رواية هوس من اول نظرة سيف وسيلين الجزء الثاني (كاملة الفصول) بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز

عقله و قلبه و هو 
ينحني إلى الأمام حيث كان صغيريه
يقفان إلى جانب بعضهما ليحدثهما بحزم 
سليم ريان إحنا مش إتكلمنا جوا من شوية
و فهمتكوا إن بابي عنده شغل و لازم أسافر 
و إني هاجي أزوركوا كل شوية لازمته إيه 
الكلام داه إنتوا عارفين إني بسافر 
عشان أشتغل و اقدر أشتريلكوا لعب حلوة 
و هدوم 
سليم و ريان بصوت واحد 
إحنا مش عايزين حاجة غيرك طب لو 
هتسافر ينفع نروح معاك 
صالح بلوم و نسيب مامي لوحدها 
سليم مقترحا ببراءة خليها تيجي 
معانا 
زفر ييأس و هو يمسح وجهه پعنف لا يدري 
ماالذي سيفعله فطفليه عنيدين و يبدو أنها
قد ورثا هذه الصفة منه و لا يربدان الاقتناع 
بسهولة لكن كيف سيستطيع أن يقنعهما 
بشيئ هو بنفسه غير راض عنه لكنه يفعل 
ذلك من أجلها 
ضمت هدى شفتيها و هي تبكي بصمت 
حزنا على الصغيرين اللذين يحاولان 
بكل براءة أن يجعلا والدتهما تعدل عن 
رأيها لا يربدان ان يعودا يتيمين 
كما في الماضي لكن يارا يبدو من 
وجهها انها مصرة وقفت من مكانها 
لتنسحب من هذه الجلسة التي أتعبت اعصابها و هي تخفي وجهها بكفيها حتى لا يروا دموعها 
أغلقت باب الجناح وراءها ثم إنفجرت 
باكية تشعر و كأنها بين المطرقة و السندان 
الجميع يعارضها حتى طفليها و ما يجعل 
شهور الذنب بداخلها يكبر هو أن صالح 
يحاول إرضائها و إقناع الجميع بقرارها 
و الدفاع عنها 
جلست على طرف الفراش و هي 
تحاول تذكر ما حصل منذ يومين عندما 
كانوا في مدينة الألعاب حيث كلف صالح 
بعض الحرس بمراقبة الصغيرين و إختيار 
الألعاب المناسبة لهما ليستطيع التحدث 
مع يارا بهدوء 
فلاش باك 
صالح بتردد انا كنت عاوز اتكلم معاكي 
في موضوعنا اقصد في حياتنا انا 
حابب إنك تديني فرصة عشان نبدأ حياة 
جديدة و ننسى الماضي عشان الاولاد 
و كمان عشانا 
رفع رأسه يرمقها بترقب ليلاحظ 
دهشتها من كلامه قبل أن تجيبه 
على الفور 
يعني إنت جايبني هنا عشان 
تطلب مني إني انسى اللي فات 
و نعيش حياة جديدة صح 
صالح بتبرير بعد أن لاحظ تصاعد 
ڠضبها أيوا عشان مينفعش نكمل 
حياتنا كده عايشين زي الغرباء
في بيت واحد و مش عارفين هنكمل 
و إلا لا 
يارا و هي ترمقه بسخرية 
هو إحنا كان في بينا حاجة عشان 
نكملها لو ناسي يا صالح بيه انا هفكرك 
بلاش ننبش في الماضي عشان بيزعل 
أوي انا رجعت معاك بس عشان الاولاد 
لكن الظاهر حضرتك فهمتك غلط انا 
مستحيل ارجعلك حتى لو فضلت 
تحاول الف سنة لقدام مستحيل انسى 
إنت عملت فيا إيه طب اقلك على حل 
عشان تريح دماغك إعتبرني مت مثلا 
لما كنت بتضربني و بدخل المستشفى إلا 
لما حضرتك سجنتني ليلتها في الاوضة 
اللي تحت تخيل إني تجمدت من البرد 
مثلا متت و إلا لما المچرم كان بيطاردني 
هي الافتراضات كثيرة بصراحة فاختار على ذوقك 
تنهد صالح و هو يبتسم بحزن فإجابتها 
جعلت لمعة الأمل تنطفئ داخل عينيه 
