روايه قلوب حائرة بقلم روز امين
المحتويات
تعنت أو ديكتاتورية من الدكتوربالعكسطول عمري ببص له بعين الحكمة والأصول واستطردت معللة لأن في الأخر البيت ده ماشي بإدارة دكتور جمال وهو المسؤول قدامنا لو لاقدر الله إختل توازن الأسرةوزي المثل الشعبي ما بيقولالمركب اللي ليها ريسين بټغرق كانت تنظر إليها متعجبة حديثهافذاك الجمال لا يظهر عليه شخصية الديكتاتور مطلقا وللحق هو ليس كذالك بالظبطتحدث جمال بنبرة هادئة للتوضيح علي فكرة يا بثينة أيسل شكلها كدة فهمت كلامك غلط واختلط عليها الأمر ثم استرسل موجها حديثه لزوجته وولده في مداعبة منه ل زوجة نجله إنتوا بكلامكم خلتوها تاخد عني فكرة إني راجل ديكتاتور متحكم وصاحب الكلمة الواحدة أردف كارم بدعابة حبيبتي ذكية وأكيد فاهمة إن أبويا مش هيتدخل في حلة البامية اللي أمي هتعملها ويقرر يحولها لقلقاس مثلا ضحك الجميع علي طرفته ثم تحدثت أيسل بذكاء ورثته عن ابيها ما تقلقش يا أنكلأنا فاهمة كلام طنط كويس وبإبتسامة ساخرة من حالها استرسلت شارحة ما أنكرش إن في أول الكلام إختلط عليا الأمر وفهمت إن الكلمة الأولي والاخيرة لحضرتك في كل ما يخص البيت بس بعد ما بصيت لطنط ولراحة ملامحها تأكدت إن حضرتك تقصد القرارات المصيرية اللي لازم لها حسم وقوة وتفكير عميق ودراسةزي كدة قرارات الحكومة الحاسمة اللي بتتعمل لصالح الشعوب رفع أحد حاجبيه وبات ينظر لها معجبا من طريقة تفكيرها الحكيم ثم أردف قائلا بثناء عليها برافوا عليك يا دكتورةتفكيرك حكيم برغم صغر سنك عقبت بإبتسامة مشرقة ميرسي يا أنكل أما ذاك العاشق فقد حاوط كتفها وتحدث وهو يضمها عليه باحتواء تحت خجلها الشديد هو أنا حبيتها من شوية يا دكتور بمشاكسة لنجلها وزوجته تحدثت بنبرة دعابية ما تلم نفسك شوية يا ولامن ساعة ما قعدنا علي السفرة وإنت قاعد تحضن وتسبل لها ولا عامل أي حساب لوجودي أنا وأبوك أردف قائلا بثقة مراتيمش حضرتك لسة قايلاها بنفسك من شوية ثم توجه بنظره إلي أيسل واستطرد وهو يتعمق بعيناها يعني أنا ما بعملش حاجة غلطبالعكسده أنا بأكد علي اللي الشرع وصاني بيه ضحك الجميع وتابعوا تناولهم للطعام حتي إنتهواإنتقل جمال إلي غرفته لينال قسطا من الراحة كعادته الملازمة لهوانتقلت بثينة إلي المطبخ كي تباشر العاملة التي لملمت سفرة الطعام وبدأت بجلي الصحونجاورتها وباشرت بصنع مشروبا باردا كي تقدمه لنجلها وزوجته إنتهت ثم قامت بصب العصير داخل الكؤوس وحملتهما فوق صينية وتحركت باتجاه شرفة المنزل المتواجدة داخل البهو كان يجاور حبيبته الوقوفتحرك سريعا بعد أن شعر بقدوم والدتهقام بحمل الصينية عنها ثم تحدث وهو يضعها فوق تلك المنضدة المستديرة المتواجدة بمنتصف الشرقة جايبة العصير بنفسك يا ماماليه ما خلتيش عزيزة تطلعه بهدوء أجابته عزيزة بتغسل المواعين يا حبيبيوبعدين هو أنا هتعب لأعز منكم تطوعت أيسل بالحديث وبرغم عدم خبرتها بأعمال المنزل إلا أنها عرضت المساعدة قائلة بنبرة جادة أنا ممكن أساعد حضرتك في أي حاجة شعرت بصدق عرضها وأسعدها كثيرا شعورها بالإنتماء وعرض المساعدةوضعت كفها تتلمس به وجنة أيسل بحنان ثم تحدثت بإبتسامة واسعة اظهرت استحسانها للموقف تسلمي يا بنتيخليك مع جوزك وأنا وعزيزة قربنا نخلص أصلا نطقت كلماتها وانسحبت إلي الداخل لتركهما بمفرديهماأمسك كأس المشروب وناولها إياه ثم أردف تحت إبتسامته علي فكرةإنت