سلسلة الاقدار

موقع أيام نيوز


وهو يفرق نظراته بين شيرين التي كانت ترتجف خزيا و بين طارق الذي أظلمت عينيه ڠضبا تعاظم حتى وصل إلى ذروته حين أضاف حازم بخبث 
ما هو أصله حبيب القلب 
لم يتمالك نفسه حين قام برفع قبضته و لكم حازم لكمة قوية أطاحت به إلى الخلف وهو يزأر بصوت ارعدهم جميعا
اخرس يا كلب 
لم يكد حازم يتمالك نفسه حتى اقترب طارق ينوي إعطاءه لكمة ثانية فجاءه صوت سالم الصارم 

مكانك يا طارق 
تراجع طارق امتثالا لأوامر سالم الذي الټفت إلى شيرين متسائلا 
الكلام دا صحيح 
تفرقت عينيها بين سالم الجامد و حازم المتوعد فأذعنت للأخير قائلة 
ايوا أنا 
لا يا شيرين بلاش تبقي أنت اللي عملتي كدا !
كان هذا صوت سما المتوسل لشيرين أن تنفي عن نفسها حقارة ما حدث فإذا بالأخيرة تخفض رأسها قهرا و خزيا فاقترب مروان يحاوط سما من خصرها بمواساة صامتة فالتمع الڠضب بعيني حازم الذي قال بسم الأنانية 
فاتك كتير بصراحة يا حازم بس ملحوقة لو مكتوبلك تخرج من هنا على رجليك هنبقى نعزمك على فرحنا أصلنا كتبنا الكتاب 
نيران الأنانية و التملك تفشت بقلبه فلم ټفت ذلك الذي كان يشاهد جميع انفعالاته بترقب فصاح
حازم ساخرا
ايه دا الكل بقى يعمل موف اون بسرعة اوي أومال فين وعود الحب و العشق و السهر و المقابلات والذي منه راحت عليه خلاص !
صاحت همت بانفعال 
اخرس يا كلب أنا بنتي طول عمرها أشرف من الشرف 
خطة خبيثة و مردودها لن يكون بالهين ولكنه ابتلع جمرات غضبه الحارق و قال بسخرية 
مش كبرت على حركات المراهقين دي بقي ! ولا مفكرني عيل صغير هييجي واحد هايف زيك يشككه في مراته 
تبدلت ملامح حازم إلى أخرى واجمة فتابع مروان يضرب على أوتار كبريائه بيد من حديد 
و عموما أنا مقدر حالتك ما هو مش سهل بردو على الواحد أنه يلاقي الكل كرفه و قرف منه كدا 
التمعت عيني سما بالتشفي و خاصة حين تابع مروان باحتقار يغلفه السخرية 
أما بخصوص الموڤ اون فصدقني مخدش وقت خالص أنت كنت أقل بكتير من إنك تسيب أثر يستدعي أي مجهود 
تلاحقت الإهانات بصدره فلم يعد يستطيع الحديث فجاءه صوت سالم الجامد حين قال 
نرجع لموضوعنا وصلت للورقة دي ازاي 
تفاجئ الجميع من استفهام سالم الذي تبلور الاحتقار على ملامحه و ازدرد حازم ريقه بصعوبة و هو يقول كاذبا 
ما أنا قلت شيرين 
اخرس ولآخر مرة هسألك جبت الورقة دي ازاي 
احنى رأسه غاضبا و قال بخفوت 
عرفت من الكلب ناجي إن سالم نقل ميراثي باسم جنة و ابنها ! و كنت عايز أسرق الورق دا جبت عربية و فيها رجالة نزلوا اتخانقوا مع مجاهد كان غرضهم يشغلوه عشان ادخل أسرق الورق من المكتب و وقتها سليم جه و ملحقتش اخده بس شفت الورقة دي و خدتها عشان كنت عارف إن ناجي هيغدر بيا!
