رواية هوس من اول نظرة سيف وسيلين الجزء الثاني (كاملة الفصول) بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز

هي سارة جوا..
اجابها على الفور..ايوا هي و أمير..
الشخصيات دول أبطال رواية هي و الأمير
تابعت يارا و رباب طريقهما إلى الداخل 
بينما عاد وسام بخطوات مسرعة نحو سيارته..
قبل نصف ساعة في المقر الرئيسي لشركات 
صالح عزالدين..
دلفت مها السكرتيرة مكتب صالح بعد أن 
طرقت الباب طبعا فلو لم تفعل ذلك لكانت الان 
مطرودة...
كانت تسير و هي تخفض رأسها بسبب أوامر 
مديرها الصارمة فأي موظفة تعمل في شركته 
يشترط أن ترتدي ملابس محتشمة و أن لا تنظر 
إليه و هي تحدثه...محدش يسألني ليه عشان انا نفسي معرفش الظاهر إنه خلاص تجنن .
وضعت بعض الملفات أمامه ثم قالت بنبرة 
عملية..حضرتك فاضل نص ساعة على الاجتماع 
مع شركة ال
همهم صالح و هو يقف من مكانه ليأخذ متعلقاته
الشخصية ثم قال 
خلي ناجي يجهز العربية و قولي لمحمود مساعده 
يحصلني حالا..
مها..باشمهندس محمود مستني حضرتك برا ..
أشار لها صالح أن تخرج ثم أخذ حقيبته 
التي تحتوي على ملفات الصفقة التي كان 
يراجعها...
توقفت السيارات الخاصة به و بالحراسة التابعة
له أمام المطعم الذي سيجري فيه الاجتماع 
الذي إختاره مدير الشركة الأخرى...
نزل صالح و بجانبه محمود بينما اشار للحرس 
أن يلتحقوا به لكن شرط أن يظلوا بعيدين عنه 
حتى لا يجلب الانظار...في نفس اللحظة 
كان وسام قد أنهى مكالمته مع أمير الذي
هاتفه ليسأل عنه فهو قد تأخر بسبب إنشغاله
في البحث عن هاتفه الذي سقط تحت كرسي 
السيارة....
نزع نظارته حتى يتأكد من أن من يسير أمامه 
هو نفسه صالح عزالدين الذي لم يره منذ 
أشهر طويلة..ثم نادى عليه حتى ينتبه له 
صالح عزالدين و إلا أنا متهيألي ..
إلتفت نحوه صالح ليبتسم تلقائيا
عندما عرف 
هويته...رفع يده ليوقف الحرس الذين
تقدموا حتى يمنعوا وسام من الاقتراب منه
قبل أن يجيبه..وسام العراقي..شكو ماكو..
صافحه بحرارة قبل أن يضيف 
إزيك بقالي كثير مشفتكش...
وسام 
الحمد لله أخبارك إيه 
أومأ له صالح باقتضاب ثم سأله 
تمام...أمير عامل إيه لسه بتشتغلوا مع 
بعض ..
وسام بإيجاب..أيوا...هو جوا على فكرة 
تعالى سلم عليه ..
صالح بتردد..جيتوا لوحدكوا..
وسام بنفي ..لا معانا زوجاتنا....
ضحك و هو يسأله..بتقولوها إزاي بالمصري
شاركه صالح الضحك معلقا 
بقالك سنين في مصر و لسه متعلمتش..
وسام..لهجتكوا حلوة بس صعبة اوي 
المهم أمير معاه سارة مراته و انا معايا 
مراتي و معانا قريبة سارة إسمها يارا ..
خفق قلب صالح عند سماعه لذلك الاسم 
المحبب إليه...جاهد حتى يبدو طبيعيا 
و لحسن حظه ان وسام لم ينتبه لخطأه.. 
تنحنح حتى يجلي صوته ثم هتف معتذرا
هبقى اسلم عليه بعدين انا دلوقتي 
عندي إجتماع مهم و لازم امشي...
رمقه وسام بضيق مصطنع ثم قال 
يعني الشغل أهم من اصحابك اللي 
مشفتهمش بقالك شهور..ياعم 
هما خمس دقائق مش اكثر..
غمزه بشقاوة و هو يضيف..عاوز أعرفك
على صاحبة سارة...انا متأكد إنها هتعجبك 
يلا متبقاش قفل كده تعالى ..
جره رغما عنه ليكلف صالح بتولي 
الاجتماع و هو سيلحق به لاحقا فهو يعلم
أن المچنون وسام لن يدعه و شأنه حتى 
ينفذ ما في رأسه...
