رهف
المحتويات
فالټفت سريعا ليجدها متمسكة رهف وتبكيان نزلت دمعاته التي كان يحبسها منذ رآها في سريرها ذابلة ود لو كان هو مكان رضوى لما كان أخرجها
اقترب حتى أصبح على مرآى من عينيها نظرت له بعتاب طويل ونظر لها بشوق والف اعتذار
اشاحت بوجهها تختبئ من نظراته التي تحاصرها وهمست باذن والدتها خرجيه مش عاوزة اشوفه
رفعت رأسها والټفت لعاصي دون أن تتحدث فهم من نظرة عينيها ليلتقط الجاكيت الخاص به عن طرف الفراش ويخرج دون أن يتحدث
هبطت دمعاتها دون إرادتها لم تعلم ان حبه قد نبت بداخل قلبها حاولت
ان تقاوم هذا الشعور الذي يطلب منها أن توقفه وتنادي عليه لتسمع تلك النبضات اشتاقت ليده الحانية التي لم تشعرها من غيره
بقيت والدتها معها حتى تعافت كانت تجلس رهف في الشرفة صباحا تنعم بدفء الشمس مع نسمات هواء باردة قليلا تقدمت رضوى وهي تحمل كوبين من الشاي الساخن وجلست بجانبها
بقدر ما كان اعتراف والدتها ثلجا وبردا لڼار قلبها الا ان ذكريات وشناعة اتهامها أشعلت ڼارا كانت تظن أنها خمدت وانطفأت بداخلها بدأت تبكي بحړقة بعد أن انتهت من بكائها نظرت لوالدتها متسائلة عرفتي منين وامتى
شعرت بقلبها يرتعش وقالت بلهفة ظاهرة هو عاصي عرف
طبطبت رضوى على ظهر ابنتها وقالت من يوم ما رحتي للدكتورة وهو عارف بس كان عاوزك تتكلمي تقولي بس انتي سكتي ومدافعتيش عن نفسك وانتي معاكي الدليل
نظرت لها رهف پانكسار وقالت ادافع عن نفسي ازاي وليه ولمين وانتو اقرب الناس ليا كدبتوني وشكيتوا بيا
ابرر لعاصي ليه وهو اللي كان مخوني ومانعني اخرج وكل ما يشوفني يسمعني كلام زي السم
هل كنتوا هتصدقوا الح
وضعت رضوى يدها على فم ابنتها توقفها عن ترديد تلك الكلمات الچارحة القاسيه شعرت كأنها رصاص يخترق قلبها
أزالت رهف يد والدتها وقالت پألم ايه الكلام بيجرح تخيلي انا كنت حاسه بإيه وانا سمعاكم وشايفاكم بتوصفوني بأقذر الصفات واپشع اتهام
في اليوم التالي وبعد انقضاء ليلة لم تغمض عين إحداهما ارتدت رهف ثيابها تحت أنظار والدتها وهي تقول انا مش هقبل اعيش كده انا هنزل الشتغل واصرف على نفسي
رضوى يا بنتي شغل ايه ده احنا عندنا فلوس وشركات والدك الله يرحمه
رضوى مستنكرة بيمن عليا وبعدين الشركات دي ابوكي ليه فيها النص وان كان عاصم اللي بيديرهم فده عشان انا عاملاله توكيل
ظهرت ابتسامة جانبية على وجه رهف وقالت طبعا مأمناه زي ما امنتيه على بنتك
قالت كلماتها وخرجت لتبدأ رحلة العمل والتي تكللت بالنجاح حين وافق صاحب مكتبة على أن تعمل معه بوردية المساء
بدأت الأيام تجري والبعد يزداد والقلوب تتألم كل منهما يتحطم من الداخل
هي تحاول إخماد ڼار العشق التي تتأجج بداخلها توهم نفسها انه لا يستحق هذا الحب
هو كان كما المراهقين يراقبها في كل مكان
وفي اي وقت
يحاول أن يتشرب ملامحها التي باتت إدمان له
يلاحق خطاها عله يستشعر اقترابها أكثر لعل ظلها يلامسه
سنة كامله انتهت وقد تغير كل شيء هي من كانت خجولة ضعيفة أصبحت ذات شخصية قوية تجربتها صنعت لها كيان صلب ومكافح تعلمت الا تتنازل عن حقها ابدا وان تنتزعه حتى لو كان من اقرب الناس اليها
حاول كثيرا محادثتها ولكن الصد والنفور كان ردها
