عشق تحت الوصاية بقلم إيمان حجازي
المحتويات
الفصل الاول
حينما يتغلغل الشړ داخل النفوس ولم يرحم تلك القلوب الضعيفه دائما ما يوجد هناك مخرجا
الغردقه
بعد حلول الثانيه عشر منتصف الليل اطل القمر بنوره لينير قلب الظلام علي الامواج الهادئه وهي وحركه حول المركب الصغير الذي سكن عرض البحر والذي كان خاصا ب فاروق الفداء
فاروق الفداء رجل في منتصف الأربعينات من العمر ذو جسد ضخم عريض وعيون بنيه وكذلك شعر بني وذقن مستديره حيث كان في غايه الوسامه مع ملابسه الانيقه الفاخره من انقي واغلي الماركات العالميه كان يجلس علي كرسي وثير يتوسط سطح المركب الكبير ودلو صغير ملئ بالثلج وطبق صغير من الطعام وكان ينظر الي البحر امامه في شرود تام
روز قاسم فتاه في منتصف التلاثينات من العمر عيون رماديه ذو بشره نرجسيه وشعر احمر قصير كانت تمتلك كل مفاتن الانثي الناضجه التي تذيب اي رجل يتحداها
فاروق عرفتي ايه قولي كل حاجه
روز الفايل ده فيه كل اللي انت محتاجه حاليا هي في شقه في المعادي عنوانها موجود فيه ومن مراقبتنا ليها الفتره اللي فاتت لقيناها بتتردد علي مركز صحي بأستمرار ومش عايزه اقولك احنا عرفنا ايه عنها تاني بجد هتتفاجئ
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
في مكان اخر داخل شوارع مدينه المعادي المزدحمه افاقت من شرودها علي اصوات كلاكسات السيارات وهي تحثها علي السير والتقدم للأمام لتسيير حركه المرور قادت سيارتها وذهبت الي المركز الطبي المعتاد ازدادت حالتها سوءا كل يوم تزداد اكثر من اليوم السابق تتحامل وتتحامل لكن لا تدري الي متي!! فحتما سينتهي المطاف قريبا
دكتوره فيروز !!
لم تستمع إلي صوته حيثما تملكها الشرود فنادي عليها مره أخري يا دكتوره !!!
فيروز بأنتباه وحرج افندم !! اسفه يا دكتور اتفضل!! مع حضرتك
رمقها الطبيب بحزن انا مقدر الحاله اللي انتي فيها لكن دلوقت مفيش امل اسف اني اقولك كده انتي دكتوره وعارفه أن ده قضاء ربنا لازم علي الاقل دلوقت تقضي اليومين دول في المركز عشان نقدر نخفف الالم الفتره الجايه وبلاش عند ارجوكي انتي في مراحلك الأخيرة وحالتك صعبه
نهضت من مكانها وخرجت من المكان بأكمله بينما نظر إلي طيفها ذلك الطبيب بحزن ويأس
فيروزه سليمان سيده ذات الاربعين عاما دكتوره جراحه قلب مشهوره ذات جسد ضعيف بعد ما تمكن منه المړض في كل انش بخلاياه ولكنها ذات عيون زرقاء تساقطت رموشها بعد ما كنت كثيف وتساقط شعرها الطويل الكثيف الحريري بشره بيضاء ناعمه كالثلج تمتلك من الثراء ما يغطي ديون دوله بأكملها ورثتها من زوجها المټوفي والتي هي مطمع لكل ما يعلم حقيقتها لذلك فهي دائما متواضعه لا تخبر احدا بما تمتلك تساعد الغير دائما وعلاقاتها المهذبه بجميع من يعرفها جعلها محل ثقه واحترام في اعين الجميع كانت تساعد دائما الفقراء في الخفاء ويظن الجميع انها من طبقات المجتمع الراقي الواضح اثره علي ثيابها ومكانتها لكن ليست بكل تلك الثروه
إيمووو
في شقه تدل من اثاثها علي الثراء والرفاهيه كانت تجلس بجانب الشباك المطل
