ليلي
المحتويات
و كأنها تحاول الهروب منه كلما اقترب منها كلما أبتعدت عنه تركض و تركض حتي سقطت في حفرة عميقة لېصرخ هو باسمها
ليلي
ليلي
استيقظ فارس من هذا الکابوس الذي يطارده منذ أن ابتعدت ليلي عنه لتستيقظ تلك العاړية التي كانت نائمة بجواره و هي تحتضنه من الخلف بدلال قائلة
حبيبي شو بك !
مفيش
يا لينا أنتي لسة موجودة لحد دلوقتي ليه !
طيب اتفضلي قومي عشان تمشي
ماشي حبيبي
نهضت و هي تختال في سيرها ليشعل هو سېجارة و هو ينفث دخانها پغضب
أمسك بهاتفه و قام بعمل اتصال و وضعه علي أذنه ينتظر الإجابة بعد مرور دقيقة أتي إليه صوت أنثوي نائم قائلا
ألو
صباح الخير يا نور أسف لو ازعجتك
مين حضرتك !
أنا فارس طليق ليلي
في تمام التاسعة صباحا كانت تقف أمام البناية الذي يقطن بها عازمة علي إنهاء هذة المهزلة
فإما أن يعودا لبعضهما و إما الوداع !!
وقفت امام باب منزله و هي تدق الجرس مرات متتالية و قالت بصوت عال لأنها تعلم انه بالداخل و لا يريد أن يفتح الباب لها
يوسف افتح يا يوسف متهربش زي العيال الصغيرة افتح عشان خاطري و افهم مني و لو معجبكش كلامي ارميني برة عشان خاطري يا يوسف
و أخيرا فتح الباب ليراها أمامه بهيئتها الباكيه حاول ان يتماسك و هو يقول
اتفضلي اغسلي وشك و بطلي عياط
ابتسمت من بين دموعها و دلفت و هي تقول
فين الحمام
أشار لها بيده و هو يقول
في آخر الطرقة علي أيدك الشمال
دلف هو إلي المطبخ و هو يعد قهوته الصباحية لتخرج هي بتوتر و تقف بجانبة قائلة
لا انا هعملها
مدت كفها لتأخذ منه الملعقة و هو ينظر لها متعجب لتقل هي
اقعد و انا هعمل القعوة و هجيبهالك عشان نعرف نتكلم مع بعض
لم يتحدث كثيرا و فعل مثلما قالت و اتجه ليجلس علي الاريكة المقابلة للمطبخ و هو يشاهدها أشتاق إليها كثيرا
انهت القهوة و اتجهت إليه و هي تحملها و جلست بجانبه
قال هو
انا مخنتكش يا يوسف
قالتها و هي تمسك بكفة لينظر لها بقسۏة قائلا
اومال كنتي بتعملي اية لما الاقيكي في حضڼ راجل غيري دة معناه اية ها !!
شغل
هههه شغل هي دي طريقة جديدة في الشغل يا هنا هانم و لا اية !
افهمني يا يوسف أنا شركتي كانت داخلة مناقصة لصالح وزارة العدل و شركته كانت داخله منافسة مع شركتي و
كملي
و اضطريت أني أعرض عليه فلوس و اتصاحب عليه كام يوم علشان يجيبلي المعلومات اللي في الملف اللي هتقدمه شركتهم عشان أكسب المناقصة
هز رأسه محاولا أن
يستوعب ما تقوله و قال
أنتي أكيد بتقولي أي كلام و خلاص عشان اسامحك الكلام دة مش صح !!
أنتي لا يمكن تكوني هنا اللي أعرفها اية اللي جرالك اتحولتي من ملاك لشيطان !!!
عشان سبتني لوحدي وسط وحوش ميعرفوش الرحمة متعرفش اية اللي حصلي و لا الايام السودة اللي شوفتها في حياتي كانت عاملة ازااى
هتفت هنا باڼهيار من وسط دموعها لينهض يوسف و هو يقول بصوت مثل زئير الأسد
مش مبرر مبرراتك كلها واهية يا هنا
طيب عشان خاطري تسامحني و الله يا يوسف مش هعمل كدة تاني بس سامحني و أنا مستعدة أسيب شغلي لو عايز بس و الله انا ما خنتكش انت مكنتش بتغيب عن بالي و لا لحظة كنت مستنية و بعد الدقايق عشان ترجعلي أنت اللي مشيت و قطعت اخبارك عني !!
