لرجلهم فابتسم لهم ابتسامته الجذابة التي تطمئن القلب و هو يقول بكل ما يملك من
رحمة و رأفة بحالته
اطمنوا يا
جماعةخير بإذن الله
سارت نحوه سلسبيل بخطوات متعثرة فحالتها إذدادت سوء بسبب ألالام مپرحة تدهمها تحاول هي قدر الإمكان تحملها و قد بهت لونها و تناثرت حبيبات العرق على جبينها و الهالات السوداء ظهرت فجأة أسفل عينيها التي يملؤها الحزن و أردفت بنبرة جادة لا تقبل الجدال قائلة
همضي إقرار على نفسي أني هتبرعلوا بقلبي و تاخد قلبي تدهوله يا دكتور بس يعيش
رباااه جملتها هذه زلزلت قلوبهم جميعا تطلع لها أيوب بنظرة متفحصة و من ثم وجه نظره لإحدى الأطباء المساعدين و تحدث بأمر قائلا
ابعت لأخصائي نساء و توليد خليه يجي حالا
سار نحو غرفة العمليات و أشار بعينه على سلسبيل قبل أن يدلف للداخل مكملا
المدام بتولد
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم يا سامع كل شكوى يا شاهد كل نجوى يا عالم كل خفية يا كاشف كل كرب وبلية يا منجي نوح و إبراهيم و موسى و عيسى عليهم السلام نجي سلسبيل و ولادها بعينك التي لا تغفل و لا تنام أجبر قلبها و أشفي عبد الجبار شفاءا لا يغادر سقما يارب العالمين
تردد عفاف هذا الدعاء بلا توقف منذ دخول سلسبيل غرفة العمليات المجاورة لغرفة زوجها مباشرة بقي الجميع في حالة مزرية حقا ينتظرون و لو بريق أمل يزيح هذه الغمة عنهم
ماما عفاف سلسبيل بتولد إزاي و هي في السابع!
قالتها صفا التي وصلت للتو حاملة حقيبة كبيرة بها كل أغراض سلسبيل الخاصة بالولادة
استقبالتها عفاف بضمة حنونة و أخذت منها الحقيبة و بدأت تجهز ثياب الصغار و هي تقول بصوت متحشرج بالبكاء
الحمد لله إني جهزت لها كل حاجة هتحتاجها بدري قلبي كان حاسس أنها ممكن تعملها و تولد في أي وقت بسبب الضغط الكبير اللي بتمر بيه أدعيلها يا صفا تقوم بالسلامة
ربتت صفا على كتفها مغمغمة بيقين
إن شاء الله هتقوم بالسلامة هي و النونو يا ماما عفاف اطمني يا حبيبتي
لا متخليهاش تولد يا دادة عفاف خليها حامل لو ولدت أمي هتموتها و ټموت أخوي و لا أختي اللي هتيچي كيف ما عملت في أبوي صړخت بها فاطمة الواقفة بإحدى الأركان محتضنة شقيقاتها و يبكيان بنحيب بصوت مكتوم
جملتها جعلت الجميع يتطلع ل خضرا بأسف لتهرول مسرعة تجاه البنتين فاتحة ذراعيها و قد تذكرت وجودهما الآن
فاطمة حياة متخفوش يا ضناي تعالوا في حضڼي
ظهر الذعر على
متابعة القراءة