غمزة الفهد

موقع أيام نيوز

تقعدك عليه .. اللى اصلا هو مش فارق معايا....
وقع الخبر عليه كالصاعقه جعل جسده كريشه فى مهب الريح أصبحت قدميه كالهلام خذلته ليتهاوى جاثيا على قدميه أردف بنبره مهزوزه 
أنت كداب .. أنت كداب .. 
ظل يرددها بذهول وانتهى قائلا 
أنا أمى تعمل أى حاجه غير أنها ټقتل.....
عقب عليه فهد مؤكدا 
لأ حصل حاولت تقتلني وعندى الدليل .. أسأل جدتك وهى تحكى لك حقيقة اللى حصل.....
صړخ ريان پألم نادم على اصراره فى معرفة الحقيقه وهتف بضعف
لأ مش صح .. مش صح ..
على حاله هذى أكثر .. ندم أكثر
ولكن سبق السيف العزل أردف يلوم نفسه 
ياريتني ما عرفت الحقيقه ..
ياريتني ما عرفت الحقيقه......
اقترب منه فهد وجلس بجواره قائلا 
صدقنى أنا مكنتش حابب أنك تعرف . بس أنت اللى اضطرتنى اقولهالك وأنا عارف قد أيه أنت هتتوجع من معرفتها......
نظر له ريان بأسف قائلا 
بعد كل اللى عملته فيك لسه بتحاول تحمى ابنها بعد ما حاولت تقتلك ..
رد عليه فهد وهو يكفكف له دموعه 
أنت عبيط .. أنت ابنى قبل ما تكون أخويا......
عقب عليه ريان بشجن 
طب وهى ليه مفكرتش فى مصلحتى زيك .. أنت متعرفش أنا عانيت قد أيه وأنا كل يوم كلامها بيبعدنى عن عيلتى أكتر وأكتر.....
انهار ريان وانخرط فى موجة بكاء قاسيه يتصدع من أنينه الحجر 
أنا ما كنتش حابب أبقى مدمن وبتاع نسوان .. أنا كبرت لقيتك بعيد عني .. وأمي مفيش علي لسانها غير أنهم مش بيحبوك . بيحبوا فهد بس وولاد هنيه .. وأبويا ديما مشغول في حسابات المزرعة والمصنع وجدك بيكبر في ثروته .. وأمك عماله تلم في العيله.. 
شهق يتنفس بحرقه وتابع 
أنت عارف لما كنت أحب أقرب منهم أمى كانت تفضل تتكلم وتسم بدني بكلامها اللي بېقتلني.....
أكمل بقلة حيله 
كنت ديما اهرب من البيت عشان ارتاح من المشاكل اللى بين أمى وامك .. حتى فجر وزينه من كتر غبائى معاهم لما يحاولوا يهزروا معايا بعدوا عنى وخسرتهم .. بس ڠصب عنى كنت ببقى راجع قرفان بسبب شايل هم مرواحى للبيت وينعاد عليا نفس موشح كلامها بتاع كل يوم ..
انتحب أكثر وتلاحقت أنفاسه خافقه يقرع كطبول الحړب فعلا حرب ما