لازم تكوني فخورة بنفسك لأن ماما حبتك قوي وده نادرا لما بيحصل ثم استرسل شارحا قصده ماما من الشخصيات الحذرة جدا في علاقتها مع الناس ومش سهل تحب إنسان وتقربه منهاوده حصل معاك وفي وقت قياسي كمان نطقت بجملة يشوبها الغرور المصطنع طب وهو أنا أي حد بردوا ثم استطردت بتواضع جديد عليها مما أشعل داخل هذا العاشق ده كفاية إن كارم باشا المعداوي إختارني من وسط كل بنات الدنيا علشان أكون حبيبته تنهيدة حارة خرجت من صدره المولع وتحدث بتأكيد وهو يقترب عليها حبيبتي ومراتي ونور عيوني وأم أولادي إن شاء الله خجلت من نظراته الجريئة التي تتفحص جل ما بها فتحدثت بنبرة تنبيهية خلي بالك إحنا في البلكونة إبتسم وبالفعل إتخذ خطوتان إلي الخلف بعدما وعي علي حالهرفع كأس المشروب وارتشف منه القليل ثم تحدث بصوت مهموم بدأت أتخنق من تحكمات سيادة العميد في علاقتنا يا أيسل تنفست بصوت مسموع ثم أردفت في محاولة منها لمراضاته أنا عارفة إن من حقك تزعلبس كمان لازم تعذر بابي في خوفه عليا بنبرة صارمة قاطعها معقبا أنا جوزك مش خطيبك علشان ېخاف عليك مني بالشكل المبالغ فيه دهمن يوم ما كتبت كتابي عليك وإنت بقيتي عرضي وسمعتك بقت تخصني أكتر ما تخصه ثم استرسل معترضا بنبرة حادة والمفروض إنه معاشرني من زمان وعارف مين هو كارم المعداوي ومتأكد من أخلاقي كويس واستطرد متسائلا باعتراض طب أمال فين الثقة اللي المفروض موجودة بينا أصلا عقبت بنبرة هادئة كي تمتص غضبه الذي اعتراه وظهر بين فوق ملامح وجهه يا حبيبي الموضوع مالوش أي علاقة بثقة بابي فيكدي طبيعة شخصيته بعيدا عن مدي وثوقه في أخلاقك من عدمها تنهد بثقل وتراجعت حدته وهو يحتوي كف يدها الممسك بسور الشرفة قائلا أنا عارف ومقدر والله واسترسل وهو يتعمق بزرقاويتاها بس أنا نفسي أخرج معاك لوحدنا علشان يكون لينا ذكريات نفتكرها بعدين ثم استرسل ساخرا يا مؤمنة ده المرتين اللي خرجناهم من يوم ما كتبنا الكتاب مرة منهم بعت معانا حمزة ومروان والمرة الثانية هو بنفسه اللي جه معانا هو ومدام مليكةوفضل كاتم علي نفسنا طول السهرة ضحكت وتحدثت بتفاخر بابي ده ألذ راجل في الدنيا كلها رفع حاجبه مستنكرا حديثها ثم أردف لائما إياها لا واللهده الموضوع جاي علي هواك بقي يا أستاذة ضحكة واسعة خرجت من ثغر تلك السعيدة أنارت وجهها وأسعدت قلب عاشقهاقطعت خلوتهما بثينة حيث تحدثت بإبتسامة بابا صحي يا كارمهات أيسل وتعالي علشان تشربوا معاه القهوة في الرسيبشن إنسحب ثلاثتهم إلي الداخل وانضموا لذاك الجالس ثم بات الجميع يتبادلون الاحاديث فيما بينهم وهم يتناولون بعض أصناف الحلوي بجانب المشروبات الباردة والساخنة أيضا مر اليوم سريعا وقبل أن تتخطي الساعة العاشرة مساءا تحرك كارم مصطحبا جميلته واستقلا السيارة في طريقهما للعودة إلي منزل أبيها لكي لا يستدعا ڠضب ذاك الغيور علي إبنته بعد مرور يومان داخل الشركة التي يعمل بها عمر المغربي كان يتحرك داخل الرواق في طريقه إلي مكتب مدير الشركة بعد أن استدعاه كي يتحدث معه بأحد الموضوعات الهامة الخاصة بالعملوأثناء سيره وجدها تأتي عليه بالطريق المقابلإنتفض قلبه وارتبك حين إلتقت عيناه بخاصتهالم يعد يدري ما الذي يحدث له مؤخرا عندما يراهاجل ما كان يجول بخاطره بتلك اللحظة هو الهروب والنأي بحاله كما دوما يحدثه به قلبه ودائما يذكره بما حدث معه بالماضي الأليم إقتربت عليه