امرأة العقاپ بقلم ندي محمود
المحتويات
سمعتها يابنتي بس انتي غلطانة مكنش ينفع تردي عليها أصلا وكنتي سبتيها ومشيتي
_ يعني تغلط فيا وفي أهلي واسكتلها !!
هرول إحد الأطفال خلفها وهو يحمل أكياسها ويقول بحب بريء
_ خدي يامهرة الكياس بتاعتك ومتزعليش نفسك دي ست شعنونة
هتفت أمينة بحزم وهي تجاهد في إخفاء ابتسامتها
_ هات الكياس دي وامشي ياولا بلاش لسان طويل
جذبت منه الأكياس واعطتها لمهرة وهي تقول بحنو وعذوبة
_ خدي يلا يامهرة وروحي لجدتك يابنتي وفكي وشك كدا عشان فوزية متحسش بحاجة لأحسن ممكن يجرالها حاجة لو عرفت باللي حصل
_ حاضر ياحجة أمينة اطمني أكيد مش هقولها .. وشكرا بجد
_ إنتي زي بنتي يامهرة متقوليش كدا
اقتربت منها مهرة وعانقتها بود ثم التقطت الأكياس منها وسارت متجهة نحو منزلها وهي تشد على محابس دموعها فما سمعته كان ثقيل جدا رغم أنها أظهرت القوة أمام الجميع .
داخل مقر شركة أل الشافعي تحديدا بمكتب عدنان ......
يجلس على الأريكة الصغيرة المتوسطة في منتصف الغرفة وأمامه على منضدة قصيرة مجموعة من الملفات والأوراق الخاصة بالعمل منشغلا بها ومنكبا عليها منذ أن جاء .. يرتدي نظارته الطبية الخاصة بالقراءة ويمسك بيده قلم فخم يعمل به في تركيز انفتح الباب بهدوء بسيط وحرص من السكرتيرة الخاصة به التي كانت تحمل كوب قهوة له واقتربت منه دون أن تتفوه ببنت شفة بعدما أخذت التعليمات بعدم مقاطعته بتاتا أثناء العمل حتى لا تنل من بطشه نصيبا انحنت جزعة للأمام ووضعت الكوب بجواره على المنضدة ثم انتصبت في وقفتها وهمت بالاستدارة والرحيل لولا صوته الغليظ وهو يسأل دون أن يرفع نظره عن الأوراق
ردت عليه برسمية شديدة وارتباك خصوصا أنها الأيام الأولى لها بالعمل
_ لا يافندم لسا موصلش
انتبه لنبرة الصوت المختلفة والغير مألوفة عليه فرفع نظره لها وحدقها بنظرة دقيقة
وقوية ثم تمتم بخشونة
_ إنتي مريم مش كدا
هزت رأسها بإيجاب في اضطراب واضح فالتقط أحد الملفات التي أمامه ومده لها وهو يهتف بنبرة صارمة وجدية يجيب عليها
_ طيب وصلي الملف ده لمستر نادر .. وقوليله يخلصه خلال ساعة ويبعتهولي فورا
التقطت منه الملف وتمتمت بالموافقة وهي تهز رأسها
_ حاضر يافندم
غاب عن الواقع للحظات يتذكر جزء من ذلك الموقف أثناء سيره معها على الشاطيء .....
كانوا يسيران على شاطيء البحر والماء ترتطم بقدميهم بفعل المد والجذر بينما هنا فكانت تركض أمامهم وتلعب بالماء بقدميها الصغيرتين كان يسير واضعا كفيه في جيبي بنطاله وهي تتنقل بعيناها بين البحر تارة وبين ابنتها تارة أخرى .. تتابع فرط سعادتها وهي تضحك باللعب في الماء فقالت بتلقائية محدثة إياه وهي تبتسم بعاطفة أمومية جميلة
________________________________________
_
_ واضح إن هنا مبسوطة جدا من Holiday دي
عدنان بابتسامة جانبية وهو ينظر لها بتعجب
_ هي هنا بس اللي انبسطت يعني !
طالعته بابتسامة هادئة وقالت في خفوت ورقة
_ لا وأنا كمان ياعدنان .. خصوصا إن دي أول مرة احس باهتمامك بيا
_ ومش هتكون آخر مرة يارمانتي .. كل ما يكون معايا وقت فاضي من الشغل
متابعة القراءة