أقدم عليه فى ذاك الوقت حرب نفسيه سهلت عليه الانجراف فى تيار هوى النفس وسوس له شيطانه بترك عائلته ومتاعبها وارتمى فى أحضان سهر الليالى والعربده....
صاح بنبره ممزقه خاليه من الروح 
أنا مكنش في حل قدامي غير الشارع .. هو الوحيد اللى ضمنى من غير ما يتعبنى .. ومن ساعتها ضعت وادمنت .. وأمى مشغلتش بالها تسأل بروح فين واحد منين اهم حاجه مكنش قريب من امك واخواتى وجدى وجدتى .. هى حست براحه فى بعدى وأن ده مكسب ليها .. وأنا فى دوامة مكاسبها خسړت نفسى وخسړت أخواتى وخسرتك وخسړت ثقت ابويا وجدى......
بهستريه استرسل بيأس 
عارف نفسي أموت وارتاح واريحكم .. عارف فكرت في الاڼتحار كام مره .. بس أنا ضعفت ومقدرتش حتي في دى فشلت فيها كمان......
من قال ان العين تفرز الدمع الدموع الحقيقيه هى بخار الروح المتألمه بكى بنحيب بكى باڼهيار بكى بأنين بكى بحسرات تعددت الأسباب والروح ټنزف على الأحباب.....
تقطع نياط قلبه على أخيه الحزن يفتك بصدره وهو يراه ضعيف هش هزمته الحياه فى نفقها المظلم....
مد يده وجذبه يدخله صدره احتضنه كالطفل الصغير هدهده يمسد على ظهر شدد على ضمھ يشد من أزره ويحثه على التماسك وهتف بنبره يكسوها الحب والحنان 
أنت مخسرتش حاجه .. أنا جنبك وفى ضهرك .. وأى خساره هنحولها مكسب ......
قالها وأجهش بالبكاء لينخرط معه ريان ظلوا على حالهم قليلا كلا منهم تنتفض روحه تلفظ ما بداخلها من ألم......
لحظات وابتعد عن حضنه يكفكف دموعه ويمسح على وجه بحنان تقابلت عينيهم ليدعمه فهد مربتا على وجنتيه بإصرار 
انت هتتعالج وهترجع أحسن من الأول مليون مره .. وخليك واثق مش هتخلي عنك أبدا .. ومش هسيبك إلا لما ترجع أحسن من الأول مفهوم... 
قالها واومأ برأسه يحث أخيه على الوثوق به....
ريان بعدم تصديق هتف 
بجد يعني مش هتسبني وتبعد عني .. وهتفضل جانبي...
تغيرت نبرته وتابع 
بس علاج الإدمان صعب وأنا خاېف.....
فهد بتحفيز أردف يشحذ عزيمته 
أنت راجل وعصب وصلب عيله الراوى .. ومستحيل هتضعف وأنا جنبك....
قالها وبسط كفه كى يصافحه مصافحة وعد الرجال.....
نظر ريان ليده بتردد قائلا 
وعد أنك مش هتتخلي عني....
فهد لم يمهله فرصه للتردد جذب يده ووضعها بين راحتيه يحتضنها بحمايه معقبا عليه 
وعد أنى مسيبكش أبدا تاني .. والعمر كله احنا مع بعض .. الديب والفهد عالعهد ياصاحبي مش هيفرقنى عنك غير المۏت .. قول يارب وربنا كريم مش بينسى عباده المخلصين فى التوبه......
لحظات صمت يتأمل فهد ملامح أخيه فقد اشتاقه كثيرا تبسم بغبطه لرجوع رفيق دربه لاحضانه
انتبه فهد للوشوم المرسومه على جسده نظر له مشيرا بعينيه هاتفا باستفهام 
أيه ده من أمتى وأنت بتدق وشم على جسمك.. مش عارف أن ده حرام.....
أجابه بخجل 
أنا كنت فى الفتره دى مغيب والدنيا كلها سودا قدامى ولما عملته كنت عاوزك أذكر نفسى أنك اتخليت عنى ودى الحاجه الوحيده اللى بتفكرنى كل ما أبصلها .. وحاولت أنتحر ومعرفتش .. قررت أن أوشم تاريخ سفرك على أيدى عشان كل ما أحن ليك .. افتكر قد أيه أنت وجعتني ....
قالها والتمع الدمع بعينيه ضمھ فى لصدره يمسد عليه قائلا 
عدى وفات واحنا ولاد النهارده
دعابه فهد مجددا 
بس راسم عنقاء ليه .. وياترى عارف معناها..
زوى ريان بعينيه هاتفا بمكر 
ايوه عارف معناها طبعا .