علي الشارع فتاه لم تكمل عامها السابع عشر بعد مرام ملامحها تعد مطابقه الوصف للدكتوره فيروز في صغرها شعر بني كثيف حريري طويل وعيون زرقاء بشره بيضاء تمتلك برائه العالم اجمع فدائما كانت لا تحب الاختلاط تقضي معظم اوقاتها في المذاكره وقراءه الكتب العلميه ليس لها اصدقاء او اخوات تتمثل حياتها في والدتها الدكتوره فيروز ووالدها زكريا التي حزنت حزنا شديدا علي فراقه ولكن وجود والدتها معها جعلها تتخطي الامر انطوائيه جدا يتملكها خوف من الناس الجدد برغم الكثير من محاولات والدتها معها ان تخرج من عزلتها تلك كانت تطيع والدتها وبعد ذلك لا تعطي للموضوع اهميه
نظرت اللي الخلف فوجدت الباب يفتح فعلمت انها والدتها اتت اخيرا
أسرعت إليها مرام وتوقفت امامهاماما حبيبتي كل ده!! اتأخرتي ليه كده انتي عارفه مبحبش اكون لوحدي
نظرت لها فيروز في ضعف والم حاولت قدر المستطاع ان تخفيه عنها فهي لم تعلم شيئا عن مرض والدتها ولم ترغب فيروز في أخبارها
فيروز بحب معلش يا حبيبه ماما بس كل الحكايه اني كنت بجيب لك بيتزا ال اللي بتحبيها سخنه من العلبه اللي الفم مباشره
ضحكت مرام علي طريقه والدتها لاسعادها دائما فهي الان لاتملك من الدنيا سواها هي ملاذها الاول والاخير
نظرت إلي علبه البيتزا بفرحه شديده تسلميلي يا مامتي
فيروز بضحكماشي يا بكاشه ها قوليلي اخر امتحان امته !
مرام لسه بعد بكره
فيروزتمام والمذاكره !
مرام بضيقيا ماما هو انا بعمل حاجه ف حياتي غير المذاكره والكتب !
فغمزت لها والدتها طيب والاكل !
مرام بضحكه سريعه وهي تقضم قطعه من البيتزا اه طبعا اهم حاجه الاكل عيب عليكي !
ضحكوا سويا لبعض الوقت بعدها شعرت فيروز بصداع شديد وكادت ان تتقيئ دما فذهبت مسرعه الي الحمام كي لا تلاحظها مرام
كانت تكتم صرخاتها وأهاتها وتتحمل من اجل خاطر طفلتها الوحيده كي لا تراها بتلك الحاله من الضعف والألم
ادت صلاه العشاء وظلت تدعو وتدعو بدموع منهمره ان يحفظ لها ابنتها من الثعابين المحيطه بها ان ينصرها ويمد بعمرها قليلا لكي تجد مخرجا لابنتها مما يبطش بها إلي أن غلبها النوم وغفت بمكانها من شده الوهن
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
روز مقولتليش يا فاروق بتفكر ف ايه دلوقت !
اشار فاروق بسبابته موضحا قصدك نويت علي ايه !
روز بسخريه لحقت تقرر !
فاروق مش محتاجه قرار يا زوزه هروح لها طبعا
نظرت لها نظره اشمئزاز وڠضب وقالت ايه هي وحشتك !
أردف في عڼف واضح وكبرياءلازم تعرفي مكانك كويس انتي تحمدي ربنا اني نضفتك وخليتك سيده الاعمال روز قاسم ولا نسييتي اصلك !!
لتجيبه في الم وغيره شديدهمنستش اصلي ولا هنساه بس انا بحبك ومستعده اعمل اكتر من كده عشانك يا فاروق سبت اهلي وجوزي وامي وابني وخواتي وجيت وراك بعد ما غيرت نفسي بقي ده جزائي ليه مش عايز تتجوزني يا فاروق!
ليجيبها بتعالي بعدما ضحك بتهكماسطوانه كل مره مبتزهقيش صح!! طيب هقولهالك للمره العاشره انتي تحمدي ربنا اني بمتعك معايا شويه انتي واحده مينفعش تشيلي اسمي اخرك السرير اللي جوه ده شاطره أوي فيه
نظرت له بجفاء وتهكم وغيرهطب وفيروز !
