امراه العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
وراكي علطول
استدارت ميرفت وغادرت من جديد لتعود للمطبخ تكمل تجهيزات طعام المساء بينما زينة فما هي إلا دقائق قصيرة حتى لحقت بأمها لكي تساعدها
داخل الاستراحة الخاصة بالمستشفى
تجلس فوق مقعدها حول طاولة صغيرة وعلى الوجه المقابل لها مقعد فارغ أو بالأحرى مقعده حيث استقام منذ لحظات وابتعد عنها لكي يجيب على هاتفه وقد اوصاها بأن تتناول طعامها ومشروبها إلى حين عودته واكتفت هي بالإماءة في موافقة دون أن تتحدث
وجهها المبتهج دائم الابتسام وبات شاحبا تحيط بعيناها الهالات السوداء كانت ترفع شعرها لأعلى في تسريحتها المعتادة لتتركه
ينسدل على ظهرها ذيل طويل مرتدية بنطاله الأبيض الواسع واعلان كنزة بحمالات عريضة وفوقها جاكت جينز واسع في الذراعين يعطيها شكل
لطيف مقارنة بجسدها المتناسق
فجأة التقطته عيناها لا تعرف كيف رأته هل ظهر من العدم
أم أنه كان يقف منذ وقت ولم تلاحظه اتسعت عيناها في دهشة وړعب لكن اوهمت عقلها بأنها مجرد تخيلات ولا وجود له كان يرتدي بنطال جينز ضيق يناسب جسده الرفيع وفوقه جاكت أسود اللون يغلق سحابه حتى رقبته وفوق رأسه قبعة يرتديها كنوع من أنواع التخفي لكن تلك القبعة لم تخفيه عنها فتلك النظرة التي بعيناه لن تتمكن من محوها أبدا حتى تلك الندبة التي في يسار وجنته لا تتمكن القبعة من إخفائها وما أكد لها أنه حقيقة عندما عبر أحد من جواره
ابتلعت ريقها بتوتر وارتيعاد ملحوظ فوق قسمات وجهها ثم استقامت واقفة فورا والتفتت برأسها حولها تبحث عن آدم لكن لا وجود له ازداد خۏفها واضطرابها أكثر وباللحظة التالية كانت تندفع بين الطاولات تهرول داخل المستشفى لتختبأ منه وعيناها تستمر في التجول حولها بحثا عن آدم
إنت روحت فين !!
تفحص معالم وجهها باستغراب وغمغم بهدوء
هزت رأسها بالنفي تجيبه بخفوت ورأسها تستمر بالتلفت حولها في خوف
محصلش حاجة أنا جيت اشوفك بس لما لقيتك اتأخرت
أمسك آدم بوجهها وثبته عليه في اتجاهه ليهتف في لهجة شصارمة
بصيلي يامهرة في إيه مالك بتبصي حواليك پخوف كدا ليه !!
علقت عيناها بخاصته الخضراء في لحظة وسرعان ما عادت لوعيها تقول بطبيعية مزيفة
ابتسم آدم بساحرية وتمتم في خفوت جميل
ما أنا معاكي أهو هو أنا سبتك !!
بادلته الابتسامة بأخرى مرتبكة وبعد ثواني كان هو يتحرك نحو الطاولة بعد أن أشار لها بعيناه أن تأتي فهرولت مسرعة خلفه تسير بجواره شبه ملتصقة به كطفل صغير يحتمى بوالده وعيناها تتجول في كل بقعة بحثا عن صاحب القبعة لكن لا أثر له
لاحظ آدم تصرفاتها الغريبة والتصاقها به كنتيجة لخۏفها من شيء لا يعلمه فانتظر حتى جلسوا فوق مقاعدهم حول الطاولة وهتف بجدية
في حاجة حصلت وأنا مش موجود يامهرة شوفتي حاجة أو حد يعني !!
لم تنتبه لكلماته بسبب انشغالها بالتجول بنظرها بحثا عنه في استغراب فقد كان يقف هناك للتو كيف اختفى بهذه السرعة عاد آدم يهتف في غلظة صوته القوى
مهرة !!!
انتفضت وعادت بوجهها لجهته تنظر له ببلاهة قبل أن يتمكن عقلها أخيرا من ادراك ما سمعه للتو فتهتف في نفى تام وثبات متصنع
لا مفيش حاجة يا آدم صدقني
امال بتبصي حواليكي وبتدوري على مين كدا !
مهرة مخترعة كڈبة حتى تستطيع الفرار من حصاره
أصل شوفت واحدة صحبتي اعرفها ودلوقتي مش لقياها بس شكلي شبهت عليها ومش هي
آدم بنظرة شبه مستنكرة وثاقبة كالصقر
صحبتك !!
أدركت أن كذبتها لم تجدي بنفع معه وأنه كشفها لكنها اكتفت بابتسامتها المضطربة واسرعت تلتقط مشروبها ترتشفه بهدوء وعيناها تتجول بكل مكان عدا وجهه تتفادى النظر إليه عمدا كأنها تتهرب من نظراته التي تخترقها !
سارت باتجاه غرفة مكتبه الخاصة تحمل بيدها كأس ماء ممتلئ وباليد الأخرى اقراص لعلاج الآم الرأس
فتحت الباب في بطء ودخلت ثم أغلقت الباب خلفها واقتربت منه بخطواتها الرقيقة حتى جلست بجواره فوق الأريكة ومدت يديها بكوب المياه والاقراص
كان هو يضع ذراعه فوق عينيه المغلقة بسبب الألم القاسې الذي يضرب برأسه منذ استيقاظه من النوم وعندما احس بوجودها أزاح ذراعه وفتح عيناه يحدق بها وبيديها الممدودة بالماء والعلاج
جلنار في لطف
خد العلاج ده هيخفف ألم الصداع شوية
عدنان باستغراب ونظرات دقيقة
وإنتي عرفتي منين إني عندي صداع !
جلنار ببساطة
واضح ياعدنان وطبيعي جدا يجيلك
متابعة القراءة