غمزة الفهد
المحتويات
أخذتها بأحضانها تحاول تهدئتها هاتفه
حقك عليا طب أهدى .. أنا مش قصدى بس انهيارك ده ببدبحنى وانا متكتفه مش عارفه أعملك حاجه.....
صمت أطبق على الغرفه ولكن داخلهم الصمت ابعد عن ما يكون عقلهم كمكوك فضائى يعمل بلا توقف لايجاد حل......
فى نفس الاثناء ولج عبدالله وأحمد للبيت كان عزت وأنعام يجلسون بمفردهم يحتسوا القهوه لحين ان يتجمع أبنائهم لتناول العشاء.....
بركاتك يا نعومه ابنك ربنا راضي عليه ورزقه بحتة بت هتجوزها .. عارفه حاجه كده زى الأماظ.....
قال كلمته وهو يقبض على كفها يقبلها بحب.....
تطلع عزت ل أحمد قائلا باندهاش
أخوك انهبل هو بيقول أيه.....
فى حين سألته أنعام
فين ياخويا البت الأماظ دى ..
شقت الابتسامه ثغر عبدالله وأجابها بانشراح صدر
وحياتك حصل يا نعومه وبركات دعاكي قعدتلي ولقتها افرحي بقي وزغرطى وهيصى....
عبر عن فرحته واستقام يقفز ويهلل ويصفق ويرقص ويصدح يتغنى ليتعالى صوته بالأغاني الشعبيه قائلا
الليله ليلة هنا وسرور
مش عايز حد أشوفه
يكون مكشر الساعة دي
أنا جي فائق حالتي فل
ومتظبط مزاجي
والدنيا حلوة عايزة حد
يقوم يرقص قصادي
رقصوني يابا .. فرحوني يابا
رقصوني . . فرحوني
الليلة دي أحلى ليلة
قول للهم لا .. أدي الفرح زقه
هى مرة بنعشها مرة
هى مرة مش هتيجي تأني
كله يرفع أيده يلا ونولعها ڼار
صدح أحمد وقاطع وصلة غناءه ينهره كى يصمت قائلا
ما تفصل بقي يابنى وبطل هيبره خليني أعرف أتكلم انت على طول كده عندك ربع هربان من نفوخك......
قڈف له عبدالله قبله فى الهواء قائلا بمرح
الميكرفون معاك يادككتره المهم أتجوز.....
قالها وجلس بجواره أنعام يحتض كتفيها يقبل منكبيها بسعاده لتربت هى على وجنته بحب فرحه لفرحته.....
شوف ياحاج أنا والمچنون ده عاوزين نخطب بنات سعد الراوى صديقك القديم .. وبصراحه إحنا فاتحنا الحاج في موضوع جوازنا .. بس مش معني ده أننا بنتصرف من غير أذنك .. بس كل ما فى الموضوع أننا خفنا أن حضرتك تروح تطلبهم وهما يرفضوا ومكناش هستحمل أنهم يحرجوا حضرتك....
ابتسم عزت هاتفا بثقه
اندهش أحمد وعقب عليه باستفهام
وحضرتك عرفت منين احنا فضلنا قلقانين طول الطريق ازاى هتقول لحضرتك.....
أجابه عزت بحبور
الحاج الراوى هو اللي رباني مع سعد .. بس بسبب جواز سعد من مكيده هو اللي بعدني عنهم .. لأني كنت أعرف حقيقه أخو مكيده انه نصاب .. وده عرفته لما جيت اخطبها والناس هما اللي قالولي وانا اتاكدت بنفسي ان الكلام صح .. وروحت صرفت نظر عنها واتجوزت .. ولما سعد مراته ماټت ومكيده بقت تلفت نظره .. أنا نصحته أنه ميتجوزهاش ...
تابع يسترسل بحزن
ولما واجهها قالتله
أنى كنت بحبها ووعدتها بالجواز وخالفت وعدى....
طبعا سعد مصدقهاش بس كان خلاص الحاج الراوى اتفق علي ميعاد كتب الكتاب .. وسعد مرضيش يصغر أبوه وتتم جوازه عليها .. وطبعا أنا كان لازم ابعد عن فيلا الراوى عشان هي موجودة فيها .. وبالتالي بعدت عن سعد لان أغلب شغله بيديره من دوار الراوى وده سبب بعدى عن سعد......
قاطعتهم أنعام تتحدث بفرحه
سيبك من التقليب فى اللى فات ياعزت .. المهم دالوقت يعني هما وافقوا أنكم تتجوزوا البنات.....
رد عليها أحمد مؤكدا
أيوه وافقوا .. بس فهد قالى نديهم شويه وقت عقبال ما الست هنيه تخف لانها تعبت وانا كنت عندها عشان اكشف عليها وده اللى خلانى انتهزتها فرصه وطلبت ايد بنتهم....