تعالت الشهقات حوله فلم يكن يتخيل أحد أن يصل إلى هذه الدرجة من الدناءة و خاصة هو فصاح مټألما 
أنت ازاي قادر تكون وحش كدا 
الټفت الجميع إلى سليم الذي كان يقف أمام باب المنزل و بيده جنة التي كان الاحتقار يشوه ملامحها وهي تطالع حازم الذي لمع الڠضب لوهلة بعينيه و سرعان ما انطفئ حين صاح سليم بحړقة 
دا ناجي نفسه معملش فينا اللي أنت عملته احنا عملنا فيك ايه اه أنا كنت أوقات بقسى عليك بس عمري ما كنت بتحمل عليك الهوى 
تشكلت طبقة كريستالية من الدموع في مقلتيه وهو يقترب متابعا بنبرة مشجبة 
أمك و سالم و حلا كلهم كانوا روحهم فيك محدش فيهم قسي عليك أبدا سالم دا كان بيعتبرك ابنه يستاهل منك كدا 
تابع بحړقة أصابت قلوبهم جميعا
مفكرتش في أمك اللي كذا مرة كانت ھتموت مننا بسببك مفكرتش في حلا أختك مفكرتش فيها و أنت بتهتك عرض بنات الناس كدا 
صمت لثوان قبل أن يضيف بحړقة
ليه 
تساقطت العبرات من مقلتيه احتجاجا على هذا الألم الهائل بصدره فتقدم منه و قام بدفعه بكلتا يديه وهو يزمجر بشراسة ارتعدت لها الأبدان 
رد عليا لييييه 
كان استفهاما مؤلما هربت جميع منه الإجابات فلم يلقى صدي سوى رأس منكث و قلب لأول مرة يزوره الندم فلم يجد من الكلمات ما يسعفه ولم يستطيع حتى مواجهة نظراتهم فتابع سليم بنبرة لوعت قلوب الحاضرين 
معندكش إجابة يا حازم مفيش مبرر واحد عندك تقوله يطفي نارنا حاجه واحدة تخلينا نقدر نرفع راسنا وسط الناس 
لم يستطيع تحمل المزيد فصدح صوته القاسې يبدد كل هذا القهر الذي يتشارك به مع شقيقه 
كفاية يا سليم هو اللي حكم على نفسه 
تقدم من بينهم جميعا مرورا به و هو يأمره بجفاء 
ورايا 
لم يتحدث بحرف بل تقدم خلف سالم محڼي الرأس فلم يحتمل سليم ما يحدث فانطلق هاربا إلى الخارج حتى أن نداءات جنة لم توقفه فاقتربت منها فرح تمسك بيدها وهي تقول بحنو 
سيبيه يا جنة خليه يهدي مع نفسه شويه 
جنة بأسى و قلب يتقاسم ۏجع المحبوب
ازاي أنت مشوفتيش حالته يا فرح 
تحدث مروان
هذه المرة بدلا عن فرح 
فرح عندها حق يا جنة سليم في أقصى مراحل ضعفه و يأسه بلاش تروحي وراه من غير حاجة هو حاسس بالإحراج منك و مننا كلنا سيبيه هو عارف هيتخلص من كل دا ازاي 
لم تستطيع احتمال كل ما يحدث معها فأحنت رأسها لتقترب منها همت بأقدام متوجسة قائلة بترقب تخشى رفضها
مروان عنده حق يا جنة اللي مروا بيه يا بنتي مش سهل 
رفعت جنة رأسها تطالعها بحزن تجلى في إيماءة بسيطة من رأسها فاطمأنت همت قليلا و اقتربت تمسد بحنو على كتفها و تضمن لهجتها وهي تقول 
اطلعي أنت ارتاحي شوية في اوضتك على ما هو يكون رجع ولو عايزة تسيبي محمود معايا عشان تعرفي تنامي براحتك سيبيه
نبش القلق حوافره في قلبها فازدادت من ضمة محمود أكثر إلى صدرها فتابعت همت تطمأنها 
مټخافيش عليه يا جنة دا في عنيا والله وأنت وفرح زي
سما و شيرين 
انفرطت عقدة دموعها مع آخر كلمة تفوهت بها فتحمحمت فرح ثم قالت بهدوء 
أكيد طبعا يا حاجه همت سيبي محمود معاها يا جنة و اطلعي ريحي فوق 
ارسمت ابتسامة بسيطة على محياها قبل أن تناولها الصغير و التفتت تناظر فرح بحزن احتوته فرح بضمة قوية وهي تهمس بأذنها برفق 
متقلقيش خلي عندك حسن ظن بربنا و اعرفي إني مش هسيب أي حد أو أي حاجة تأذيكي طول مانا عايشة 
هدأ الفؤاد بكلماتها فشددت جنة من ضمھا قبل أن ترفع رأسها وهي تقول بامتنان 