ادعيلى تكونى اللى مدوخانى هى عنقائى اللى هتحيينى من جديد .. وانا بوشمها كان فى حاجه جوايا بتقولى أن هتيجى اللى هتنقذى من كل الضلمه اللى محوطانى ....
حك فهد ذقنه وغير دفة الحوار وهتف بمكر 
تمام ياديب .. يارب يبقى ليك نصيب معاها .. بس أنا عاوز أفهم إيه بقي المسرحيه اللي حصلت في المستشفى .. وأى عاوز ټقتل أخوها .. 
فهد بحيره هتف يستعلم 
وايه اللي ممكن يخلي بنت في الكون ترفض تتجوز ابن عيله الراوى.
ابتسم ريان بۏجع مردفا 
بصراحه أنا عكستها زى أي بنت بعاكسها بس زودتها شويه عشان مكنتش عوزانى أقرب منها .. كان ردها ضړبتني بالقلم .. وطبعا أنا مسكتش وحلفت أجيب وشها الأرض وأذلها .. ولما كلفت حد من اللي شغالين في المزرعة يجمع عنها معلومات .. طلعت عكسي في كل حاجه .. يعني تقدر تقول أنا الشړ وهى الخير .. 
غامت عينيه بوميض جديد عليه واردف بسعاده 
أنا انجذبت لها جدا .. ومن يوم القلم اللي ضربتهولي مقدرتش أقرب من أي ست .. وطبعا أنا لما كنت فى المكتب حاولت أقرب منها كان صدها ليا صعب .. ودماغها ذى الحجر ومكنش في قدامي غير الطريقه دى عشان ترضخ.....
فهد بهدوء أردف بتريث 
طيب أنت ترضي أنك تجوز أخت من أخواتك البنات لواحد في ظروفك .. طبعا أنا مش قصدى أجرحك بس عاوزك تفكر معايا ونلاقي حل.....
احتد ريان قائلا بعصبيه 
يعني أنا لازم أقتل نفسي عشان وصل بيا الحال لكده .. أنا حبيتها
انسابت دموعه تغزو وجنتيه واسترسل پألم 
أنا عاوز اتجوزها .. مش هلعب بيها .. هي الوحيده اللي هتقدر تطلعني من اللي أنا فيه .. أنا من ساعة ما شفتها وانا حاسس ان هى منقذتى من الهلاك اللى أنا فيه......
صرح بمشاعره وارتمى بحضن أخيه يطلب من الدعم والمسانده 
لو سمحت اقف جنبي متتخلاش عنى أنا عشقتها .. ومش هقدر أعيش من غيرها......
مسد فهد على ظهره قائلا 
بس انت لازم تصراحها بكل حاجه .. وتوعدني لو رفضت تسبها في حالها......
بفرحه خرج ريان من صدر أخيه هاتفا 
موافق بس توعدني انك متتخلاش عني وترجع ابويا واخويا وسندى.....
لكزه فهد بكتفه قائلا بدعم 
عمرى ما هسيبك تاني ابدا .. بس سبني أنا اتكلم معاها واظبط الدنيا ماشي.....
أومأ له ريان بسعاده يوافقه الرأى حاول النهوض يستند بكفه على جزع أخيه وصعد على فراشه يريح جسده المنهك يشرد فى من سړقت قلبه وعقله ابتسم فهد على روح أخيه التى أشرقت من جديد على ذكر معشوقته دثره وتركه يغادر يعد له أدويته وطعامه....
اشتاقها رغم قربها.. افتقدها رغم لم ينصرم الكثير على رؤيتها.. ظل يردد بلسان قلبه.. أحبك وبداخلي ألف نبضه تخاف فقدانك.. لقد نسجت لصورتك بروازا من ضلوعي وجعلت عيوني لها حراسا وقلبي لها خادما لو حاولت أن أصف لك ما بقلبي من حب لنفذت جميع أوراق العالم.......
مكث بملل يتطلع لساعة معصمه للمره التى لا يعلم عددها زفر يبتسم كيف صار لا يستطيع إخفاء لهفته عليها ملامحه لا تتوانى فى ڤضح مشاعره قلبه لا يكف خفق عند التطلع لثغرها الضحوك لسانه يتلذذ بنطق اسمها همس يتذوق حروفها وكأنها معزوفه موسيقيه 
زينه أنت زهرتي زمردة صولجان قلبى و زمزم لعطش روحى وزاد حياتى زرقة سمائي فى عينيك وزورق نجاتي بين يديك.....
تنهد بسعاده

تمطع باسط زراعيه يفك تيبس جسده فهو جالس قرابة الساعتين شد مكابح السياره وأشعل الماتور يمسك عجلة القياده ليتحرك قليلا من مكان وقوفه فهو كان يصطف بعيدا نظرا لزحمة المرور.....
وصل عبدالله أمام مركز الدروس شاهد أحد الشباب يعاكس زينه وفجر تقف بجوارها ېصرخون عليه....
أتى من خلفهم بصوت جهورى مردفا پغضب 
أنت يالا بتقول أيه......
استمعت زينه صوته فرحت وهرولت تجرى تقف ورائه تتمسك بقميصه أغمض عيونه من فعلتها أنتشه من حركتها يردد لنفسه 
أمانها أنا .. سندها أنا......
بسماجه هتف الشاب 
وأنت مين عشان تتكلم معايا أصلا ... أنهى كلمته بحركه وقحه
اغتاظ عبدالله من فعلته وهتف من بين أسنانة 
أنا ياروح أمك هاقولك...
قالها واستدار يعطيها مفتاح السياره مردفا بأمر 
ادخلي واقفلي علي نفسك أنتى وأختك........
زينه پخوف 
لا يالا تعالا معايا مش هينفع اسيبك لوحدك .. ده عيل صايع ملكش دعوه بيه....
احتنق عبدالله من كلمتها هل تستصغره صاح پغضب 
أنتي سمعتي أنا قولتلك أيه....
لفظ كلمته ېصرخ عليها 
يالا علي العربية عشان ميطولكيش غضبى.....
التف له بعيون تطلق سهام ناريه شمر عن ساعديه يطقطق رقبته بغيظ لتبرز نافره عروق رقبته علق مع الشاب بتهور كور قبضة يده وناوله بوكس فى عينيه التى استباحت النظر لها أرجع رأسه للخلف وبحركه مباغته صطدمه فى منتصف جبهته ارتج على آثارها يترنح بوقفته لم يشفى غليله بعد جذبه يمسكه من تلابيب ملابسه يبرحه ضړبا يكيل له صڤعات وركلات وكأنه كيس ملاكمه.....
اړتعبت فجر من هيئته وعقبت پخوف 
عجبك كده أنا قولتلك نمشي ونخلص ناخد تاكسي يروحنا .. عجبك كده لو حصل له حاجة هتعملي أيه........
زينه بعفويه وكأنه
تم نسخ الرابط