امراه العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
احنا لحقنا نقعد معاك
انحرفت عيناه على رائد يرمقه شزرا قبل أن يجيب بطبيعية متصنعة
معلش يامرات خالي مرة تاني
ثم تابع يوجه حديثه لأمه
شوية كدا وهعدي أخدكم
هزت رأسها بالإيجاب في نظرات مشفقة على ابنها المسكين وعندما استدار وغادر همت ميرفت بأن تلحق به فأوقفتها أمه هامسة بابتسامة منطفئة
سبيه متطغيش عليه خلاص ياميرفت
لم تفهم ميرفت ما تقصده أمه لكنها هدأت وبقت بمقعدها كما طلبت منها بينما زينة فهمت بالوقوف لتلحق به قبل أن يغادر تماما لكن يد رائد منعتها هامسا لها بحزم
سحبت يدها ببطء من يده وغمغمت بجدية تامة لا تقبل النقاش
لحظة يا رائد وراجعة
ثم أسرعت مهرولة نحو الباب وفتحته لتخرج إلى درج البناية وتراه قد وصل للطابق الذي اسفلهم فصاحت عليه حتى توقفه
هشام استنى
توقف ورفع رأسه لأعلى يتطلع لها وباللحظة التالية فورا كانت تنزل إليه مسرعة حتى وقفت أمامه وهتفت باستغراب
في إيه مالك مشوار إيه اللي ظهر فجأة ده !!
هشام بجمود مشاعر
مفيش حاجة يازينة اطلعي فوق
ثم استدار وهم بالرحيل لكنها أسرعت وقبضت على ذراعه تمنعه من التقدم هادرة بحزم
نزع قبضتها عن ذراعه بلطف وهتف في نبرة صلبة وأعين حادة
مليش قولتلك اطلعي لخطيبك يلا
ولم يمهلها الفرصة لتحاول منعه من جديد حيث اندفع إلى الدرج يكمل طريقه للأسفل وقد عاد الألم والبؤس يعلو ملامحه من جديد بينما هي فظلت مكانها تتابعه وهو يتوارى عن أنظارها بحيرة وقلق !
كانت جلنار تجلس بحديقة المنزل تتصفح هاتفها وتجلس بجوارها ابنتها التي تلعب بألعابها في اندماج فانتبهت على صوت هنا وهي تهتف برقة تليق بصوتها الطفولي
مامي أنا هروح اشرب مايه
جلنار بابتسامة دافئة
نزلت الصغيرة من فوق الأريكة وهرولت راكضة داخل المنزل حتى تشرب كما قالت لوالدتها وبتلك الأثناء انتبهت جلنار على أثر صوت الخطوات التي تقترب منها فدارت برأسها للجانب لترى أسمهان تسير نحوها بتعجرف وقوة كعادتها فتبتسم وتستقيم واقفة تستقبلها بصوتها العذب
المحمل بلهجة السخرية
أهلا يا أسمهان هانم ياترى إيه سبب الزيارة المرة دي !!!
أسمهان بقرف
ده بيت ابني ووقت ما أحب هاجي يابنت نشأت مش هتمنعيني اجي ازور ابني وأشوف حفيدتي
ضحكت جلنار بتهكم على آخر كلماتها قبل أن تميل عليها وتهتف في قوة جديدة عليها
أسمهان بعصبية
الزمي حدودك ومتنسيش إن دي حفيدتي
حفيدتك اللي حاولتي تقتلي أمها وتقتليها وهي
لسا في بطني
التهبت نظرات أسمهان بغل وحقد عارم قبل أن تبتسم فجأة بشكل مريب وتغمغم في خبث وأعين تلمع بوميض شيطاني
زي ما أنا عندي أسراري اللي مخبياها عن ابني إنتي كمان عندك وميعرفش عنها حاجة
التزمت جلنار الصمت لبرهة من الوقت تحاول فهم ما ترمي إليه حتى أدركت مقصدها فاتسعت عيناها بدهشة ثم رمقتها باشمئزاز وهدرت
إنتي ست بشعة ومش طبيعية حقيقي أنا بشفق عليكي
أظلمت عيني أسمهان بنقم وغيظ لترفع كفها في الهواء تهم بصفعها لكن صيحة ابنها الغاضبة من الخلف جعلت يدها تتعلق بالهواء في صدمة
ماما !!!!
نهاية الفصل
الفصل السادس والثلاثون
هبط كف يدها المعلق بالهواء تدريجيا وقد اعتلت معالمها قسمات القلق بعدما سمعت صيحة ابنها بينما جلنار فكانت تقف صامدة تنقل نظرها تارة بين عدنان الذي أظلمت عيناه وتارة لأسمهان التي باتت مضطربة قليلا وببطء استدارت بجسدها كاملا للخلف تجاه ابنها لتقابل احتدام نظراته التي تخترقها كالسهم المشتعل لا تنكر أن شعور الخۏف أجتاحها للحظة من معالمه القاسېة
هتف عدنان بغلظة صوته الرجولي المحمل بلمسة الڠضب
إيه اللي
بيحصل ده !!!
عقدت جلنار ذراعيها أمام صدرها وشبه ابتسامة متشفية ارتفعت لثغرها تحدق بأسمهان منتظرة سماع تبرريتها لمحاولتها لصفعها
وهل امرأة متجبرة مثل أسمهان
سيصعب عليها أن تخترع الحجج لتبرر فعلتها فهذا أبسط ما يمكنها فعله حتى ! حيث أجابت على ابنها پغضب
الهانم مراتك بتغلط فيا وكمان مش عايزاني ادخل بيت ابني بقى على آخر الزمن بنت ريهام ال
بترت جملتها بمنتصفها عندما اسكتتها صيحته العڼيفة والغاضبة
ماما متنسيش إن جلنار مراتي واللي حصل ده مسمحش بيه أبدا مهما كان
تقدمت جلنار خطوة منها وهمست بنظرات ڼارية
كملي مالها ريهام !
سمعت صوت عدنان المخيف يهدر باسمها في لهجة تحذير
جلنار !
التزمت الصمت مجبرة واشاحت برأسها للجانب بعيدا عنهم تماما متأففة في غل وغيظ دفين من تلك الشيطانة المتجسدة بهيئة بشړ !!
ثم هتف عدنان بغلظة وحدة موجها حديثه لأمه
تعالي ورايا
ثم اندفع للداخل في خطوات ټضرب بالأرض في قوة واكتفت أسمهان بأن تلقى نظرة مشټعلة على جلنار قبل أن تتحرك وتسير خلفه للداخل
دخلت غرفة مكتبه الخاصة خلفه وأغلقت الباب وباللحظة التالية كانت تواجه اعصاره المدمرة حيث صاح منفعلا
وأخرة تصرفاتك دي إيه يا أسمهان هانم !!!
تقدمت منه دون خوف وهتفت بقسۏة وثبات
اخرتها تسمع كلامي وتطلقها عشان بنت الرازي لا يمكن تكون الزوجة المناسبة ليك
رفع كفيه يمسح على شعره نزولا
متابعة القراءة