رفع صالح رأسه حيث أشار له وسام 
ليرى أمير الذي كان لا يزال يمسك 
بهاتفه و إلى جانبه زوجته سارة 
التي كانت منشغلة بتصفح المنيو..
لقد رآها بضع مرات و في كل مرة 
يتعجب من نظراتها الحاړقة نحوه 
و كأنه قتل لها عزيزا عليها..حتى أنه 
سأل وسام اكثر من مرة لكن الاخير 
كان دائما يخبره أن شخصيتها صعبة 
قليلا و تكره الغرباء...
هتف وسام قبل أن يصل إليهم حتى 
ينبههم
ميرو..بص مين معايا..
رفع أمير رأسه نحوه و هو يبتسم 
لكن إبتسامته ماټت على شفته حالما 
رأى صالح أمامه..وجهه شحب فجأة 
و بصره إنتقل تلقائيا نحو يارا التي كانت 
تجلس مقابلا لزوجته...
سارة أيضا لم تكن أحسن حال منه الصدمة 
ألجمتها و لم تستطع ان أن تنبه يارا التي لم تر صالح بعد..
لاحظ صالح صدمة الجميع مما جعله يشعر 
بالغرابة ألهذه الدرجة وجوده غير مرغوب 
فيه أم انه يهيئ له ذلك...
اكمل وسام حديثه معلنا 
صالح عزالدين..مفاجأة مش كده ..
توتر
أمير الذي شعر بجفاف حلقه 
فجأة.. جاهد حتى يستطيع الوقوف من
مكانه ليسلم عليه و يرحب به 
اه فعلا أهلا وسهلا...
مد صالح يده حتى يصافحه لكنه توقف 
بعد أن لمح تلك العيون المألوفة التي 
كانت تنظر له بفزع و كأنه وحش ظهر 
فجأة...
إلتفت إلى جانبه و كانت الصدمة عيناه 
توسعتا حتى كادتا تخرجان من محجريهما
بعد أن وقع بصره عليها.. جسده حرفيا شل 
عن الحركة و قلبه توقف عن النبض بينما إختفت 
الأصوات و البشر من حوله و لم يعد يرى 
سواها..
لا يدري كيف إستطاع أخيرا تحريك لسانه 
لينطق بإسمها دون صوت ..يارا..مستحيل...
قدميه عجزنا عن حمله ليرتد جسده قليلا 
إلى الخلف و لو لا وسام الذي أسنده لسقط 
أرضا...
عيناه إنتقلتا تلقائيا نحو أمير ليرمقه 
بنظرات عتاب ليشيح الاخر بوجهه خجلا 
منه...قبل أن يعود من جديد و ينظر نحو
يارا
التي يبدو أنها تمالكت نفسها بسرعة 
عكسه هو و اخذت حقيبتها و هربت من 
أمامه....
تملكه ڠضب چنوني ليدفع وسام عنه و ېصرخ
بأعلى صوته مهددا إياه 
حسابنا بعدين يا إبن الخطيب...
ركض هو الاخر ليلحق بها و هو يستل هاتفه 
من جيبه حتى يهاتف ناجي ليحضر السيارة 
في الحال...
خرج من باب المطعم ليجدها تشير نحو سيارة 
تاكسي و هي تلتفت بهلع حولها و ما إن رأته 
حتى تقدمت نحو الطريق ليتراجع صالح إلى 
الخلف و يشير لها بيديه ان تهدأ و أن لن 
يوقفها....
ركبت يارا سيارة أجرى بينما كانت عيناها لا تزالان
تراقبان تحركاته و ما إن غابت قليلا حتى 
ركض صالح نحو السيارة ليقودها بنفسه 
و يلحقها..
حتى أنه حفظ الرقم الإداري للسيارة حتى لا تضيع 
عليه...قلبه كان يدق بسرعة و لم يستطع 
كبح جماح دموعه.. مشاعر مختلفة كان تتصارع
بداخله أغلبها كانت السعادة و الخۏف
خاصة بعد ردة فعلها من رؤيته...
عيناه كانتا مثبتتان على السيارة أمامه حتى أنه 
لم برمش بينما يداه تسللت داخل جيبه 
ليخرج هاتفه حتى يتصل بسيف الذي لم 
يطل حتى اجابه بلهفة
قبلت تأخذ عمرو عندك الاسبوع داه صح..
