امرأة العقاپ بقلم ندي محمود
المحتويات
ست الحسن دي !
أشار بعيناه إلى الطابق العلوى من المنزل غامزا بلؤم ففغرت فمها پصدمة وهتفت بضحكة عالية وسعيدة
_ وايه اللي حصل فجأة كدا ياحنين وخلاك تغير رأيك .. مش كان مستحيل ولا يمكن ومينفعش
بادلها الضحك وهدر بمداعبة
_ القلب وما يريد بقى يافطوم نعمل إيه !
قهقهت بقوة وعيناها تلمع بسعادة نقية وبهجة جميلة .. بينما نادين فاشتعلت غيظا وتأججت نيران الغيرة بقلبها .. هل كان يتودد إليها بالنظرات والكلمات ويخبرها بغيرته المباشرة عليها وهو كان ينوي الزواج بأخرى .. يا لها من حمقاء صدقت مشاعره وأنه حقا يبادلها الحب ! .. والآن ېغدر بها بأبشع الطرق على الإطلاق .
_صباح الخير ياخالة
فاطمة ببشاشة وجه وهي
تتبادل النظرات الخبيثة مع حاتم
_ صباح النور ياحبيبتي
باشرت في تناول طعامها حتى سمعت صوت حاتم العابث
_ مفيش صباح الخير ياحاتم كمان ولا إيه !
أجابت ببرود دون أن تنظر له
سكت للحظات يحدق بها وبملامحها في تدقيق واستغراب حتى أكمل عبثه بلهجة أكثر مرحا كنوع من تلطيف الجو
_ ياااه هو أنا شفاف للدرجادي !!
تجاهلته كأنها لم تسمعه من الأساس وتابعت أكلها ببرود مثير للأعصاب .. بينما هو فتلاشت ابتسامته تدريجيا من فوق شفتيه وهتف
_ نادين !
للمرة الثانية تتجاهله عمدا وهو لا يدري السبب وهذا ما أثار جنونه حيث عاد يردف بصوت رجولي غليظ
_ نادين أنا بكلمك !!!
احست فاطمة بأن شجار عڼيف سينشب بينهم إن لم تسرع وتتدراك الموقف قبل أن تندلع الحړب حيث هتفت بضحكة بسيطة محاولة بث البهجة من جديد حولهم
كانت نظرات حاتم ملتهبة لنادين التي تستمر في تجاهله والتصرف ببرود متعمد وكأنها لا تراه .. فألقى بالشوكة في الصحن پعنف واستقام واقفا يجيب على خالته بصوت محتقن وعينان ثابتة على الأخرى
_ شبعت !
فور سماعها لخطواته التي تبتعد باتجاه باب المنزل نظرت له بطرف عيناها هامسة بصوت منخفض وغيرة أنثوية حاړقة
_ قال شو القلب وما يريد ! .. لك أنا راح اخنقك بإيديا ياكذاب يامخداع
في تمام الساعة السابعة مساءا .........
خرجت زينة من المطبخ تحمل فوق يديها كؤوس العصير وعلى ثغرها ابتسامة واسعة حتى وصلت لهم بالصالون فانحنت عليهم جميعهم واحدا تلو الآخر تمد يديها حتى يلتقطون كأس من العصير ووقفت أخيرا أمام هشام الذي حدجها بغرام لم تلاحظه للأسف ورفع يده يلتقط كأس العصير الخاص به لتعود زينة لمقعدها تجلس فوقه ويبدأون في تبادل الأحاديث الممتعة فيما بينهم .. وتارة يبادلهم هو وتارة يكتفى بتأمله لمعشوقة قلبه .
_ عقبال ما نفرح بيك كدا ياهشام ياحبيبي
ابتسم لها بمرارة وألقى نظرة سريعة على زينة التي تتابعهم
________________________________________
بابتسامتها العريضة ثم تنهد بثقل مغمغما
_ والله أنا حاولت يامرات خالي بس واضح إني مليش حظ في موضوع الجواز ده
ميرفت بمداعبة وضحكة دافئة
_ ياسلام إنت شاور بس وأنا وأمك نجوزك ست البنات .. هي مين
________________________________________
دي اللي متقبلش بيك
هدرت زينة بمشاكسة غامزة له بلؤم
_ ميغركمش شكله ده مش ساهل .. ممكن يكون متجوز من ورانا في المانيا والله
رغم جملتها السخيفة إلا أنه ضحك وبادلها مشاكستها يجيب بسخرية
_ طيب أنا راضي ذمتك ده منظر واحد متجوز !!
إجابته ضاحكة
_ الحقيقة لا
قطع حديثهم صوت رنين الباب فهمت ميرفت بالنهوض لكن سبقتها زينة التي استقامت وقالت بعينان مشرقة
_ خليكي ياماما ده أكيد رائد هروح أنا افتحله
_ طيب ياحبيبتي روحي
أسرعت زينة تجاه الباب وسط نظرات هشام التي بدأت تظلم تدريجيا ورفع يده يمسح على وجهه پعنف يجاهد في تمالك أعصابه من قبل أن يراه حتى .. لاحظت شقيقته الجالسة بجواره تبدل ملامح وجهه فعضت على شفاها بتوتر حتى سمعته ينحنى على أذنها ويهمس بغيظ مكتوم
_ إنتوا كنتوا عارفين إن خطيبها جاي !!
نفت الاء مسرعة بصدق
_ أكيد لا يعني .. وأنا لو كنت اعرف كنت أول واحدة هقولك
بعد ثلاث دقائق تقريبا رآه يقترب منهم وهو يبتسم بلطف وتسير خلفه زينة ثم بدأ يلقى التحية على الجميع وعندما وصل إليه وبسط كفه أمامه .. فنقل هشام نظراته المريبة بين وجهه وكفه
متابعة القراءة