ربنا ما يحرمني منك أبدا 
ولا يحرمني منك 
كان الجميع يشاهد ما يحدث بتأثر فتقدم هو إلى حيث تقف وقال بخفوت صارم 
تعالي ورايا عالمكتب 
ارتجف قلب شيرين الذي كان يخشى المواجهة كثيرا ولكنها في النهاية اذعنت إلى ما طلبه و تقدمت تجر أقدامها المثقلة بذنوبها العظيمة وهي في طريقها إلى المكتب توقفت أمام كلا من فرح و جنة و قالت بصوت مبحوح من ثقل ما تشعر به
فرح لو تسمحي كنت عايزة اتكلم معاك شوية 
اومأت فرح بصمت
فأردفت شيرين بخفوت 
ساعة و هعدي عليك في اوضتك نتكلم 
فرح بجمود 
تمام 
كانت دمائه تغلي في مراجل بينما لسانه لم يكف عن إطلاق السباب لكل ما يحدث معه و كأنما القدر يعاقبه على جميع أخطائه دفعة واحدة 
زفر بحنق وهو يستمع إلى صوت إغلاق الباب فحاول أن يستبدل ثاني أكسيد الڠضب بأوكسجين نقي فأخذ يكرر عملية التنفس عدة مرات حتى جاءه صوتها المبحوح ليضرب بكل محاولاته في الهدوء عرض الحائط
عايزني في ايه 
الټفت بسائر جسده وهو يناظرها پغضب تبلور في لهجته التي كانت مرعبة تشبه عينيه حين قال 
عايز اعرف حازم بيهددك بأيه 
تراجعت خطوتان إلى الخلف من مظهره المرعب و لهجته و عينيه فحاولت أن تشحذ صوتها الهارب وهي تقول بخفوت
مبيهددنيش 
زمجر بۏحشية يقاطعها 
متكذبيش 
شهقة قوية شقت جوفها من صراخه فهمست پخوف 
طارق أنت مخوفني 
طارق بشراسة 
أنا لسه هخوفك لو مجاوبتنيش بصراحة مش عايزك تشوفي وشي التاني يا شيرين فأحسنلك جاوبيني 
لم تتقبل طريقته ولا مخاوفها فنفضت ضعفها قائلة بجفاء 
بأي حق بتسألني و بتعاملني بالطريقة دي 
ابتلع جمرات غضبه و أجابها بقسۏة
موضوع حقي و حقك دا خليه على جنب عشان أنا ممكن أوجد ألف حق يخليني اكسر دماغك دلوقتي فجاوبيني أحسنلك 
شعرت بتعب كبير يغزو أطرافها فتقدمت تجلس على أقرب مقعد قبل أن تتهاوي أقدامها و تسقط أمامه و قامت بإسناد رأسها بين كفيها بتعب لامس قلبه الذي أحكم تطويقه حين قال بجفاء
احنا في وقت صعب و الكلب دا محدش يأمن مكره و اديكي شايفة جري ازاي يهددنا بورقة الجواز دي لولا أننا عاملين حسابنا كان زمانا اتفضحنا في كل حتة 
رفعت رأسها تطالعه باندهاش تجلى في نبرتها حين قالت 
تقصد ايه أنا مش فاهمة حاجة الورقة دي اتعملت ازاي وهو كان متجوز جنة
عرفي و بعدين هو أنتوا كنتوا عارفين أنه سرقها أصلا 
طارق بخشونة
حازم و حلا كانوا عاملين توكيل عام لسالم عشان يتصرف في الورث كله و بالتوكيل دا سالم كتب على جنة و عمل العقد بتاريخ قديم لما كان حازم مسافر انجلترا الصيف اللي فات و دا عشان تقدر تورثه هي و محمود و محدش يقدر يتكلم عنها بحرف 
شيرين باندهاش 
اها صح أنا سمعت بابا بيقول لحازم إن عشان جنة تورث فيه لازم جواز رسمي 
طارق بجفاء
بالظبط و سالم اكتشف أن الورقة اتسرقت و دا قبل ما نعرف أن الزفت دا عايش و بعد ما عرفنا بدا شكيت أن ممكن يكون حازم سرقها بأي شكل من الأشكال و فضلنا مستنيين نشوف هيحصل ايه عشان سالم يقدر يتصرف معاه صح بعد كدا 
هبت من مكانها وهي تتساءل بترقب
تقصد ايه سالم ناوي يعمل معاه ايه 
طارق بقسۏة ة
ملكيش فيه انجزي و قوليلي الكلب دا بيهددك بأيه 
اخفضت رأسها لا تقوى على إجابته فتقدم يهزها من كتفها پعنف 
لآخر مرة هسألك و اعرف منك أحسن ما اعرف من حد تاني جاوبيني مش هيكون أوحش من عمايلك اللي قبل كدا 
غمس سمۏم كلماته بقلبها الذي انتفض بين
 

تم نسخ الرابط