ضحك صالح من بين دموعه بعد أن تذكر 
معاناته مع طفله ليجيبه بصوت مرتعش
سيف..تعالى أنا عاوزك...
نفخ سيف بضيق ففي كل سنة في ذكرى ۏفاة 
يارا يهاتفه و هو يبكي و يشكو له من فقدانها
لكنه صدم بعد أن
أكمل صالح حديثه 
أنا لقيت يارا..لقيت مراتي..
إستقام سيف من مقعده ليهتف بحدة
بعد سمعه صوت بكاءه فقد ظن انه جن 
صالح إنت كويس..إنت فين قلي ..
صالح بصوت مرتعش 
مش عارف.. كلم ناجي هو ورايا..
إنقطع الخط ليجن جنون سيف الذي ركض 
بسرعة مغادرا مكتبه و هو يهاتف ناجي 
حتى يطمئن على إبن عمه....
توقفت سيارة الأجري أمام العمارة لتنزل يارا 
و تركض للداخل و هي تولول على نفسها 
يا نهار إسود انا إنتهيت خلاص هيقتلني..
أنا لازم آخد العيال و اهرب من هنا قبل ما 
يلاقيني...
طرفت الباب بقوة و هي تلتفت وراءها بينما 
كان قلبها يكاد يقفز خارج قفصها الصدري من 
شدة رعبها و هي تتذكر ملامح صالح أمامها 
لازال كما هو لم يتغير لكن جسده أصبح 
أضخم قليلا من قبل و عضلاته بارزة 
بشكل أوضح...حجمه يشبه تمام أمير 
زوج سارة..
نفت تلك الأفكار التافهة من عقلها و هي تندفع 
خارجا بعد أن فتحت لها تهاني الباب..
دلفت يارا و هي تغلقه بإحكام وراءها و تستند 
بظهرها عليه مما جعل تهاني تتساءل 
مالك يا بت وشك مقلوب و اصفر زي ما يكون 
شفتي عفريت...حد عاكسك تحت..
نفت يارا برأسها و هي تستجمع أنفاسها 
لا...جوزي شافني..
إيه يا لهوي...إنت بتتكلمي جد يعني 
يوم قررتي تطلعي لقيتيه قدامك...
تضيف..جات الحزينة تفرح...
أزاحتها يارا من أمامها و هي تركض من 
جديد نحو غرفتها لتجمع الأوراق المهمة 
الخاصة بها هي و الطفلين و ضعتهم باهمال 
في حقيبتها ثم إتجهت نحو المطبخ حيث 
وجدت ام إبراهيم تطعم الطفلين...
سحبتهما من يديهما و هي تقول بإيجاز 
أنا آسفة يا طنط بس انا لازم امشي 
دلوقتي مش عاوزة اعرضكوا للخطړ...
وضعت أم إبراهيم الملعقة من يدها 
هاتفة بهلع هي الأخرى..خطړ إيه 
يا بنتي كفاللة الشړ..
أسرعت يارا نحو الباب و هي تجيبها 
دون أن تلتفت إليها 
تهاني هتحكيلك كل حاجة..هبقى 
اكلمك عشان اطمن عليكي.. سلام ..
نزلت الدرج بتأن و هي تمسك بيدي صغيريها
بينما نظراتها كانت تسبق خطواتها و هي تتمنى 
من كل قلبها ان لا يظهر أمامها...
أمام المطعم بعد أن غادر صالح بدقائق قليلة...
صاحت سارة في وجه وسام تلومه پغضب 
عارم 
إنت مين
قالك إن إحنا عاوزين 
نشوف البني آدم داه..منك لله بوزت كل حاجة ..
نظر وسام نحو أمير الذي كان صامتا يفكر 
في نظرات صالح المليئة باللوم و العتاب 
مستفهما
هو إيه اللي بيحصل بالضبط انا مش فاهم 
حاجة..
تحدث أمير بصوت اجش ليقطع صمته اخيرا 
يارا هي نفسها مرات صالح اللي إختفت
من أربع سنين..
زفر وسام بصوت مسموع بعد أن أصبحت الأمور 
واضحة أمامه...لكنه ما لبث ان إستدرك 
طيب كويس إنه لقاها و إنتوا كنتوا مخبيين
عليه ليه
تحدث أمير قبل أن يتجه نحو سيارته 
مش وقته الكلام داه..لازم نلحقهم 
دلوقتي...
