عشق تحت الوصاية بقلم إيمان حجازي

موقع أيام نيوز

عبدالله وقالت في خفوت مش عارفه
بعد غروب شمس ذلك اليوم امام تلك الاسوار العاليه كانت تجلس امرأه يكسو علي
ملابسها السواد وعلي وجهها
الحزن الدفين تفرك يديها في توتر وهي تنتظره لا تدري كم من الوقت مر وهي علي هذه الحاله بعد كل هذه السنوات ستراه مره اخري وتملي عينيها منه كانت بين الحين والاخر تنظر الي ساعه يديها في توتر وكأن الوقت لا يمضي وعلي ملف الطريق من بعيد لمحت سياره قادمه اليها فشعرت بأنها له وتهللت اساريرها الحزينه حين رأته توقف بسيارته ونزل منها وهو يقف امامها يتفحص ملامحها بدقه معقوله ! انتي سمر !!
تراقص قلبها فرحا وهي تمد له يديها مرحبه به قائله في اعجاب ازيك يا عبدالله وحشتني قوي احم قصدي يعني ليك وحشه والله ! لسه شكلك زي ما هو متغيرتش
تردد قليلا ولكنه ادرك يدها الممدوده فمد لها يده ايضا متشكر يا سمر بس معقوله انتي اللي كلمتيني ! واسرار ماضي ايه اللي انتي هتقوليهالي
نكست سمر رأسها لأسفل في الم وحزن وصل الي عبدالله فشعر بها وتعاطف لحالتها التي اصبحت رثه متعجبا قائلا لنفسه بقي معقوله دي سمر اللي مكنتش بتهتم غير بنفسها وشكلها عشان تكيد اللي حوليها !! اي اللي جرالها وغيرها كده وبقت عامله زي الست اللي عندها خمسين سنه !!
رددت سمر في الم انا جايالك يا عبدالله وطالبه
منك انك تساعدني وفي نفس الوقت تساعد نفسك
عبدالله انا مش فاهم حاجه قصدك ايه ! وبعدين مش انتي من شهرين كنتي جايه هنا برضه ! ايه تبريرك بقه للي حصل ! تظهري فجأه قدامنا وبعدها حد يضرب علينا ڼار ونتفادي الموقف بصعوبه ونرجع نلاقي سيادتك فص ملح وداب 
هبطت الدموع من عيني سمر بغزاره قائله والله العظيم ما ذنبي انا عارفه ان يمكن تكونو شكيتو فيا بس اقسم بالله يا عبدالله انا وقتها برضه كنت حابه اسلم عليك لما عرفت انك خرجت من السچن لانك كنت واحشني وبرضه كنت محتاجالك وقتها زي ما انا لسه محتاجالك دلوقت
شعر عبدالله بكم الحزن والالم بداخلها فربت علي كتفها وهو يحاول تهدئه روعها قائلا اهدي يا سمر انا احساسي فيكي عمره ما يخيب وعشان كده وقتها لما ادهم اصر انك يستجوبك انا وقفته وقلتله ان انتي هترجعي تاني واهوه اللي قلته طلع مظبوط 
نظرت اليه سمر وسط بكائها قائله متشكره يا عبدالله 
عبدالله بود طيب مش هنتكلم هنا تعالي جوه 
وقام بفتح البوابه الكبيره لتلك الفيلا مرحبا بها في الداخل وقام بصنع فنجانين من القهوه لهما 
عبدالله وهو ينظر اليها في اهتمام طيب مش هتقوليلي بقه وتحكيلي عايزاني في ايه ! 
جففت سمر دموعها بيدها واخذت نفس طويل واطلقته ببطئ قائله سيف ! 
انتهي عمله لذلك اليوم يوما لم يكن مختلفا عن بقيه الايام فمنذ ان غادر بيت اهله والايام تمر تباعا لا يبالي بها يذهب لعمله يؤديه كما ينبغي ثم يعود ادراجه الي تلك الشقه الكئيبه التي انتقل اليها مؤخرا جمع اغراضه بجانب مفاتيحه وهاتفه وقبل ان يغادر مكتبه استوقفه احدهم وهو يطرق علي باب الغرفه فأذن له 
عمر بيه الحمدلله اني لحقتك
قال ذلك اسلام بعد ان دخل غرفه مكتب الرائد عمر ووجده يهم بالذهاب اجابه عمر بلامبالاه خير يا اسلام
اسلام بتوتر وارتباك انا انا كنت عايز اتكلم مع حضرتك في موضوع كده يعني لو تسمحلي!
