جراح الماضي بقلم ساره
المحتويات
فارس برجاء.. و لكنها تناست أن قدر الله لا أحد يستطيع تغييره!!
توقفت نبضات قلب مرفت نهائيا لجأوا إلي الصدمات الكهربائية لأنعاشها و لكنها لم تجدي نفعا!!
انتهي الأمر كما بدأ و إلي الله ترجعون....
وقف فارس و حالة الحسړة مسيطرة عليه... بينما ليلي ببطء من الفراش الراقدة عليه والدتها بينما تحلق حوله روحها المغادرة...
ماما.. ماما فوقي يا ماما انتي قولتي أن عمرك مهتسبيني مهما حصل.. اديكي اهو بتخلفي بوعدك معايا مش انتي اللي علمتيني مخلفش بوعدي مهما حصل.. طيب انا عارفة ان كلنا غلطنا و هنا كمان غلطت و انتي زعلانة منها دلوقتي بس مينفعش تروحي و تسيبينا كدة يا ماما فوقي مش هتبقي انتي و بابا.. لا يا ماما حراام كدة.. حرااام!!!
دخلوا جميعا و هم يرون الممرضات يقومن بتغطية وجه مرفت..
اتجه الفتيات نحوها و أصوات صراخهن تتحد مع صړاخ ليلي ليشكلوا قالب جديد من الحزن..
ابتعدت ليلي عن فارس الذي انشغل بأمر البقية و سارت پضياع..
إلي خارج المشفي بأكملها سارت حافية القدمين في الشوارع.. بكائها المكتوم و أنينها يضعف أعتي إنسان..
تسمع صوت ينادي باسمها و لكنها لا تكف عن السير... لا تبالي بأحد
و مع انعدام الرؤية سقطت علي إثر صخرة لم تلحظها أمامها..
لم تحاول النهوض بل ظلت علي حالها و هي تبكي و تصرخ باسم والدتها
ليلي... فيه اية مالك!
ماما ماټت يا فهد.. ماټت خلاص راحت و سابتنا!!
عاد إلي منزله منهك بعد يوم طويل من العمل و التحقيقات الغير منتهية
دلف ليجد المربية الخاصة بابنته جالسة و علامات النزق واضحة علي وجهها
اهلا يا ضحي..
اهلا يا مازن بيه حضرتك اتأخرت النهاردة!
معلش يا ضحي كان عندي شغل كتير.. المهم حياة عاملة اية!
كويسة الحمد لله... أكلت و نامت من شوية!!
أخرج من جيب بنطاله نقود و أعطاها إياها قائلا
اتفضلي يا ضحي مرتب الشهر اهو..
شكرا يا مازن بيه استأذن انا بقي عشان اتأخرت علي ولادي..
خرجت هي بينما خلع هو معطفه و اتجه للداخل نحو غرفة ابنته التي لم تكمل الثانية من عمرها!!
اتجه نحو الفراش النائمة فوقه بهدوء...بحب أبوي شديد يعوضها عن غياب الأم!
تلك الحمقاء التي طلبت منه الطلاق و التنازل عن كافة حقوقها و عن ابنتها أيضا...
تركت تلك الملاك و هي لم تتعدي الشهر السادس من عمرها.. اختفت و لم يعرف لها طريق و لا يريد معرفة أين هي فكل ما يريده هي ابنته فقط!!
جلس علي الأريكة المقابلة لفراشها يتأملها بهدوء و هو يفكر في القادم..
ماذا سيفعل مع ملاكه تلك فبالتأكيد ستسأل عن والدتها ما إن تكبر.. ماذا سيقول لها حينها..
سحقا لتلك القلوب القاسېة التي لا تعرف الرحمة و لا الإنسانية
سحقا لمن يرون أن الحياة أموالا فقط و ليست سوي ذلك!!
اليوم قد مر يومين علي ۏفاة ذلك القلب الذي احتواهم جميعهم
ذلك القلب الذي كان يغدق عليهم بالحب و الحنان اللانهائي!!!
لكن الروح لم تمت.. الروح مازالت حية تشاهدهم من أعلي و تتحسر عليهم تترجاهن أن يكفوا عن البكاء و النحيب..
فالعمر مازال أمامهن و الحياة لا تقف علي شخص مهما كان!!
فبالتأكيد هي الآن تنعم بحياة أخري بعيدة عن غدر هذة الدنيا بسوادها القاتم..
انتهي العزاء و أصبح المنزل فارغ عليهن فقط...
ماټ الأب و ماټت الأم..
و ليس أمامهن إلي أن يواجهن هذه الحياة بمفردهن.. دون سند أو حماية
احم.. انا عارف انه مش وقته بس مرفت هانم قبل ما ټموت
كانت عاملة وصية و قالت إنها تتفتح بعد اسبوع من ۏفاتها حبيت بس ابلغكم بالموضوع عشان تبقوا عارفين لحد ما نفتحها!!
قالها شاكر المحامي الخاص بعائلتهن
و لكن و لا واحدة منهن استجابت لحديثه.. فكلا منهن في عالم آخر.. كلا منهن تفكر في القادم
وجود والدتهن كان داعم لهن كان يخفف الكثير من الأحمال و المصائب المتتالية..
و الآن ماذا سيفعلن من دونها!!!
و انت يا استاذ شاكر متعرفش اية محتوي الوصية دي..
احم.. هنعرف كلنا بإذن الله يا استاذ حسام لما نشوف فيديو الوصية..
صمت حسام بينما قال أحمد
تمام بس البنات يفوقوا من الصدمة يا استاذ شاكر انت شايف حالتهم عاملة ازاي..
انا مقدر يا احمد بيه بس مرفت هانم وصتني أن الوصية تتفتح بعد اسبوع من ۏفاتها..
خلاص يبقي بعد اسبوع إن شاء الله..
قالها فارس لينهض شاكر قائلا
طيب استأذن انا و البقاء لله
تولي فارس مهمة إخراجه من المنزل
و وصل معه نحو الباب الذي ما إن فتح حتي امتعضت ملامح فارس و هو يري فهد أمامه
سلام يا استاذ فارس!!
قالها شاكر و هو ينطلق خارجا ليقول فهد
ازيك يا دكتور فارس اومال فين ليلي!!
لاحظ فارس تخليه عن الألقاب ليقول بضيق
ليلي تعبانة يا استاذ فهد و مش هتقدر تقابل حد..
قبض فهد علي الباب و هو يقول
متابعة القراءة