دمدم بأسف و هو ينظر نحو أطفاله 
اللذين كانا يلعبان سعادة غير مدركين 
لما يحصل حولهما 
انا آسف عشان رغم مرور السنين دي
كلها مقدرتيش تنسي اللي انا عملته 
معاكي انا عارف ان عندك حق و بعذرك 
عشان كده انا هساندك في قرارك 
و هعمل كل اللي إنت عاوزاه بس اكيد 
مش هيأس إنك في يوم تسامحيني 
حولت يارا نظرها هي الأخرى نحو
صغارها غير عابئة بكلامه الذي لن 
يغير من رأيها مهما حصل 
نهاية الفلاش باك 
مسحت دموعها پعنف و هي تتجه نحو 
الشرفة حتى تستنشق بعض الهواء النقي
لترى في الأسفل هدى و هي تدفع كرسي 
سناء مغادرة الفيلا لا تدري مالذي أصابها 
في تلك اللحظة و كأن شيطانا تلبسها 
لتهرع نحو الاسفل راكضة 
وجدت صالح يحاول تهدأة طفليه اللذين 
كانا لا زالا يتوسلانه حتى لا يغادر 
إتجهت نحوهم و هي تصرخ پغضب ف
لأول مرة تفقد السيطرة على اعصابها أمام 
طفليها 
إنتوا بتعيطوا ليه كل داه عشانه 
إنتوا عارفين ابوكوا داه كام مرة حاول 
يقتلكوا فيها و كام مرة بهدل امكوا و ضربها 
متعيطوش عشانه بكره هتكبروا و تعرفوا حقيقته 
و هتتأكدوا إن أنا عملت الصح عشانكوا يلا 
على فوق عشان نلم هدومنا إحنا هنرجع عند 
تيتة أم إبراهيم 
ضغط صالح شفتيه بقوة و هو يبتسم لإبنيه 
محاولا طمأنتهما خاصة بعد أن ظهر الخۏف 
على ملامحهما من صړاخ والدتهما ثم إلتفت 
نحو يارا ينهرها 
لو سمحتي ميصحش كده دول لسه أطفال 
و مش فاهمين حاجة 
يارا پجنون خليهم يفهموا و يعرفوا 
حقيقتك 
صالح و هو يسايرها بس كده هيكرهوكي إنت مش انا هما هيفتكروا إن إنت اللي بعدتيني عنهم 
يارا بصړاخ ما هما فعلا فاكرين كده إنت 
مسمعتش هما كانوا بيقولوا إيه انا لو خدتهم 
هيكرهوني و لو سبتهم مش هقدر اعمل كده 
مقدرش ابعد عنهم دقيقة واحدة و لو فضلت 
هنا بټعذب انا مش عارفة اعمل إيه 
انا مش عارفة افكر تعبت اوي انا مكتوب عليا 
أعيش حياتي كلها في عڈاب و مش هرتاح ابدا 
همس صالح لطفليه بصوت خاڤت 
ليركضا نحو يارا و هو يقولان بصوت واحد 
إحنا آسفين يا مامي و مش هنعمل كده 
ثاني 
چثت يارا على ركبتيها نحو الاسفل حتى 
رفعت رأسها بعدها لتجد صالح قد إختفى 
نظرت حولها لكنها لم تجده لتعلم انه قد
غادر او ربما عاد ليعتكف في غرفته حتى لا 
تراه 
أخذت سليم و ريان إلى المطبخ اعدت لهما 
وجبة خفيفة ليأكلاها ثم اخذتهما إلى 
الحديقة حتى يلعبا بينما جلست هي 
على كرسيها تفكر 
كان الوقت ليلا لا تدري بالضبط كم كانت الساعة 
وقتها عندما سمعت طرقا خاڤتا على باب
الجناح 
في البداية قررت انها لن تفتح لكن بعدها 
تراجعت عن رأيها بعد أن تكررت الطرقات 
و صارت اكثر إلحاحا مع مرور كل ثانية 
نظرت نحو أطفالها حتى تتأكد من نومهما 
ثم وقفت لتأخذ روب قميصها و ترتديه على 
عجل 
فتحت الباب لتتفاجئ بصالح يقف أمامها 
و هو في حالة مزرية شعره مبعثر و ملابسه 
مقطعة و مليئة بالډماء اما و جهه فلم يكن
ظاهرا جيدا من شدة الكدمات و الچروح التي 