وضع عمر هاتفه ومفاتيحه علي المكتب مره اخري وهو يشير اليه بالجلوس فاكمل اتفضل موضوع ايه !
اسلام بارتباك احم هو حضرتك ايه رأيك فيا ! 
عمر بتعجب يعني ايه ! 
اسلام بتوتر يعني حضرتك شايفني ازاي كشخصيه اخلاقي شغلي كل حاجه 
عمر وهو ينظر له بأستنكار انت مقعدني عشان تقولي قولي رأيك فيا ! انت بتهزر !
اسلام باحترام العفو يا فندم بس انا قلت كده عشان ده هيترتب عليه حاجه تانيه هقولها لحضرتك دلوقت !
عمر بنفاذ صبر اسلاااام جيب من الاخر ! 
اسلام بصراحه انا من يوم ما كنت مع حضرتك عشان ننقذ الانسه ايمان بنت عمك وانا مش قادر انساها انا كنت حابب اكلم حضرتك الاول بحيث انك تكلم اهلها في البيت عني وتتوسطلي عندهم عشان اجي اتقدم لها 
عمر بتلقائيه وڠضب ومين قالك انك تستاهل ايمان !! ولا مين قالك اني موافق اصلا!
اسلام بدهشه وليه شايفني اني مستاهلهاش ! ما انا قلت لحضرتك قولي رأيك فيا وانت مرضتش وبعدين انا قلت كده من باب الاحترام لحضرتك لكن المفروض الرأي الاول والاخير ليها هي وبعدين ابوها وامها 
نهض عمر من علي المكتب وهو يلتقط اغراضه
مره اخري بغض وردد تمام روح بقه دور علي مواضيعك دي بنفسك متدخلنيش انا انا مش ولي امرك 
خرج وتركه في حيره من
امره علي تصرفه هذا فقرر اللجوء الي المقدم ادهم بينما توجه عمر الي سيارته وقادها باقصي سرعه وهو لم يندرج تحت تفكيره الا امر واحد فقط ماذا ان وافقت ايمان علي عروض الزواج تلك واصبحت يوما ما لغيره !!
هو من اخطأ وعليه تحمل نتيجه اخطائه حتي وان كلفه الامر عشقه الوحيد 
سيف يا عبدالله من وقت ما مرام بعدت وانت دخلت السچن يعني بالظبط من سبع سنين اتحول 180 درجه بقي حاجه عمرنا ما شفناها ولا تخيلنا انها ممكن تكون موجوده استغل مۏت والده وان محدش بقي ليه كلمه عليه واتحول لشيطان ساب خطيبته بعدها وكانها فرده جزمه كان لابسها يومين ولا كأنها كانت بنت ناس وبابا مديلهم كلمه والمفروض نحترمها فضل يدور علي مرام كتير بس معرفش يوصلها دا طبعا بعد ما ساب المخابرات وبقي في الشرطه العاديه و سجل والدي وتاريخه شفعله عند المدراء بتوعه ومرفدهوش بعد الجرايم اللي كان بيعملها وبيستغل سلطته في حاجات كتير غلط ومحدش وافق من صحابه اللي كانو معاه في المخابرات انهم يساعدوه ويدوله معلومه عن مرام وتحديدا ادهم اللي كان متأكد انه يعرفها او ليه علاقه بيها ومن يوميها وهو بقه بيكره ادهم وكل يوم بقه شرب وخمره وحريم بيشوف مرام في كل واحده وبعد ما يفوق يكتشف انها مش هي ويرميها بره شقته ماما حاولت كتير اوي معاه ومفيش فايده لحد ما تعبت وجالها الضغط كل يوم كانت حالتها بتسوء ونفسيتها بتتعب اكتر بسببه وهو مش فارق معاه اي حاجه انا كمان حاولت كتير قوي بس برضه مفيش فايده
ثم شرعت في بكاء ونحيب وهي تكمل لحد ما في يوم رجع وكان سکړان جامد ماما كانت مستنياه يرجع بس هو هو افتكرها مرام وحاول ېتهجم عليها ماما ضړبته جامد وحاولت تفوقه بكل قوتها بس زقها وطلعها بره وقفل علي نفسه الباب ونام وماما في اليوم ده تعبت اوي اخر حاجه كانت متوقعاها ان ابنها يعمل معاها كده ويحاول ېتهجم عليها قضلت ټعيط طول الليل وانا مش عارفه اهديها ولا عارفه اعمل ايه لحد ما نامت ومصحتش كان الضغط وصل عندها ل وجاتلها جلطه وماټت فيها
لم تستطع التحكم ببكائها وهي تتذكر تلك الايام فاقترب منها عبدالله ولا يدري ماذا يفعل فأخذ يربت علي كتفها بهدوء قائلا ده عمرها يا سمر وكل واحد مكتوب له وقت ھيموت فيه ربنا يرحمها 
اخذت سمر تجفف دموعها مره اخري وهي تشهق في الم بينما اضاف عبدالله بس برضه يا سمر مقولتليش هتفيديني في ايه وافيدك في ايه ! 
