رواية في ظلمه
المحتويات
علي الأرض بجوار فراش والدته يبكي بحړقة ويستمع الي بكائها أيضا وهي تمشط رأسه بأصابعها السليمة.
معلش يا حبيبي انا عارفه ان الضغط عليك كبير بس مافيش في ايدينا حاجه غير الصبر.
هاصبر يا ماما زيك وزي بيجاد لحد ما يرجع لينا تاني ويبقي معانا انا عارف ان هو بس اللي هيقدر ياخدلي حقي منه.
انتبه اليه وهو يفتح النافذه ويقفز للداخل مره أخرى.
واذا به يجذب اخيه الصغير الي داخل احضانه ليشد من أزره.
بيجاد اخويا انت لسه هنا
ششششش ماتعيطش مش عايز اشوفك دموعك دي مرة تانية انت راجل ابن راجل واخو راجل ياض
بس ده عايز يخرجني من المدرسه وبيشغلني في المزرعه شغل اربع رجاله وانا تعبت اوي يا بيجاد.
بلاش تروح المدرسه وزاكر هنا في البيت وان كان علي الشغل في المزرعه كل يوم هتلاقيه خلصان وماتخافش من حاجة انا هاعرف اتصرف المهم تخليك زي مانت
ماتقولش غير حاضر ونعم وبس.
حاضر يا اخويا حاضر.
ضمھ اكثر اليه واذا بهم يلتفتو الي والدتهم ويجلسو بجوارها ليقبلوها وهي تتألم من أجل فلذات كبدها وتدعي بكسرة قلب أم متألمه من أجل اولادها.
ها هو يلمحه يشبك هذا الحبل في اسياخ السور الحديدية ويتشبث به حتي قفز للداخل بجواره وجلس مستندا علي الجدار حزين ووجهه لا يبشر بأي خير.
اخيرا رجعت ايه اللي اخرك كده انت عايز تودينا في داهيه دانا كان فاضلي ثواني وافقد الأمل في رجوعك.
اطلع من دماغي يا حسن انا مش ناقصك دلوقتي.
الله ليه هو في حاجه حصلت هو انت مش اطمنت علي امك.
اطمنت! انت عارف ان اسوء حاجه شوفتها في حياتي كلها كانت النهارده.
مش معقول طب بقولك ايه تعالي نطلع فوق قبل ما حد يلاحظ قاعدتنا دي وتحكيلي كل حاجه برواقه.
لينتبه احدهم لدخول الثنائي عليهم ويهتف سزيعا
انتو رجعتو الحمدلله انكم جيتو احسن دورية التفتيش عدت من شوية.
ليجذبه حسن من يده سائلا.
حد أخد باله ياض
لاء يا عم دا استاذ مجاهد بص بس بصه كده علينا وخرج تاني.
اوف استاذ مجاهد طب ما عادي يا عم دا مننا وعلينا بردو.
بس هو عمل حاجه غريبة شويه
عمل ايه يعني ما تتكلم على طول يلاا
وقف قصاد سرير بيجاد ومسك الغطا احنا قولنا انه خلاص هايكشفه ويشوف المخده اللي تحتيه! بس هو ساب الغطا من ايده و بص علينا كلنا وخرج تاني.
رايح لأستاذ مجاهد هو عارف اني كنت بره الملجأ تعالي معايا يا حسن.
وقف الاخر وهو يطرق بيد علي الاخري ويقول
وأخرتها معاك يا ابن الأكبر انت ناوي تكدرنا النهارده ولا ايه
وصلوا الي غرفة مكتبه ودق بابه وانتظروهم الاثنان رده ثم دلفو عليه حين اذن لهم
ووقفو امامه منحنين الرأس بكل أدب.
حمدلله علي السلامه انت شرفت!
يعني حضرتك عارف اني كنت بره
طبعا! وعارف كمان ان البأف اللي جانبك ده هو اللي هربك مش كده يا حم.. انت
ااانا ماعملتش كده والله يا استاذ الا لما قالي ان ولدته عيانه وعايز يشوفها.
اخرس خالص يا حسن وحسابك معايا بعدين واتفضل علي العنبر بتاعكم يلا.
لأ خليه يا استاذ مجاهد انا عايزه يسمع الكلام اللي هاقوله.
خير يا بيجاد باشا ناوي تهرب تاني ومحتاج حسن يساعدك ولا ايه.
في الحقيقه ايوا!
جحظت عين مدرسه وتفاجئ برده هذا.
اسمع ياض انت مش معني اني عشان بعتبرك زي ابني وبشفق عليك من ساعة ما عرفت حكايتك مع عمك يبقي هاتعتبرني هفأ وتستهتر بقوانين الدار هنا.
جلس بيجاد امامه وانزلقت دمعه من عينه حاول جاهدا ان يداريها لكن قد فات الأوان واسترسلت علي وجنته.
بټعيط غريبة دي! انا اول مرة اشوف دموعك من ساعة ما جيت الدار.
عشان اللي شوفته النهارده مايستحملهوش اي راجل
انا
كنت هاقتله النهارده وانتقم لأمي واخويا ولنفسي منه لكن هي اللي اصرت عليا اني استحمل واصبر.
ليحاول صديقه تهدئته
وربت على كتفه.
لاء استهدي كده بالله يا صاحبي قتل ايه احنا مالنش في الكلام ده قفل الله لا يسيئك لأستاذ مجاهد يصدق.
اسكت انت يا حسن وانت يا بيجاد فهمني مالك براحة كده
حاول جاهدا ان يهدئ من غضبه وحكي لهم كل ما حدث
وجلسوا هم مندهشين لمدي القسۏة والظلم الذي يتعرضو لهم هو وعائلته ومن من اقرب الناس لهم عمه شقيق والده.
شوفت بقي يا أستاذ مجاهد ان عندي حق اني افكر في قټله.
والله يا ابني معاك كل الحق بس برضو انت بكده تبقي بتضيع نفسك وبتقضي علي حياة ولدتك ومستقبل اخوك ومستقبلك انت كمان.
ما هو ده اللي مربطني وشالل تفكيري خالص عارف انه مستنيني اغلط ولو غلطه صغيرة عشان يسجني ويفضل هو منفرد بيهم لحد ما يقضي
متابعة القراءة