كانت تغطيه 
شهقت و هي تضع يدها على فمها متمتمة 
بقلق 
إيه اللي عمل فيك كده إنت كنت فين 
و ليه مرحتش المستشفى 
رفعت يدها حتى تتحسس چروحه لكنه 
اوقفها بأن امسك معصمها و هو يضع فيه 
مسډسا صاحت پهستيريا و هي تحاول 
تحرير معصمها لكنه كان قابضا عليه 
بقوة كافية لمنعها من التحرك و هو مازال 
يدس المسډس داخل يدها ثم جعل اصابعها 
تنغلق عليه رغما عنها وجهه نحو بطنه 
و هو يغمغم بتعب 
مش انت كنتي عاوزة ترتاحي انا هريحك مني خالص عشان سليم و ريان ميزعلوش منك 
أنا جيت لحد عندك عشان ټنتقمي مني 
على اللي عملته فيكي من زمان خذي بثارك
عشان قلبك يرتاح 
حاولت يارا جذب يدها لكنها كانت مړعوپة 
من أن تدوس على الزناد فتطلق عليه الڼار 
بالخطأ لتصرخ پجنون و هي تضربه بيدها 
الأخرى 
إنت بتعمل إيه يا مچنون صالح عشان خاطري 
فوق متعملش فيا كده حرام عليك فووووق 
تحدث مرة أخرى بهدوء و هو لا يحيد ببصره
عنها مټخافيش انا مش ناوي اؤذيكي 
انا سجلت فيديو و بعثته 
لسيف و فريد و حكتلهم كل حاجة و إن انا 
اللي إنتحرت عاوزك تخلي بالك من الأولاد 
انا كتبت كل ثروتي بإسمك يعني كل حاجة 
بقت ملكك دلوقتي و وصيت سيف انه 
يساعدك في إدارة الشركات 
رفع يده نحو رأسها ليزيح حجابها متأملا 
خصلات شعرها و هو يكمل و كأنه يمتلك وقت 
العالم كله 
كان نفسي اكون جنبك و إنت حامل 
بأولادنا و لما كنتي بتولدي كان نفسي 
اشوفهم و هما بيمشوا اول مرة و كمان 
لما قالوا اول كلمة و اول خطوة كان نفسي 
اوديهم المدرسة في أول يوم و احضر 
فرحهم بس أنت هتعملي بدالي كل 
داه إنت هتربيهم و هتاخذي بالك منهم كويس 
سألت دموع يارا على وجنتيها و هي تهتف 
محاولة إقناعه بأنفاس متسارعة كانت مړعوپة 
من أن يضغط على الزناد و ينتهي كل شيئ 
صالح أرجوك أبوس إيدك سيبني و خلينا 
نتكلم بهدوء تحت و انا اوعدك هنلاقي 
حل عشان خاطري إهدا 
مال صالح برأسه و هو يداعب وجنتها 
قبل أن يكمل حديثه من حيث توقف منذ
قليل و كأنها لم تتحدث أصلا 
إحكيلهم عني و قوليلهم إن بابي 
كان بيحبكوا أوي 
حرك رأسه و كأنه للتو إستوعب ما قالته 
لا انا مش عايز اتكلم انا تعبان اوي 
و عايز ارتاح 
صاحت يارا بړعب و هي تجذب يدها 
مرة أخرى حرام اللي بتعمله حرام 
انت ھتموت كافر ارجوك يا صالح 
عشان خاطري اهدا للأولاد هيصحوا 
و يخافوا لو شافونا كده 
صالح بابتسامة حزينة 
انا حبيتك أوي اكثر من نفسي 
بس طريقة حبي كانت غلط عشان كده 
لازم أدفع الثمن إنت ملكيش ذنب انا استاهل 
عقاپ ربنا عشان اذيتك أوي انا كمان 
قټلت آدم و فاطمة و لازم اموت انا كمان 
يارا پهستيريا و قد غرق وجهها بدموعها 
بينما كان جسدها يرتجف كليا 
مكانش هيسيبك لو مقتلتوش كان هيقلني 
و يقتلك إنت و سيف و فريد و أولادنا 
كان ھيقتلنا كلنا إنت قټلته دفاع عن نفسك 
و لو عليا انا مسامحاك خلاص و نسيت 
كل حاجة عشان خاطري لو بتحبني 
سيب المسډس و انا هرجعلك خلينا 
نربي ولادنا سوى دول صبيان و انا مش 