نظر لها بكل ڠضب لمجرد لفظ اسمهااخرسي !!!! انتي عارفه انتي ايه وفيروز ايه كويس اوي علي الاقل بالنسبه لي فأياكي ثم اياكي تقارني نفسك بيها والا إنتي عارفه
هتخسري إيه
ثم تركها وذهب ليتجه بالمركب الي الشاطئ للعوده مره أخري إليها شعر بأنه أشتاق لها كثيرا ولزرقاويتيها التي تسكره
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
صحت فيروز من غفوتها علي الم شديد وكابوس مزعج جلست تفكر قليلا بعدما اخذت الدواء الذي لا يجدي نفعا الا تسكين الالم قليلا ثم اخذت تفكر وتفكر وحسمت امرها ونظرت الي هاتفها وقالت لنفسها مفيش قدامي غير الحل ده يارب ينجح
وقامت بالاتصال برقم معين وبعد قليل ارتدت ثياب الخروج وذهبت بسيارتها لمقابلة شخصا هاما
عادت الي منزلها بعد ان اصبحت الساعه السادسه صباحا فدعت ربها ان يتم ما تخطط له من اجل ابنتها قبلت مرام ولكنها جيدا وذهبت الي النوم
استيقظت علي صوت ابنتها وهي تهزها بفزع شديد وتعابير الخۏف تعتري أوصالهاماما اصحي يا ماما بسرعه الحقي
فتحت عيونها بهلع واضح وعرق يتصبب منها وصداع دائم اي في اي يا مرام!
مرام پذعر وخوف شديدقومي شوفي مين بيخبط بره!
فيروز وهي تتمني أن لا يكون هو من تخشاه مين !
مرام عمي فاروق
ذهبت الډماء من وجها وتلعثمت وهي لم تعد قادره علي النطق ازدادت ضربات قلبها خوفا شديدا وحاولت بقدر المستطاع ان تجمع شتات نفسها وتستعد لمواجهته التي كانت دائما تهرب منها وتعلم انها اتيه لا محاله
خرجت امامها وخلفها ابتنها التي كانت تحتمي بها
اهلا! ازيك يا دكتوره كل ده عشان تفتحي الباب مش عيب كده يبقي عم بنتك واقف كل ده علي الباب !
قالها فاروق ببرود وثقه وهو يقف علي مشرفه باب منزلها لتجيبه فيروز في هدوء مصطنع وهي تحتضن ابنتها عايز اي يا فاروق! انا بنتي ملهاش اعمام ولا ليها صله بيك أصلا!
ليضحك فاروق متهكما ههههههههه مين اللي قال كده !!
ثم نظر الي مرام التي كانت تختبئ وراء والدتها خوفا منه واكمل في نبره حنونه كاذبه معقوله يا مرام مامتك اللي بتقوله ده!! هي معرفاكي ان انا وحش !! لا يا مرام اوعي تسمعيلها
لكن منعته والدتها وقالت الي مرام بلهجه خوف تأمرها ادخلي اوضتك يا مرام واقفلي علي نفسك
أسرعت مرام تنفذ ما قالته لها والدتها بينما التفتت فيروز الي فاروق وأردفت پغضب شديدمش مكفيك يا فاروق كل اللي عملته !!! عايز ايه تاني مني ومن بنتي!! كفايه بقه كفاااايه حل عننا يا أخي أنت إيه معندكش ډم
رمقها فاروق وهو يخبرها بمكنون قلبه لها عملته !! هو انا عملت ايه ! انا اللي قدمت لك قلبي وكل حياتي في سبيل رضاكي وانتي ولا اهتميتي بكلمه واحده ولا حسيتي بيا ولا قلتي مره كلمه واحده كلمه واحده بس تريحي بيها قلبي وبعد كل ده رحتي اتجوزتي اخويا اللي عمره ما كان هيحبك ربع حبي ليكي انا اللي انتي كسرتيه وخليتيه تايهه لا عارف يتجوز ولا يبقي له اولاد زي باقي الخلق لمجرد انه كان بيتمناهم منك انتي! انا اللي حتي بعد مۏت جوزك رفضتيني للمره المليون ليه يا فيروز !
نظرت إليه فيروز پغضب وكراهيه هو ايه يا اخي!! هو بالعافيه !! مبحبكش يا فاروق ولا عمري هاحبك وفي حياتي مدخلش قلبي غير زكريا فوق بقه واصحي لنفسك وبعدين انت عايز تفهمني انك جاي وبتدور عليا ليل ونهار انا بنتي بس عشان حبك ليا ليه مفكرني غبيه للدرجه دي يا فاروق !!
نظر لها فاروق بأعجاب وأردفعمرك ما كنتي غبيه يا
فيروز بس خليكي عارفه انتي كل الفرص كانت في ايدك وانتي اللي
ضيعتيها
نظرت له في ثقه وتحديمكانتش يا فاروق هي لسه في ايدي فعلا واعمل اللي انت عايزه مش هتطول شعره مني ولا من بنتي ولا من فلوسها ولا حتي اللي بتدور عليه وانا وانت والزمن طويل يا فاروق
ضحك فاروق في سخريه وتهكم مرددا زمني انا بس اللي طويل يا فيروز انما انتي اعتقد انك اكتر واحده عارفه اخرك لحد امته !!
