امرأة العقاپ بقلم ندي محمود
المحتويات
ينزل بأناملها إلى شفتيه يطبع قبلة ناعمة عليهم وهو يبتسم لها بدفء .
ضړبت صافرات الإنذار في عقلها هي الأخرى فسحبت يدها فورا في ارتباك وخجل ملحوظ بعد قبلته الدافئة .. واعتدلت في جلستها تتطلع أمامها بصمت وتحتضن كفها الذي قبله بين كفها الآخر تخبأه عن عينيه ! .
بعد انتهاء حفل الخطبة .......
تجلس زينة
________________________________________
على أريكة طويلة نسبيا ويجلس هو بجوارها .. كانت جلسة منفردة لهم فقط بعد الحفل .
مرت عشر دقائق حتى الآن وهي مازلت تتأمل المكان من حولها بجمود دون أن تتطلع له حتى أو تتفوه بكلمة واحدة .. فتنهد هو مغلوبا على أمره وانحنى عليها عليها قليلا حتى يجذب انتباهها له هامسا
نظرت له أخيرا فور همسه بالقرب من أذنها وابتسمت باستحياء متمتمة
_ الله يبارك فيك
رائد بغمزة مشاكسة
_ عقبال كتب الكتاب ياحبيبتي
تلونت وجنتيها بالون الأحمر وسارعت في تغيير مجرى الحديث حيث قالت بخفوت
_ مش ناوي تقولي بقى تعرفني من فين
ضحك بخفة وادرف
_ إنتي لسا فاكرة !!
_ طبعا ..
________________________________________
لا يمكن انسى ودلوقتي هتقولي يا رائد بيه
تنهد الصعداء بقوة ولا تزال الابتسامة تزين ثغره ثم اعتدل في جلسته ليصبح مواجها لها مباشرة وبدأ في الحديث بهدوء تام ونظرات خبيثة
رددت كلمة نرجسي بين شفتيها بتفكير .. تذكر أنها عملت لفترة وجيزة لدى شركة ترجمة صغيرة وكانت تبغض مديرها دون أن تراه بسبب ما تسمعه من الموظفين عنه وأوامره الصارمة للجميع .
لحظات طويلة مرت حتى أدركت جملة رائد فصاحت پصدمة
_ إنت بتهزر مش كدا !!
انطلقت منه ضحكة عالية تبعها رده عليها بالنفي
_ لا مش بهزر .. إنتي متعرفنيش لأني مكنتش ببقى موجود اغلب الوقت ومحدش بيشوفني كتير بس أنا اعرفك أكيد .. وبعدها بفترة ماما لما جات الشغل بالصدفة عندي وشافتك قالتلي إنك بنت طنط ميرفت
_ أنا مش مستوعبة .. وإزاي متقوليش يا رائد ده كله
_ هتفرق في إيه إنتي سبتي الشغل من بدري .. وأنا كدا كدا كنت ناوي اقولك بس حبيت نصبر شوية لغاية ما تتعرفي عليا اصل لو كنت قولتلك من البداية كنتي ممكن تكرهيني اكتر لمجرد إنك ماخدة الفكرة دي عني
ابتلعت ريقها بإحراج بسيط ثم تطلعت له ببراءة تهمس بنبرة تعتذر قبل أن تهتف بالاعتذار حتى
_ إنت عرفت منين إني كنت بقول عنك كدا !
غمز لها في مكر ضاحكا وهدر
_ أنا بعرف كل حاجة فكان طبيعي اعرف اللي بتقوليه عني وحظك إني عرفت بعد ما ماما قالتلي انتي مين وإلا للأسف تصرفي كان هيبقى مش لطيف
_ أنا أساسا سبت الشغل بنفسي كنت بني آدم لا تطاق من غير ما اشوفك
رفع حاجبه بابتسامة لئيمة ورد عليها مستنكرا في ترقب
_ ودلوقتي إيه !
حركت رأسها يمينا ويسارا بحركة مترددة تهمس في برود مقصود
_ عادي لا وحش ولا حلو
_ لا والله !!!
قهقهت بقوة واردفت مسرعة بعدما لاحظت غيظه من ردها
_ بهزر .. اكيد اختلفت وجهة نظري عنك يعني .. واتغيرت للأفضل
عادت الابتسامة تزين شفتيه ليقول بمداعبة
_ بداية مبشرة الحمدلله
بعد مرور ساعات قليلة .....
خرجت من الغرفة متسللة على أطراف أصابع قدمها وبرأسها تتلفت حولها وعيناها تتجول بكل مكان بحثا عنه حتى رأت ضوءا خاڤتا منبعثا من غرفته الخاصة بالعمل .. سارت بحرص أشد دون أن تصدر أي صوت كلص يخشى أن يمسك به صاحب المنزل .
وصلت إلى باب الغرفة .. أمسكت بالمقبض في حذر وتطلعت له خلسة من الخارج فرأته يقف وينحنى على الأدراج يضع بعض الأوراق الخاصة بعمله بها تابعته بعيناها لدقيقة تماما حتى وجدته يغلقهم وينتصب في وقفته مستندا لمغادرة الغرفة .. فتركت المقبض وتراجعت للخلف مسرعة تركض على أطراف اصابعها نحو الغرفة .. دخلت وأغلقت الباب بالمفتاح من الداخل ووقفت خلفه تنتظر وصوله وبالفعل أقل من خمس دقائق سمعت صوت خطواته تقترب من الغرفة وحين أمسك بالمقبض واداره حتى يفتحه لم يفتح .. ظل يعيد الكرة أكثر من مرة ظنا منه أن قفل الباب تعطل .. حتى أتاه صوتها من الداخل وهي تقول
_ متحاولش أنا قافلة الباب بالمفتاح !
اتسعت عيناه بريبة وهيمن عليه الصمت للحظات حتى رد عليها بعدم فهم
_ نعم !!!
جلنار بابتسامة متشفية وبحدة تخرجها باحترافية في صوتها الناعم
_ زي ما سمعت مش هتقعد معايا في نفس الأوضة ياعدنان .. روح نام في أي أوضة تاني أو نام على الكنبة برا
تمالك أعصابه ورد عليها بثبات انفعالي مصطنع
_ افتحي الباب ياجلنار وبلاش شغل الأطفال ده
صاحت به
متابعة القراءة