وبابتسامة ساحرة وعلي غير عادتها أردفت بنبرة خرجت رقيقة رغما عنها إزيك يا باشمهندس الحمدلله نطقها بجمود وأكمل طريقه متخطيا إياها دون تكليف حاله عناء النظر لها بعد أن تهرب من نظرات عيناها وكأنها طوفان يحتمي منه لينجو بروحه من الهلاك المحتم غصة مرة وقفت بحلقها جراء شعورها بالإهانة والذي أصابها بفضل معاملته الجافة والتي لا تعلم سببهاحزن داخلها لأجل إصراره الدائم علي تجاهلهاأحبتهنعم فقد إنجذبت إلي شخصيته الغامضة التي تتسم بالجمود والضبابيةنعملقد أغرمت به منذ أن تشاركت معه بمشروعها الأول بالشركةلكنه دائم التهرب منها وما كان يزيدها هذا التهرب إلا إصرارا علي التقرب منه وإزاحة الستار عن أسبابه وراء صدها بتلك الطريقة العڼيفة أما هو فكان بين نارينڼار الإستماع إلي قلبه الذي شعر بها وبات يلح عليه بأن يتبعه ليتذوقا معا الطعم الحقيقي للعشق الصادقوبين ڼار عقله الذي يصيح معنفا إياه ويحثه علي عدم إنخراط مشاعره وإنخداعه للمرة الثانية علي يد إحداهنوبرغم أن عقله استشف الصدق بعيناها إلا أن مرارة التجربة السابقة مازالت عالقة بحلقه وهذا ما جعل عقله ېعنفه رافضا للفكرة شكلا وموضوعا ليلا بعدما إطمئن علي أيسل وحمزة تحرك بطريقه إلي منزل رائف وأثناء مروره بحديقة والدهوجد ذاك الحائر يتحرك بعقل شارد وروحا أهلكتها كثرة الظنونخطي بساقيه لحتي إقترب منه ثم تحدث باكتراث وهو يضع كفه فوق كتفه بحنان إيه يا بطلواقف لوحدك ليه تنهيدة حارة تحمل الكثير من الارتياب وعدم الراحة خرجت من أعماق صدر ذاك الحائر الذي عقب علي تساؤل شقيقه قائلا بنبرة خرجت مهمومة مافيشكنت قاعد مخڼوق جوة قولت أخرج أتمشي شوية في الجنينة واشم شوية هوا كان يستمع إليه مدققا بعيناه مراقبا لتعبيرات وجهه مما جعله يستشف ضجيج داخل ذاك المبعثر الكياننظر بعيناه ثم باغته متسائلا بدهاء إنت فيه واحدة في حياتك يا عمر إرتبك بوقفته وعلي عجالة سحب عنه عيناه ونظر إلي الجهة الأخرى متهربا من ذاك الداهي ثم تحدث بصوت خرج مهزوز ليؤكد للاخر صحة حدسه كلام إيه الفارغ اللي بتقوله ده يا ياسينواحدة مين وزفت مين اللي تكون في حياتي وبلحظة تغيرت معالم وجهه إلي غاضبة حين تذكر ما تعرض له علي يد تلك الحقېرة وكأن شريط حياته معها مر أمام عيناهثم استرسل بنبرة حادة ما حدش بيقع في مستنقع قذارة مرتين غير الغبيوأنا من ساعة اللي حصل قررت أكون إبن اللوا عز المغربي وأمشي علي خطاهمن الآخر كدة قررت أبعد عن جنس حوا كله وأعيش لبنتي وبس تنهد پألم لأجل ما وصل إليه شقيقه بفضل تلك التجربة القاسېةفي محاولة منه بإزالة تلك الأفكار التي تملكت من عقله واستوطنت فجعلته مظلما وحولت حياته إلي صحراء تحدث بنبرة حاول بها إستفزازه إنت لو إبن سيادة اللوا عز المغربي بجد ما تخليش تجربة خايبة زي دي توقف لك حياتك وتتحكم في شكل اللي جاى من عمرك هتف بنبرة حادة معترضا علي تقليل اخيه من شأن ما حدث معه تجربة خايبة التجربة الخايبة اللي بتتكلم عنها دي حولتني لمسخ دميمده غير إنها خلتني مسخرة الإسكندرانية كلهم ثم استرسل بمرارة ظهرت بنبرات صوته الموضوع عدي عليه أكثر من سنة ومع ذلك الناس لسة ما نسيتهوشأي مكان بډخله بشوف في عيونهم نظرات وكأنهم بيضحكوا بينهم وبين نفسهم وهما شايفين الاهبل اللي إتختم علي قفاه من حتة بت ما تسواش واستطرد ضاحكا بطريقة ساخرة من حاله لا وكمان طلعت له بنت عمرها