هقدر عليهم لوحدي ارجوك متحملنيش فوق 
طاقتي انا مش هستحمل اشيل ذنبك 
صالح و هو يتفرسها بدقة و كأنه يودعها 
إنت أقوى حد انا قابلته في حياتي 
هتقدري تربيهم أحسن مني خلي بالك من 
نفسك و لو في يوم قررتي تتجوزي 
إختاري صح بحبك اوي هتوحشيني 
و يدوس على الزناد تزامنا مع صړخة
يارا التي هزت أرجاء الفيلا و هي 
تشاهد جسده ينهار أمامها غارقا في 
دماءه بينما لاحت على شفتيه إبتسامة 
وداع 
الفصل الثامن و الثلاثون و الاخير من رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني 
سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم 
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير 
صوت صړاخ عال دوى داخل الفيلا 
تلاه بكاء هستيري جعل ريان و سليم 
يفزعان من نومها و يحتضنا بعضهما بړعب 
عندما شاهدا والدتهما تنتفض من مكانها 
و تغادر الفراش و هي تنظر حولها و تتفقد 
نفسها بطريقة غريبة و هي لا تكف عن الصړاخ
و البكاء و جذب شعرها 
ماټ انا قټلته ماااات المسډس فين كان 
هنا لا مش هنا هناك 
توسعت عيناها بقوة تحدق في يديها و تتفقدهما
ثم هرعت خارج الجناح تماما في ذلك 
المكان الذي شهد مقتله في حلمها 
رفعت يديها لتجذب خصلات شعرها بقوة 
و هي لا زالت تنظر حولها و كأنها فقدت عقلها 
كانت تلهث بقوة و تبكي بينما تتمتم دون 
إنقطاع أنا قټلته مااات 
كانت تتفحص باب الجناح من الخارج 
و جسدها يرتجف بأكمله عندما سمعت 
صوت صالح فجأة من وراءها يصيح 
بلهفة 
مالك في إيه إنت كويسة الاولاد كويسين 
إلتفتت نحوه بنظرات تشبه خاصتي 
طفلة صغيرة وجدت والدها بعد أن ضاعت 
في الزحام في بلد لا تعرفه نطقت إسمه 
بهمس من بين شفتيها قبل او تندفع 
نحوه تتفحصه هو الاخر بطريقة جعلته 
يرمقها پصدمة 
بين شفتيها لم يستطع تمييز سوى كلمة الحمد لله 
تحدث حتى يسألها من جديد بعد أن 
شعر بالقلق على الطفلين 
يارا
الولاد فين 
أمسكها من ذراعيها و هزها بغير عڼف حتى 
يجعلها تفوق مما تفعله لكنها لازالت تهمهم 
بكلمات غير مفهومة و هي تحدق فيه 
بعيون باكية 
جذبها من ذراعها بعد أن يئس من جعلها 
تعود إلى واقعها و إندفع داخل الجناح 
باحثا عن الطفلين 
وجدهما في طرف السرير يحتضنان 
بعضهما و هما يبكيان أو بالأحرى كان 
ريان هو من يبكي بينما سليم يهدأه 
ترك صالح يارا ثم ركض نحو أطفاله يتفحصهما 
و هو يهتف بقلق 
حبايبي إنتوا كويسين في إيه إيه اللي حصل 
قولولي ماما بتصرخ ليه 
إنكمش ريان على نفسه و جذب الغطاء 
حوله پخوف بينما إرتمى سليم بين ذراعي
والده ليخبره ببراءة 
مش عارف يا بابي احنا كنا نايمين 
بس صحينا عشان كانت بتصرخ بابي 
ريان خاف أوي و عمل بيبي على نفسه 
نظر صالح بحنان نحو ريان الذي 
إختفى تحت الغطاء من شدة إحراجه 
عدة مرات حتى يطمئنه فالصغير 
كان مړعوپا و جسده يرتجف و رغم 
ذلك كان يتظاهر بأنه ليس خائڤ حتى 
يهدأ شقيقه 
وضعه على الأرض ثم سار نحو ريان 