سمر بحزن انا مبقتش قادره اعيش معاه في بيت واحد كل يوم بيدخل علي نفس الحاله حشېش وخمره وهكذا لحد امبارح كان راجعلي وش الصبح وكان عايز عايز عايز يعتدي عليا يا عبدالله وبمعجزه قدرت اخلص نفسي منه ومن قرفه وروحت قعدت عند واحده زميلتي لحد ما كلمتك الصبح 
كانت سمر بين الحين والاخر تبكي وتجفف دموعها في حلقات
متواصله وعبدالله يشاهدها بتأثر وقد رق قلبه لحالها ولكن مازال حريصا بعض الشيئ فقال وبعدين يا سمر ! انتي عايزاني احميكي مثلا من اخوكي ! طيب اشمعنا انا ! وبعدين انا شايف ان انتي بس المستفاده دلوقت مش انا
سمر مسرعه لا ما انا قبل ما اخرج جبت لك دول 
ناولته بعض الاقراص المدمجه قائله السيديهات دي عليها برائتك يا عبدالله دي تسجيلات الكاميرا للجريمه اللي حصلت ورحاب بنت عمك اټقتلت فيها دي اللي سيف زورها وخفي الحقيقيه عن المحكمه عشان ټتسجن خدهم يا عبدالله وقدمهم مره تانيه وافتح قضيتك تاني عشان تاخد برائه وسيف يتعاقب ويتسجن وانا ابقي حره واعيش في امان انه مش هيأذيني 
تناول عبدالله منها تلك الاقراص وهو يتطلع اليها حينا ويتطلع الي سمر حينا اخر مفكرا وشاردا فانتشلته سمر قائله قلت ايه يا عبدالله ! 
عبدالله انتي متجوزتيش يا سمر !
سمر اتجوزت واتطلقت بعدها بسنتين 
عبدالله يعني انتي دلوقتي عايزاني اعملك ايه بالظبط !
سمر وهي تشرع في البكاء احميني منه يا عبدالله ارجوك لحد ما انت تقدم الحاجات دي ويتقبض عليه عايزاك تحميني انا بقيت عايشه في ړعب ومليش حد في الدنيا وعارفه ان انت وحتي بعد كل اللي كنت بعمله زمان معاكم انك هتفضل جدع وشهم وعمرك ما تبعد ايدك عن حد محتاجلك 
عبدالله مفكرا عايزه مكان يحميكي عنه يعني ! 
اسرعت سمر لااا مش اي مكان يا عبدالله انا عايزه افضل تحت عينيك سيف لو عرف انك
مخبيني مش بعيد ېقتلني ويحاول يقتلك تاني !
انتبه عبدالله بحديثها وقال بدهشه يحاول ېقتلني تاني !!
سمر بايماء وهي تخرج بعض المكالمالت والارقام من علي شريحه وضعتها علي هاتفها قائله ايوه طبعا شوف كده الارقام والمكالمات دي اول مره لما انا جيت هنا مكنتش اعرف انه هينفذ حاجه من اللي بيخطط لها والا مكنتش جيت وقتها كان عرف انك خرجت من السچن وحاول يقتلك تاني عشان كده اجر البلطجيه دي وحاول يخلص عليك انت وادهم ولما عرف ان البلطجيه اتمسكو وخاف ليعترفو عليه او ينطفو بكلمه بعتلهم اللي يخلص عليهم في السچن 
ثم اكملت وهي تظهر له مكالمه صوته برقم اخر وده واحد قتال قټله او قناص زي ما بتسموه كان متوصي عليه ليك في يوم البرنامج وافتتاح الصرح بتاع مرام بس في حاجه غلط حصلت هو كان قصده في الاول انه يشوش عليك عن طريق انه يوجه سلاحھ علي مرام وانت تلاحظ ده وتروح عندها وتحميها ووقتها هو يقتلك وتظهر في الصوره انك كنت بتدافع عن الدكتوره واتصبت وهتبان انهم ارهابين لكن انت اتفاديت الموقف والړصاصه جت في واحده تانيه واللي انت متعرفهوش ان القناص ده كان متنازل
عن حياته لو فشل سيف ادي مبلغ كبير جدا لعيلته عشان ېموت نفسه لو اتمسك 
اطرق عبدالله مفكرا وهو يستمع الي تلك المكالمات وينظر الي الارقام ويربط الخيوط ببعضها وبعد وقت قصير ردد لنفسه يعني في اتنين كانو عايزين يقتولي في البرنامج !
