امراه العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
رأت هذا الثنائي يشبهم تماما بكل شيء ولذلك ظلت تتابعهم بشرود مبتسمة بحنو حتى صك سمعها صوت غليظ تعرفه جيدا وهو يهتف بعد أن جذب مقعد وجلس بجوارها
_ دورك لسا مجاش
التفتت برأسها له مذهولة وسألت
_ عدنان !! عرفت إزاي إني رايحة للدكتورة
عدنان بضيق ملحوظ
_ كان المفروض إنك انتي تقوليلي مش تسأليني عرفت إزاي
_ قولت يمكن تكون مش حابب تيجي يعني محبتش
اضغط عليك
ثبت نظر الثاقب بقوة داخل عيناها وقال بنبرة غريبة لكنها جميلة ومختلفة
_ وأنا مفيش حاجة عندي أهم منك إنتي وهنا وابني اللي جاي خليكي فاهمة ده كويس أوي
طالت نظراتها المندهشة والسعيدة بنفس اللحظة برده المفاجيء لكن بالنهاية اشاحت بوجهها عنه وابتسمت خلسة بحماس وفرحة !!
_ رايحة فين تعالى هوصلك
_ مفيش داعي أنا همشي في عربيتي ومعايا السواق هيوصلني
توجه لسيارته ورمقها بنظرة شبه آمرة وعاضبة مردفا
_ اركبي ياجلنار يلا متخلنيش اتعصب
_ من غير قلبة وش كنت منتظرة ايه مثلا اسيبك تركبي مع سواق وأنا موجود
جلنار بغيظ
_ والسواق ده مش حد غريب
عدنان بزمجرة
_ بنسبالي حد غريب وأنا مش بطمن على مراتي وولادي مع أي حد
_ لا مهتم أوي ماشاء الله !
_ بتقولي حاجة !
جلنار بنبرة مقتضبة
_ لا ما بقول حاجة وياريت متلكمنيش بالاسلوب واللهجة دي تاني أنا عديتها وسكت بمزاجي على فكرة
عدنان ساخرا
_ بجد والله كنتي هتعملي إيه يعني !
أجابت ببرود مستفز وثقة
_من غير ما أعمل احنا أساسا اتطلقنا وانت ملكش حق تكلمني بالطريقة دي وتتحكم فيا
_ متفضليش تكرري الكلمة دي قدامي وتنرفزيني عن عمد
_ وتتنرفز ليه ما دي الحقيقة إننا اتطلقنا ولا أنا قولت حاجة غلط !
عدنان منفعلا وبنبرة صوت عالية
_ وأنا رديتك لعصمتي ياجلنار
نهاية الفصل
_ الفصل الواحد والسبعون _
ثم تحرك ووقف خلفها ليرفع يديه ويفك عقدة الشريط حول رأسها ثم ينزعه عنها لتفتح هي عيناها وتتجول بنظرها حولها مذهولة وبعينان متسعتان على أخرهم من فرط الصدمة
لطالما حلمت وتمنت أن تمتلك دار للأيتام تأوي فيه أطفال الشوارع المشردين وتعطيهم فرصة لحياة أخرى وجديدة بدلا من تلك التي سلبت منهم
_ كل اللي جاي ليكي وبس يارمانتي تتمني أي حاجة بس وأنا انفذها لو طلبتي نجمة من السما مش بعيدة عليكي
زاد انهمار دموعها فوق وجنتيها بصمت لتلتفت له وتطالعه بعشق وامتنان لأول مرة يراها تتطلعه بهذا الشكل لم يكن الحب الذي بعينها كأي مشاعر سابقة شهدها منها مختلفة حتى في ابتسامتها التي شابهت طفلة صغيرة أو بالأدق كطفلتهم تماما حين تستحوذها السعادة
ألقت بجسدها عليه وعانقته بحرارة وتركت العنان لشهقاتها حتى يرتفع صوت بكائها أكثر وتجيبه بصوت مبحوح
من فرط البكاء
_ أنا لو هتمني حاجة تاني من ربنا هي أنه يخليك ليا ياعدنان
_ ويخليكي ليا ياحبيبتي إنتي وهنا وابني اللي جاي في الطريق
ابتعدت عنه ورفعت يديها تجفف دموعها لتهمس له باسمة بتعجب
_ أنت دايما بتتكلم عنه بصيغة الذكر إيه عرفك إنه هيكون ولد
ضحك ورد بثقة غامزا وهو يمد كفه ليتحسس بطنها
_ احساس قوي بيقولي إنه هيكون ولد
رأت في عيناه رغبته ولمعته المختلفة التي تعبر عن أنه يتمنى أن يكون الطفل الثاني لهم صبي فابتسمت وتمتمت بعدما مالت عليه ولثمت وجنته برقة
_ أن شاء الله يكون ولد ياحبيبي ويبقى شبهك كمان
دنى منها ولثم جانب ثغرها بحب ثم أردف بجدية امتزجت بحماسه
_ طيب تعالي يلا افرجك على الدار من جوا
لمعت عيناها بتشويق مماثل له وهتفت بفرحة غامرة
_ يلا
حتى سمعت جملته التي أخفت ابتسامتها فورا
_ الفترة اللي كنت بغيب فيها الليل كله عن البيت وبرجع متأخر وبتكلم طول الوقت في التلفون وبعيد عنك كان بسبب تجهيزات الدار مكنتش عايزك تشكي ولا تعرفي أي حاجة إني بجهزلك للمفاجأة دي
طالت نظراتها العابسة إليه نظرة ممتلئة بالندم والاعتذار على حماقتها وما حالت إليه علاقتهم بسبب سذاجتها وعدم ثقتها به زمت شفتيها بحزن وتمتمت بأسف صادق
_ أنا آسفة !
عدنان بصوت رجولي قوي لكنه يحمل الحنو
_ أنا مش بقولك كدا على تعتذري احنا قفلنا اللي فات كله وفتحنا صفحة جديدة وأنا نسيت لكن بقولك عشان اثبتلك أننا رغم كل اللي مرينا بيه
متابعة القراءة