ليزيح الغطاء من فوقه و يحمله هو الاخر 
و يغادر الجناح بعد أن اخذ له بعض 
الملابس النظيفة له 
نزل به إلى غرفته حيث 
يطمئنه و يخترع له قصصا حتى 
يفسر له سبب صړاخ والدته بذلك 
الشكل الهستيري خرج من 
الحمام و هو يحمله ليتفاجئ 
بوجود يارا مستلقية على فراشه بجانب 
الصغيرة 
حمحمت بإحراج عندما شعرت بوجوده 
لتبعد سليم النائم عنها بهدوء و هي تهمس 
انا آسفة على اللي حصل أصله كان 
كابوس وحش اوي و انا كنت فاكراه حقيقة 
وضع صالح ريان فوق قدميه و جلس 
إلى جانبها ليتمسك به الصغير رافضا 
تركه فعلى مايبدو هو لازال خائڤا من 
والدته ليضمه نحو و هو يهمس له 
انا هنا يا حبيبي متخافش إرجع نام 
ريان كان متعبا للغاية من كثرة اللعب 
في النهار لكنه في نفس الوقت كان 
خائڤا من وجود والدته رغم انه يحبها 
لكنه صدم بها و هي تصرخ بذلك الشكل 
المرعب صورتها لا تزال في ذاكرته 
و رغم ان والده اخبره بأنها قد رأت 
كابوسا مزعجا لكنه رغم ذلك لازال خائڤا 
منها لكنه إطمئن بوجود والده و أغلق 
عينيه على الفور لينام 
وضعه صالح بجانب شقيقه ثم إلتفت 
نحو يارا التي كانت لا تزال تنتظر رده 
و كأنها تلميذة معاقبة 
وجهها كان محمرا من شدة الخجل و عيناها 
تلمعان بسبب دموعها المتحجرة اما شعرها 
فقد غطته بحجاب و هذا ما جعله يشعر 
بالضيق 
زفر و هو يجيبها مدعيا البرود 
عادي حصل خير تقدري تنامي هنا 
جنب الولاد و انا هشوف أوضة ثانية
أنا أصلا كنت بجهز هدومي عشان 
بكرة هسيب البيت 
تحدثت يارا باندفاع حتى توقفه 
لا طبعا مينفعش الولاد لسه خايفين 
مني أصلا أنا اللي لازم أمشي مش 
إنت عشان هما بقوا بيحبوك أكثر مني 
صالح بهدوء و هو يسند رأسه بيديه 
متقلقيش بكرة ينسوا اللي حصل 
وقف من مكانه فجأة حتى يغادر
فكل شيئ قد إنتهى بينهما و لا داعي 
للمزيد من الانتظار 
انا بكرة هتصل عشان أطمن 
عليكوا تصبحي على خير 
يارا باندفاع و هي تعترض طريقه 
إنت رايح فين خليك الولاد 
هيصحوا و لو لاقوني جنبهم هيخافوا 
صالح و هو يبتسم لها مطمئنا 
انا هبقى في الاوضة اللي جنبك 
و هاجي على طول 
يارا و هي تقاطعه بنبرة شبه باكية 
لا هما بقوا بيكرهوني و ريان 
خاېف مني أوي طب خليك جنبهم 
الليلة أصلا دلوقتي الساعة إثنين 
الصبح يعني النهار قرب يطلع 
كانت تحاول منعه من الذهاب خوفا من 
أن يتحقق كابوسها فعقلها حتى الآن 
لازال تحت تأثير الحلم إصرارها الغريب 
إستفزه بشدة فطوال الساعات الماضية 
كان مستيقظا في غرفته يحاول إقناع نفسه 
بأن كل شيئ قد إنتهى بينهما و انه يجب 
أن يرضى و يتأقلم لدرجة انه بكى أكثر 
من مرة و هو يتخيل صعوبة الايام القادمة 
بدون عائلته 
و هاهي الان تريد أن تهدم كلما جاهد 
لبناءه بكل أنانيه و عدم إهتمام ضغط على 
أسنانه بغيظ منها ثم أمسك بمعصمها و جذبها 
وراءه ليخرجا من الغرفة 
أغلق الباب حتى لا يستمع إليه الطفلين 
رمقها بنفاذ صبر و هو يقول 
كفاية بقى انا بشړ و ليا طاقة تحمل 
مش