وفي أحد الأيام كان يجلس خلف مكتبه دلفت له السكرتيرة وهي تقول في انسة برا بتقول عاوزة تقابلك
عاصي دون أن يرفع رأسه عن الاوراق انسه مين
السكرتيرة مقالتش
نظر لها وقال مش عاوز اقابل حد
دلفت للداخل وقالت وهي تنزع نظارتها الشمسية بس انا مش اي حد
انفرجت اساريره والابتسامة ملأت وجهه وعينيه يتأملها باشتياق فها هي امامه بدا يتفحصها وجهها الذي ازداد إشراقا وجسدها الممشوق نظر لعينيها التي كانت كلها اصرار وقوة
وقف ببطء وهو يشير لها اتفضلي دي الشركة نورت قالها وهو يتقدم منها ويشير لها للجلوس على أحد المقاعد ولكنها فاجأته حين غيرت مسارها وجلست مكانه خلف مكتبه وعلى وجهها ابتسامة انتصار جعلت قلبه يرفرف فرحا
عاصي تحبي تشربي ايه
رهف قهوة مظبوطه
عاصي للسكرتيرة اتنين قهوة مظبوطه
خرجت السكرتيرة وعلى وجهها ذهول من تصرفاتهم
عاصي طمنيني عليكي عامله ايه
رهف بعمليه بخير شكرا لسؤالك ممكن نتكلم بالمهم
اسند ظهره للخلف وقال وهو يسحب نفس طويل وايه هو المهم
رهف التوكيل اللي ماما كانت عملهولك بخصوص شركات بابا
عاصي ببرود ماله
رهف هنلغيه عشان انا هستلم
قاطعها عاصي بابتسامه هتستلمي الاسهم بتاعتك انتي ومامتك ابوة مرات عمي قالتلي والأوراق جاهزة اي طلبات تانية
أزالت خصلات شعرها عن وجهها وقالت بغرور ايوة
عاصي اللي هيا
رهف وهي توزع نظراتها حولها المكتب ده عاجبني وعاوزاه
لم يستطع التماسك أكثر وبدأ يضحك بصوت عال خطڤ قلبها بضحكته شردت بتقاسيم وجهه التي اشتاقتها وتلك الخطوط المرسومة على جانبي وجنتيه والتي لا تظهر الا حين يضحك نظرت لعينيه التي ضاقت كثيرا واسنانه التي ظهرت
تاهت وتاه قلبها معها حين غمز لها بعينه وهو يقول المكتب وصاحبه تحت امرك
ارتجف قلبها وحاولت السيطرة على نفسها وهو يهمس وحشتيني جعلها تنتفض
اما هو فلم يصدق أنها امامه أغتنم فرصة من الممكن الا تتكرر دعي التفكير لاحقا ونحي عقلك جانبا
أعاد روحها التي كانت قد ضاعت منها
وجدت نفسها التائهة نعم هنا مكانها معه وله هو ملك لها وهي ملك له
هنا اكتملت ذاتها وشعرت بأنوثتها
هذا قدرها وحبها
هو شريكها وشريك حياتها
طرقات على باب اعادتهم للواقع انتفضت و ابتعدت عنه لتقع على الكرسي خلفها نظرت بتوتر لنفسها وله وهي تعدل هندامها
زفر بضيق وهو يلعن بنفسه الباب وطارقه وضع يده بشعره يحاول إعادة ترتيبه وقال اتفضل
دلف الساعي وببده اكواب القهوة وضعها أمامهم وخرج
أمسكت كوب القهوة بكلتا يديها تستنشق رائحتها بتلذذ وهي مغمضة العينين
نظر
لها يتشرب ملامحها لتفتح عينيها وتقول نكمل كلامنا
ابتسم باتساع وهو يقف لتقول وانت مكانك
رفع حاجبه وقال ازاي يعني
رهف زي اي اتنين شركاء ولا انت متعود تعمل كده مع اي حد تشتغل معاه
رمش بعينيه قليلا وقال بجدية مصطنعه وهو يقاوم
ضحكاته لا طبعا بس لو الشريك زيك ممكن نغير استراتيجيه الشغل
جحظت عينيها وهي تشهق وقالت اما انت قليل
ضيق عينيه وهو يقول لنفسه انا قليل هو انت لسا شفتي قلة بس اصبري عليا
قال بصوت رخيم تمام تحبي تبتدي منين
بدأت تتحدث بعمليه و هو
يشاركها الكلام سعد جدا بفكرها وأفكارها وجديتها بالحديث حاول
خلال حديثهم استدراجها ولكنها كمن دلقت جليد على قلبها نظرتها ابتسامتها حتى حركتها
كلها كانت تحت سطوة
متابعة القراءة