ابتسم عزت براحه وهتف يهنئ أولاده
الف مبروك يارجاله .. وان شاء الله احنا هنجهز حالنا عشان اول لما يتصل عليك فهد ياأحمد نروح بحاجه تشرف....
قالها وتطلع ل أنعام
ولا أيه رأيك ياأم الرجاله....
السعاده غزت محياها والبسمه شقت ثغرها لتهتف أنعام تؤيده
طبعا ياعزت ده مش اى نسب ده عيلة الراوى .. وكمان عشان شكل الشباب ميتهزش من أولها .. احمد وعبدالله كل واحد ينزل يجيب هديه دهب تكون بسيطه وشكلها حلو بمناسبة الاتفاق وقرأة الفاتحه .. وإحنا ناخد جاتوهات وحلويات مع العصير والحاجه الساقعه ..
عقب عليها عزت يوافقها الرأى قائلا
تمام حلو كده ..
قالها واستدار يتطلع للشباب باستعلام
وانتم ياولاد اللى فلوسه مقصره يطلب ميتكسفش مستوره والحمد لله .. جيب السبع ميخلاش .. مش عايز حد فيكم ايده تجيب ورا ويقل بنفسه عشان خاطر الفلوس .. أبوكم فى ضهركم وقت ما تحتاجونى هتلاقونى سداد....
استقام أحمد وعبدالله يهرولوا لأبيهم كلا منهم يتمسك بكف يقبلوه بحب وفخر على نعمة رجل مثل هذا بحياتهم هتفوا فى آنا واحد
ربنا يخليك لينا ياحج .. ديما مشرفنا ورافع راسنا .. خيرك سابق .. معنا وبزياده شيلينك للكبيره....
بسط عزت زراعيه وجذبهم الى صدره يحتضنهم بحب وحنان سعيد فرح بتربيته التى أثمرت رجال بمعنى الكلمه.....
تطلع الأخوان للمكان وجدوه خالى من أختيهم صدح الشباب فى آن واحد يسألوا عن غمزة وبسنت أجابتهم الأم أنعام أنهم فى غرفتهم طلب عزت من عبدالله أن يقوم بالمناداه عليهم ليعلموهم بالاخبار السعيده بالفعل استقام عبدالله يلبى رغبة أبيه فى طريقه للغرفه تعالى صدى رنين الهاتف الذى يتصاعد من جيب سترته وقف يخرجه نظر على الشاشه وجد فهد هو المتصل وقد سبق واتصل به خمس مرات سابقه انشرح قلبه عندما هيئ له أنه سيخبره بميعاد قراة الفاتحه على إخوته البنات استدار يتطلع لوالديه وأخيه وأخبرهم أن المتصل فهد وأشار لهم بالصمت وجلس بزاويه الغرفه وارتدى عباءة الوقار وفتح الاتصال بينهم هاتفا بود
السلام عليكم يافهد ...
رد عليه فهد بجديه
وعليكم السلام ياعبدالله...
معلش فى موضوع عايزك فيه بخصوص شغل المصنع...
تنهد عبدالله بيأس فهو كان بداخله امل انه سوف يحدد ميعاد للخطبه...
عقب عليه بتريث
أتفضل اتكلم أنا معاك تحت أمرك..
أردف فهد يوضح له ما يريد قائلا
أنا جاى من السفر ومعايا دراسات لتقنيه جديده فى التسمين وعلف العجول وكنت حاطت خطه وجدول زمنى لتنفيذه بس طلعت لى ظروف هتضطرنى أنى اغيب فترات كتيره عن المصنع ومش هقدر أباشر المشروع الجديد باستمرار وخصوصا أن أعداد العجول هتضاعف الفتره الجايه عشان مشروع المصنع الجديد اللى بيتم تنفيذه عالارض الجديده....
تابع معتذر للاطاله قائلا
انا آسف لو طولت عليك معلش استحملنى
أجابه عبدالله بتفهم
مفيش بينا اسف .. وكمان ده شغلنا الغلطه فيه مش فى مصلحة الكل وأنا بحب شغلى واخاڤ عليه زى حضرتك بالظبط......
شكره فهد واسترسل يملى عليه طلبه
بص ياعبدالله انا عايز دكتور يكون ثقة يمسك الإشراف على عنابر العجول ويكون المسؤول قدامى على كل كبيره وصغيره تخص المشروع وخصوصا أنا ملاحظ أن فى نسبة وفيات بدأت تنتشر فى العنابر وأنتم لسه موصلتوش لسبب.....
صمت فهد قليلا ينتظر رده فى حين عبدالله يتمعن التفكير فيمن سيوكل له هذه المهمه وخصوصا أن من سيأتي سيكون على مسؤليته الشخصيه فلابد أن يكون أنسان جدير بالثقه والمسؤولية التى ستكون على عاتقه.....
