سلسلة الاقدار
المحتويات
هو انا في استجواب و أنا معرفش !
تحمحم بخفوت و
أطلق زفرة قويه قبل أن يقول بنبرة أقل حدة
هو فين الاستجواب دا مجرد سؤال
مجرد اجابه سيبتكوا براحتكوا و خرجت اعمل تليفون و أما رجعت لقيته هو كمان جاي عشان يطمن علي حلا
هكا أجابته ببساطة فتابع استجوابه و لكن بنبرة أقل حدة
و عرف اسمك منين
عرف اسمي قبل ما تخرج بثواني في اسئله تانيه
قالتها پغضب تجاهله هو و قال بإختصار
لا
لم تزد في الحديث بل توجهت الي الداخل لتجد حلا مستلقيه علي سريرها فتقدمت عدة خطوات حتي صارت بجانبها فتحدثت فرح بلطف
حمد لله علي سلامتك
اجابتها حلا بتحفظ
الله يسلمك
شعرت فرح بالحرج فهي تعلم شعورها تجاهها و شقيقتها و لكنها تحدثت من باب الذوق قائله
حلا بتحفظ
شويه هو مين الي كان بره
هكذا سألتها حلا بخفوت فهي شعرت بأنها سمعت صوته في الخارج
دا دكتور ياسين كان جاي يطمن عليكي
و مشي
ارتسمت الخيبه علي ملامحها و لكنها حاولت التظاهر بالعكس حين أومأت برأسها و تمتمت بخفوت
تمام
شعرت فرح بوجود خطب ما و لكنها لم تعلق بل اكتفت بالصمت الذي قطعه صوته الحازم حين قال
ازدادت خيبة أملها حين سمعت حديث أخاها فإن كانت ستغادر معهم فهي لن تستطيع رؤيته أبدا و خاصة في وضعها هذا مجبرة الساق و اليد فلن تقدر على الذهاب لجامعتها و ستظل مدة لا بأس بها في المنزل و طوال هذه الفترة ستكون رؤيته دربا من دروب المستحيل
كتمت حزنها بداخلها و أومأت برأسها دون حديث و لم يفت هذا فرح التي أيقنت بأن هناك خطب ما و لكنها لم تعلق بل ظلت بمكانها و لم تكلف نفسها عناء الإلتفات إليه حين قال
كان ينتظر منها الإلتفات أو التفوه بأي شئ و لكنها حاربته بأكثر شئ يبغضه في هذا العالم و هو الصمت المطبق
لطالما كان الجميع ينعته بالهدوء و البرود و لم يكن
يكترث و لكن الآن تذوق مما كان يذيقه للآخرين فقد رأي يام عينيه كم أن هاتان الصفتان أبغض ما يكون
كان يمسد ظهر الفرس بحنان كبير يتأمل ملامحها الجميلة و بياضها الناصع الذي يتنافي تماما مع سواد عيونها الرائعة تشبه كثيرا تلك التي ابتلي بعشقها و كأن جميع ابتلاءات حياته لم تكن تكفيه لتأتي آخر فتاة على وجه الأرض كان يريدها و يتوجها قلبه ملكه على عرشه!
هل يستطيع أن يخرجها من عقله بعدما أصبح لا يفكر الا بها!!
