رواية دعاء عبده
المحتويات
خلصت ضميرى وحكتلكوا على اللى عرفته
ربتت عفاف على ظهرها قائلة
مكنش فى داعى يابنتى
قالت بحزن
لاء فى يا طنط عفاف .. لما بابا طرد وليد سمعته بيتوعد مريم ويوسف .. خفت عليهم وانا عارفة وليد شرانى .. كان لازم تعرفوا علشان تخلوا بالكم منهم وخصوصا من مريم
وضعت إيمان كفها على صدرها قائلة بأسى ممتزج بالخۏف
هو فى كده فى الدنيا معقول
أنا اتصلت على عماد وقلتله يعجل بالجواز .. أحنا المفروض مكناش هنتجوز قبل شهرين لكن انا خلاص مبقتش قادرة اقعد فى البيت ده.. وهو قدر الظروف ووعدنى انه هيكمل اللى ناقص بسرعة
ونتجوز بالكتير بعد أسبوعين وقلت لبابا وهو وافق
نهض عبد الرحمن بحدة قائلا
متعرفيش وليد ممكن يروح فين بعد ما مشى من البيت يا وفاء
عبد الرحمن أرجوك .. ملكش دعوه بيه
أعاد سؤاله مرة أخرى على وفاء وكأنه لم يسمعها فلمعت عيناها بالدمع قائلة
أرجوك يا عبد الرحمن انا ماليش غيرك...
بينما قالت وفاء
لا معرفش
نظرت إليه والدته قائلة
أسمع كلام مراتك يا عبد الرحمن .. وبعدين الحكاية خلصت وابوه طرده
قال بجدية
قالت
خلاص ناخد بالنا وخلاص .. لكن مش نروحله احنا لحد عنده يابنى
هتف قائلا بانفعال
اللى حصل ده مش حل يا ماما.. كده الموضوع هيفضل متعلق ..لازم نحسمه علشان نخلص .. وبعدين يعنى انتوا شايفنى هروح اقتله
تعلقت إيمان بذراعه قائلة
أرجوك اسمع كلامنا ..
نظر إلى عينيها فوجدها ترجوه بشدة فربت على وجنتها بحب قائلا
قالت وقد أفلتت دمعة من عينيها
مر الأسبوعين وأضطرت فاطمة إلى العودة للمنزل لحضور حفل زفاف ابنتها فى هذه الفترة كانت مريم لا ترى يوسف تقريبا كان يخرج باكرا جدا ولا يعود قبل منتصف الليل فيدخل غرفته ولا يخرج منها إلا وقت أذان الفجر لم تكن تسمع صوته إلا مرة واحدة عندما يطرق باب غرفتها قائلا
ولم تكن تراه إلا حين عودته من صلاة الفجر وهو يلقى عليها السلام ذاهبا إلى غرفته مرة أخرى حتى أيام العطلات لم يكن ليبقى فى المنزل حتى لا يضايقها بل كان يتطوع مكان عبد الرحمن ليسافر فى عمليات التخليص الجمركى
كان حفل الزفاف فى أضيق الحدود لم يحضرها سوى المقربين فقط من العائلتين واضطر حسين إلى الضغط على أولاده وأزواجهم لحضور الحفل من أجل وفاء ووالدها فقط جلست فاطمة بالقرب من ابنتها ولم تتحرك إلا لمصافحة المدعوين ببرود.
انت مش هتبطل تبصله بقى.. الراجل مش عارف يودى وشه منك فين.. شيله من دماغك بقى
ألتفت إليها وقال بجدية
وهو يهمك فى حاجة يا هانم
أبتسمت بحب قائلة
اه يهمنى .. يهمنى انك تعرف انى بحبك انت وبس
لانت ملامحه كثيرا وقال بخفوت
من ساعة ما شفته بيبصلك أول مرة لما اخوه جه يتقدم لوفاء وانا بكرهه لله فى لله ومبطيقهوش
قالت مداعبة
بس انا بقى بتبسط لما بشوفه
ضغط على يدها بقوة وقطب جبينه قائلا
نعم بتتبسطى لما بتشوفيه
أبتسمت پألم وهمست تشاغبه قائلة
أصله بصراحة لى عليا فضل كبير أوى.. من ساعة ما شوفته بيبصلى وانت بقيت تغير عليا وتحبنى
نظر لها بتأمل وعمق يتفرس فى ملامحها عن قرب وقال
لا انا كنت بحبك من قبلها بكتير بس انا مكنتش عارف
أسندت رأسها إلى قبضتها برقة قائلة
وأيه بقى اللى خلاك تاخد بالك
تنهد بارتياح وقال بثقة
ربنا..
نظرت له بعينين حائرتين فتابع قائلا
ربنا رزقنى حبك يا إيمان وأنا مكنتش لاقى تفسير لده .. لحد ما قربت منك اكتر واكتر وعرفت انت قد أيه قريبة من ربنا وانك بتلجأى له سبحانه وتعالى فى كل شىء كبير أو صغير ومبتشتكيش لحد غيره .. وساعتها عرفت معنى الحديث اللى بيقولمن كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة
ساعتها بس عرفت ليه ربنا طوعلك قلبى وبقيت احس بيكى فى دمى وان ربنا حط حبك
فى قلبى ومن غير مقدمات لقيت نفسى بعشقك ومبقتش اقدر استغنى عنك زى ما اكون بحبك من سنين
كانت ايمان تستمع إليه وعيونها تنطق بالحب والهيام تعلقت عينيهما ببعضهما البعض لفترة طويلة وهما تبوحان بالكثير قطع صمتهم المتحدث هذا زفرته القوية وهو مازال يتفحصها وقال بعذوبة
هو مش احنا حضرنا وعملنا الواجب ماتيجى نمشى بقى
ضحكت وقال برقة
أحنا لحقنا !
قال بنظرة تعرفها جيدا
أنا بقول نروح بقى.. أصل احنا مخلصناش موضوع السياحة بتاعنا
أبتسمت وقد احمرت وجنتاها وقالت
هو الموضوع ده مش هيخلص ولا ايه دى مكانتش كلمة دى
مالك يا مريم
ظهرت علامات الألم على وجهها وقالت بصوت متقطع
مغص بيقطع فى بطنى يا يوسف الحقنى
ساعدها على النهوض ولف خصرها بزراعه وأسندها إليه برفق وهو يحاول أن لا يلاحظ أحد ما يحدث وبمجرد أن خرجت إلى الهواء استنشقته بقوة شديدة ثم بدأت فى التقيأ إلى
متابعة القراءة