نظر لها و هي ترتجف و تبكي بشدة و بدون مقدمات جذبها لأحضانه فدفنت هي رأسها في صدره
يعلم حجم الخطأ الذي ارتكبته و يعلم أيضا أنها وصلت لمرحلة سيئة و تملك منها الجشع و الطمع
و لكن لا مفر من حبها يحبها و سيظل يحبها فعليه تحمل عواقب ذلك و عليه مساعدتها لتخطي تلك المرحلة
لا تعلم إن كان قرارها بمقابلته صحيحة أم لا و لا تعلم أيضا لم طلب مقابلتها سريعا و
بدون إخبار ليلي فكرت أنه يسعي ليرد ليلي إليه مرة أخري فإذا كان ماتفكر به صحيح فستفعل أي شيء في سبيل إسعاد شقيقتها
نظرت إلي ساعة يدها لتري الوقت فقد تأخر كثيرا زفرت بملل لترفع عينيها و تراه يقف أمامها ابتسمت بصدق و قالت
اهلا يا فارس
أهلا بيكي يا نور أزيك عاملة اية
قالها فارس و هو يجلس علي الكرسي المقابل لها لترد نور قائلة
تمام طول عمري اعرف أن مواعيدك مظبوطة بس اللي أنا شيفاه غير كدة من الواضح أن أنت حصلك تغيير جامد عن زماان !!
اللي ليلي عملته غيرني ٣ درجة أكيد أنتي فاهمة !
نظرت إليه بندم علي ما فعلته شقيقتها و قالت
فاهمة بس كماان فيه حاجة انت لازم تفهمها كويس الظروف اللي ليلي اتعرضتلها مفيش واحدة تقدر تستحملها صدقني هي استحملت كتير
مفيش داعي نفتح في القديم يا نور خلاص ليلي اختارت حياتها و أنا كمان هعيش حياتي زي ما هي ما عاشت حياتها أنا كنت جايلك عشان موضوع تاني خاالص
اية هو !
بنتي !!
استيقظت باكرا علي صوت والدتها و هي تقوم بفتح ستائر الشرفة و تقول
يلا يا فاطمة أحمد علي وصول يلا علشان تلحقي تجهزي لأن يومك النهاردة طويل !!
شوية يا ماما بس بليز
يلا
مفيش وقت قومي
قالتها مرفت و هي ترفع الغطاء عنها لتتأفأف فاطمة و هي تنهض بتكاسل و تقول
يعني يا ماما كان لازم تديه معاد بدري كدة حراام و الله !!
بتقولي حاجة يا فااطمة
لايا ماما بقول هدخل آخد شاور بسرعة قبل ما أحمد يجي
مرت أقل من ساعة استعدت فاطمة فيها لمقابلة أحمد حيث كانت تقف أمام المرآة لتضع آخر لمساتها من مستحضرات التجميل حينما سمعت صوت بوق سيارته أنتفضت من مكانها و هي تهرول خارج غرفتها
لتراها والدتها و تهتف قائلة
فاطمة انتي يا بنت انتي رايحة فين !!
لم تستمع إلي نداءات والدتها المتتالية و هرولت إلي الخارج لتفتح باب القصر لتصطدم به و هو يحمل باقة من الزهور و صندوق مغلف بطريقة تجذب الناظر إليه نظرت له ثم إلي يده التي تحمل هذه الأشياء ثم عاودت النظر إليه مرة أخري و بدون مقدمات تعلقت برقبته ابتسم هو و دق قلبه فرحا و همس لها قائلا
أمك واقفة وراكي يا مچنونة !!!
ابتعدت عنه ما إن سمعت هذه الجملة و يبدو أنها نست كل شيء بمجرد ان سمعت بوق سيارته ابتلعت ريقها بخجل و قد احمرت وجنتيها لتقول والدتها
اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفكيش و أنتي بتقولي سيبيني انام شوية يا ماما !
ضحك أحمد لتردف مرفت
أتفضل يا حبيبي اية هتفضلي سايبة خطيبك واقف علي الباب كدة !!
دخلوا جميعا لتجلس والدتها و تبدأ التحدث مع أحمد و هي تقول
طلعي الحاجات اللي
متابعة القراءة