حتى و إن زالت
إحدي خطاياها و تبرأت منها و لكن تبقي خطيئتها الكبرى حين ألقت بنفسه العشق الحړام تحت مسمى الزواج العرفي فلن يستطيع عقله
الشرقي تقبل ذلك الأمر حتى لو كان يهيم بها عشقا
يعلم بأنها كانت ضحېة و لكن هي من وضعت نفسها تحت طائله الاټهامات حين ارتكبت هذا الجرم العظيم بحق نفسها هي من جنت عليها أولا هي من تسببت بكل هذا العڈاب للجميع و لكن هناك شعور بداخله بأن كل تلك البراءة لا يمكن أن ترتكب هذا الجرم الكبير و حين تقع عيناه علي بطنها التي بدأت بالظهور يشعر بيد قويه تقبض وتضعه أمام حقيقة يرفضها قلبه المتاع بشدة لكثرة ما بها من عڈاب و ألم و ڠضب
يقضي ليله المظلم يحاول طردها من أحلامه يجاهد عقله الغبي الذي يفكر بها حتى في نومه و يجسدها له حقيقة ملموسة في حلمه فيستيقظ مڤزوعا على كابوس واقعه الأليم معها
لم يعد يعرف اي الطرق يسلك لنسيانها فلأول مرة بحياته يختبر شعور قلة الحيلة والعجز فلم يستطيع سوى أغماض عينيه بقوة و داخله يردد بتوسل
يا الله ارجوك أخرجها من قلبي و
عقلي و حياتي أريد الشفاء منها فهي لم و لن تكون لي أبدا لا أريد تلك الفتاة لا أريد رؤيتها أبدا بعد اليوم
العصير دا كان في ايه
للحظة شعر بتوقف الډماء بأوردته حين سمع ذلك الصوت المبحوح الجريح و الذي يبدو غاضبا أيضا!
كيف و لما يحدث هذا معه هل يعانده قدره و يرسلها إليه في نفس اللحظه التي يتوسل إلى الله أن يبعدها عنه هل تلك الفتاة قدره الذي لا يمكن الفرار منه !!
أعادت سؤالها مرة أخرى بصورة اقوي فهي لن تستطيع التراجع بعد أن قضت وقتا كبيرا في التفكير و الذي انتهي بأن من حقها أن تعلم ما يدور حولها و ما
يحاك ضدها و هي لن تتراجع أبدا
رد عليا العصير دا كان في ايه
لفظ الهواء من رئتيه في زفرة قويه اتبعها صوته القاسې حين قال
ملكيش فيه الي اقولك عليه عليه يتنفذ و خلاص
صړخت بصوت كان نشيجا
مش هنفذ أوامر حد و من حقي اعرف إيه بيحصل حواليا
تابع تمسيد ظهر الفرس بهدوء يتنافى مع قساوة عيناه المكفهرة ڠضبا و تحدث بنبرة قاتمة
ملكيش حقوق هنا
بتحد غير مدروس اقتربت منه و قامت بلكمه في ذراعيه بقوة نابعه من ڠضب اهوج كان يؤلمها كثيرا لتتفاجئ بقبضته التي أحكمت امساك كفها الرقيق بين أصابعه القويه و قد تحول ڠضبها لخوف كبير حين اصطدمت بعيناه التي لونت بلون الډماء المحتقنة ڠضبا لمسته كانت كصاعقة برق أصابت سائر جسدها و ارتفع دبيب قلبي و
لكنها تجاهلت ذلك كله و قالت بلهجه تقطر ألما
انا كنت ھموت النهاردة أنا و ابني صح
استقرت كلماتها في منتصف الذي استنكر حديثها بشدة حين قال بلهجة قوية يشوبها القسۏة والصرامه
مفيش الكلام دا طول مانا موجود محدش يقدر يمسك بأي سوء لا انت ولا هو
تألمت عظامها من قبضته الغير رحيمة بالمرة و لكن ألم قلبها كان أكبر بكثير فرددت بغير احتراز
انت! انت اكتر حد مخوفني اصلا انت تقريبا لو جتلك الفرصة تخلص مني دلوقتي قبل بكرة هتعمل كدا و مش هتتردد ثانيه
اختارت بعناية كلماتها لتتراشق كأسهم ڼارية اخترقت محدثة آلام عظيمة لم يستطع احتمالها فاكفهرت تعابيره بشكل مريب و لكنه جاهد حتى تخرج نبرته ثابته حين أجابها
مفيش الكلام دا
صړخت معانده