عشان انا ساكت و بعدي تسوقي 
فيها إنت جبتي القسۏة دي كلها 
منين مش
شايفاني بمۏت قدامك في 
كل لحظة و إنت كل اللي همك الولاد 
يكرهوكي انا ماصدقت بدأت أقنع نفسي 
إتعايش مع وضعي الجديد بعيد عنكوا 
و إنت مش عاوزة ترحميني 
عاوزاني انام جنبك انت و الاولاد الليلة 
و بكرة الاقي نفسي وحيد من ثاني 
حرام عليكي إرحميني بقى انا تعبت 
حاولت بكل الطرق اللي انا اعرفها 
إني أخليكي تسامحيني بس خلاص 
معادش ليا حيل أحاول أكثر و انا شايف 
إن الطريق آخره مسدود انا بشړ 
و كل الناس بتغلط و دفعت الثمن 
و لسه كمان هدفعه بقية حياتي فأرجوكي 
كفاية أنا بكرة الصبح هسيب البيت و داه 
اخر كلام عندي و ورقة طلاق طلاقك 
هبعثهالك مع المحامي و معاها كل حقوقك 
الفيلا دي مكتوبة بإسمك و هسيبلك رقم 
تلفوني عشان لو في حاجة كلميني انا 
هشوف شقة قريبة من هنا عشان اكون 
جنب الاولاد الفترة دي لغاية ما يتعودوا 
على الوضع الجديد 
لم يستطع إنهاء كلامه حيث شعر بغصة 
تملأرخلقه ليتخد طريقه نحو المطبخ 
و يضيئ الانوار فتح 
الثلاجة حتى ياخذ قارورة مياه باردة 
سكب منها في كوب ثم شربه دفعة واحدة 
و هو يكمل بعد أن سمع خطواتها وراءه 
انا هنام في الاوضة اللي جنبكوا و لو عزتي 
اي حاجة خبطي عليا 
يارا و هي تفرك يديها بتوتر 
طب ممكن تفضل أسبوع كمان 
رفع صالح حاجبه بسخرية 
كده انا هبقى زي المسجون اللي مستني 
يوم إعدامه هفضل اسبوع كمان عشان 
اتعلق أكثر بالاولاد و بعدين أسيبهم طب 
تخيلي نفسك في مكانك إنت ممكن ترضي
بالوضع داه يارا لو سمحتي زي ما انا 
محترم رأيك يا ريت إنت كمان تعملي زيي
انا خدت قراري خلاص و مش عاوز أجل 
يارا و هي تستجمع ما تبقى من قواها لا إنت ممكن تفضل معاهم على طول متمشيش عشان الاولاد
محتاجينك أوي و انا عارفة و متأكدة إنهم هتعبوا 
لو إنت سبتهم 
كل الكلمات الموجودة في العالم تعجز عن 
وصف شعوره في تلك اللحظة إنزلق 
كوب الماء من يده ليتهشم إلى قطع 
صغيرة لكنه لم يهتم رغم انه كان حافي 
القدمين تحرك نحوها حتى يطلب منها 
إن تعيد ما قالته ظنا انه لم يسمعها جيدا
لكنه وجدها تسرع نحوه 
و تدفعه إلى الخلف و هي تشير له بأنفاس 
مسلوبة نحو الزجاج 
إنت مش شايفه كنت هتأذي نفسك 
و كأن الزمن توقف به في تلك اللحظة و لم يعد 
او يسمع سواها لا يصدق انها قلقة عليه 
و هي التي تكرهه و لا تطيق حتى رؤيته 
أمامها رفع يده حتى يضعها على كتفها 
و هو يهمس دون صوت 
إنت بتتكلمي جد مش عاوزني أمشي 
حركت رأسها بنفي و هي تتراجع إلى 
الخلف ثم اخفضت رأسها قائلة 
لا خليك عشان الاولاد و عشانك 
إنت تحرمت منهم كثير و مش عايزة 
اكون السبب في فراقكوا 
تقدم صالح من جديد نحوها و هو يسألها 
بعيون تشع أملا طب و إنت 
مسامحاني 
أخذت نفسها طويلا ثم زفرته قبل أن 
ترد عليه 
مسامحاك بس انا محتاجة شوية وقت 
عشان أقصد مش عايزاك تقرب مني 
او تطلب مني أي حاجة لغاية 
ما فعله تاليا جعلها ټندم بشدة 
ففي تلك اللحظة 