كان صالح يقف بسيارته أمام العمارة 
القديمة التي رأى يارا تدخلها منذ قليل 
الان علم لما جميع المخبرين الذين كلفهم
بالبحث عنها فشلوا في إيجادها فهم لم يتوقعوا
أن تكون مختبأة في أحد الحارات الشعبية..
سيارة الحرس الخاص به أيضا توقفت 
وراء سيارته منتظرين اوامره و بعد دقائق 
قليلة وصل أمير و سارة و بعدهم وسام 
و رباب...ثم سيف...كلهم وصلوا في نفس الوقت 
تفصلهم ثوان قليلة فقط..
حرفيا أصبحت واجهة العمارة تعج بالسيارات 
مما جعل اهل الحارة يخرجون من بيوتهم 
و محلاتهم حتى يروا ما يحصل..
نزلت سارة من السيارة بسرعة و ركضت حتى 
تنبه يارا بوجود زوجها لكنها تفاجأت بها تخرج 
من مدخل العمارة ممسكة بالصغيرين..
شهقت يارا و تراجعت إلى الوراء و هي تحدق
بصف السيارات الذي إعترض طريقها 
و أقربهم كانت سيارة صالح..
و قبل أن يعطي عقلها الإشارة لباقي حواسها 
حتى تعود أدراجها كان صالح أسرع منها 
ليقبض على ذراعها و يجذبها نحوه قائلا 
رايحة فين
الفصل الثالث و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
دفعته عنها بشراسة و كأن لمسته أحړقتها..
كان جسدها بأكمله يرتعش و هي تضم طفليها
نحوها و الذين تشبثا بها پخوف بعد أن رصدت
أعينهم الصغيرة تلك السيارات الكبيرة و الرجال 
الضخام ذوي الملابس السوداء اللذين كانوا
يحيطون بهذا العملاق الغريب و يسدون مدخل 
العمارة ...
صړخت يارا و هي ترمق صالح پغضب
شديد كانت كلبؤة شرسة تدافع عن صغارها
شيل إيدك و إوعى تقرب مني.....
تراجع صالح إلى الخلف و هو يرفع كفيه
إلى الأعلى باستسلام و عيناه مثبتتان عليها
و على تفاصيلها التي إشتاق إليها پجنون..
تحدث بصوت حاول أن يكون هادئا بينما كان
يجاهد حتى
يسيطر على نفسه كي لا يتقدم 
نحوها و يأخذها في عناق ساحق ليعوض كل 
السنوات التي حرم منها 
يارا تعالي..أنا مش هاذيكي انا بس عاوز 
أتكلم معاكي...أرجوكي مټخافيش مني ..
كانت يارا تنظر باتجاهه و تحديدا وراءه 
صدرها كان يعلو و يهبط من شدة الخۏف 
تستمع لصړاخ سارة و أمير و الآخرون اللذين
يحاولون تجاوز حراس صالح دون فائدة..
علت الضوضاء و عم الهرج و المرج تجمع 
نصف سكان الحارة أمام العمارة.. 
تساقطت دموعها بعجز و هي تزيد من إحتضان 
الصغيرين إليها و اللذين لم يتبه صالح لوجودهما
حتى الآن...راقبت بصمت سيف الذي سمح 
له ناجي بالمرور متجها نحوها و هو يرمقها بعيون 
مذهولة توقف أمامها ليهمس بعدم تصديق 
إنت بجد يارا..
إلتفت نحو صالح الذي أمسكه من ذراعه پعنف 
حتى يبعده من أمامه لأنه حجبها عن مرمى بصره 
متمتما من جديد 
هي إيه الحكاية..دي يارا بجد و إلا واحدة
شبهها...
أزاحه صالح و هو يتقدم حتى أصبح هو الاخر 
أمامها مباشرة مما جعلها تنكمش على نفسها 
اكثر...و كم آلمه ذلك بشدة فآخر شيئ كان يريده 
هو أن تخشاه..
تحدث برقة و هو يبتسم لها 
إحنا لازم نمشي من هنا..الناس كلها بتبص
علينا يارا..أنا مش هأذيكي و الله انا تغيرت 
اوي و لو عاوزة تتأكدي إسألي سيف..
ضړب سيف على ظهره حتى يتدخل و يساعده
في إقناعها ليتأوه الاخر هاتفا بضيق 
يا عم بالراحة..اه فعلا هو تغير كل حاجة 
فيه تغيرت إلا إيده...بس إحنا فعلا لازم نروح
من هنا..تعالي معايا و...مين دول ..
قطب جبينه بغرابة عندما وقع بصره فجأة 
على الصغيرين اللذين كانا يبكيان بصمت..