سنتين ونص والمغفل ولا حاسس بأي حاجةشفت عار أكتر من كدة عقب علي حديثه بإبانة اللي حصل لك ماكنتش إنت المقصود بيه يا عمر ده غير إنه اتخطط له من جهات أكبر من قدراتك وكان صعب عليك تكتشف المؤامرة أخذ نفسا عميقا ثم استرسل بنبرة مريرة ولو فيه حد هيحس بالعاړ فالحد ده هو أنا وأبوكومع ذلك تخطينا الموضوع أخرج تنهيدة حارة من اعماقه ثم استطرد للتخفيف من وطأة حزن شقيقه إنسي يا عمرإنسي وحاول تكمل حياتك طبيعي علشان ليزاإفتح قلبك ولو دق إسمع له وطاوعه ثم استرسل وهو يضرب وجنته بخفة مشاكسا إياه بس ياريت تحكم عقلك وإنت بتختار وتستنضف المرة دي إبتسم بخفوت لدعابة أخاهأردف ياسين وهو ينسحب إلي الخارج تصبح علي خير يا عمر وإنت من أهله يا ياسين نطقها وعلي الفور ذهب ياسين تاركا خلفه ذاك الذي نفخ بضيق ثم رفع كفه واضعا إياه فوق شعر رأسه وقام بجذبه إلي الخلف حتي كاد أن يقتلعه من جذورة ترجل ياسين داخل منزل رائفوجد بطريقه منى التي أردفت فور رؤيتها له حمدالله على السلامة يا باشا عقب بنبرة هادئة الله يسلمك يا مني ثم استرسل متسائلا باستفسار وهو يتلفت من حوله البيت فاضي كدة ليه عمتي ومليكة فين أجابته بصوتها الحماسي كالعادة وباستفاضة تصل إلي الثرثرة أصل الست يسرا والست نرمين والباشمهندس سليم وسيادة العقيد سراج جم إتعشوا هنا هما وعيالهم وكملوا السهرةبس الست ثريا السكر علي عليها شوية علشان أكلت من البسبوسة اللي الباشمهندس سليم كان جايبها معاهف حست إنها تعبت شويةف الست مليكة إديتها علاجها ودخلتها هي والست يسرا وفضلوا جنبها لحد ما أرتاحت ونامتوبعدها الكل مشي والست مليكة اخدت مسك وطلعت أوضتها بعد ما اطمنت علي الولاد إبتسم وهو يستمع إلي ثرثرتها وكأنها مخبرا شرطي تعطي تقريرا إلي سيدها عن مهمتها المكلف بهاهز رأسه قليلا باستحسان ثم تحدث بنبرة هادئة متلاشيا كل ما استمع إليه إعملي لي فنجان قهوة واعملي عصير فريش لمدام مليكة وهاتي معاهم حاجة حلوة وطلعيهم علي فوق تحت أمرك يا سعادة الباشا نطقتها بنبرة حماسية ثم تحركت إلي المطبخ فور صعود ياسين إلي الاعلي خطي بساقيه إلي جناحهوجد مليكة تقف بالشرفة وما أن رأته حتي تحركت إليهسحبها إلي داخل أحضانه وتحدث بصوت حنون عاملة إيه يا حبيبي الحمدلله نطقتها بهدوء ثم إبتعدت قليلا وتساءلت بهدوء ما جتش تتعشي معانا ليه بنبرة هادئة أجابها بإبانة معلش يا حبيبيكنت قاعد مع الباشا والكلام أخدنا لحد ما جهزوا العشا فأكلت مع الأولاد تبسمت وأومأت له ثم أردفت بهدوء بألف هنا يا حبيبي داعب أنفها بين أصابع يده ثم حول بصره يتطلع علي ملاكه النائم وتحدث بنبرة تحمل الكثير من الحنين إلي صغيرته وهو يخطو نحو مهدها اللي خاطفة قلب ياسين ومستحوذة عليه نامت بإبتسامة سعيدة أجابت ذاك الذي يتأمل بوجه صغيرته مبهرة الجمال وكأنه مسحورا نامت من حوالي ساعةبعد ما غلبتني وفضلت تزن وتنطق إسمك تطلع عليها بنظرات لائمة وهمس بصوت خاڤت لكي لا يزعج ملاكه إخص عليك يا مليكةطب ليه ما كلمتنيش في التليفون وأنا كنت جيت لها أجابته بخفوت كنت هكلمك يا حبيبيبس لما أنس قال لي إنك قاعد مع أيسل حضر كارم إلي منزل سيادة اللواء عز المغربي في زيارة عائليةجلس بصحبة العائلة في مناخ هادئ ملئ بالاحاديث المسمرة التي نالت استحسان الجميع وجعلتهم يشعرون بالأولفةفي حضور مليكة التي أصبحت تتواجد باستمرار داخل
متابعة القراءة