كانت تتحدث و في اللحظة التي تليها 
وجدت نفسها بين ذراعيه يضمها نحوه 
بكل قوتها حتى شعرت بأنها أنفاسها على 
وشك الاختناق و مع ذلك لم يتركها 
لقد كانت مخطأة عندما إعتقدت ان صالح 
قد تغير كان يحركها و كأنها دمية بين 
يديه يقبل وجنتيها و جبينها
و كذلك كتفيها من فوق ملابسها 
كالسيل الجارف حتى انها حاولت كثيرا 
دفعه و إيقافه لكنه لم يكن يستمع إليها 
و هو لا يكف عن التعبير عن شوقه و لهفته 
إليها
وحشتيني اوي انا مش قادر أصدق 
إنك قبلتي ترجعيلي و الله انا آسف 
و ندمان على كل حاجة و عمري ما 
هعمل حاجة تضايقك ثاني انا بحبك 
أوي و الله 
شعرت يارا بأنها على وشك أن يغمى 
عليها حتى أبعدها عنه في اللحظة 
الأخيرة و هو يسألها ببراءة و كأنه لم 
يفعل شيئا 
حبيبي ساكتة ليه إنت بجد مسامحاني 
رفعت يارا يدها تتحسس رأسها و هي تجيبه
داه لو فضلت عايشة 
شهق صالح و هو يضمها نحو صدره مرة 
أخرى قائلا ببراءة 
بعد الشړ عليكي تعالي عشان ترتاحي
جوا إنت لسه تعبانة من الکابوس اللي شفتيه 
سارت إلى جانبه و هي تتململ محاولة 
الإبتعاد عنه لكنه كان يحيط 
كتفيها بقوة دون قصد منه و كأنه لازال 
لا يصدق انها و أخيرا صفحت عنه 
تحدثت يارا بتذمر 
لا انا كويسة بس ممكن تبعد 
شوية انا قلتلك نرجع اه بس 
تديني وقت و متلمسنيش 
أزاح يده من على كتفها على الفور 
و هو يرسم 
على وجهه تعبيرا يوحي بأنه لم 
يكن يقصد إزعاجها قائلا 
سوري مخدتش بالي بس قشطة 
انا موافق تفضلي 
فتح لها الباب حتى تدخل قبله مردفا من 
جديد 
نورتي أوضتي المتواضعة 
ما إن أصبحت أمامه و تعطيه ظهرها 
حتى قبض على يديها و رفعهما قليلا 
إلى الأمام و هو يهمس دون صوت 
yes yes 
الحمد لله يا رب الحمد لله 
إستدارت يارا لتجده يغمض عينيه 
و يرفع رأسه إلى الأعلى و يتمتم بالدعاء 
لتبتسم بخفوت و هي تزيح حجابها و تستلقي
بجانب ريان و هي تحتضنه متنهدة 
بحيرة لا تدري إن كان قرارها صائبا في 
العودة إليه ام انها سوف ټندم لاحقا 
قرارها كان فقط من أجل أطفالها بدرجة أولى 
تقسم انه لو لم يكن لديها أطفال لما قبلت 
حتى لو ظل حياته بأكملها و هو يحاول 
لكن ذلك لن يمنعها من تغيير رأيها في وقت لاحق 
إن لم تشعر بأنها مرتاحة معه أغلقت 
عينيها تستدعي النوم لكنها إنتفضت 
عندما شعرت به ينحني ليقبل جبينها هامسا 
تصبحي على خير انا في الاوضة 
اللي جنبك على طول 
غادر بهدوء و أغلق وراءه الباب لتضم يارا 
صغارها و هي تبتسم براحة و تتخيل 
ردة فعل أروى و البنات عندما يسمعون بالخبر 
في اليوم التالي 
قام صالح بدعوة الجميع بعد أن قرر القيام 
بحفلة شواء عائلية باربكيو مشترطا عليهم 
إحضار هدايا ليارا و للأطفال مستغلا حماسهم 
و فضولهم لمعرفة تفاصيل الصلح بينهما
صالح طلع 
كانت يارا متأنقة في فستان طويل باللون
الاخضر الذي يشبه لون عينيها و الذي 
جعلها تبدو في غاية الجمال و الأناقة 
و قد جعلت طفليها أيضا يرتديان قمصان
نفس اللون 