تبادل سيف نظرات مبهمة مع صالح الذي
سقط على ركبتيه فجأة و هو يشهق بقوة 
ثم مد يده لمسح على رأس أحدهما قبل 
أن يسأله 
مين فيكوا سليم...
أخفى الصغير وجهه في ملابس والدته
بينما رفع صالح عيناه نحو هاتفا بصوت 
مخټنق 
دول عيالي يا سيف...أنا مش مصدق ..
خلف يارا و تحديدا على الدرج كانت أم إبراهيم 
تنزل السلم بخطوات بطيئة و هي تجاهد ان لا تقع 
كانت تمسك بيدها عصا المكنسة التي لم تجد 
غيرها كسلاح في شقتها الآمنة.. 
حدقت في المشهد أمامها پذعر و بسرعة إلتقطت 
عيناها إبنتها سارة اللتي كانت لا تزال تحاول 
المرور من
حاجز الحرس بينما كان أمير 
يحاوط جسدها بحماية و يمنع اي شخص يقترب
منها..
رأتها تصرخ و تشير إليها نحو يارا لتحول
بصرها حيث أشارت...إستندت على عصا 
المكنسة و هي تسرع نحوها لتجدها تبكي 
بصمت هي و أطفالها و أمام ذلك الرجل الضخم
الذي بدا وجهه مألوف لها..
لم تنتظر كثيرا لترفع العصا إلى الأعلى 
و هي تنوي ضړب صالح بها بعد أن تذكرت 
أنه هو نفسه زوجها الذي هربت منه....إعترض 
طريقها أحد الحرس ليأخذ منها العصا لكنها 
صړخت في وجهه تدفعه 
إنتوا عاوزين إيه من بنتي..سيبوها في حالها ..
رمقها صالح بنظرة سريعة لا مبالية و عاد ليهتم 
بالصغيرين و والدتهم بينما إلتفت نحوها سيف 
ليوقفها 
يا حاجة لو سمحتي إحنا مش جايين نعمل 
مشاكل هنا...إحنا جايين نرجع يارا لجوزها 
و عيلتها...
تلوت أم إبراهيم و هي تدفع الحارس الذي 
أشار له سيف بتركها ثم صاحت من جديد 
بس هي هربت منه زمان و مش عايزة 
ترجعله خليه يطلقها و يسيبها في حالها 
هو بالعافية...إوعى من قدامي خليني أطمن على 
البت اللي محجوزة هناك على الحيط زي 
الفرخة و عيالها...
كتم سيف ضحكته على هذه السيدة البدينة
ثم إنزاح من طريقها لتندفع نحو يارا التي 
تشبثت بها حالما رأتها أمامها و هي تتمتم بړعب 
متسيبنيش يا طنط داه عاوز ياخذني من هنا
بالعافية عشان يحبسني من ثاني زي زمان...
طبطبت أم إبراهيم علي ظهرها لتطمئنها و هي 
ترمق صالح بغل 
مټخافيش يا حبيبتي..طول ما أنا عايشة أنا مش هخلي حد يمس شعرة منك.. 
وجهت حديثها نحو صالح و هي تلاحظ 
الحشد في الخارج 
بقلك إيه يا إسمك إيه أنا هاخذ بالبنت 
على شقتي فوق و إنت حصلني.. إنت و اللي 
معاك عشان مينفعش نفضل كده فرجة 
للي رايح و اللي جاي..
إنتفض صالح من مكانه يشير لها برفض 
و لهفة 
إنت هتاخديها على فين 
رضا و هي تعلق 
شوف الراجل اللي يشوفه متدهول عليها 
كده ميقولش إني دي هي نفسها اللي كان 
موريها الويل..هاخذها شقتي يا عنيا 
متخافش مش ههرب بيها و مش هتقدر تأخذها 
كمان..داه انا بإشارة واحدة مني بس و محدش 
هيطلع منكوا من هنا سليم....ها قلت إيه 
نتفاهم بالمعقول و إلا نقلبها خناقة ..
قلب سيف
عينيه بملل قبل أن يتولى 
إجابتها 
لا إحنا عاوزين نتفاهم بالمعقول 
بس مش عشان خايفين من حضرتك 
لا عشان يارا و العيال...مش كده يا صالح 
همس مستدركا قال بإشارة مني قال...
نفض صالح ملابسه و قد إستعاد ثباته و رباطة 
جأشه ثم إلتفت نحو ناجي ليخبره
تم نسخ الرابط