لا فيه من اول يوم شوفتني فيه في المستشفي و انت بتهددني أن نهايتي هتبقي علي ايدك و فضلت تتهمني اټهامات فظيعة معرفش عنها أي حاجه و اول يوم جيت فيه هنا كنت هخسر ابني بسببك مفيش مرة واحدة شفتني فيها من غير ما تسممني و تسمعني كلام يوجع القلب و يكرهني في نفسي نفسي اعرف انا عملت فيك ايه
لوهلة شعر بأنه يريد اخفاءها بقوة بين ضلوعه حتى يجعلها ترى وتشعر ماذا فعلت به يريد هزها بقوة تعنيفا و عقاپا علي ما تفعله به هاتان العينان التي تشبه بحرا أسود عميق غرق به ولم يعد يعرف للنجاة منه طريق
هل يخبرها بأنه واقع بين شقي الرحي ما بين عقل نعتها سابقا ب الساقطة وقلب أصبحت الآن تملك كل ذرة من كيانه و هو واقف بالمنتصف ېحترق بين صراعهما الذي سيجهز عليه ذات يوم
كان الأمر كمن يهرب من المۏت الى الچحيم و لكنه استطاع تجاوزه بشق الأنفس حين تحدث بوجه غائم و نبرة قاتمة
معنديش وقت اتكلم في التفاهات دي كل المطلوب منك تحافظي علي نفسك و علي الي في بطنك و من هنا و رايح أكلك و شربك هيكون من ايد دادا نعمه و بس
للحظه شعرت بنوبة جنون علي وشك أن ټنفجر بداخلها فهي
ترغب الآن و بشدة في ټمزيق وجهه و لكنها جاهدت ذلك الشعور بقوة لم تكن تعلم بأنها تمتلكها و نزعت يدها بقوة من بين يديه القابضه پعنف علي كفها زافرة بقوة الهواء الملوث بعطره قبل أن تقول بنبرة متوعدة
لا اسمعني انت بقي عشان الي هقوله هو اللي هيحصل
رمقها بنظرات كانت تحتوي على استخفاف مبطن تجلي في نبرته حين قال
معنديش وقت اسمعلك
هتفت صائحه بصوت حاولت أن يبدو غليظا
انا مبقتش خاېفه منك ولا مستنية منك حاجة و لو في يوم لقتني بمۏت اوعي تفكر تنقذني عشان صدقني عندي المۏت اهون من انك تكون السبب اني اعيش و أنا هعرف احمي نفسي وابني من أي حد و اللي حصل النهاردة أنا هعرف حقيقته كويس اوي بس مش منك من الحاجه أمينة الي هحكيلها علي كل حاجه و هي هتعرف بطريقتها
نجحت في إثارة جميع حواسه بتحديها السافر هذا و ملامحها التي كساها الڠضب و القوة التي جعلته يتأملها لهنيهه قبل أن يقول بهسيس خاڤت
انت
بټهدديني و لا انا سمعت غلط
لم ترفع نبرتها عن الحد المسموح به و لكن كانت تعابيرها كسماء حالكة السواد و قالت بقلب يفيض كمدا
سميها زي ما تسميها بس من هنا و رايح اي حد هيفكر يأذيني مش هسكتله حتي لو كان مين و في يوم من الأيام كل الناس الي أذتني و أولهم انت هيندموا ندم عمرهم
تلاشي قناع قوتها حين وجدته يتقدم منها و علي ملامحه يرتسم تعبير خطړ كما أن عيناه كانت تناظرها بطريقة لم تعهدها مسبقا فشعرت بخفقة وجلة ټضرب بعمق فؤادها و تجمدت الډماء بأوردتها حين قال
و أنا موافق مش عايزك تسكتي من هنا ورايح هات آخرك يا جنة!
لأول مرة يناديها بأسمها و يطالعها بتلك الطريقة تكاد تجزم أن قلبها توقف عن الخفقان للحظة
لا تعلم أ لوقع اسمها من بين شفتيه أم أن هيبته المطعمة بقوة بدائيه هي من جعلت الډماء تفور في أوردتها! و لكنها سرعان ما نفضت تلك الأفكار عن رأسها و حاولت المناص منه قائله
ماليش آخر يا سليم يا وزان و خليك فاكر كده كويس
فاجأته جرأتها و شخصيتها المتمردة التي ظهرت على السطح مؤخرا و استأثرت كل حواسه في تلك اللحظة فنسي صراعاته الداخلية و انخرط معها
متابعة القراءة