رمى سيف الهدية التي كان يحملها لصالح 
و هو يهتف بامتعاض 
طول عمرك إستغلالي داه جزاتي 
عشان ساعدتك ترجعلها يا ناكر الجميل 
تدخل فريد الذي بدأ منزعجا أيضا 
طب ليه القانون داه مطبقش على 
الكل مشيرا نحو كلاوس الوحيد الذي 
اعفاه صالح من إحضار هديه لكنه 
أحضر بعض الألعاب للصغيرين 
أجاب صالح و هو يضحك باستمتاع 
كلاوس داه حبيبي يعمل اللي هو عايزه 
انا بفكر اديله الهدايا اللي انتوا جبتوها 
صاح هشام باستنكار نعااام كله إلا الهدية 
بتاعتي انا دافع فيها ډم قلبي إيراد 
المستشفى ثلاث شهور 
تحدث بصوت شبه باكي و هو يضيف 
بسبب زن اختك قال إيه مش عاوزة 
تجيب هدية أي كلام 
وشوش له فريد يسأله ليه هو انت جبت إيه 
هشام و هو يبتلع ريقه بطريقة 
عادل إمام طقم ألماس و أربع تذاكر 
للمالديف بلاس التكاليف 
فريد و هو يضرب فخذيه بحسرة 
منك لله خربت بيتي انا لسه دافع 
تحويشة عمري في عربية جديدة 
أرجوكوا
محدش يقلها و إلا أقلك 
كلاوس داه حبيبنا كلنا و يستاهل إديلو 
مبروك عليه 
و هكذا كانت الأجواء المسائية في فيلا
صالح التي و أخيرا زارتها السعادة و إمتلأت
بضحكات طفليه اللذين كانا أجمل هدية
في حياته هما و زوجته التي قرر انه سوف
يصبر حتى يسترجع ثقتها و لما لا يجعلها
تقع في حبه كما يعشقها 
نهاية الرواية 
يا بنوتات انا حابة انوه على حاجة مهمة 
طبعا طبعا طبعا و داه مفهوش اي اختلاف ان المرضى النفسيين
و الناس سوري على اللفظ الژبالة مالين حياتنا و موجودين 
و كل يوم بنسمع عن الغرايب اللي بتحصل فمفيش داعي 
نقول ان انا بأفور يعني كل حاجة موجودة مش معنى انك انت 
الحمد لله مشفتيش او مسمعتيش يبقى مش موجود 
في يا حبيبتي الراجل اللي بيخون مراته و اللي بيصورها و يبعث صورها لاصحابه موجود و حقيقة و في الشباب المبتزين 
اللي بېهددو البنات و اللي الست اللي بتخون جوزها المسافر 
و في النطع اللي يبعث مراته لاماكن مشپوهة عشان تصرف 
ببنت الجيران اللي عمرها خمس سنين و في اللي يستدرج 
اطفال صغيرين و في لو قعدت من هنا لبكرة مش هكمل 
فبلاش بقى جو المثالية و كده 
نييجي بقى لابطال رواياتي سواء جان او شاهين او ايهم او سيف او صالح او جوزيف او اي حد فيهم زي ما انا بدي نموذج حلو للرجل السوي اللي بنتمناه كلنا زي محمد في رواية الشيطان شاهين او عمر 
او كمان هشام في رواية هوس من اول نظرة زي ما في شخصيات مرضى نفسيين ثانيين انا مش بشجع و اقول انهم كويسين و لازم نعجب بيهم بالعكس انا خليت كاميليا حتى بعد سنوات من جوازها 
ما نسيتش اللي شاهين عمله فيها عشان بجد أسوأ حاجة تحصل لاي ست هي 
ما تفكري تحلمي بالرجل القاسې داه 
افتكري كلامي كويس و بلاش هبل فوقي فوقي فوقي هههههههه
لكم الحرية طبعا في الاختيار و كل واحد حر في رأيه ومش معنى اني بجيب النماذج دي في رواياتي يعني بشجعها يا ريت 
نعرف نفرق و شكرا ليكوا 
مع حبي ياسمين عزيز
حرفيا هرقص عشان و أخيرا خلصتها 

تم نسخ الرابط