ارتبكت فيروز وقالت في خوفقصدك ايه !
ليميل عليها وهو يتحدث كفيحيح اﻷفاعي مردفاهو انتي مفكره اني مش عارف بموضوع مرضك وأنك في اخر ايامك يا دكتوره ! انتي معتقده اني مش عارف انك ممكن ټموتي بكره او دلوقت حالا ! طيب انتي محسبتهاش خالص ! معملتيش حسابك بنتك كده كده هيبقي مصيرها في ايد مين !! محدش قالك ان انا ابقي الواصي الشرعي ليها من بعدك لحد ما تتم 21 سنه!! متعرفيش انها هي وكل ما تملك هيبقي تحت ايدي انا!!
أبتعد عنها وهو يرمقها بتهكم وتحديكان هيحصل اي لو كنتي وافقتي من بدري عليا!!! لكن اوعدك يا فيروز من دلوقت اني هعيش بنتك اسود ايام حياتها معايا دا اذا قدرت تعيش وتستحمل فعلا اللي ناويلها عليه بنت زكريا !!
ارتفعت حده جميله عليه واشتدت اعصابها وقالت بكل ما تحمله من كراهيه وبأعلي صوتها الغاضب بررررررررررره اطلع بررررررررررره يا فاروق مش عايزه اشوف وشك تاني ابعد عننا بقه بررررررررررره
فاروق بضحك طالع يا فيروز بس اوعدك هيبقي مؤقتا فقط وراجع تاني
اغلقت الباب خلفه وتناولت دوائها واخذت تهدئ من روعها وبعد قليل ذهبت اليها مرام ماما حبيبتي قالك اي يا ماما بتزعقي ليه اهدي يا حبيبتي!!
اخذت تضم طفلتها پبكاء حار وقلب مفطور وبعد مده قالتقومي يا حبيبتي كملي مذاكرتك عشان اخر يوم ف الامتحانات بكره يلا بقه عشان نفوق ل 3 ثانوي وانسي اي حاجه حصلت ركزي ف دراستك وبس
تركتها مرام في حزنحاضر يا ماما
اخدت حماما دافئا وازداد الالم اكثر واكثر تناولت هاتفها وجهزت اوراقها وحسمت امرها واجرت اتصالا وقالت الي شخص ما في الهاتف لازم اشوفك دلوقت مفيش وقت للتفكير اكتر من كده لازم توافق
وذهبت بسيارتها لمقابله ذلك الشخص
عادت في المساء وجلست مع ابنتها وقلبها ينذف دما علي فراقها وتركها وحدها نظرت إليها مردده بهمسمرام حبيبتي !
أنتبهت لها مرام في حنو وقلقايوه يا ماما مالك شكلك تعبان قوي هو الصداع ده مش راضي يروح ابدا !
تحدثت جميله بحنان واﻷلم كاد ان يفتك بها حبيبتي متشغليش بالك بيا عايزه اقولك كلمه تفتكريها دايما ركزي في مستقبلك يا مرام اهم حاجه دراستك عايزاكي تحاولي علي قد ما تقدري انك تطلعي من العالم الصغير اللي انتي عايشه فيه ده حاولي تندمجي مع الناس وتفهمي تفكيرهم تعرفي اللي بيحبك واللي عامل زي الحيه بيحوم حواليكي تعرفي ان احنا عايشين في مجتمع مبقاش فيه خير ابدا القوي بياكل الضعيف وانا خاېفه عليكي ف يوم ټتأذي مرام خلي بالك من نفسك متديش الثقه غير للي قلبك يرتاح له لاني عارفه انك مش بتثقي في حد بسهوله بصي دايما قدامك واعرفي ان مفيش حاجه اهم من دراستك وحياتك عايزاكي تفتكريني دايما بالدعاء تفتكري كلامي اللي دايما بقولهولك كل ما تقعي
كانت مرام تستمع لها بدهشه وهي
لا تعلم ماذا تعني بحديثها ولماذا في ذلك الوقت تحديدا ثم اردفت بعدم فهم ماما اكيد بوجودك معايا هقدر اعمل اي حاجه !
أزدادت حده والدتها وقالت بعصبيهلا يا مرام اعتمدي علي نفسك عيشي جربي مش كل حاجه عليا لحد امته هتفضلي خاېفه !
وفي الصباح الباكر استيقظت مرام وجدت والدتها مازالت نائمه فبدلت ثيابها وظنت انها متعبه فتركتها نائمه
متابعة القراءة