سمر بتقول ايه ! 
عبدالله وهو ينظر لها مفيش خلاص انا كده فهمت انتي عايزه ايه يلا بينا 
سمر بتعجب ايوه علي فين !
عبدالله وهو ينظر اليها مش عايزه
تبقي تحت عنيا ! يبقي مفيش غير القصر ودي اقل حاجه اقدمهالك بعد الالغاز اللي انتي وضحتيهالي دي 
سمر برفض لا يا عبدالله اكيد المكان ده فيه مرام وانا مش عايزه اكون سبب لمشاكل بينكم حتي لو قعدت معاها اكيد هتسأل انا جايه ليه وانا مش عايزه حد يعرف باللي حكيتهولك ده مش عايزه اتفضح يا عبدالله انا استئمنتك 
عبدالله بثقه سمر ثقي فيا اني مش هخذلك يلا تعالي معايا وملكيش دعوه بأي حد ولا اي حاجه 
كانت الساعه تعدت العاشره مساءا حين وصل عبدالله بصحبه سمر الي القصر ولم يجد به سوي مسعد وزوجته فقط الذي مازالو مستيقظين فتقدم بصحبتها تجاه مسعد بقلق قائلا فين الباقي يا مسعد ! مرام والعيال !
مسعد نظر له بعد ان كان يتطلع الي تلك التي بصحبته وقال العيال نامو وكمان مرام انت كنت فين ! ومين دي ! 
نظر عبدالله سمر المنطويه علي نفسها ثم علي مسعد وقال هقولك بعدين
ثم وجه حديثه الي سمر قائلا سمر ! دلوقت انتي هترتاحي في اوضه من اوض الضيوف تعالي اوصلك عليها
قام عبدالله بأيصالها الي غرفتها وما ان هم بالرحيل حتي امسكت بيديه قائله في ترجي ممكن تفضل معايا شويه !
نظر الي يديها المشتده علي يديه فسحبت يدها علي الفور بينما هو اردفلا مش وقته انا تعبان ودماغي واجعني وقت تاني يا سمر تصبحي علي خير 
اغلق الباب غلفها بينما هي مازالت تشم رائحته العالقه بالغرفه قائله في تنهد وانت من اهله يا عبده
هبط عبدالله الي صديقه مره اخري فوجده جالسا يرتشف فنجانا من القهوه وبجواره زوجته وايمان فردد مسعد اصبلك يا حنين ! 
نظر له عبدالله بضيق وقال بطل رخامه يلاا وصب فنجان 
ناوله مسعد القهوه وقال مش ناوي تقولي مين دي مش عارف ليه حاسس انها مش تمام وان بكره هتبقي ڼار بينها وبين مرام
عبدالله وهو يشعل سېجارا من ناحيه هتبقي ڼار فهي هتبقي فعلا بس انا مضطر بعيد عنك ! 
مسعد بضيق وانت بقه هتوضحلها انت مضطر ليه وهي هتقتنع دا لسه اول يوم في القصر وانت رايح جايبلها واحده فيه وكلامك بيقول انها تعرفها قبل كده
عبدالله وهو ينفث دخان سيجارته ومين قالك اني هقولها انا جايبها ليه متقلقش ان شاء الله هلاقي طريقه اقنع بيها مرام 
اممم طريقه ! طيب انا رأيي بقه ان مفيش طريقه غير انك ترجع وتتجوزها من تاني وتعرفها انك لسه بتحبها ووقتها بس هتقتنع ان مفيش في قلبك غيرها والباقي كله ملوش لازمه 
نظر له عبدالله دون التعليق فاكملت زوجته يا عبدالله انت ليه مستني ! انا شايفاها لسه بتحبك مش بتحبك بس دي بتعشقك وحاسه انها مستنيه تسمع كلمه واحده منك بس وهتلاقيها بين ايديك انت ما صدقت لاقيتها تاني ف ليه تضيعها ! 
قال عبدالله في حيره عارف عارف يا جماعه
والله بس كل مره بقرب منها بتسألني انا كنت فين السنين اللي فاتت دي !
لوح مسعد
تم نسخ الرابط