زفر براحه عندما طرأت فى مخيلته أخته وجد أنها أنسب من تقوم بهذه المهمه فهى طبيبه بيطريه وجزء من رسالتها يشتمل على ما يقوم به فهد هذه الأونه بالمصانع......
قطه الصمت عبدالله وأردف بعمليه
أنا عندى لحضرتك الدكتور المناسب .. من وجهة نظرى أنسب حد ممكن أثق فيه هى الدكتوره غمزة أحسن حد ممكن توكله إدارة المشروع وأنت مطمن.........
عقب عليه بتساؤل
أزاى غمزة المشروع بالحجم ده محتاج راجل مش ست ..
رد عليه عبدالله بثقه
صدقنى أنا لو عارف انها هى مش قدها مش هرشحها .. وخصوصا ان ده جزء من رسالة الدكتوراه بتاعتها اللى شغاله عليها.......
ولو حضرتك شايف حد أنسب ممكن ترشحولى عادى....
أجابه فهد بتهكم قائلا
انا لو على اللى عندى .. أنا عندى كتير بس الأفضل أنك أنت اللي تجيبه عشان أنت اللي هتكون مسؤل قدامى عن إنتاج المصنع.....
عقب عليه عبدالله
وانا مقدرش أثق فى حد غير الدكتوره غمزة وده مش عشان هى أختى لأ عشان أنا عارف كفأتها فى الشغل .. ومتأكد من النتايج إللى ممكن نجنيها من ورا شغلها معنا.......
ابتسم فهد وهو يقول
انا عارف ومجربها قبل كده فى علاج صخر الحصان بتاعى...
ضحك عبدالله بفخر قائلا
يبقى على بركة الله هبلغها ومنتظر من حضرتك ميعاد نيجى نعمل الميتنج وتشرح للدكتوره خطة المشروع........
أردف فهد بمهنيه
خلاص لو كده كلم الدكتوره ويبقى ميعادنا أول الاسبوع....
اختتما حديثهم بإلقاء التحيه على اللقاء فى الموعد المحدد....
استقام عبدالله يقفز ويصيح باسم أخته غمزة قائلا بسعاده
غمزة .. بت ياغمزة .. غمزاااااااا
ظل يصيح حتى خرجت اليه مهروله ومن ورائها بسنت فزعين من صياحه....
بلهفه هتفت غمزة باستفهام
فى أيه مالك بتنادي على عيل تايه......
جرى عليها وانتشلها من أرضها يحتضنها ويلف بها فرح سعيد يجيبها بغبطه
مبروك ياقلب أخوكى جبتلك فرصة شغل على طبق من دهب...
قالها وهو ينزلها أمامه
ترنحت تمسك به هاتفه بنزق
حرام عليك قطعتلى خلفي عشان شغل .. طب أهدى يابنى عشان افهم ...
وتابعت تمزح معه
حلاوتك ياعبودى .. يعنى هغير الماكنه وهنجيب الريس .. مدام هنتروشن راكبه معاك فى المصلحه ياعم اعتبرنى وافقت.....
طالعها باستعلاء يقول
طول عمرك تافه وطموحك محدود .. عالى يابت سقف أمنياتك..
أعطاها ظهره والتف لوالديه بزهو يخبرهم
البت دى مش عارفه قيمتى .. أنا جبت لبنتكم حتة وظيفه أنما أيه اخر وصايا .. وآه لعلمكم هبقى أخد منكم الحلاوه....
عقب عليه عزت والده قائلا بتريث
يابنى خد نفسك وفهمنا بالراحه
خطى أمامه عبدالله يتبختر فى مشيته وهو يعدل من لياقة قميصه بعنجهيه جلس أمامه يتحدث بفخر
جبت ل غمزة شغل فى مصنع كبير مع دكتور جاى من بلاد برا .. وهتقبض بدولار....
عقب عليه عزت بنزق
هو يابنى احنا بتوع فلوس .. أيه حكاية الشغل ده .. ومع مين .. وفين مكانه....
أجابه عبدالله موضحا
اطمن ياحج هى هنشتغل هنا فى البلد تحت عينينا مع فهد الراوى فى المصانع بتاعته .. هتبقى المسؤل الأول عن خط
إنتاج المشروع الجديد .. وكمان هيفيدها فى رسالة الدكتوراه بتاعتها لانه فى نطاق البحث بتاع المناقشه.....
هدرت تصرخ فجأه عندما علمت هوية العمل مع من...
قالت بتسرع غاضب من بين أسنانها
لأ شغل مع الراجل ده مستحيل على جثتى يبقى فى بينى وبين الناس دى رابط .. وبعدين ياأستاذ عبدالله محدش قالك تديله كلمه من قبل ما ترجع لى وارتب ظروفى واشوف أيه اللى يناسبنى......
تطلع لها الجميع بزهول من ردة فعلها حنقها الغير مبرر زاد من ريبة أنعام لما كل هذه الجلبه والانزعاج .. من المفترض أن الأمور
متابعة القراءة